البارت السادس والثلاثون

473 16 2
                                    

البارت السادس والثلاثون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عند زينب
تتمدد زينب علي الفراش تتطلع لتلك الصورة المثبتة علي الحائط التي تضم أولادها الثلاثة وضحكاتهم تملأ تلك الصورة بهجة
تبكى فراق أولادها الذي لم يستغرق عام وفقدت ولديها فقد تجرعت الحزن
يجلس محمد جوارها بملامح حزينة فقد ضاع سنده بالحياة ومن بعده أخيه الأكبر ليشعر ببرودة في أوصاله نتيجة ذلك الفقد... مع تلك النار المشتعلة في قلبه لا يعلم أيصبر نفسه أم يلهم الصبر لمن حوله أم يكون السند وهو المفتقد إليه
بينما تجلس إيناس ترسم الحزن علي وجهها بينما بداخلها تتشفي في حور لقد حرمت من كل تلك الثروة.... نعم فقد كانت توسوس إلي والدتها دائما بشأن حور حتي بغضتها زينب وكانت تلك الأحداث في صالحها لينتهي الأمر بطرد حور وتبقي تلك الثروة ملكها هي فقط.....لتتذكر أنها مازالت تحت رحمة حماتها وزوجها الذي لا يعصي لوالدته أمرا.... إذن يجب عليها التصرف ولكن ليس الآن فلتتمهل حتي تمتلك كل تلك البناية الهائلة هي وأولادها فهي تعتقد أنها هي الوحيدة التي تمتلك ذلك الحق
يقترب محمد من والدته ليسألها إن كانت تمتلك رقما لحور ليجد الرد ثورة عارمة من والدته وأخته في وقت واحد لترفض زينب ذكر تلك الفتاة فلم يجنوا من قربها إلا الخراب..... لن تسمح بدخولها مرة أخرى ذلك المنزل
يحاول محمد في ظل ثورتها تلك أن يذكرها بحمزة وذلك الجنين الذي بين أحشائها لترد إيناس مندفعة أن ليس لهم علاقة بتلك الأطفال فليسوا أطفالهم لتحذره أن يقوم بالإتصال بها مثلما فعل أخيه من قبل وكانت النتيجة أنه تحت الثرى
يتطلع إليها محمد بيأس وقلة حيلة ثم يتركهم ويغادر عازما أمره أن تظل الصلة متواجده بينه وبين حور
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تجلس حور وسط تلك الحديقة تتطلع إلي المكان حولها بخوف ثم تتطلع إلي إبنها الذي بالتأكيد يتضرر جوعا وليس لديها نقود تبتاع له الطعام.... تبكي حالها فلقد أصبحت ملقاه في الشارع دون مأوى ترفع رأسها إلي السماء تدعو الله أن يدبر أمرها
لسعات من البرودة أصابتها لا تعلم أتلك برودة الطقس أم برودة مشاعرها لتدرك الآن أن الموت مصيرها
بعد مدة يرن هاتفها لينير بإسم فرح لترد حور عليها علي الفور
عند سماع فرح لنبرات صوتها تشعر بالقلق فيبدو أنها باكية لتسألها بلهفة عن سبب بكائها لتقص عليها حور ما حدث
يا الله ما تلك القسوة التي ملأت قلوب البشر لتلقي تلك الفتاه في الشارع بإبنها وهي في النهاية فريسة لذلك الأحمق
تطلب منها فرح أن تظل في مكانها ولا تتحرك لتغلق هاتفها وتسرع حتي تنقذها من براثن القدر
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تشعر حور ببصيص من الأمل عقب تلك المكالمة الهاتفية لتتطلع لإبنها يجب عليها أن تجد مأوى من أجله فليس، لديه ذنب في قدرها
يمضي وقت قليل حتي ترى فرح تقبل عليها وبجوارها أمجد لتشعر حور وكأنها وصلت إلي شاطئ الأمان بحضورهم
تمد فرح يدها بدون حديث إلي حور التي نهضت معها بدون مقامة ليحاول أمجد أن يحمل حمزة ولكن الطفل يصرخ متشبثا بوالدته لتستنتج فرح أنه تعرض لأزمة كبيرة
بعد مدة يصل الجميع للمنزل وما إن يدلفوا من باب المنزل حتي يختلط الشعور بالدفء برائحة ذلك الطعام الذكى وحفاوة الترحيب من العائلة وخاصة هناء التي تتقطع نياط قلبها حزنا عليها وتلومها علي عدم اللجوء إليهم فهي في منزلة حور
تشعر حور بدقات قلبها تكاد تمزق ضلوعها من شدة تأثرها بحفاوتهم
تجلس حور علي المائدة حاملة حمزة الذي يلتهم الطعام من شدة جوعه حتي تغفو عيناه بعد شعوره بالشبع والدفء
تحمله دنيا من حور، وتضعه في الغرفة حتي تتناول حور، طعامها
تنتهي حور من طعامها لتشعر بإعياء تلك الأيام الماضية يدب في، جسدها لتتمدد علي الفراش وما هي إلا لحظات حتي غطت في نوم عميق
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سما
تجلس سما بجوار أحمد شاردة الذهن تتذكر حور وملامحها.... لتتساءل أين ذهبت وما السبب في تلك الكدمات لتخرج من أفكارها علي بكاء طفلتها لتضمها بين أحضانها وتبدأ في إرضاعها لتشرد قليلا بفكرها لتشعر بالأسف فهي لا تمتلك إلا ثدى واحد فهل يكفي، إشباع إبنتها....... هل يشعر أحمد بالضيق من ذلك النقص..... يا الله لقد أصبت بالجنون من تلك الأفكار
تفيق من شرودها علي صوت زوجها يتهمها أنها أصبحت لا ترى في حياتها سوى إبنتها
كانت كلماته مازحة ليخرجها من حالة الشرود تلك وينجح من المرة الأولي
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عبد الرحمن
عاد عبد الرحمن من السفر إستعدادا لإتمام تلك الزيجة التي حلم بها كثيرا... فقد كان شرط والدها ألا تتغرب إبنته ليوافق عبد الرحمن تاركا لها زمام الأمور في تحضير عشهم السعيد كما أطلق عليه
يشعر عبد الرحمن بالحزن عقب علمه بوفاة والدة يوسف ليذهب إليه علي الفور ليشاطره أحزانه فلديه فضل عظيم عليه في ذلك الجمع بينه وبين ليلته
يجلس عبد الرحمن بجواره في منزل يوسف الذي يبدو علي حوائطه الحزن علي تلك السيدة التي فارقت الحياة لتترك يوسف فريسة لأحزانه
يخبره عبد الرحمن أنه سيؤجل تلك الزيجة مراعية لمشاعره ليتفاجأ بإصرار يوسف علي إتمام تلك الزيجة ليخبره أنه سيكون أول من يدعو معه لعلمه أن والدته ستسعد في قبرها لإتمام تلك الزيجة 
كم أنت عظيم يا يوسف لقد خسرت تلك البلهاء الكثير بتركها لك ولكن خيرا ربما يعوض الله صبرك خيرا فلقد كان فقدها مكسب كبير لك وحسرة لقلبها
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامعة
تقف فرح تتناقش مع زياد في بعض الأمور التي تدعي أنها لم تستطيع فهمها في مادة التشريح فقط لتنال قربه بينما هم علي تلك الحالة تأتي دنيا التي تلقي بتحيتها عليهم
يرد زياد التحية لينعتها بالمجنونة تقف جوارهم قليلا يتبادلون طرف الحديث بين ثلاثتهم لتتساءل بالنهاية فرح عن سبب تلك الزيارة من دنيا
تخبرها دنيا أنها قادمة لشراء بعض الملابس والألعاب لحمزة فهي كانت مدخرة لبعض النقود وقد إقترضت من والدها مبلغا آخر من أجله
نعم إنها لفكرة جيدة فكيف أنها لم تفكر بها.... بالفعل يحتاج الطفل لملابس بدلا من تلك الملابس المتسخة منذ فترة وبعض الألعاب حتي يخرج من تلك الحالة التي هو عليها
يقف زياد يتطلع لهم... من هو حمزة ذلك لتخبره فرح أنه إبن حور..... أيضا من هي حور
تبدأ فرح أن تذكره بها لتقص عليه ما حدث لها ونية والدها أن يدبر لها مسكنا
يلزم زياد الصمت قليلا ليعتزر منهم فجأة ويغادر دون إبداء رأيه في أمر حور مما يدهش الفتاتان
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في منزل وليد
تركد حور علي ذلك الفراش منذ أن وضعت رأسهما من ليلة أمس وبين أحضانها يغفو حمزة وكأنهم جائعون من ذلك النوم أو هاربون من تلك الحياة
في الخارج تعود كل من فرح ودنيا من جامعتهم يحملون بعض الحقائب ليسألوا عن حور فتحبرهم هناء أنها مازالت نائمة
يدلف كل من فرح ودنيا إلي غرفة حور التي تململ في نومها عند سما عها لتلك الطرقات علي باب الغرفة لينهض علي إثرها حمزة متشبثا بها خوفا من فقدها
تلتمع عين فرح بالدموع عقب ذلك المشهد لتقترب من حور تلقي عليها التحية بينما تقترب دنيا من حمزة تود حمله ولكنه يزيد من التشبث بوالدته ونظرات عينيه مرتعبة
تبدأ فرح في فتح الحقائب لتعطي حور تلك الملابس الجديدة الخاصة بحمزة وبعض الألعاب
يتطلع حمزة إلي تلك الألعاب ثم يعاود التطلع إلي والدته وكأنها يقارن بين الإثنان إلي أين تكون وجهته لتكسب والدته تلك الجولة فيحتضنها واضعا رأسه علي كتفها لتتعانق دقات قلوبهم فيشعر بالأمان
تدعوها فرح أن تنهض حتي يتناولوا الطعام التي أعدته والدتها
تنهض حور والخجل يكاد أن يفتك بها وقبل رفضها لتناول الطعام يهزمها نظرات إبنها الجائعة لتستسلم بالنهاية لتدعو بداخلها علي أخيها الذي تخلي عنها... كما أنها تشعر بالشفقة علي والدها ولكن ما باليد من حيلة
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سلمى
تمضي الأيام عليها وحيدة بتلك الشقة فقد ملت من الهاتف والتلفاز وكل شئ... فمنذ آخر مرة جاء إليها شادى لم يعود وعندما هاتفته وبخها علي تلك المكالمة التي أجرتها مع زوجته
زوجته... لا ليست زوجته هي فقط وسيلة للحصول علي طفل هكذا كان رأي سلمى
تخبر والدتها بالوضع الحالي لتطلب منها والدتها أن تنعم بتلك الشقة وتطلبه بالنقود أنا هو فلا أهمية له سيعود لها راكعا
لا فأنتي مخطئة يا سيدتي إنه فاق من تلك الزيجة التي لم يطلق عليها سوى نزوة في حياته
تشعر سلمى بجسدها يكاد يشتعل من حرارته لتتخيل زوجها بين أحضان أخرى وهي التي وافقت بسهولة
اشعر بالدماء تغلي في رأسها لتقوم بإلقاء الكأس في المرآة لتتهشم المرآة كنفسها المهشمة لتسقط عقبها أرضا تبكي حالها
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامعة
تمر الثلاثه أيام القادمة علي نفس الوتيرة ولكن اليوم مختلف قليلا
إنتهت فرح من محاضراتها اليوم لتجد زياد ينتظرها أمام المدرج يتراقص قلبها فرحا أجاء ليعترف أم ماذا
تشعر بدقات قلبها تدق بضلوعها حتي كادت أن تهشمه
يقبل زياد عليها بإبتسامة ليخبرها أنه يمتلك أخبار سعيدة
تندهش فرح عقب كلمته تلك ما الذي حدث لتتطلع له كالبلهاء ليخبرها أنه قد وفر، مسكنا لحور وعمل أيضا
من فرحتها كادت أن تعانقة لتجلس من شدة فرحتها ولكن مهلا كيف ذلك ليخبرها أنه وفر لها مسكنا عن طريق الجمعية وقد أسست الجمعية ذلك المسكن وقد تم دفع سته أشهر، من إيجاره
تهللت أسارير فرح لتهرول مسرعة حتي تبشر حور ولكن ما تزال هناك مشكله

        « يتبع» 

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن