البارت الخمسون

576 16 5
                                    

البارت الخمسون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
يقترب محمد من فرح لتشاهد غضبه الواضح لا تعلم لماذا شعرت بالإرتباك ليفسر محمد إرتباكها لكشف تلك العلاقة بينها وبين يوسف أما فرح تخشي أن يعلم محمد بأمر يوسف فيعترض علي الأمر
ود محمد أن يغادر ولكن تبا لقدميه التي رفضت أن تطيعه ليلقي بتحية باردة يغلب عليها الفتور لتردها فرح بأعين زائغة مرتبكة
يتحدث محمد عن أمر ذلك الشاب والذي تذكره علي الفور أنه جار حور
يتملك الغباء من فرح التي تتطلع له بتحدى تحاول الدفاع عن صديقتها لإعتقادها أنه قد علم بأمر الصور لتخبره أن كل إنسان حر في تصرفاته وكفي ما تلقته من عذاب علي أيديهم
كانت كلمات فرح حادة وصوتها مرتفع ليثير حنق محمد الذي قام بالرد الهجومي قبل أن يركز بالكلمات ولكن في منتصف كلماته يصمت قليلا مركزا في ذلك الحديث التي تفوهت به ليطلب منها تكرار حديثها لتعيده مرة أخرى ولكن بحدة أقل
إذن هناك حلقة مفقودة في الأمر ليجلس محمد ويدعوها للجلوس ثم يرتشف قليلا من الماء الموضوع ليسألها عن الأمر بهدوء
لكن فرح مازالت تتمسك بحدتها لتخبره أن حور من حقها أن تكمل حياتها مع شخص يكون هو العوض عن كل ما تجرعته علي يد أخيه
يبتسم محمد ببلاهة مما يثير غضبها لتسأله عن سبب تلك الضحكات ليخبرها أنه ظن أن يوسف اليوم هنا من أجلها هى وليس من أجل حور
يصمت قليلا ثم يخبرها أن حور لها مطلق الحرية في حياتها تفعل ما تشاء
لكن الكلمات قد توقفت عند فرح في جملة واحدة لتعيدها في ذهنها عدة مرات ثم تتطلع له بدهشة مضيقة من بين حاجبيها ممتعضة الوجه لتسأله بإستنكار عن شأنه في إن كان يوسف قادم من أجلها أم لا
وهنا وكأنها كانت تلك الكلمات تحمل المفتاح الخاص بذلك القفل المتسبب في إلجام لسانه يرد عليها محمد مندفعا
- لأني بحبك... أيوه بحبك من سنين وأنا كاتم حبك جوايا ومستني اللحظة المناسبة اللي أعبر عن حبي فيها لما أكون جدير بيكى
وهنا يدرك محمد ما تفوه به في إنفعاله ولكن بعد فوات الآوان ليتطلع إلي صدمتها من حديثة ليعتزر وينصرف سريعا قبل أن ترفض هي ذلك الحب الذي إعترف به رغما عنه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
ينقضي اليومان التاليان علي حور وكأنهم عامان من ثقلهم ليختفي يوسف في ذلك اليومان تماما حتي إنها ظنت أنه قد أقلع عن الفكرة لتشعر ببعض الحزن يعتصر قلبها لا تعلم ماهو السبب لتلوم نفسها علي ذلك الإحساس وهنا تقفز ذكرياتها المؤلمة التي يرتجف لها جسدها فلن تستطيع تحمل خوض تلك. التجربة مرة أخرى
أما بالنسبة ليوسف فهو يواجه عاصفة قوية من الرفض المجتمعي خاصة من ندى التي لا تستطيع إنكار حبها لحور بل الأمر يتعلق بأخيها... كانت تريد له زيجة أفضل من ذلك خاصة أنه لن يقيم حفل زفاف ليخبرها أن ذلك الحفل سيكون بقلبه من السعادة
ليفسر مروان ذلك الإرتباط بأنه ما هو إلا حاجة ملحة بداخله للأطفال... ليصرها يوسف في نفسه فلو كان يريد الأطفال لكان الأمر هين منذ فترة ولكن الرابط أقوى ليواجه حديثهم بالإصرار
لم يوفقه أحد علي تلك الزيجة سوى سما هي التي شجعته علي الإستمرار مادام يشعر بحبها يسرى فى دمائه
لا يعلم تفسير للشعور الذي يمر به سوى كلمة واحدة أن الحياة بدونها غربة
ينصاع الجميع لرغبته تلك في النهاية فلن يتركوه وحيدا في ذلك اليوم
أما عن فرح فهي تعاني منذ إعتراف محمد فهي لا تنكر ذلك الشعور بداخلها التي كانت دائما تثبطة خوفا من جرح غائر بالنهاية لتكتشف أنها تعانى من ندوب الماضي مثل حور وبالنهاية تقص علي حور ما حدث لتسعد حور بتلك العلاقة الجديدة التي تعلمها منذ البداية فعيون الصب تفضحه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
يوم عقد القران
ينتاب حور شعور غريب متضارب لتحاول طمأنة نفسها أن الأمر قد إنتهي وما كان إلا لحظة من الشجاعة من يوسف وها هي قد إنتهت
طرقات علي الباب لتنتفض حور من مكانها بفزع فقد كانت غارقة في أفكارها حول عقد القران ذلك وبين ذكريات تهاجمها بشدة لتزيد من رغبتها الشديدة في الرفض
تفتح حور الباب بترقب ليخيب ظنها لتكون صاحبة تلك الطرقات هى فرح فقد ظنت أنها شخص آخر
ترحب بها حور فهي بالفعل بحاجة إليها بينما الغرض من تلك الزيارة هي تنفيذ أولي خطوات خطة كل من فرح ويوسف
تجلس حور بين أحضان فرح تشكو إليها خوفها من تصميم أخيها علي تلك الزيجة.
تتلعثم فرح في الحديث لا تعلم أتحث صديقتها علي أن تسمع لحديث قلبها وتكمل تلك الزيجة أم تحاول أن تطمئنها لا تعلم ما الذي يجب عليه فعله
يخرج حمزة بعد قليل يركض نحو باب الشقة ليخبر والدته سريعا بأنه ذاهب إلي يوسف لم يتمهل ليسمع إعتراضها ليعود بعد لحظات ليحمل حقيبة يبدو أنها تحتوى علي ملابس
تلتقط منه حور تلك الحقيبة التي يخبرها حمزة بأنه فستان أحضره يوسف من أجلها
تتفحص حور ذلك الفستان باللون الأزرق ومعه بعض قطع الحلي الخاصة به
في البداية يشرق وجه حور بالسعادة من أجل ذلك الفستان ولكن سرعان ما يهاجمها شبح الماضي لتتغير ملامحها كلية وتلقي به جانبا لتبدى رفضها لإستكمال تلك الزيجة
تتطلع لها حور ولردة فعلها لاقسم أنها بالفعل تكن ليوسف بعض من المشاعر
بينما حور في تلك الحالة من التناقض يضئ هاتفها بإسم مصطفي الذي يحثها علي الإستعداد من أجل عقد القران بعد ساعة فقط ولا يترك لحور تلك الفرصة للرفض ليغلق الخط سريعا وقلبه يكاد ينفطر علي تلك التي يشعر بتألمها ومدى قسوة الأيام عليها تضع الهاتف بجوارها بشرود ثم تتطلع إلي فرح التي يعتصر قلبها ألما علي صديقتها تود أن تأخذها بين أحضانها وتقص عليها الحقيقة كاملة ولكنها تتذكر كلمات يوسف فتكتفي بإحتباس الدموع في مقلتيها
بينما تتحرر دموع حور لتقص لها مضمون المكالمة الهاتفية وتصميم أخيها علي إتمام عقد القران لتكتمل قسوته عليها أما كفاه ما فعله بالماضي
وهنا تدخل فرح خشية أن تنشب العداوة مرة أخرى بين حور وأخيها لتقول بصوت حنون
- حور ربنا لما بيقبل توبة عبده مبيحسبوش عليها تاني وإنتي فتحتي صفحة جديدة مع مصطفي بلاش تقلبي في اللي فات.... قومي يا حور غيري ومتصغريش أخوكي اللي بيعمل كده عشان سمعتك وأولادك
كانت كلمات فرح وكأنها مسكن لتلك المشاعر المتضاربة بداخل حور لتنهض كالآلة ومعها فرح حتي تبدل ثيابها إنتظارا لتنفيذ الحكم عليها كما فسرت حالتها تلك
لولا حالة الغباء تلك التي تملكت من حور ولو أنها ربطت الأمور ببعضها لإكتشفت تلك المكيدة المدبرة إليها من شخص ما لا تعلمه ولو دققت أكثر لإكتشفت تلك المكيدة التي دبرها لها يوسف للإرتباط بها ولكن عقلها رفض التفكير ليترك الأمور تسير كما تشاء
إنتهت حور من تبديل ملابسها لتصفف لها فرح شعرها وتضع لها أحمر شفاه باللون الوردى وكحل باللون الأخضر الذي يعكس لون عينها ليزيدها نقاء بينما حور مستسلمة لا تبدى أي مقاومة
لحظات وتستمع إلي طرقات علي باب غرفتها ليخبرها حمزة بأن الجميع ينتظرها بالخارج وهنا تسعر بإنقباضة قلبها وإرتجافة تسرى في جميع جسدها بعد قليل ستصبح زوجة لإحداهم الذي سيتلذذ بعذابها
تخرج حور عليهم لتخطف الأنظار بجمالها الهادئ ليتوه به يوسف الذي يشعر بتلك النسمات الربيعية تحمله إلي جنة خاصة به لا يشعر به سواه
تقترب حور من يوسف لتخبره أنها تريد التحدث معه قبل عقد القران ليطيعها علي الفور ثم يتبعها إلي تلك الشرفه يقف أمامها ينتظر حديثها الذي يبدو أنها تعد به منذ زمن
تخبره حور بأنه يستحق إمرأة لم يسبق لها الزواج و......
بينما حور تتحدث لم ينتبه يوسف إلي حديثها حيث أنه يغرق في بحور عشق عيناها الصافية يلاحظ حركة شفتيها الوردية وكأنها تدعوه لقطفها وتذوقها علي مهل منه يود إعتصارها بين أحضانه
إهدأ يا يوسف فإنها فقط البداية ولا تستطيع الصبر فكيف بالقادم يبدو أن الأكر بالفعل صعب ولكن كل صعب يهون في سبيلها
لم تتلقي حور ردة فعل ليوسف علي حديثها سوى تلك النظرات التي أربكتها لتصمت تنتظر ردة الذي يكون دعوة منه للإنضام إلي الباقي حتي يتموا عقد قرانهم
تكاد حور أن تنفجر من داخلها لتتبعه وبداخلها تتوعد له أن تذيقه العذاب
بعد قليل ينتهي عقد القران ليقترب منها يوسف أمام الجميع ليطبع قبلة علي جبينها ليشعر بإرتجافة جسدها ونظرة الرعب تلك التي تملأ عينها ليكون ردة فعله إبتسامة متألمة ثم يغادر تاركا إياها في صراعات لا تعلم ما نهايتها

« يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now