الفصل 58 (أمان القلوب)

238 10 8
                                    

نزلت الفصل بدري ... أتمنى يعجبكم

لا تنسوا التصويت 🙏💓


أدخلت ليان فنجان القهوة لزيد وعلى وجهها ابتسامة عذبة، فأمسك بيدها وقبلها، ثم شكرها على ذلك مما جعلها تبتسم بخجل وتقول محاولة تغيير الموضوع: هل انتهيت من توقيع هذه الأوراق؟

رد زيد: بقي القليل ... انتظري هنا.

جذبها من يدها وأجلسها على ساقيه ورغم شعورها بالخجل من تصرفه المتكرر هذا واستغلاله لدخولها من أجل العمل إلا أنها باتت تتقبل ما يفعله برحابة صدر وسعادة. رن هاتف مكتبه، فأجاب وإذا بها موظفة الاستقبال تخبره بأن أوس قد أتى ويريد لقاءه، فطلب منها جعله يصعد على الفور. نظر زيد لليان القابعة بين ذراعيه وتذكر كلامها عن صديقه هذا ومدى قربهما فيما مضى مما جعله يشعر بالغيرة حتى قبل أن يقابلا بعضهما البعض. لاحظت نظراته وعبوس وجهه وتساءلت باستغراب: ماذا هناك؟ أهناك ما يزعجك؟

رد زيد بغيظ: لقد أتى أوس ليقابلني.

تهلل وجهها واتسعت ابتسامتها حيث هتفت قائلة: حقًا؟ هل هو هنا الآن؟

ازداد غيظ زيد وهتف باستنكار: ولمَ أنتِ سعيدة لهذه الدرجة؟!

أجابت ليان بعفوية: أنا لم أره منذ سنوات عديدة ... أخبرتك بأنه بمثابة أخي الأكبر.

رد زيد بغيظ من بين أسنانه: ليس أخوك وكوني حذرة بتعاملكِ معه ... أنت فتاة ناضجة الآن ولستِ طفلة ... كما أنني أخبرتك من قبل بأنني اغار.

عبست ليان وهمت بالاعتراض على كلامه، فقال بتحذير: ابتسمي له إذًا وسترين عقابي يا ليان وفي الحقيقة أنا أتوق لمعاقبتك.

قال جملته الأخيرة وهو يحدق بشفتيها وقد تذكرت كلامه بأنه سيعاقبها بتقبيله لها كلما شتمته أو جعلته يشعر بالغيرة عليها وعلى ما يبدو بأنها ستنال عقابها قريبًا؛ فكيف لها ألا تتحدث مع أوس أو تبتسم له وهو الذي كان لها بمثابة الأخ؟!

حاولت التحدث معه لتخفيف حدة غضبه وإقناعه بأن أوس بالنسبة لها كأخيها الأكبر الذي لم تحظى به إلا أنه لم يستمع ولم يتقبل أي شيء مما تفوهت به، بل تجاهل كلامها بأكمله وتظاهر بأنه يركز بالأوراق التي أمامه في حين كان يخشى ألا يستطيع ضبط مشاعره ويتصرف بطريقة تسيء لأوس. نعم هو غيور ومتملك ويعلم هذا، ولكنه لم يتخيل أن تصل مشاعره لهذا الحد مع معذبة قلبه هذه والتي على ما يبدو ستجعله يختبر الكثير من المشاعر التي لم يتخيل أن يمر بها.

دخل أوس بكامل وسامته وجاذبيته التي تضاعفت مع تقدمه في العمر وهو يردد اسم زيد بحب ومرح وقد فتح ذراعيه له ليقابله الآخر بالمثل. تبادلا العناق والسلام وقد جذب نظر أوس تلك الفتاة المحجبة التي تنظر له بابتسامة واسعة. مجرد كونها أنثى سيلفت نظره لها، ولكنها أيضًا حسناء رغم لباسها الساتر. لاحظ زيد نظراته، فوقف أمامه يحجب نظره عنها، فابتسم أوس بخبث متسائلًا: من هذه؟ أشعر بأنني رأيت هذا الوجه الجميل من قبل؟

عمرُ روحيWhere stories live. Discover now