البارت الثالث والخمسون

554 15 7
                                    

البارت الثالث والخمسون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

لم تركز حور في كلماته فلقد أربكها قربة وحركت مشاعرها لفحاته الدافئة ليعيد سؤاله مرة أخرى لتكن تلك المرة بأكثر نعومة ودفئا لتذوب هي من فرط مشاعرها لتلجلج في كلماتها وكأنها نسيت جميع الحروف لتتطلع حولها بضياع وكأنها تبحث عن تلك الحروف ولكن لا تجدها
تفيق على يد يوسف تسحبها لتلتقط أنفاسها فور رؤيتهم تخطيه لغرفة النوم الخاصة به ليجلس علي إحدى المقاعد بينما تظل حور على وضعها تتطلع إليه بدهشة فهو يتعامل معها بتلقائية شديدة مما يزيد دهشتها ذلك الشعور الذي يتضاعف داخلها فلا تستطيع الإعتراض علي ما يفعله لتشعر أنه يسلبها إرادتها بإرادتها
يتطلع لها يوسف بعين ذلك العاشق المتيم بيها ليتوه في خضرواتها ولكنه يتلقى ذلك العقاب من عقله لينبهه لينظف حلقه ثم يشير إليها بالجلوس لتلبي طلبه
يتطلع يوسف لها قليلا وكأنه يحادث نفسه أيتحدث أم يلغي ذلك الأمر
في النهاية يقرر يوسف التحدث ولها الإختيار ماذا الإختيار... تهاجمه  تلك الذكريات المؤلمة لا يستطيع أن يعيشها مرة أخرى خاصة مع حور ليقرر ألا يعطيها سوى خيار واحد وهو أن تظل بجواره طيلة عمرها
في تلك اللحظات تتطلع له حور وفي عقلها تدور الكثير من الأحداث لتسمع صوته بالنهاية قائلا
- بصي يا حور  إحنا جوازنا جه بسرعه كده يعني الدنيا كانت ملخبطة شوية وفيه حاجات كتير متعرفيهاش عني وأهم حاجة كان مفروض تعرفيها عنى إني مش بخلف يا حور
تقع الكلمة علي مسامع حور مثل الحمأ المسنون لينخلع قلبها حزنا عليه لتتطلع له في صمت لا تعلم لماذا صمتت وحزنت لتنسحب في صمت متوجهه إلي غرفة أطفالها ليشعر بتلك النغزة في قلبه عقب موقفها ذلك ليضت رأسه بين يديه يقاوم صرخة أرادت الإنطلاق لكنه يرفع رأسه فور سماع صوتها تقول بثقة
- كفاية الحنية اللي في قلبك هتخلليك أب لناس كتير
تتفوه بكلمتها تلك ثم تغادر لتجعله في حيرة من كلمتها تلك والتي رسمت علي شفتيه إبتسامة ليشرق وجهه بالسعادة والراحة
في نفس التوقيت تدلف حور للغرفة لتشعر بخفقان قلبها لا تعلم ما السبب الذي جعلها تتفوه بتلك الكلمات
ولكنها بالفعل شعرت بإنفطار قلبها حزنا عليه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في المستشفي
تتوجه فرح إلي المستشفي حيث تلك الغرفة التي ترقد بها إيناس لتشعر بالحزن عقب لقائها بالطبيب الخاص بالحالة لتعلم منه حالتها والتي أصيبت بشلل رباعي لقد أصبحت جثة علي قيد الحياة لا يتحرك بها سوى رأسها حتي تلك فهي غائبة عن الوعي من أثر الحادث لاتذكر ما فعلته بحور وآخرها ما أخبرها به يوسف عن أمر تلك الصور وعن شكوكه حول أنها خلف حادثة زين
ولكنها تنتبه إلي الطبيب الذي أخبرها أنها تعاني من نزيف عقب فقدها لجنينها وإن تعزر توقفه ستخضع لإستئصال الرحم
يا الله جنين كيف لها ذلك..... هى تعلم أنها مطلقة منذ أربع سنوات.... تتلفت حولها علي أمل منها أن ترى محمد ولكنها لا ترى سوى تلك السيدة التي تبدل حالها ليملأ الحزن تقاسيم وجهها وتشق الدموع طريقها في وجنتيها لترسم خطا دائم
تتطلع زينب لها لتشير إليها بالجلوس بجوارها لتستجيب لها فرح وتجلس جوارها تحاول أن تواسيها ولكن زينب تباغتها بالسؤال عن حور.... نعم هي تعرفها جيدا
تشعر فرح بالخوف من ذلك السؤال ولكن زينب تربت علي كتفها لتخبرها أنهم قد ظلموا حور وقد أخذ الله بحقها من إيناس ومن قبلها عصام الذي عذبها ليالي طويله.... نعم كانت تستمتع بتأوهات حور كل ليلة من خلف باب شقتها وتستمع إلي تلك الطرق التي كان يستخدمها عصام لتعذيبها
تتطلع لها فرح بدهشه علي تحولها تلك ثم تخبرها بأن حور قد تزوجت من يرعاها ويرعى أطفالها ثم تربت علي كتفها وتغادر
لكنها تشعر باليأس فهى لم ترى محمد لتخرج هاتفها باحثة عن إسمه وتهاتفه لتجد أن صوت الهاتف يأتي من خلفها لتستدير له لتبدي إبتسامة سعادة فالآن تأكدت من هدفها ولن تضيع تلك الفرصة التي تأتى مرة واحدة
تقترب منه لتهمس بجوار أذنه بخجل
- كده يا باش مهندس تسيب خطيبتك كل الفترة دى من غير ما تطمن عليها
يشعر محمد بأنه في حلم جميل أو ربما إنها بعض من التهيؤات ليتطلع لها بعيون بارزة وفمه مفتوح لتومئ فرح برأسها دليل علي علامة الموافقة لتقول بثقة
- لازم لكل طبيبة مهندس يخططلها حياتها
كم تمني في تلك اللحظة أن يعتصرها بين أحضانه حتي تشعر بقلبه وتأثيرها عليه ولكنه يكتفي الآن بنظرة العشق تلك التي أذابتها لتخبره أنها ستأخذ من والدها ميعاد له عقب تحسن حالة أخته ثم تنصرف من أمامه ليأخذ لحظات حتي يفيق ليركض خلفها هاتفا بإسمها ليطلب منها أن تسمح له بإيصالها لتومئ له في إبتسامة ساحرة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند سما
بالرغم من إستقرار حملها وقد أصبحت في منتصف شهرها السابع  ولكنها تشعر بإنقباضة في قلبها لا تعلم ما سببها ولكنها كلما شعرت بذلك تستغفر ربها لتتذكر تلك الأيام العصيبة التي مرت بها من قبل لتعلم أن كرم الله كبير
اليوم تزور منزل عمها كعادتها في يوم أجازتها تصطحب إبنتها وتقوم بزيارتهم
تطرق سما باب الغرفة الخاصة بإبنة عمها داليا ثم تدلف للداخل لتستمع إلي داليا التي لم تشعر بوجودها تتحدث مع شخص ما في محادثه غرامية لتشعر سما بالغضب لتظنه أخيها الذي من المقرر أن يقوم بخطبة داليا لتلوم عليه وقبل شروعها في الحديث لتوبيخ أخيها تسمعها تنطق بإسم شخص آخر مما تسبب في دهشتها فإبنة عمها تقيم علاقة غرامية بشخص آخر غير أخيها فلما لم تخبره أنها لا تريده
تهتف سما بإسمها لتنتفض داليا عقب ذلك ليسقط الهاتف من يدها وتتلعثم في الحديث لتسألها سما بحده عن ذلك الشخص التي كانت تتحدث معه
تجلس داليا علي طرف الفراش لتذرف الدمع وهى تخبر سما من بين شهقاتها أنه شخص تحبه وتخشي أن تخبر أحمد ثم تتطلع لسما في رجاء أن تساعدها
أي من الشعور ذلك تطلب منها أن تقف معها لكسر قلب أخيها التي تعلم جيدا أنه يعشقها
ولكنها تدير الأمر بعقلها فإن لم تفعل ستعيش معه بجسدها فقط بينما قلب ملك لآخر
تعدها سما بذلك بينما قلبها يقطر دما علي أخيها والتي تعلم جيدا كم يكن لها من محبة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند يوسف
بالرغم من علمه أنها لا تنام بجوار أطفالها فكم من مرة يدلف إلى غرفتهم ليجدها نائمة علي الأرض لينعكس ذلك عليها طيلة اليوم من الشعور بالإرهاق ولكنه يتركها لا يريد الضغط عليها
تذهب حور يوميا إلي عملها وعقب عودتها تعد الطعام وتقوم بتنظيف الشقة التي تلمع من نظافتها ثم تقوم بمراجعة بعض دروسها ثم تخلد للنوم
بالرغم من قلة الحديث المتبادل بينها وبين يوسف وكأنها تصنع حائط بينهما تخشي أن تكسر ذلك الحاجز فتنهزم وتتكرر أزمتها
لكن يوسف يتعمد إحراجها ببعض الكلمات أو أنه يقوم بالحديث أحيانا مع الأطفال ببعض كلمات الغزل التي تبتسم فور سماعها فهي تعلم أنها يقصدها هي بتلك الكلمات
اليوم قد أتي محمد لها زائرا ليتسبب قليلا في غيرة يوسف التي قلت حدتها فور سماعه لخبر خطبته لفرح قريبا
ليشعر بالراحة يترجي محمد بإلحاح من حور أن تعطيه الأطفال حتي تراهم جدتهم
لم توافق حور في البداية ولكن قلبها لان قليلا عقب علمها بما حدث لإيناء وتغيير والدته كليا
لتوافق حور علي مضض لتطلب منه أن يحافظ عليهم
يصطحبهم محمد لتجلس حور تجوب أرجاء الشقة في قلق ليحاول يوسف أن يطمؤنها ولكنها تقذفه بتلك الكلمات
- ليك حق متقلقشي عليهم... مهم مش ولادك واخدهم بس كوبرى للي إنت عاوزه
لا تعلم حور خطورة ما تفوهت به إلا بعد خروجه لتضع كفيها تغلق فمها فلقد وقعت الكارثه
يتطلع لها يوسف قليلا ثم ينصرف دون أي رد سوى بعض الدموع الامعة في مقلتيه
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند محمد
يدلف محمد إلي المنزل وبيديه الطفلان وفور رؤية زينب لهما تركض نحوهما  بفرحة تتمني ان يدخلا قلبها
بينما تتطلع لهم إيناس بحقد لتصرخ عقبها بصوت مرتفع
- حور هي اللى كانت عاوزة تموتني

أسوار العشق Where stories live. Discover now