البارت الخامس

960 24 2
                                    

البارت الخامس
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

إنه اليوم المنتظر لقراءة الفاتحة حيث إستيقظ حسن بالصباح ليفتح تلك النافذة ليسقبل شعاع الشمس يحتضنه بفرحة ليداعب جفونه متخللا أنسجة جسده ليدخل بذلك القلب النقي يشع به ضوء من الأمل
يستنشق حسن نسيم الصباح ليملأ به رئتيه فاليوم أجمل أيامه علي الإطلاق كما يعتقد ليقوم بفتح خزانة ملابسه لإنتقاء ما سوف يرتديه في المساء
يشعر بالحيرة بين ملابسه فهو اليوم سعيد جدا فيريد أن يكون بأبهي صوره له
ينتهي به الحال لإنتقاء قميص من الكاروهات يغلب عليه اللون الأحمر والأسود وبنطلوم جينز أزرق
يخرج من غرفته تلك ليقرر الصعود إلي شقته يدلف إلي شقته متطلعا إليها بسعادة فكل قطعة بها لها قصة معه ليتحدث إلي قطع الأثاث وكأنه يتحدث مع شخص أمامه ليخبرها أن بعد أسبوعان ستأتي من خطفت قلبه من النظرة الأولي لتملأ المكان بهجة وسعادة ليحيا معها في نعيم العشق
يتمدد علي الأريكة ليغط في النوم فورا ليراها في أحلامه تأتي إليه مبتسمة لترتمي بين أحضانه ليفيق عقبها وههو يدعو الله أن يتحقق ذلك الحلم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سمر
لم تستطع سمر النوم جيدا فطيلة ليلتها تتقلب يمينا ويسارا يأكلها الحقد علي تلك العروس وتلك الزيجة فلماذا حور تتزوج شاب كهذا تحلم به أي فتاه وهي لم تحصل إلا علي مصطفى بالرغم من أنوثتها الطاغية ولكن لم يتقدم من أحد لخطبتها وهي لا تعلم ما السبب أو إنها تعلمه جيدا ولكنها تنكره
تتطلع إلي زوجها النائم بجوارها فاليوم أجازته لتشعر بالإشمئزاز منه ومن تلك الأصوات التي يصدرها لتعقد سريعا مقارنة بينه وبين حسن
تنهض من علي الفراش لتقف أمام المرآة تستعرض أنوثتها لتصف حسن أنه لا يمتلك ذلك البصر الذي إختار حور لترجع الأمر إلي لون عيناها هو الذي جذبه إليها غافلة عن وجود تلاقي في الأرواح فهي لا تعلم شيئا عن تلك اللغة السامية
تبدل ملابسها لذلك البنطلون الأسود الضيق وتلك البلوزة الصفراء
تتوجه إلي المصنع بالطبع بعد وضع مساحيقها ونثر قطرات عطرها الفواح
تصل إلي المصنع صامته شاردة لتقرر الإيقاع بحسن في شباكها وإفساد تلك الزيجة حتي وصل بها الأمر أنها تتمني قضاء ليلة واحدة بين أحضانه
تجلس خلف الماكينة الخاصة بها تحت نظرات الفتيات وهمهماتهم عليها
بعد ساعتين من العمل وهي علي تلك الحالة تنهض فجأة متوجهة إلي مكتب المدير جلال لتدلف إلي الداخل تتهادى في خطواتها لتنحني أمامه علي المكتب ليظهر صدرها أمامه فهى بالفعل كانت متعمده ذلك لتخبره أنها في حاجة إلي إجازة اليوم
لم ينتبه جلال لكلماته فهو مثل الكلب الذي وجد عظمة ليجري ريقه عليها
يتطلع جلال إلي صدرها بشهوة ليتخلي عن مقعده ويقف بجوارها لتعتدل هي بوقفتها ليسألها جلال عن السبب لتجيبه من أجل خطبة أخت زوجها
وما إنتهت من كلماتها حتي وجدت يديه تفتح أزرار بلوزتها وتجوب بحريه في جسدها لتضحك هي بدلال فقد وصلت إلي غرضها بإثبات أنوثتها الطاغية التي لايستطيع أن يقاومها رجل كما تعتقد هي
نترك لهم ذلك المكتب القذر ونتوجه لمكان آخر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
اليوم مختلف عند حور عن سابقته لا تعلم حور لماذا ولكنها إستيقظت بالصباح ليملؤها النشاط والحيوية إستعدادا لإستقبال الضيوف اليوم
بعد إنتهائها من تنظيف المنزل وتعطيره تدلف إلي غرفتها لتفتح خزانة ملابسها تقف أمامها شاردة تحاول أن تنتقي فستان مناسب لتتذكر أنها لا تمتلك سوى فستانين قد إرتدت الأول في الزيارة الماضية إذن ترتدى الآخر اليوم وهنا إندفعت تلك الفكرة برأسها من أين لأبيها أن يشترى لها جهازا فهو لا يمتلك نقود لذلك الأمر لتشعر بالحزن ولكننا تسلم أمرها لله فهو خير وكيل لها
تخرج حور ذلك الفستان لتتطلع إليه قليلا شاردة في تلك الكلمة التي قد قالها حسن في الزيارة السابقة في ثنائه علي لون عيونها
كما أنها تتذكر طريقة حديثة المهذبة التي تصل إلي القلب من شدة صدقه
تتوجه حور ناحية النافذة متطلعة إلي السماء تدعو الله أن يسهل لها أمورها فهي واثقة في قدرته علي تدبير الأمور تخرج حور مرة أخرى إلي الخارج تأكد من أن الأمور علي مايرام قبل قدوم الضيوف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عادل
يجلس كل من حور وعادل يشاهدون التلفاز بينما حور تفكر ما بين لحظة والأخرى ستأتي تلك الضيوف ويتحدد مصيرها هل ستكمل مع ذلك الشخص الذى إندهشت من حالها فذلك الشخص الوحيد الذي شعرت تجاهه بالراحة
بينما عادل منشغل بأمر آخر وهو كيف سيدبر أمره في تجهيز إبنته فعنده يقين تام أن إبنه لن يساعده
بينما تجلس سمر في غرفتها مع مصطفى وإبنها يأكلها الغضب لتسب في زوجها لعدم قدرته علي إيقاف تلك الزيجة ليستمع لها مصطفى مندهشا من موقفها ما الذي يهمها إن تزوجت منه أم لا ففي تلك الحالتين لن يساعد في أي شئ ولكنه ملتزم الصمت
بينما الجميع علي تلك الحالة يستمعون إلي جرس الباب لتدلف عقبها حور سريعا إلي غرفتها وينهض عادل ليقوم بفتح الباب ليجد حسن أمامه يلقي عليه التحية بإبتسامة أمل ومعه أخويه ووالدته وعمه
يرحب عادل بالجميع ليدلفوا إلي الداخل يجلسون ليبدأ عم حسن بالحديث في أمر تلك الخطبة ليسأل عادل علي متطلباته حتي يتمكنوا من قراءة الفاتحة
في ذلك الوقت يخرج عليهم مصطفى يلقي التحية ويجلس بجوار والده
يعيد الرجل السؤال مرة أخرى فلم يجد عادل ردا لتلك الكلمات عنده ليسأل هو عن إمكانيات حسن
يقوم حسن بتنقية حلقه ليخبره أنه مستعد لأي شبكة هو يقررها ويكون الزفاف عقب أسبوعان
تلك الكلمة كانت كفيلة بخروج شهقة عالية نظرا لصدمته ولكنه يفكر للحظات تمر عليه سنوات
أما بالداخل تقف حور خلف الباب تستمع إلي الحديث الدائر بالخارج وعند إستماعها لتلك الكلمة تشعر أن الأمر أصبح في خانة المستحيل لتنسحب بهدوء تجلس علي فراشها تحاول التماسك لتحمد الله علي نصيبها فهي مازالت في سن صغير
نعود للخارج يشعر حسن بإضراب عادل الملحوظ وعيناه غير الثابته
بينما ينقي عادل حلقة ليجيبه ببعض الأسف
- إسبوعين إيه يا بني.... المواضيع مش بتيجي بالسرعة دى لسه فيه جهاز وحاجات لها
يبتسم حسن فور سماع لذلك الحديث ليعلم الآن سبب إرتباكه لينهض من مكانه فجأة ليجلس بجوار عادل ليأخذ نفس عميق ثم يتحدث بهدوء
- بص يا عمى أنا عندى أجازة عشان كده معجل بالجواز عشان حسافر تاني.... أما بالنسبة للجهاز فالشقة جاهزة من كل حاجة ناقصها بس العروسة تنورها... ولو حضرتك تسمح لها أنها في يوم تيجي وطبعا حضرتك معاها تتفرج علي الشقة وتشوف اللي ناقصها ونشترى بعدها اللبس اللي هي محتاجاه الصيفي.... أما الشتوى هشتريه لها من الإمارات
وهنا يتطلع له مصطفى بغيرة وحقد قد تعادل أضعاف ما تشعر به زوجته فهو بالفعل يكن الكثير من الكره تجاه حور ووالدتها ليشعر بالحقد الكثير عليها لحظها الوفير ذلك مع تلك الزيجة ليعقد العزم الآن بأن يخرب تلك الزيجة فهو يتمني لها الشقاء وليس النعيم
يتطلع إليه مصطفى ليقول بحزم
- وإنت بقي هتتجوزها بسرعه عشان تسيبها هنا وتسافر تاني أنت شايف إن ده ينفع
يشعر حسن بالضيق قليلا من ذلك السؤال ولكنه يري أنه محق بتلك النقطة ليتطلع إليه قليلا حتي توصل إلي الرد المناسب الذي فاجأ به الجميع ليخبرهم أنه لن يتركها بل سيصطحبها معه إلي الإمارات
تتطلع له والدته بدهشة علي كلمته تلك ولكنها لا تبدى رد فعل معتقدة أن تلك وعود حتي ينهي الأمر فكل ما يهمها الآن أن يتزوج إبنها وينسي تلك الفتاه التي أضاعت عليه الكثير من سنوات عمره مضرب عن الزواج
يتطلع حسن إلي عادل ليسأله بأمل
- ها يا عمي نقرأ الفاتحة
لم يرد عادل بل رفع يديه وبدأ بقراءة الفاتحة ليرفع الجميع أيديهم ويقومون بقراءة الفاتحة أيضا
ينتهي الجميع من قراءة الفاتحة لتطلب زينب أن تلتقي بالعروس حتي تهنؤها
ينهض عادل سريعا ليوافقهم الرأي متوجها إلي غرفة حور ليطرق الباب ثم يدلف للداخل مندفعا ليأخذها بين أحضانه ليقبلها علي جبينها مهنئا إياها علي تلك الخطبة
تتطلع إليه حور بذهول وتساؤل كيف له أن يدبر حاله في تلك المهله البسيطه لتشعر بالشفقة تجاه والدها لتشعر أنه يضحى من أجلها لتقول بصوت متحشرج
- مبروك علي إيه يا بابا إزاي هتقدر تدبر فلوس الجهاز في إسبوعين
يدرك حينها عادل أنها إستمعت إلي الجزء الأول من الحديث ولم تستمع إلي باقي الحديث الدائر بينهم
يحتضنها عادل بحب ليخرجها من بين أحضانه يتطلع إلي عيونها الصافية النقية ليجاهد تحجر الدموع تلك في عينه ليقول بشجن
- حبيبتي ربنا كبير أوى..... حسن شقتة طلعت كاملة من كل حاجة وكمان هياخدك معاه الإمارات
تشعر حور بالسعادة تغمرها لتحتضن والدها الذي سرعان ما يخرجها من بين أحضانه ليدعوها للإسراع بالخروج إلي الضيوف فلقد تأخروا كثيرا عليهم ليدعوها لتظبيط حالها والخروج لتومئ له حور بالإيجاب مبتسمة إليه بسعادة
يخرج عادل عليهم ليخبرهم بقدوم حور بعد قليل
وما هي إلا لحظات حتي تخرج حور مع خجلها الواضح عليها عيناها مثبتة علي الأرض تلقي التحية عليهم بخجل
تقف زينب تحتضنها وتسلم عليها بينما حسن في دنيا ثانية هائم معها عيناه مسلطة عليها لا يستطيع أبعادها عنها
تشدها زينب من ساعدها لتجلسها علي الأريكة بجوار عادل الذي يحاول حبس أنفاسه التي إضطربت من قربها منه لتلك الدرجة
ينقي حسن صوته ثم يطلب من عادل أن يصطحب العروس قليلا في الشرفة ليوافق عادل علي الفور
يتيح لها حسن أن تمر من أمامه ويسير خلفها بسعادة
بينما يرمقهم الجميع بنظرات مختلفة منهم من يتطلع بسعادة وفرحة داعيا بداخله أن يلم شملهم علي خير ويديم تلك السعادة في قلوبهم
بينما البعض الآخر يرمقهم بحقد ويتمني ألا تتم تلك الزيجة
يخرج كل من حسن وحور إلي الشرفة ليقف حسن صامتا لبعض اللحظات ثم يتطلع إلي حور التي ما تزال صامته ووجهها يلونه حمرة الخجل يبدو عليها الإرتباك ليشعر هو بإرتباكها وخجلها لينتابه شعور غريب تلك هي المرة الأولي الذي يختبر ذلك الشعور
ينقي حلقة ثم يقول بهدوء
- مبروك يا حور
يا الله تلك هي المرة الأولي التي تشعر بالإرتباك عند سماع إسمعها فقد نطقه بطريقة جعلتها تعشق إسمها وكأنها تسمعه لأول مرة
ترد عليه حور بصوت يكاد أن يسمعه لتقول
- الله يبارك فيك
تلك هي المرة الأولي التي يدقق في صوتها ليشعر أنه أوتار تعزف علي جيتار بنغمات رقيقة يدق صداها في القلب
يبحث حسن عن تلك الكلمات التي قد رتبها في عقله منذ الصباح ولكنه فقدها كما فقد تركيزة كلية ليشعر أنه أمام لوحة فنية بديعة وروح مرحة ترتاح في الإقتران بها
ظل يتطلع لها بصمت شاردا في تلك المشاعر التي تنتابه في تلك اللحظة لتشعر به حور لتتطلع له فتلتقي الأعين في حوار طالت مدته ليتوه هو في صفاء عينيها ليشعر أنها بحر من العشق يغوص به باحثا عن المرسي
تقرر حور قطع ذلك الصمت لتقول بمرح
- هتفضل باصصلي كده كتير علي فكرة أنا بتكسف
لا يركز في كلماته بل صب تركيزه في حديثها العفوى وطريقتها في الحديث التي خطفت قلبه من أول لحظة ليرد بهيام يمزجه بالمرح
- أعمل إيه ما أنا واقف قدام لوحة جميلة ولحن أجمل
يلا حظ شرودها فيقرأ أفكارها سريعا ليستدير يتطلع إلي حركة الشارع قليلا يحاول السيطرة علي مشاعره ليدعو نفسه بالتمهل ستكون ملكه عقب أسبوعين فقط يجب عليه أن يطمئنها خلال تلك الأسبوعين ويتعرف علي جميع تفاصيلها ليقول وهو مازال علي حالته تلك متطلع إلي حركة الشارع
- عارف إنك زمانك بتقولي علي بياع كلام حافظ كلمتين وجاي أسمعهملك
بالفعل ذلك كان قريب جدا مما كانت تفكر هي به لتصمت منتبه إلي كلامه ليلتفت إليها مرة أخرى ليرتسم علي وجهه الجدية ليسألها قائلا
- إنتي عارفة أنا عندى كام سنه
تتطلع له حور بدهشه لتشعر بالحيرة فهي بالفعل لا تعلم سنه أو بمعني أصح لم تهتم بالسؤال عنه والأمر الثاني هو سؤاله ذلك وتلك النبرة التي يتحدث بها
لتنفي معرفتها وذلك بحركة من رأسها تنفي معرفتها تماما بعمره
يأخذ حسن نفس عميق ليمد ساعداه أمامه ثم يقول
- بصي لو بشهادة الميلاد أنا عندى إتنين وتلاتين سنه ولو بحسابات المواقف اللي عشتها يبقي متين سنه ولو بحساب العمر اللي فرحت فيه يبقي خمس سنين
كانت تلك الإجابة بالرغم من عمقها في المعني ولكنها أثرت بها للغاية لتتطلع له بشفقة علي ذلك الحديث فيبدو من حديثه أنه عاني الكثير
يلاحظ حسن تلك النظرات التي تخصه به حور ليستأنف حديثه قائلا
- حور أنا من أول ما شفتك حسيت إني مشدود ليكي بطريقة غريبة مع إني عمرى ما كنت كده.... وحاسس كمان إن ده شعورك ممكن أطلب منك طلب
تتطلع له حور بخجل فكيف هو ترجم شعورها هكذا لتومئ برأسها بمعني نعم
يخصها حسن بإبتسامة رقيقة متفهم لذلك الخجل متأكد أن خلفه مشاغبة لم تظهر له بعد ولكنه يشتاق إليها ويقرر خروجها سريعا
يستأنف حسن حديثه ليقول
- ممكن تعتبريني صاحبك... أخوكي.... وأبوكي قبل ما أكون جوزك.... عاوزك تتعاملي بطبيعتك خالص معايا وأي حاجة تحكيلي عليها حتي لو كانت صغيره إتفقنا
تبتسم حور فور سماعها تلك الكلمات لتشعر أنها بحلم جميل حتي إنها في أحلامها لم تتمني رجل مثل هذا يحمل كل تلك الصفات لتشعر أن قدميها فقدت السيطرة علي حملها من كلماته تلك تحاول تصديقة وبنفس الوقت تخشي أن تصدقه فلقد سمعت عن كثير من التجارب حولها يرسم الرجل ذلك الدور في البداية وعقب إتمام الزواج ينكشف كل علي حقيقته
يا الله ما تلك الحيرة تدعو الله أن يرشدها للصواب فلقد تعبت بما يكفي في حياتها
يلاحظ حسن شرودها لينادى عليها أكثر من مرة ولكنها لم تنتبه ليحاول مرة أخرى لتنتبه أخيرا إليه ليسألها عن الأمر لتنفي أى خطب فقط الأمر حديث عليها تحاول أن تتقبله
يبتسم لها حسن ليخبرها أنه دائما سيظل بجوارها لن يتركها للحظة واحدة ليسألها عن ذلك الوقت الذي يناسبها حتي يقوموا بشراء الملابس وقبل أن ترد يأتي عصام ليقف أمام الشرفة من الداخل يدعو حسن للإنصراف
ليومئ له حسن ليطلب منها سريعا رقم هاتفها حتي يتمكن من الحديث معا والإتفاق علي الموعد المناسب تصمت حور قليلا لتشعر بالتردد لا تعلم إن كان ذلك الأمر صواب أم خطأ فيجب عليها الإستئذان أولا من والدها
يبتسم حسن علي فعلتها تلك ليخبرها أنه أصبح خطيبها وبعد أسبوعان سيصبح زوجها يجب عليها تذكر ذلك
لا تعلم حور لماذا أصبحت أمامه كالمسحورة وكأنها تعرفه منذ الكثير من السنوات لتبدأ التعامل معه بتلقائية لتملي عليه الرقم لتخبره أنه أول رجل يحمل رقمها بعد والدها
يبتسم حسن عقب كلمتها تلك ليقوم بتسجيل الرقم بإسم زوجتي الحبيبة ويقوم بتقبيل الهاتف وهو يتطلع لها لترتبط وينلون وجهها وما ينقذها هو صوت محمد الذي جاء ليدعو حسن للمغادرة ولكنه يقف أمام حور ليمد لها يده يصافحها ويعرفها علي نفسه لترحب به حور كثيرا
يدعوها محمد أن تجعله عم سريعا لتبتسم حور بينما يتفاجأ محمد بأخيه حسن يدفعه للأمام ليضربه علي مؤخرة رأسه فقد وصل به الغيظ مليا فلقد أضاع عليه تلك. الفرصة الجميلة للحديث معها ولكن لا بأس سيتحدث معها في الهاتف ولن يفارقها طوال تلك المدة وإن لزم الأمر أن يعقد قرانها ولن يسمح ببعدها وكأنه عاش عمره الماضي يبحث عنها
يستأذن الجميع ويغادروا ليترك حسن قلبه بين يدى حور ليرسل لها رساله عقب مغادرته مباشرة يقول فيها
« أنا مشيت وسايب قلبي معاكي حافظى عليه»
تبتسم حور بسعادة عقب قراءتها لتلك الكلمات
ليتجدد بداخلها ذلك الشعور بالخوف من أن يكون ذلك حلما وتستيقظ منه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند فرح
اليوم هو الموعد المحدد لفريق الجمعية بتأديه مهمة في قرية فقيرة لإحدي قري الجمهورية.
تستيقظ فرح مبكرا لتويقظ أخيها وتبدل ملابسها لتغادر المنزل بصحبة أخيها تقف في المكان الذي حدده المشرف بإنتظار الحافلة تمر حتي تستقلها معهم
تشعر فرح بأنها بحاجة إلي كوب من النسكافية حتي تفيق لتخبر أخيها أنها سوف تذهب لتحضر النسكافيه فعليه الإنتباه جيدا حتي لا يفقدوا تلك الحافلة
بعد قليل تعود تحمل الكوبان ليتناول أخيها إحداهم لتقف تحتسي هي الآخر حتي أنها رأت الحافلة لتتوجه ناحيتها وإذ بشخص يأتي مندفعا ليقوم بالإرتطام بها ليسقط كوب النسكافيه من يدها لتشعر أنها فقدت هي الأخرى توازنها لولا تلك اليد التي قامت بمساندتها لتستدير حتي تقوم بشكره لتتفاجأ أنه المتسبب في إتساخ ملابسها منذ فترة وسقوط كوب النسكافيه منه الآن لتشعر بالضجر من ناحيته بينما يقف أخيها يشكره علي مساعدتها ليمسك بيدها ليصعدا إلي الحافله قبل أن ينقلب الأمر إلي معركة فهو يعلم أخته جيدا لن تفوتها له ولكن لا بأس فكفاه نظراتها فقط الذي شعر أنها أرعبته بل علي النقيض من ذلك الشخص ليعتبر أن تلك النظرات لا تعني شئ
«يتبع»

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن