البارت الخامس والعشرون

584 17 0
                                    

البارت الخامس والعشرون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

نهض فتحي سريعا ليقترب من حور يستنشق عبيرها ليشعر أنه أمام نوع جديد من النساء لم يلتقي به قط سابقا ليسيل لعابه سريعا علي ذلك النوع الجديد مقررا تذوقه بغض النظر عن حالتها النفسية وإنتفاخة بطنها والأهم من ذلك لم يخطر بباله أنها لن تسمح له معتقدا أن حاجتها للمال تلك ستدفعها لعمل أي شئ
ليرحب بها وقد إرتدى ذالك القناع الهادئ لا يعبأ بإنتفاخة بطنها وتلك الهالات السوداء التي تحيط بعيونها الذابلة ليخبرها أن مكانها في العمل جاهز من باكر لا تعبأ هما
منذ الوهلة الأولي التي رآها بها وفتن بجمالها وهدوئها الذي يبعث في النفس الطمأنينه لينجذب إليها رغما عنه
تشكره حور علي قبولها بالعمل لتغادر بينما سمر ترمقه بدهشه فلقد أخلف توقعاتها تماما مما يزيد شعورها بالحقد والبغض نحو حور
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عصام
إستطاع عصام الحصول علي مفتاح شقة حسن ليدلف إليها دون علم أحد
يتطلع بها ويدور بعينيه وهو مازال في مدخلها يبدو عليه الخوف في اللحظات الأولي لدخوله يفكر في الخروج مرة أخرى ولكنه يجاهد ذلك الشعور في قلبه ويواصل إلي الداخل
يدلف إلي غرفة النوم ليقف لوهلة أمام تلك الصورة الكبيرة لأخيه مبتسما بها وكأنه يتطلع إليه يقف عصام أمام تلك الصورة للحظات ثم يرتمي بجسده علي الفراش وكأن أقدامه تحولت إلي هلام لا تستطيع حمله لبهمهم بكلمات غير مفهومه لينتهي به الحال إلي قلب تلك الصورة حتي لا يري أخيه
أثناء هبوطه تقع عيناه علي تلك المنامة الملقاه بإهمال علي المفعد تلك المنامة التي كانت ترتديها حور يوم الحادث ليتوجه إليها كالمسحور يمسك بها ليستنشق رائحة حور بها حتي تمتلئ رئتيه من عبيرها مغمضا عيناه ليحتصن تلك المنامة ويدور بها في الغرفة حتي وصل للفراش ليجلس عليه مرة أخرى ليلفت نظره هاتف حور الملقي جانبا والذي هو سبب دلوفه إلي شقه أخيه حتي يعطيه لها
كان الهاتف لا يفتح بطاريته فارغة فلقد مضت فترة طويلة علي عدم شحنه
يضعه عصام علي الشاحن لينهض ليقوم بفتح خزانة الملابس الخاصة بحور حتي ينتقي لها بعض الملابس
يقلب جيدا يبحث عن تلك الملابس التي لم ترتديها ولكنه لم يجد منها شئ
يغلق الخزاته مرة أخرى بعنف ليعود إلي الهاتف يحاول فتحه حتي إستجاب له ليجد تلك الصورة التي تجمع حور وحسن بالخلفية ليفتح الهاتف سريعا يقلب به ليجد مجموعة من الصور لحور في أماكن مختلفة قد إلتطقتها لها حسن حتي وصل إلي تلك الصورة التي تبتسم بها حور ليظل يتأملها قليلا وهو يتحدث معها كأنه يراها هي يخبرها بأنه يعشقها منذ تلك الوهلة الأولي التي رآها بها  حاول الفوز بها لتبوء كل محاولاته بالفشل لتمسك أخيه بها ولكن القدر يجمعهما مرة أخرى لن يتخللي عنها تلك المرة لابد من الفوز بها
يستأنف عصام تقليبه بالهاتم ليجد تلك الصور التي تجمعها مع حسن وتلك الرسائل العرامية التي بينهم لينزع الهاتف من كابس الشحن مقررا ألا يصل ذلك الهاتف ليد حور مرة أخرى
آه يا حور يا من ملكتي قلبي لن أتخيل تلك الحياة بدونك فلقد وصل عشقك في قلبي لدرجة الجنون
يعاود إحتضان تلك المنامة مرة أخرى وكأنه يحتضن حور ويستلقي علي الفراش ليتهوه في عالم آخر من وحي خياله يصور حياته القادمة مع حوره
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامعة
تسير فرح وعلي وجهها تلك العلامات الحزينة فحال صديقتها يؤلمها لتقرر أن تنتهي من محاضرتها تلك الأخيرة وتقوم عقبها بزيارتها
يهتف زياد بإسمها عدة مرات ولكنها لم تنتبه إليه
ليسرع بخطاه حتي إستطاع اللحاق بها لتنتبه له يقف أمامها يسألها عن ذلك الأمر الذي يشغلها ويسبب لها كل ذلك الحزن
تتطلع له فرح وعيناها مغرورقة بالدموع ليشعر هو بخطورة الأمر ليدعوها سريعا للجلوس
بعد مضي لحظات تخبره حور بحال صديقتها فهي تخشي عليها كثيرا
بعد عدة كلمات إستطاع زياد طمأنتها وخروجها قليلا من تلك الحالة المسيطرة عليها لتتطلع له بعيون ممتنه ثم تنصرف وحالتها أفضل بكثير حتي تستطيع اللحاق بتلك المحاضرة
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المصنع
جلست حور بجوار سمر تتابع ذلك العمل لتتساءل في نفسها هل تستطيع أن تنجز ذلك العمل مع حالتها تلك
يجب عليها التحمل ذلك كان رأيها حتي تستطيع سد إحتياجاتها وإحتياجات طفلها فهي متأكده أن حماتها لن تعطيها شيئا فعليها تدبير أمرها سريعا
بينما هي في دوامة أفكارها تقوم سمر بمغادرة المكان لتخبرها أنها سوف تقوم بالإتفاق مع المدير علي راتبها
تغادر سمر متوجهه إلي فتحي مستنكرة موافقته علي عملها ليتجحجج أنها من طرفها فكيف له الرفض
تخبره سمر أنها كانت متوقعة الرفض منه فهي لا تريد أن يجمعهم مكان واحد فهي تكن لها الكثير من الكره
يضحك فتحي ملئ فمه علي كلماتها ليكنها في نفسه فهو يعلم أن سبب كرهها هو أنها تتفوق عليها كثيرا في الجمال فهي تأخذ لقب ملكة جمال عن حق
تتطلع له سمر بدهشة علي ضحكاته تلك لتشعر بالغضب يكاد يمزقها لتضرب بقدميها في الأرض وتغادر
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عصام
ينهض عصام بعد مدة لا يعلم كم مضي ليضع تلك المنامة مرة أخرة مكانها مغادرا ليقرر الذهاب لحور فلديها اليوم موعد متابعة مع طبيبة النسا
ولكن قبل أن يذهب إليها عليه شراء هاتف لها وبعض من الملابس
بالفعل يقوم بشراء هاتف حديث لحور وبعض الملابس لها ثم التوجه نحو منزلها بتلك السيارة الخاصة بحسن ليتفاجأ بحور عائدة مع سمر ليشعر بتلك الدماء تفور في رأسه إثر ذلك المشهد فهو يعلم سمر جيدا فكيف لحور أن تسير معها
يقف أمام حور يسألها بغضب عن وجهتها
تشعر حور بالغضب من سؤاله كما أنها تشعر بالخوف من هيأته حتي أنها شعرت أنها إقترفت شئ ما خطأ لتبتلع ريقها بصعوبة لتخبره أنها كانت تتدبر عمل مع سمر
يستنكر الكلمة عمل... بحالتك تلك ليست الحالة فقط ما كان يفكر بها عصام ولكن كيف لها العمل ليتمتع الرجال بجمالها
يقوم عصام بغلق باب السيارة بعنف ليشير لها بالتقدم
تهرول حور وبداخلها تهمهم بالعديد من الكلمات عقب فزعها من ذلك الصوت الذي أصدره باب السيارة
بينما تتابع سمر الموقف بدهشة من تصرفات عصام تجاه حور تلك لتنسج الخيوط في تفكيرها حتي تستطيع نسج بعض النتائج
تدلف حور إلي الشقة لتلقي التحية علي والدها الذي تخبره بعملها الجديد
كان رد عادل هو الصمت فهو يشعر بالعجز أمام حور فيجب عليه أن يريحها في مثل ظروفها تلك ولكن ما باليد حيلة
بينما هم علي حالتهم تلك يدلف عصام ليلقي بالتحية عليهم ليقوم بالجلوس على إحدى المقاعد الذي يتوسط ما بين حور ووالدها ليعطي حور عقبها تلك الحقيبة التي يحملها ليخبرها أن بها ملابس لها مع هاتف جديد بشريحة قام بتدوين رقمه عليها
تتطلع له حور بدهشة لما كل تلك الأشياء هي فقط تريد ملابسها وهاتفها الذي يحمل عليه ذكرياتها مع حسن
لا إجابة منه وكأنه تحول إلي جماد يتطلع لها فقط
بينما بداخله هناك حرب دائرة لا يستطيع إخمادها ملابسها التي لكل منها ذكرى مع حسن وتلك الهاتف الذي يحمل الذكريات... هو يريد محو تلك الذكريات ولكن لا بأس سأمحيها ولكن ليس الآن يجب التريث والتعقل في ردود الأفعال
إستطاع عصام التحدث أخيرا ليخبرها أن والدته لن تسمح له بالدلوف لشقة أخيه وأخذ شيئا منها فعليه إستخدام ذلك مؤقتا إلي أن تهدأ الأمور
كانت حور تظن أن الحزن وراء تلك الحالة التي عليها زينب فكانت تمنحها الأعزار لاتعلم أن الطمع هو المسيطر الأول والأخير عليها
يشير لها عادل بالدخول وتبديل ملابسها فلديها اليوم موعد للمتابعة
ليستأذن من عادل أن يذهب معهم ولكن عادل يشعر بالسقم ليتحجج أنه مثل أخيها فليذهبا
تشعر حور بالحيرة من تلك الشخصية التي تحولت معها كثيرا وقبل أن تدلف لغرفتها تسمع عصام يهتف بإسمها ليقترب منها معطيا إياها ظرف ليخبرها أن كل شهر ستتلقي مثله فلا داعي للعمل وخاصة في حالتها تلك
تشكره حور ثم تختفي بداخل غرفتها
أما عن عصام فلقد تركه قلبه وغادر معها ليقف وحيدا يستمع إلي نبضاته بالداخل
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي
تجلس سلمي أمام الطبيب الذي يتطلع إلي أشعاتها وتحاليلها بنظرات حزن ويأس
تشعر سلمى بالقلق لتسأله برهبة وهي تخشي الإجابة عن نتيجة تلك الفحوصات
يخبرها الطبيب بحزن أنها عاقر لا تستطيع الإنجاب حتي بعد إجراء العمليات نسبة الأمل لا تتعدى الواحد بالمئة
يا الله كيف ذلك تشعر وكأنها بدوامة تفقد عقبها صلتها بالحياة
              «يتبع»
.

أسوار العشق Where stories live. Discover now