البارت الثامن والأربعون

498 16 5
                                    

البارت الثامن والأربعون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

في المستشفى
تقف حور وبجوارها يوسف وبعض من الجيران أمام غرفة العمليات لتنزل دموع حور بصمت وكأن روحها تركتها جثة لا تبدي أى ردة فعل سوى البكاء
يقف حمزة ملتصقا بباب العمليات منتظرا خروج أخيه ليردد كلمة واحدة يارب كما كان يري السيدة عزيزة ووالدته يفعلوا
أجواء من الحزن والتوتر والإنتظار لتمر الدقائق وكأنها ساعات في ذلك الإنتظار المميت
تظهر فرح لتركض نحو حور لتأخذها بين أحضانها في صمت لتمسح علي ظهرها وعيناها مسلطة علي باب العمليات لا تعلم ما الذي حدث ولكن لا وقت للحديث الآن فهي تعلم صديقتها جيدا
يفتح باب العمليات لينتبه الجميع ليخرج الطبيب لتهرول حور نحوه تسألها بعيونها عن زين فصوتها قد خانها وغاب في تلك اللحظات
يطمؤنها الطبيب علي إبنها ليخبرها أنه بحالة جيدة وسوف يتم إيداعه في الرعاية المركزة يومان تحت الملاحظة
تتوه حور في تلك الكلمات لا تعلم هل تصدق كلام الطبيب وتطمئن قلبها أم تظل علي حالها من الخوف
يا الله متي ينقشع ذلك الكابوس المؤلم لتشعر أنها في دوامة من الألم لا تنتهي
بعد قليل يخرج زين علي ذلك السرير مع الفريق الطبي الذي يحاوطونه
متوجهين به إلي الرعاية المركزة وخلفه حور تهرول خلفه وعيناها تتابعة وقلبها يتقاذف خلفه
ومن خلفها حور ويوسف الذي تدمع عيناه لرؤية صغيره راكد علي ذلك الفراش هكذا دون حراك يتذكر ضحكاته التي كانت تجلجل في الأرجاء وحديثه الطفولي العذب وبراءته التي كانت تأثر روحه لقد تحولت الحيوية لطفل راكد علي فراش دون حراك دون أن يعلم أحد عن ذلك الخطأ الفادح الذي إرتكبه لينال ذلك الجزاء والذي واضح أنه متعمد فعلته
يلتفت سريعا عندما تذكر حمزة فقلبه يشعر أن هناك خطر يواجه الأطفال ليعود إلي الخلف محتضنا كفه ليسير حمزة بجواره تتملكه الصدمة عقب رؤيته لأخيه هكذا
يدلف الفريق الطبي بالطفل في الرعاية لتقف حور علي بابها تتابعه وقد خارت قوى صبرها لتنهار باكية في حين يقف أمامها يوسف عاجز لا يستطيع سوى أن يواسيها يشعر بحاجته الشديدة الآن لضمها ليته يستطيع ضمها وأخذ ذلك الحزن منها
يكتفي يوسف ببعض الكلمات التي تهدئ من روعها
بعد مدة ينصرف الجميع بعد إلحاحهم الشديد علي حور التي تأبي ترك طفلها ويوسف الذي يأبي تركه هو الآخر
ينتهي الحال بإنصراف الجميع لتقوم فرح بأخذ حمزة معها لتجلس عقبها حور علي ذلك المقعد المقابل للرعاية المركزة وبجوارها يوسف
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند إيناس
تجلس إيناس في إنتظار خبر توليها الحكم ليأتيها ذلك الهاتف ولكن لم تكن الأخبار سعيدة ليخبرها ذلك الرجل بما حدث
تغلق الهاتف لتهرول نحو ذلك المجرم تدلف إلي الداخل وعيناها تكاد تطلق شرارات الغضب علي ما تفوه به في الهاتف فلم يتمكن من دهس الصغير ونجا الطفل الآخر من تلك الرصاصة ولولا هروبه السريع لكان تمكن أحدهم من الإمساك به
تقف إيناس تسب وتلعن بحور وأطفالها فلقد ضاع مجهودها لتلتفت إلي ذلك القاتل لتمسكه من تلابيبه وتتوعد له علي ضياع تلك الفرصة فلقد حصل علي النقود وعلي ثلاث ليال منها بين أحضانه في سبيل التخلص من تلك الأطفال التي تمثل العائق الوحيد لها
يا الله ماتلك القزارة تدفعين شرف في سبيل قتل البراءة إنها معادلة صعب حلها ولكن تلك النفوس المريضة لا تعترف بتلك المعادلات تقرر إيناس أن تذهب إلي المستشفي لعلها تسمع ذلك الخبر الذي يريح قلبها بموت الطفل الأول لتكون أنجزت بذلك نصف المهمة
لتخرج من عند ذلك القاتل متوجهة إلي المستشفي
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المستشفي
جاء أحد رجال الشرطة لإستجواب حور حول ذلك الحادث لترفض حور الحديث لعدم قدرتها ليقدر ذلك الرجل ويتركها حتي تطمئن علي طفلها
ينسدل ستار الليل علي المكان ليعم الهدوء أما ليل حور لم يأتي فبداخلها ذلك الصخب والضجيج مازالت أصوات الرصاص تخترق أذنها وصوت طفلها وصرخاته وركض الجميع وصرير تلك الدراجه البخارية
يلح عليها يوسف أن تتناول أي شئ لتهز رأسها بالرفض
يبدأ يوسف بالحديث معها حول الصبر محاولا طمأنتها علي زين وحديث الأطباء عن حالته وفجأة يشعر بذلك الثقل علي كتفه ليجدها حور قد غابت عن الوعي ليمسك برأسها بين يديه مدققا في ملامحها الشاحبة لا يهتف بإسمها لا يعلم ما الذي يجب فعله الآن سوى أن يحملها ليتوجه إلي الطوارئ لإسعافها
في ظل تلك الحالة المأساوية التي تمر بها حول كان هناك من يقف في زاوية تتيح له إلتقاط بعض الصور لحور بين أحضان يوسف
نعم إنها هي إيناس لتشعر بأن القدر قد وقف في صفها لتتخذ من تلك. الصور مصدر تهديد لحور
تبتسم إيناس بخبث فقد ملكت إحدي الأوراق الرابحة بين يديها ما تبقي هى الوصول لزين لقتله فالأمر يسير بالنسبة إليها فقط كتم أنفاسه لدقائق
دلفت إلي الداخل لتقترب منه متلذذة بلحظة الإنتصار لترفع يدها لتضعها فوق فمه لتتفاجأ بذلك الصوت من خلفها يسألها عن هويتها وكيف أنها إستطاعت الدخول إلي هنا.... إنها الممرضة المسؤولة عن زين حيث أنها كانت تقوم بتحضير العلاج له
ترتبك إيناس لترد بكلمات غير مترابطة مما يثير الريبة في قلب الممرضة ولكنها قبل أن تستغيث إنصرفت إيناس من أمامها
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تفيق حور لتهمس بإسم زين حتي أفاقت من تلك الإغماء لتجد تلك الإبرة المغروسة في كفها موصلة علي إحدي المحاليل
تتطلع حولها لترى يوسف علي مقربه منها بعيون حمراء من أثر البكاء ولكنه يبتسم لها في هدوء
تحاول حور النهوض لتشعر، بذلك الثقل في رأسها من أثر الأدوية ليساعدها يوسف
تسأله حور بلهفة وضعف عن زين ليخبرها أنه بخير
يسود الصمت المكان قليلا لتقطعه حور بشكرها ليوسف علي إنقاذ حمزة ومساندتها
قبل أن تستأنف حديثها يشير لها بالصمت ليخبرها أن هناك علاقة ما تجمعه بزين وحمزة وهو إلي الآن لا يستطيع وضع المسمى الصحيح لها
كان يوسف يتحدث بتلقائية كما لوكان يتحدث إلي نفسه بينما حور قد تلون وجهها ليغطي ذلك الشحوب تحاول التوصل إلي معني الكلمات تلك ولكن يوسف يخرجها من ذلك ليباغتها بالسؤال عن السبب وراء ما حدث بالتأكيد هي تعلم
تضيق حور من حاجبيها لتشعر بالدهشة فلا تجد تفسير لما حدث سوى شئ واحد إنسان مستهتر واقع تحت تأثير السموم
تفتش حور داخلها فلا تجد من يستطيع فعل هذا بالماضي كان بإمكانها الظن بأخيها أما الآن فالوضع قد تغير كثيرا
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تمر الأيام ويتعافي زين ويخرج من تلك المستشفي ويوسف معه ليعد له مفاجأة كبيرة عقب خروجه من المستشفي بتلك اللعبة التي كان يتمناها
تشعر حور أنها أصبحت علي حافة الهوية بذلك القرب الخطر من يوسف لتفسر قربه من الأطفال حتي توافق علي طلبه بالزواج منها
يصب محمد شكه الأكبر بل يتحول عنده إلي يقين علي إيناس ولكنه لم يستطيع الحديث فهو لا يمتلك الدليل الكافي
تعود الحياة لطبيعتها لتترك في قلب حور ندب آخر فلقد إستعادت ذلك اليوم الذي دهس فيه عصام عقب إعترافه لها لتقضي لياليها كعادتها تخشي من عودته مرة أخرى
لم تستسلم إيناس لتدابير خالقها بل تخرج تلك الورقة التي تصفها بالرابحة لتجتمع شياطين عقلها لتدبير خطة جديدة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند إيناس
تقوم إيناس بتبديل ملابسها وحمل حقيبتها والخروج لتنفيذ خطتها
تتوجه إيناس إلي منزل مصطفي لتطرق الباب فتفتح لها عبير التي تشعر بالدهشة لتلك الزيارة
تدلف إيناس للداخل لتجلس في إنتظار مصطفي الذي حضر بعض دقائق ووجهه لا يحمل أي ترحيب لتتغاضي إيناس عن مقابلته تلك لها لتقوم بفتح حقيبتها وإخراج ذلك الظرف الذي يحمل صورا لحور بين أحضان يوسف وأخرى لإقبال يوسف عليها وكأنه يقبلها
قامت إيناس بمساعدة إحدى محترفين الجرافيك بإجراء تعديلات علي الصور لتبدو أنها صورة تجمع عاشقين
يدقق مصطفى بالصور ثم يلقي بها علي المنضدة التي أمامه بإهمال ليسألها ببرود عن سبب زيارتها
لتخبره بوقاحة وإصرار لتخيره بنحدى قائلة
- يا إما أختك تتنازل عن نصيبها في الميراث يا إما الصور دى هتلاقيها في كل المواقع اللي هههههه
تليق بالصور
ثم تترك له المكان لترحل وقبل أن تغادر تلتفت إليه قائله بتهكم
- قدامكوا بالكتير عشر أيام ياريت متتأخروش عليا شرف المحروسة غالي
لتنصرف إيناس تاركة مصطفي في ثورته
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند حور
تجلس حور بوسط أطفالها وإذ بها تستمع إلي طرقات عالية حتي إنها تشعر أن هناك كارثة
تهرول لفتح الباب لتجد أخيها ممسكا بمعصم يوسف ووجهه يكاد يشتعل من الغضب
يدلف مصطفي للداخل ليلقي بالظرف أمامهم ليقول بصوت جهورى
- أنا عاوز حد يفهمني تفسير للقرف ده

« يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now