البارت الرابع والعشرون

579 17 0
                                    

البارت الرابع والعشرون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹
مات حسن ودفن معه كل تلك الأشياء الجميلة لتفتقد حور حياتها معه بل شعرت أنها تركت روحها بجواره وعادت جسد بلا روح
تشعر وكأنها مخدرة لا تستطيع إستيعاب ذلك الخبر تمر أمامها اللحظات وكأنها شريط سنيمائي يمر من أمامها مازالت تشعر بدفء أحضانه طعم شفاته ملمس يديه تتحسس إنتفاخ بطنها صوته العذب يتحدث مع جنينها حتي إنها تخيلت الآن أنه يهتف بإسمها« حورى»  لتقوم بالخروج من بين أحضان فرح تتلفت حولها بهذيان تبحث عنه ثم تنهض متوجهة تجاة تلك الشرفة تبحث عن حسن
بينما تتطلع لها فرح بدهشة وخوف لتسألها عما تريد ولكن لا رد منها تري شرودها وتوهانها
تهطل تلك الدموع من عينها لتخبرها أن حسن يهتف بإسمها الآن
يا الله ما ذلك الشعور وتلك الصدمة التي لن تستطيع تجاوزها بتلك السهولة
بالطبع ستتجاوز أزمتها وتمر ولكنها تأخذ في طريقها الكثير
أدركت فرح ما تعانيه صديقتها لتشعر بقلبها النازف وصوتها المحبوس وروحها الممزقة علي فقدها
ولكنها تخشي كثيرا عليها وخاصة وهي تحمل لجنين بين أحشائها
تحتضنها فرح وتحاول التخفيف عنها بالكلمات لتذكرها بذلك الجنين بين أحشائها وتلك الأفعال ستصيبه بالضرر
تهدأ حور ظاهريا أو بمعني أصح تدعي الهدوء لكن بداخلها صراع لا ينتهي لا تستطيع تصديق ما حدث ذلك لقد حرمت من حسن ولم يكتفوا بذلك بل حرمتها حماتها من ذكرياتها معه تضع يدها علي بطنها تحاول أن تطمئن بجنينها لكنها لا تجد سوى برودة تجتاحها تحتاج إليه لتتمدد علي فراشها القديم لتأخذ وصع الجنين وتغلق عيناها هروبا من عالم لا يحتوى علي حبيبها
تتطلع إليها فرح بحزن علي حالها لتدثرها جيدا بالفراش ثم تغلق الأنوار  بعد أن طبعت قبلة علي جبينها لتتركها وتغادر داعية الله أن يلهمها الصبر حتي تتخطي تلك الأزمة
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند أحمد
تعود سما من العمل تنزع حجابها سريعا فلقد نبت شعرها بعض الشئ حتي أنه قارب أن يغطي عنقها
تهرول سريعا بإتجاه المطبخ لإعداد الطعام لتتفاجأ بذلك الواقف في المطبخ ينهي اللمسات الأخيرة في الطعام وقد عاد هو الآخر شعره لسابقته
تقف سما علي باب المطبخ قليلا تتطلع إليه بإبتسامة رقيقة علي شفتيها لتتفاجأ به يطلب منها أن تعد المائدة بدلا من أن تقف هكذا تتأمل وسامته
تقترب منه سما لتحتضنه من الخلف وتستند برأسها علي ظهره لتتعانق دقات قلوبهم وتتلاقي أرواحهم الهائمة ليحتضن هو كفها ثم يرفعه طابعا قبلة عليه ناعمة ثم يستدير إليها ليقابل تلك النظرة العاشقة في عينها
يا الله تلك النظرات التي تميتني ببطء فكأن عيناكي تحتوى علي سحر لا أستطيع مقاومته لتغرز بسهامها في قلبي تعلن ملكيتها لذلك القلب
يحاول أن يخرج من ثورة مشاعره تلك خوفا عليها فهو يعلم جيدا كم أن عملها شاق وهى أيضا في مرحلة التعافي
يبتسم لها مازحا
- أنا عارف إن عيوني متتقاومشي بس أنا جعان يا روحي يالا ناكل
تبتسم سما فهي تري في عينيه شغف الرغبة ولكنها تعلم جيدا أنه يخشي عليها كم أنتظر ذلك اليوم الذي أستطيع به رد ذلك الدين يا حبيبي
تبتعد عنه سما ببطء لتشعر بنظراته تطالب بالقرب ولكنه يجاهد نفسه لتبتعد بالفعل حاملة الأطباق لتحضير المائدة لتقرر أن تمنحه سعادة لو لليلة واحدة فهو دائما مصدر لسعادتها
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يعود شادى من العمل وهو يحمل ذلك الظرف بيده لتركض سلمي نحوه تتطلع إلي ذلك الظرف بفضول وقلق لتتساءل في قلق عن نتائج تلك الفحوصات ليجيبها  شادى أن الطبيب أخبره أن جميع تلك الفحوصات جيدة فليس لديه أي سبب يعوق الإنجاب
تحاول سلمي التماسك حتي أقرب مقعد لترتمى عليه وهى بعالم آخر من الصراعات حتي إضطربت أنفاسها
يجلس شادى بجوارها ليخبرها إستنكار الطبيب لبحثهم خلف أسباب تأخر الإنجاب قبل عام فالعمر مازال أمامهم متسع فلينتظروا
تنتظر... نعم ليس أمامها حل بديل سوى الإنتظار فهي أيضا جيدة هي لا تستطيع الشك في ذلك... فقط هي مسألة وقت كما قال الطبيب
تحاول سلمى أن تبعث الطمأنينة في نفسها لترسم إبتسامة علي وجهها وتدعوه للصبر كما قال الطبيب ثم تنهض لتأمر بتحضير الطعام ليتناولوه سويا لتطلب منه اليوم الخروج سويا
يتطلع لها بدهشة علي تغييرها المفاجئ ذلك فكل يوم كان يترجاها حتي تخرج معه وهي ترفض وقد تجرع النكد في الفترة السابقة لتمحو كل ذلك الآن ولكن هو المحق بالفعل فيجب عليه التغير قليلا فقد بدأ يشعر الآن بندمه علي تلك الزيجة
نعم والدته محقة فمن فرطت في خطيبها الأول التي كانت تعشقة بإمكانها أن تتركه هو الآخر في أي لحظة إن وجدت البديل ولكن فليتمهل قليلا ويمنحها تلك الفرصة الآخيرة فيجب أن يكون حكيما في قراراته القادمة
         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند زينب
مر أسبوعان علي موت حسن وزينب رافضة بكل الأحوال عودة حور إلي المنزل أو أن تأخذ شيئا من المنزل حتي ملابسها
اليوم قرر محمد التدخل بعد رؤيته تلك الحالة السيئة التي تعانيها حور فهى تريد العودة بين أحضان ذكريات زوجها والتعافي برائحته فلقد حرمت من كل شئ مرة واحدة وهو ما يرى ذلك إلا ظلما وعدوانا
جلس محمد بجوار فراش والدته يتطلع لها ولتلك القسوة التي تبدو علي ملامحها بالرغم من تلك الكسرة التي أصابت نفسها ثم ينتقل بنظراته إلي أخته التي تمكث لا يشعر بها بالحزن بقدر ما شعر منها بالتشفي في حور فلقد حرمت من كل ذلك النعيم ليعود مرة أخرى لهم كما تدعى أن الملك قد عاد لأصحابه
ينقي حلقه مستعدا لتلك المعركة التي ستدور حتما بعد  قليل ليطلب من والدته بعد تلك المقدمة الطويلة أن تعيد حور إلي شقة زوجها
صمت عم المكان للحظات لتتجه الأنظار إلي محمد ثم إلي زينب مترقبة رد فعلها لتقوم زينب بطرده للخارج بعد أن قذفته بعدة كلمات ولم تنجو حور أيضا تلك المسكينة من سبابها
غادر محمد ولكنه وقف علي باب الغرفة يذكرها بأخيه الذي مات لن يشعر، بالراحة وزوجته تتألم وإبنه محروم من خيراته
لم تحظي تلك الكلمات بإعجاب زينب وإبنتها ليتهموه بالجنون وأنه مازال طفلا لا يفهم شئ.
         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
جلست حور بالشرفة لتقع فريسة أفكارها يجب عليها أن تفكر سريعا كيف ستتدبر حالها من مأكل وملبس خاصة وهي الآن مسؤولة عن طفل تخللي عنه أهله
نعم إنه مازال في أحشائها ولكنها تفكر في تلك الفترة القادمة
تهتدى إلي العمل..... نعم يجب عليها الآن الخروج إلي العمل للحصول علي المال من أجل طفلها
تمسح تلك العبرات التي لم تتوقف عن الهطول علي وجنتها لتنهض بصعوبة تشعر ببعض الدوار ولكن سرعان ما إستطاعت تمالك نفسها حتي وصلت إلي خارج غرفتها لتلاقي بسمر زوجة أخيها التي تجلس بأريحية تستمع إلي تلك المسرحيه المعروضة غير مراعية لشعور حور
تلقي عليها حور التحية لتردها سمر بلامبالاه حتي أنها لم تلتفت إليها فهي تشعر بذلك الإستياء من عودتها بالرغم من سعادتها لحرمانها من كل تلك السعادة التي حظيت بها من زواجها من حسن ولكنها بنفس التوقيت لا تريد عودتها إلي المنزل مرة أخرى
تجلس بجوارها حور تبتلع تلك الغصة المتكونة في حلقها لتخبرها أنها تريد منها المساعدة
هنا تلتفت إليها سمر سريعا وعقلها تدور به الأفكار مساعدة من؟! فلقد بدأت حور في طلب الأموال وغيرها ولكنها لم تتفوه إكتفت بالنظر إليها فقط لتتردد حور قليلا ولكنها لا ترى لتلك الحلول بديلا لتطلب منها أن تتوسط لها عند المدير الخاص بالمصنع حتي تستطيع العمل بالمصنع لتدبر أمرها
تبتسم سمر بخبث علي طلبها ذلك لتتذكر سريعا أنها بذلك تكشف جميع أوراقها أمام حور وربما أدى ذلك إلي فضيحتها
ولكن لا بأس لن يقبل المدير بعملها هكذا ببطنها تلك المنتفخة مما يتيح لها فرصة التشفي قليلا بها ورؤية إنكسارها وحيرتها
تصمت سمر للحظات ثم تتوجه بكامل جسدها إلي حور تتطلع لها بخبث دفين لتخبرها أنها ستساعدها فلتستعد باكر للذهاب معها
تشكرها حور بخفوت ثم تتركها وتعود إلي غرفتها لتغلق بابها وهي تتذكر ذلك اليوم الذي جلست بجوار حسن وهو يقوم بعد النقود وهو يخبرها أن تلك النقود من أجل أطفالهم القادمة حتي لا يشعرون بالإحتياج
تبكي حور فور تذكرها لذلك الموقف فلقد حرمت حور وطفلها القادم من حسن وحنانه ونقوده لتشعر بضيق العالم من حولها لتقوم برفع نظرها إلي الأعلي تدعو الله أن يكون بجوارها
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند هيام
تجلس هيام تتطلع لذلك الذي يبدو عليه الضيقة لتشعر بتململه في جلسته وحرقه لسيجارة عقب الأخرى
تقترب منه بحذر لتسأله عن سبب تلك الضيقة التي تبدو عليه منذ يومان
يتطلع لها باسم بضيق وإشمئزاز ليطفئ عقبها سيجارته تلك التي إنتهت ثم يشعل غيرها لينفخ دخانها بضيق متذكرا تلك التي لا تجيب عليه وترفض مقابلته متحججة بتلك الظروف التي يمر بها المنزل
نعم إنها سمر هو يعلم جيدا أنها تتهرب منه منذ فترة ولكنه يشعر بالإحتياج الشديد إليها
ينفث سيجارته ليشعر بذلك الخطأ الفادح الذي إرتكبه في حق نفسه عقب إرتباطه بتلك العجوز من أجل المال ولكن ماذا عليه فعله وهو لا يملك المال ولا المأوى عقب وفاة والده وزواج والدته وطرد عمه له
يا الله فهو لا يطيق سماع صوتها بل لا يستطيع سماع حتي أصوات أنفاسها التي تحدد أنفاسه ليشعر، بالإختناق من ذلك الهواء الذي تتقاسمه معه
يفيق علي تلك الشمطاء تحتضنه وتدعي الدلال في حديثها لتسأله عن سبب ضيقته
ينتفض باسم ليبعد يدها سريعا ويتركها ويغادر فلم يعد يطيق تلك الحياة فهو يريد حياة مستقرة مثل أصدقائه فلقد مل من تلك التهكمات التي يراها في عيون البعض علي تلك الزيجة وأحيانا الهمهمات التي يسمع بعضها علي أنه قد باع نفسه من أجل مأوى
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصباح
تنهض حور من علي فراشها تشعر بتلك التقلصات التي تصيبها لتتحمل علي نفسها ثم تضع يديها علي، بطنها تطلب من جنينها السماح علي ما إقترفته في حقه الأيام الماضية لتعده أن تكرث حياتها من أجله وتجاهد حتي تستعيد حقه
تتطلع حور إلي الساعة لتجدها أنها تجاوزت الثانية عشر لتسرع فعليها الآن التوجه للمصنع لإجراء تلك المحاولة  للحصول علي عمل فلقد أوشكت ولادتها ولا تمتلك من النقود من شئ
تبدل حور ملابسها لفستان حمل من اللون الأسود قد إشتراه لها عصام منذ عدة أيام
تلم شعرها ليظهر جمال عيونها التي بالرغم من ذلك الحزن الذي، تعانيه والذي رسم خطوطه حول عيونها
تخرج حور متوجهه إلي المصنع
بعد مدة تصل حور إلي المصنع لتبحث عن سمر التي ترحب بها فور رؤيتها لتصطحبها إلي المدير الذي فور رؤيته لحور تحول إلي شخص آخر هو نفسه لا يعرفه

          «يتبع»

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن