البارت الثالث والعشرون

602 18 1
                                    

البارت الثالث والعشرون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

جلست سما وحولها والدتها وأخواتها ووالدة أحمد وأخواته ليتحول المكان إلي ساحة من السعادة وتتعالي الضحكات بينما أحمد يعد تلك المتطلبات اللازمة للإحتفال رافضا مساعدة أي أحد لتتبعه سما بنظراتها الممتنه له
لقد تحمل منها الكثير في البداية تحمل رفضها له وأصر علي إتمام تلك الزيجة ثم تحمل أعباء مرضها بمفرده دون كلل أو ملل لتشعر أن الله يكافؤه بشفائها
يا الله كم أنت جميل يا حبيبي عملة نادرة في زمن أصبح ما تفعله ذلك معجزة
كيف لها نكران تلك النعمة من أشخاص حولها يكنون لها الحب وزوج حنون يعشقها
تتمني أن يمر ذلك العام سريعا حتي تتمكن من إنجاب طفل يحمل نفس صفات والده
ينتهي أحمد من إعداد المكان ليتوجه نحو محبوبته يمد يده إليها لتنهض معه ليديرها برفق لتتفاجأ به يضع لها تلك السلسلة
تتلمسها سما بفرحة والدموع تأبي التوقف ليديرها أحمد لتواجهه ثم. يفتح ذلك القلب الخاص بالسلسلة لتجدها تحتوى علي صورة لها ولأحمد  فتقبلها برقة ويصفق الجميع فخرا بذلك الفرد في عائلتهم
           ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
قرر شادى اليوم زيارة والدته وتناول طعام الغداء معها بصحبة زوجته
يحاول شادى جاهدا التقرب بين والدته وزوجته ولكنه لا يستطيع فليتركها للزمن قادر علي الإصلاح
يصل شادى إلي منزل والدته وما إن دلف للداخل يتفاجأ بوجود ليليان تخرج من المطبخ
لا يعلم شادى لماذا شعر بتلك الخفقة الزائدة في قلبه ولكنه تعاضي عنها ليحاول أن يبدوا طبيعيا حتي لا يثير مشكلة بينه وبين سلمى التي يعلم جيدا أنها تغار من ليليان
تستأذن ليليان في المغادرة عقب ترحيبها بشادى وزوجته لتعرض عليها سعاد بتناول الطعام معهم ولكنها ترفض وبشدة خاصة بعد تلك النظرات التي ترمقها بها سلمي لتلاحظ التغيير بها فلقد أصبحت أنيقة كثيرا ومتكبرة أيضا
يظل شادى شارد في تلك الفتاة التي بالرغم من زواجه وتخلليه عنها لم تتغير معاملتها لوالدته بل إن والدته تقص له أنها أصبحت أقوى من ذي قبل
تغادر ليليان لتبدأ سعاد بتحضير الطعام لتنهض سلمي بتكاسل تساعدها وهي تسألها عن طبيعة علاقتها بليليان لتخبرها أنها إبنة يتيمة جاءت مع أخيها لتقوم جدتها التي كانت جارتهم بتربيتها لتتوفي الجدة وتعيش الآن مع أخيها الذي تزوج
بينما تربطها بليليان علاقة قوية منذ صغرها
تقترح سلمي علي سعاد أن تنتقل للعيش معهم ولكن سعاد ترفض بشدة فلا تستطيع ترك مسكنها
في الواقع كانت سلمى تتمني تلك الآجابة فهي لا تريد منافس لها في المنزل ولكنها فعلت ذلك بناء علي رغبة شادى
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمر الأيام ليقوم حسن بالسفر لمدة أسبوع لإنهاء جميع حقوقه بالشركة ثم العودة مرة أخرى ليقرر أن يقوم بتأسيس شركة خاصة به ليعمل معه أخواته بها وبنفس الوقت يظل بجوار زوجته
يقرر العمل من خلال مكتب صغير الآن ليقيم الشركة عقب ولادة حور
يساعده في ذلك المكتب أخيه عصام بالرغم من بعده كل البعد عن مجال الهندسة ولكنه قرر أن يمون بجواره
اليوم هي الزيارة الدورية للطبيبة ليعقبها حسن بجولة للتنزه وشراء بعض الأشياء الخاصة لحور
لقد أصبحت حور في شهرها السابع ليعد حسن نفسه ليكون أبا فدائما تروى له حور أنه سيكون أبا رائعا
تتجمع العائلة عقب عودة حسن وحور ليلاحظ الجميع ذلك التغير الملحوظ في معاملة عصام لحور فلقد أصبح يتبادل معها أطراف الحديث بل إنه أصبح يبتسم لها
يقوم عصام بإبلاغ أخيه بعمل جديد يجب عليه النزول للموقع غدا حتي يقوم برسم التصاميم اللازمة
يوافق حسن ليقوم بإعطاء والدته بعض النقود لتحفظها في تلك الخزنة الخاصة التي في حجرتها ليخبرها أنه سوف يقوم بفتح حساب بنكى بتلك النقود كاملة الأسبوع المقبل
يساعد حسن زوجته حتي تنهض ليغادرا متوجهين إلي شقتهم
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يعود شادى من عمله مستعدا لتلك الموجه من الكآبة التي سوف يتلقاها من زوجته بسبب الإنجاب فطلبها اليومي أن يقوم بعمل الفحوصات اللازمة لإكتشاف سبب تأخر الإنجاب لديهم
بالرغم من أن الأمر لا يشغله كثيرا فلم يمضي علي زواجهم سوي ستة أشهر ولكنها تلح في الأمر كثيرا
حتي أنها أقنعته أنه سبب التأخير
يدلف شادى إلي الداخل ليقلي بسترته علي الأريكة بإهمال إستعدادا لتلك المعركة القادمة
بالماضي كانت تستقبله بالقبلات ومعسول الحديث أما اليوم فهي تستقبله باللوم والعتاب
يتفاجأ شادى بتلك المقبله عليه بإبتسامة رقيقة طابعه قبله علي خده بحنان ليتلفت حوله يريد أ ن يتأكد أنه لا يحلم
تحضن سلمى كفه ليجره خلفها لمائدة الطعام التي تحتوى علي طعام برائحته الذكية الممتزجه مع رائحة تلك الشموع المعطرة
ليشعر أنه في الجنة بكل تلك الترتيبات المعدة له مما يزيد سعادته جلوس سلمى بجواره تطعمه بيديها لتصدر بين الحين والآخر حكات إغرائية لينهض شادى فلم يحتمل الصبر ليحملها بين يديه فتصدر ضحكة مدلله لتطلب منه أن يعدها أولا بعمل الفحوصات بتكر ليعدها شادى بذلك ثم يدلف إلي الغرفة
( يالا يا جماعة إحنا نمشي بقي) 
            ,, ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حسن
قد حان ذلك الموعد المتفق عليه ليستعد حسن للمغادرة ليخبر حور ثم يقوم بتقبيلها  لتطلب منه حور أن يبقي إلي جوارها ليبتسم حسن علي  حديثها ذلك ولكنه بالفعل يري بعيونها الخوف والقلق عليه لتحدثن بترجى فهي تشعر بإنقباضة في قلبها ولكنه يطمئنها فكل الأمر نصف ساعة يلتقي مع صاحب ذلك المشروع ويعود إليها يحتضنها بقوة وهى تتشبث به بقوة ودون أن تشعر تسيل دموعها
يمسح حسن دموعها ليردف بمرح
- بقيتي دلوعة قوى يا حورى عاوزاني أقعد جنبك علي طول وأسيب شغلي
يقوم عقبها بطبع قبلة علي خدها ثم يتركها ويغادر ملوحا لها
يتخللي حسن عن سيارته اليوم فالمكان الذي قام عصام بوصفه قريب لا يحتاج إلي سيارة
يسير حسن في الطريق شاردا في حالة حور تلك ومن الغريب أنه يشعر بنفس الحالة من القلق ولكنه لم يظهر لها ذلك وفي أثناء شروده يتفاجأ بتلك السيارة التي تنحدر عن طريقها في إتجاهه لتصدمة لتطرحه أرضا ليخرج منها أحد الملثمين يقترب منه ليجد مازال حيا ليخرج تلك السكين من سترته ويقوم بطعنه عدة طعنات حتي يستشعر صوت أحد الأفراد قادم لينهض ليغادر سريعا بتلك السيارة الخالية من لوحة الأرقام
بعد لحظات يتم إكتشاف الأمر بواسطة سيدة تمر بالصدفة لتطلق بعض الصرخات ليتجمع عقبها الناس لإكتشاف الأمر
بعد قليل يتم نقله إلي المستشفي ليدلف إلي غرفة العمليات مباشرة
ينزل ذلك الخبر كالصاعقة علي أفراد العائلة ليركض الجميع نحو المستشفي لتتعالي صرخات زينب حزنا علي ما حدث لإبنها
أما عن حور تشعر بتلك البرودة تجتاح جسدها لتسقط أرضا ليتلقاها عصام بين يديه يحول وقوعها أرضا ليتم وضعها في إحدى الغرف وتوصيلها ببعض المحاليل ووضع بعض المهدئات خوفا عليها خاصة وهي حامل
لتفيق بعد وقت ليس بطويل تصرخ بإسم حسن لتنزع تلك الوصلات التي بيديها غير عابئة بقطرات الدماء التي تتساقط من يديها لتركض للخارج نحو غرفة العمليات لترى تجمع العائلة أمام غرفة العمليات لتقف تتطلع إليهم ترجوا أن يطمئنها أي منهم ولكن وجوهم لا تبشر بالخير لتصرخ أمام غرفة العمليات بإسم حسن لتسقط بالنهاية ليحتضنها محمد يدعوها للصمود والدعاء ليتفاجأ بعصام يأتي بمقعد لها ليبعدها عن أحضان محمد ويحاول تضميد ذلك الجرح بيدها ولكن هل يستطيع تضميد جرح قلبها النازف ذلك
بعد مدة من الوقت يخرج حسن علي تروللي متوجهين به إلي غرفة الرعاية لتركض خلفه حور تصرخ بإسمه تدعوه أن يرد عليها فلن تستطيع هي الحياة بدونه  ليختفي داخل العناية ويقف الفريق الطبي حائل لدخولها لتجلس أرضا تتعالي أنفاسها لتشعر بإنسحاب الحياة منها ولكنها تحاول التماسك حتي تكون بجواره
بعد قليل يخرج الطبيب ليلتف حوله الجميع ليشرح لهم خطورة الأمر فحالته حرجة وبينما هو يتحدث تستدعيه إحدى الممرضات ليركض نحو الغرفة لتجرى حركة غير طبيعية في الغرفة
لتقف حور تتطلع إليهم وهى تكتم أنفاسها ليخرج الطبيب بعد فترة ليلقي عليهم كلمة تتغير بها الأحوال قائلا
- البقاء لله
لتشعر حور بإنسحاب روحها وتلك البرودة تزحف في جسدها لتنعدم الرؤية عقبها وتسقط أرضا
يركض نحوها كل من محمد وعصام ليحملها عصام بين يديه ليدخلها إحدى الغرف ليطلب من الطاقم الطبي مساعدتها حتي ينتهي من أمر أخيه
لم يكن الأمر هين علي حور فهي تشعر أنها في كابوس تهتف بإسم حسن حتي ينقذها من ذلك الكابوس لتفيق تدرك أنه واقع وليس كابوسا بل إنه أسوأ من وصفه بكابوس
يدلف إليها عصام عقب الإنتهاء من تلك الإجراءات الخاصة بأخيه ليدعوها للتماسك حتي لا يؤدى الأمر إلى فقد جنينها الآخر
تضع حور يدها تلقائيا علي بطنها عقب كلماته لتمر من أمامها لحظات كان حسن يتمناها فقد كان يتمني أن يرى إبنه أمامه ويلهو معه كم وضع الخطط له ولتربيته وبالنهاية تركه ومضي دون وداع
تدوى صرخاتها لتشق تلك الجدران الخاصة بالمكان حتي كادت تلك الحجارة أن تبكى علي كلماتها
تحاول أن تجمع قوتها فهو الآن بحاجة إليها لتتخللي عن فراش المستشفي ذلك لتستبدله بالسير في طريق الفراق
ترتدى تلك العباءة السوداء التي أحضرتها لها سمر وعليها حجاب من نفس اللون تضعه بإهمال ليقوم عصام بدعمها حتي خرجت مع الجميع في إنتظار خروج جثمان حسن إستعدادا لدفنه
كانت صامته لا تستطيع الحديث فكانت دموعها أبلغ حديث لها
تستمع إلي، تلك الكلمات التي تفوهت بها زينب أنها هي السبب ولكنها لا تستطيع الفهم ولا تحاول الفهم فهى الآن تحاول إستيعاب كيف لها الحياة بدون حسن
هي تعلم جيدا أن تلك السعادة التي تلقتها علي يديه لن تدوم طويلا ولكنها لم تدرك أن تنتهي بتلك السرعة
خرج جثمان حسن لتستمع إلي الصراخ والعويل حتي تم دفنه لينعها الجميع من أن تلقي نفسها بجواره ليحتضنها والدها يحاول أن يبث الصبر في قلبها
عقب إنتهاء مراسم تلك الجنازة ومغادرة الجميع تتفاجأ حور بحماتها تطلب منها أن تغادر مع والدها فهي مصدر النحس لهم فيكفي موت إبنها قبل إتمام عام من زواجه
ثم تغلق الباب لترتمى حور بين أحضان والدها باكية
              « يتبع» 

أسوار العشق Where stories live. Discover now