البارت الخامس والخمسون

622 14 0
                                    

البارت الخامس والخمسون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

يلتفت أحمد خلفه ليجد سما ملقاه علي الأرض فاقدة للوعى ليركض نحوها ليحملها وهو يهتف بإسمها وبجواره إبنته تصرخ بإسمها ليلتف الجميع حوله يحثونه علي وضعها علي الفراش حتي يتمكنوا من إفاقتها
يتطلع لها أحمد ليلاحظ تلك الزرقة التي تغطي وجهها وبشرتها المثلجة ليركض بها نحو الدرج وخلفه والدته وداليا التي تهطل دموعها لإحساسها أنها هي السبب
يصل أحمد إلي المستشفي ليتلقاه الفريق الطبي عقب رؤيته لحالتها تلك ليركضون بها نحو الداخل
يخرج الطبيب بعد لحظات ليلتف حوله الجميع علي أمل أن يستمعوا إلي ما يثلج قلوبهم ولكنه يخبرهم بحزن وخاصة أن سما تعمل معهم بنفس المستشفي ليخبرهم أن سما تعاني من تسمم حمل ومن المحتمل في أى وقت أن تخضع لولادة قيصرية أما الآن سيتم إجراء بعض الأشعات المقطعية للإطمئنان علي حالة المخ لديها وإن كان هناك نزيف نتيجة ضغطها العالي
يقف أحمد يتطلع حوله بضياع فحب عمره علي وشك فقدها فكيف له أن يعيش بدونها يا الله ما ذلك الشعور المؤلم من الفقد لا يستطيع حتي تحمل الفكرة ليسقط أرضا ليلتف حوله الجميع بينما تجلس داليا مكانها لتدخل في هيستيريا من البكاء لتفيق علي يد إسلام ( الأخ الأكبر لسما ويعشق داليا ومن المقرر أن يخطبها)  يربت إسلام علي كتفها فهو حتي الآن لا يعلم عن الأمر من شيئا ثم يمد يده حتي تنهض داليا بينما تتطلع له داليا بخزى وحرج وهي تردد كلمات غير مترابطة وغير مفهومة ليربط إسلام كلماتها ويدرك الأمر مما جعله يتركها والدموع متجرة في عينيه علي حب عمره الذي طالما تمناه وعلي أخته التي ترقد بالداخل علي وشك الموت
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
منذ أن عادت من عملها وهي شاردة بيها شئ مختلف صامته وكأن هناك العديد من الحسابات والترتيبات المعقدة تجريها بعقلها
يتطلع إليها يوسف متعجبا لتلك الحالة التي تنتابها اليوم معتقدا أن هناك خطب ما معها بالعمل ليحاول إستدراكها لتقص له فلا يجد منها سوى الصمت
يتمدد علي فراشه بالمساء يقلب بهاتفه بينما نظراته وعقله مع من سلبته ليخفق قلبه مع حركاتها ليجدها فجأة تجلس بجواره ببعض من الإرتباك لتسأله بتردد عن معرفته بتلك التي تدعي سلمى
هنا تتغير ملامحه كاملة ليسألها بلهفة عن سبب ذلك السؤال وكيف عرفتها
تدرك حور خطؤها الذي تغذيه غيرتها لتقص له حور ما حدث بالمساء
كان قلب يوسف يخفق بسعادة وهو يرى غيرتها في عيونها ليقترب منها يتشرب ملامحها حتي إختلطت أنفاسهم يتطلع بعيونها ليشعر بشوقها إليه فيقترب أكثر حتي أطبق علي شفتيها في قبلة ناعمة ليرفع ذراعيه محتضنا إليها يشعر بإستجابتها معه وذوبانها بين يديه لكن كل ذلك ينقلب فجأة ليشعر برعشتها ودموعها التي إنفجرت ويداها تبعد يديه لتبتعد عنه بأنفاث لاهثة ليعلم أن ذكريات الماضى تهاجمها
يكور يديه ليضرب بها الحائط من فرط تلك المشاعر التي إنتابته فهو بشر وليس ملاك يحاول أخذ نفس عميق حتي لا يرتكب حماقة ما تتسبب في إنهيار تلك العلاقة كاملة
يقف فجأة ويتطلع لها ثم يغادر إلي الخارج صافدا الباب خلفه
تسمعه من الداخل يؤدى تلك التمارين المرهقه لتشعر بمعاناته وتلوم نفسها علي حماقتها
بعد مدة من الوقت يعود يوسف ليتمدد علي الفراش ليتأكد من إستيقاظها من شهقاتها المكتومة تلك ليجلس علي الفراش متطلعا لها ليقول في حزم
- أنا عارف إنك صاحية وسمعانى......  إنتي مستنية إيه من الماضي عشان تنسيه ليه حابسه نفسك في دايرته وهو إنتهي.... مستنيه نفس الأشخاص ترجع تاني وتعتذر هما خلاص راحوا ومش راجعين بس قبل ما يمشوا عملوا اللي عليهم وأذوكي يبقي هنا دورك اللي لازم تعمليه وتنسي وتساعدى نفسك تعيشي حياة جديدة.... أنا إستحملت كتير عشان تتغيرى وتخرجي من الدايرة دى... بس إنتي اللي مصممة تفضلي جواها وده لواحده شئ ممل... قدامك فرصة ية تعترفي بمشاعرك ومكانتي في قلبك.... يا إما كده هعرف إني كنت مخطئ في إحساسي وساعتها مش هنقدر نكمل
وعند تلك الكلمة الأخيرة تضاعفت دموعها ولكنها لم تبدى أيه رد فعل ليظل يوسف دقائق ينتظر منها رد فما يجد سوى الصمت ليتمدد بجوارها غارقا في خيباته
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
اليوم من أصعب الأيام التي مرت علي حور مع يوسف
فكان التجاهل بطل اليوم فقد إستيقظ قبلها بفترة يبدو متجهما شاردا ولم يتناول طعام إفطاره وفي منتصف اليوم يبعث لها برسالة يخبرها أنه لن يستطيع تناول طعام الغداء معهم اليوم لتشعر حور بغربتها من دونه لتعترف لنفسها ولأول مرة يكون إعترافها أنها تعشقه ولكنه بعيد الآن حتي إنه لم يرد علي مكالمتها فهل ما فعلته يستحق رد الفعل ذلك منه
تتناول هاتفها لتقوم بكتابة رسالة إليه تحاول شرح ما تمر به ولكنها تلغي الفكرة سريعا وتقوم بمسح تلك الرسالة
تدور حول نفسها في ملل لا تستطيع أن يمر يومها هكذا بدونه
تتمدد حور علي الفراش محتضنه إحدي قمصانه فلقد إشتاقت إليه كثيرا لتستنشق رائحته من ذلك القميص لتملأ رئتيها لتشعر أن ذلك مسكن لحالتها تلك
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المستشفى
يقف أحمد أمام باب العناية ودموعه لا تتوقف عن الهطول ويقف بجواره يوسف الذي علم بما حدث باكر فقرر أن يكون بجوار صديقه
يجلس باقي الأفراد علي مقربة منهم وألسنتهم لا تكف عن الدعاء لسما بينما إسلام يقف مستندا علي زجاج الرعاية يتطلع إلي أخته الراقدة بالداخل برجاء وتمني أن تفيق ويسمع صوتها
أما عن تلك المدعاه داليا تجلس أرضا وقد تورمت عيناها من كثرة البكاء لتنهض وتقترب من أحمد بخطى بطيئة ولكنه يصرخ بوجهها أن تبتعد فإن فقد زوجته لن يسامحها طيلة عمرها
تتطلع لها العيون بالكثير من الإتهامات التي لم تستطيع تحملها لتركض بعيدا عنهم بل خارج المستشفي لتقوم إحدى السيارات بضربها ليتفاجأ الجميع بعودتها ولكن علي نقالة في حادث ليتوجه لها الجميع ما عدا أحمد وإسلام فكل منهم يمتلك جرح نازف لا يستطيعوا أن يتخطوه
لحظات ويلاحظوا حركات غير عادية في غرفة سما وبعد لحظات يخبره الطبيب أنه سيقوم بإجراء الولادة الآن لسما فالأمر لا يحتمل التأجيل ليوافقه أحمد علي الفور
بعد قليل تمر من أمامه زوجته وعشق حياته في إتجاه غرفة العمليات لينهار باكيا بين أحضان يوسف الذي يمسد علي ظهره بحنان ليذرف الدمع هو الآخر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند حور
تتلقي حور رسالة من يوسف أنه لا يستطيع الرد عليها في الوقت الحالي فقد ظن أنها علي علم بما حدث لسما وخاصة أن ندى إنضمت إليهم في منتصف اليوم لتتعجب من عدم حضور حور
تفسر حور تلك الرسالة وكأنها قطع لما بينهم تريد تخبره أنها تعلمت الدرس جيدا نعم هي فقط في إنتظار عودته حتي تعقد معه تلك المشكله وتصرخ في وجهه كيف يتركها كل ذلك يجب ألا يتجاهلها مهما حدث
رتبت الأفكار في رأسها في إنتظار عودته إليها فلن تفوتها له.
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المستشفي
بعد مدة تلد سما ليودع إبنها في المحضن وتعود سما إلي الرعاية مرة أخرى ومازالت علي حالتها تلك
يطمئنهم الطبيب أنهم إستطاعوا إجتياز الكثير من الخطر... وهي الآن تحت الملاحظة في إنتظار إستقرار الضغط وعودة وعيها
بعد أن دلفت سما إلي الرعاية يقوم أحمد بطلب الدلوف إليها ليمنعه الطبيب حتي باكر فهي الآن تحتاج إلي الراحة فقط
تأتي داليا وقد جبس الطبيب ذراعها الأيمن وهناك بعض الخدوش والكدمات بوجهها لتقف بجوار أحمد التي تحمل نظراته النفور منها تترجاه أن يسامحها فالندم يقطع نياط قلبها ولكن الرد من أحمد هو الصمت ليشير إليها يوسف بالصمت الآن فليس ذلك الوقت المناسب أو المكان المناسب
أما عن إسلام يتطلع لها بنظرة لأول مرة تراها في حياتها منه إنها نظرة كره لتشعر وكأنها خنجر غرز بقلبها لتصرها بنفسها وتقف قريبا منهم وحيدة تبكى في صمت لا تعلم تلك الدموع من ذلك الألم العضوى أم الألم النفسي
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
يعود يوسف في وقت متأخر ليتفاجأ بالطفلين يركضون نحوه هاتفين بإسمه ليحملهم بحب ويعتذر عن عدم شرائه للحلوى المفضلة لديهم اليوم
تتطلع له حور لتتبخر كل الجمل التي رتبتها لتتعجب من ذلك الإرهاق والحزن الذي يغطى ملامحه
يلقي يوسف بمفاتيحه علي المنضدة ليلقي عليها التحية بخفوت كم هو محتاج الآن لحضنها يحمل عنه ما يعانيه من ألم ولكنه لا يستطيع فعل ذلك ليفضل الصمت
يدلف إلي الحمام ليأخذ حماما باردا لعله يهدئ مما يعانيه ثم يدلف إلي غرفة النوم يتمدد علي الفراش بوهن تحت نظرات حور التي تخبره أنها أعدت له الطعام ولكنه يخبرها بأنه لا يريد الطعام فقط يريد قسط من النوم ليغمض عقبها عينيه بينما حور تقف أمامه للحظات ثم تغيب لحظات لتعود عقبها تتمدد بجواره وهي تقاوم شعور يلح عليها بالإندساس بين أحضانه حتي غفا الإثنان وفي قلب كل منهم رغبة للشعور بالآخر ولكنه يخفي رغبته
إلي اللقاء في البارت القااااااادم والأخييييييير

                   «يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now