البارت الحادى والثلاثون

524 19 2
                                    

البارت الحادى والثلاثون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عند يوسف
يجلس يوسف يفكر في تلك التي رآها بالأمس ليتذكر تلك اللمحة الحزينة التي تدل علي معاناة كبيرة قد مرت بها
يتطلع إلي هاتفه ليقلب في أرقامه ليأتي رقمها يتطلع إليه بحيرة يريد أن يهاتفها ولكنه يقلع عن الفكرة مرة أخرى فكيف له أن يهاتفها
ينتهي به الحال أن يبعث لها برسالة علي شبكة التواصل الإجتماعي وبعدها يتطلع إلي تلك الرسالة بدهشة ليندم للحظات ثم يقرر أن ينسي الأمر.
لحظات وجاءه الرد منها ليشعر حينها بتجاوبها معه ولكن تجاوب من نوع خاص فهو لديه فضول أن يعلم سبب تلك الحالة التي هي عليها ولماذا عائلتها موافقه عليه بالرغم من ظروفه وأنها تحمل جمالا خاطفا
أما عن ليلي فهى تحتاج إلي من يسمعها فاقدة لذلك الإحتواء، الذي رأته في عينه
تبادلا الرسائل لمدة قصيرة دون هدف ليقترح بعدها يوسف أن يلتقيا لتوافق علي الغور ليلي فهي بالفعل في، حاجة شديدة إليه
يغلق كل منهم هاتفه بعد الإتفاق علي الميعاد والمكان
لينفتح عقبها لكل منهم جرح لم يلتئم بعد
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يعترف شادى بأن الأمر ليس بهين عليه فأمامه عقبه كبيرة وأكبر تلك العقبات هو موافقة أخيها
ولكن لا بأس سيحارب حتي ينالها فلقد أخطأ منذ البداية ولذلك يجب عليه تحمل نتيجة خطؤه
يصل شادى إلي منزل والدته ليطرح عليها الأمر كاملا
بالرغم من حبها الشديد لليان وتحمسها في البداية لتلك الزيجة ولكنها في نفس الوقت تشعر ببعض الحزن فوحيدها سيتزوج للمرة الثانية في أقل من عام ومن تكون زوجته الأولي إنها إبنة عمه تخشي أيضا فشل تلك الزيجة الثانية
يظل شادى يقسم إليها أنه أخطأ في المرة الأولي وقد قرر الآن تصحيح ذلك الخطأ الذي ندم عليه
إتفق شادى مع والدته علي التقدم باكر لخطبتها لتوافق والدته علي مضض منها
               ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تغلغل أشعة الشمس لتملأ الأرض بنورها وحرارتها التي تلهب الأجساد لعلها تطهرها من حقدها
عند سمر
تنتهي سمر من عملها وطيلة تلك الساعات تفكر في أمر واحد وهو تلك الزيجة وكيف لها أن تفسدها وخاصة وهي تلمس عشق عصام لها
تتلقي مكالمة هاتفية من عصام يطلب منها أن يلتقيا لتطيعه علي الفور فهي تعشق تلك الأموال التي يدفعها بسخاء وكذلك تلك فرصة جيدة لبخ سمها لإفساد تلك العلاقة
ما يمضي إلا وقت قصير حتي وصلت إلي المكان لتجد عصام ينتظرها وأمامه تلك اللفائف من السجائر وزجاجة من الخمر..... مكان تفوح منه رائحة المعصية تتراقص حوله الشياطين مهلله فهى لا تحتاج إلي مجهود بل تشاهد فقط كيف يبدع شياطين الإنس بل وتسفق لهم علي ذلك الإبداع في المعصية فلم يعد لتلك الشياطين دور في حياتهم لتتبدل الأدوار ليجلس الشيطان يتعلم منهم
تدلف سمر إلي الداخل تتهادى في خطواتها بدلال لتقع بين أحضان عصام الذي ما يلبث أن حصل عليها لينهي تلك المهمة التي إستدعاها من أجلها
بعد مدة تقف سمر أمام تلك المرآة ترتدى ملابسها لتتذكر أمر خطبته من تلك التي تدعى حور  تشرد ببالها قليلا ثم تلمع عيناها بمكر لتتوجه إلي عصام الذي ينفث سيجارته في النافذه تقف بجواره بينما هو شارد في أمر ما لا يعيرها إهتمام لترفع هي أصابعها لتمر علي وجنته هبوطا إلي عنقه ثم صدره بدلال لتقرب أنفاسها منه لتخبره بدلال أنه رجل قوى جميل وتمدح قليلا به وهو كالجليد لا يتأثر بتلك الكلمات ليتطلع إليها بطرف عينه بينما هو ثابت في مكانه لتردف كلماتها تخبره بأن حور لا تناسبه لأنها..... قبل أن تكمل كلماتها تجد نفسها ملتصقه بالحائط خلفها بينما عصام قابضا علي فكها بعنف وعيناه حمراء يحزرها أن تنطق إسم حور مرة أخرى أو تمسها ثم يلقي بها أرضا ويغادر.
بينما هي تتطلع إلي نفسها لاهثة تحمد الله علي سلامتها من فبضته الباطشة..... لتدرك الآن مكانة حور في قلبه فلن تستطيع التفرقة بينهم
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
جلس يوسف في إنتظار ليلى التي بالفعل لم تتأخر عليه لتلقي عليه السلام بإبتسامة هادئة كنبرات صوتها الهادئ ممتلئ بالشجن
يعم الصمت للحظات ليقطعه يوسف بعد ان نقي حلقه ليخبرها انه جاء اليوم لكي يستمع إليها فهو يعلم جيدا أنها بحاجة إلي شخص يستمع إليها
بالفعل هي بحاجة إلي ذلك الشخص ليمس تلك الكلمات قلبها لتلتمع عيناها بالدموع ثم تقرر أن تقص له قصتها لعلها تجد عنده حل لما تعانيه
تصمت قليلا تحاول السيطرة علي تلك المشاعر التى تعانيها الآن ثم تردف قائلة
- إتعرفت علي شاب في الجامعة وحبيته أوى وكنت كل حياته..... ومرت السنين وفيها حاول بكل الطرق كان بيشتغل ليل ونهار عشان يقدر يتقدم بس للأسف الظروف كانت صعبه.... كان الحل الوحيد قدامه السفر بس طبعا كان عاوز يضمن إني أستناه... جه إتقدم وحكي لهم على كل ظروفه بصراحة... بس في الزمن ده الصدق مش بينجي ده بيهلك... أهلي رفضوه ومنعوني إني أكلمه نهائي ومنعوني من الخروج نهائي وأخويا لما شاف الرسايل اللي كانت بينا كسر الفون
بعدها إتقدملي واحد وأهلي وافقوا كانوا فاكرين إنهم كده هيخرجوني من الحالة اللي كنت فيها... بس للأسف أنا كنت بتنفس حبه مقدرتش أتخيل حد تاني يلمسني غيره.... فضلنا علي الحالة دى شهرين وحكيتله علي كل حاجة بصراحة... وطلع إنسان محترم جدا إداني فرصة بس للأسف مقدرتش أعمل كده  وإنفصلنا بهدوء من غير حتي ما يحكي لأي حد أى حاجة ودلوقتي مصممين أنهم يجوزونى مفكربن إن الحالة اللي أنا فيها دى بسبب الطلاق
إستمع يوسف إلي تلك المعاناة بقلبه يا الله لقد أخلصت في ذلك الحب كثيرا لتتخطي مراحل العشق حتي تصل أنها لا ترى في تلك الحياة سواه
شعرت ليلي بالراحة بعد أن قصت عليه قصتها ليعدها يوسف أن يساعدها ويقترح عليها أن يقوم بخطبتها حتي يستطيع الوصول إلي حبيبها حتي لا يتكرر الأمر مرة أخرى لتوافقه ليلى وهي شاردة
لكنه يقوم بلفت نظرها لأمر هام يجب التطرق إليه إذن ما تصرفها في حالة زواج حبيبها تنفي ليلى تلك الفكرة بإندفاع فلن يستطيع أن يرتبط هو بغيرها... إلي ذلك الحد هي تثق به... يشعر به قلبها
تصمت قليلا لتفيق علي واقع مرير أن ذلك الإحتمال وارد في حالتهم فهي لا تعلم عنه شئ منذ ما يقارب العامان إذن في ذلك الوقت يجب أن تتعافي من مرض ذلك العشق
يطلب منها يوسف أن تتمهل في ردة فعلها حتي يصل إليه
يأخذ يوسف منها بياناته ولكن قبل نهاية ذلك اللقاء تسأله ليلى عن سبب ذلك الحزن الساكن في عيناه
يقص عليها ما حدث معه لتشعر هي بالإستياء من موقف تلك الخطيبة ولكنها تدعوه لأن يحمد الله أن إكتشفها مبكرا وسوف يعوضه الله عوضا يسجد له شكرا
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسارع الأحداث
- ظهرت نتيجة محمد وإستطاع الحصول علي المجموع الذي حقق له حلمه بالإلتحاق بكلية الهندسة ومازالت علاقته مع حور كما هي ليهاتفها دائما للإطمئنان عليها وعلي حمزة
- دنيا حصصلت علي مجموع عالي لتستطيع هي الأخرى الإلتحاق بكلية الآثار... كما شاركت بمعرض كبير وأثبتت وجودها به فهي تمتلك الموهبة وتعد الآن لمعرض لصالح الجمعية
- سما في شهورها الآخيرة ليتضاعف إهتمام أحمد بها وقد أرغمها علي أخذ إجازة من عملها
- يوسف قام بقراءة فاتحة ليلى ليكون معها ونعم الأخ ومازال البحث مستمر عن حبيبها السابق
- شادى إستطاع إقناع الأخ الوحيد لليان بعد إلحاح منه وإبداء موافقة لليان ليردخ بالنهاية لرغبة أخته ويوافق
بينما يعدها شادى بشراء شقة خاصة بها ليتفاجأ بلليان تصمم علي السكن مع والدته لتضع ذلك ذرطا أساسيا لإتمام الزيجة ليوافق بالنهاية ليقوم عقبها بإعداد المنزل لإستقبال لليان ساكنة الفؤاد رغما عنه
- نجحت فرح بتقدير جيد جدا ومازال حبها في صمت لزياد كم أرادت الإعتراف لكنها تتراجع في كل مرة
- إستطاع عصام إقناع زينب بزيجته من حور بأسباب يعلم أنها سترغمها علي الموافقة لتوافق علي مضض منها ولكن ماتزال إيناس علي موقفها من الرفض
تشترط زينب عليه أن تقوم حور بخدمتها ليوافق عصام ويعد الآن شقته لإستقبال من أدمنها
- حور مازالت في دوامة الحياة تشعر بالحزن يعتصر قلبها والإشتياق يذبحها ولكن لا بأس ستعود إلي شقتها لتستعيد ذكرياتها مع حسن ويحيا وليدها في منزل أبيه
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم زفاف شادى
إنتهي شادى من تبديل ملابسه وسط تلك الفرحة المرسومة علي الوجوه ليستعد للذهاب إلي لليان ليستمع إلي رنين الهاتف وإذ بها سلمى تعاتبه علي تلك الحفل الذي أعده من أجل تلك الفتاه... يسب ويلعن شادى في نفسه ثم يعتزر من سلمى ليخبرها أن والدته أصرت علي ذلك فتلك هي الزيجة الأولي لها وبعد محادثة عقيمة إستمرت أكثر من الربع ساعة إستطاع شادى إحتواء الموقف
توجه شادى إلي عروسته ليجدها تشبه نجمات هوليود فى فستان عرسها الذي ينتحت جسدها الممشوق وتلك المساحيق التي ترسم ملامحها الرائعة
ينتهي بعد ساعات ذلك العرس الرائع ليأخذها شادى إلي ذلك الجناح بالفندق
يقوم شادى بغلق الباب ليرى ذلك اللون الأحمر الذي تلونت به وجنتيها ليبتسم بهدوء ثم يقترب منها يهنؤها علي الزواج
تتطلع له لليان بنظرة طويله بعيونها اللامعه ليتوه شادى بها ليشعر وكأنها مغناطيس تجذبه نحوها ليقترب منها حتي تختلط أنفاسهم فيلتهم شفتيها في قبلة طالت مدتها ولكنهم غير مدركين للزمن من حولهم فهم يحلقون علي سحابات الشوق ليذهبا معا إلي جنة خاصة بهم هم فقط
( وإحنا بقي نسيبهم في جنتهم... نلتقي في بارت جديد) 
  
             «يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now