البارت السابع والعشرون

501 16 0
                                    

البارت السابع والعشرون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

آسفة إتأخرت عليكوا
هحاول بعد كده أنشر بارتين إسبوعيا
في منزل وليد
يلتف الجميع حول المائدة لتناول طعام العشاء ليسود جو من الصمت الكل منشغل بفكره الشارد في أمر هام
بالنسبة إليه
بينما وليد يفكر في بعش المشاكل الخاصة بعمله وأمجد منشغل باله بتلك الدراسة الجديدة عليه أما عن دنيا فهي بالفعل في دنيا أخرى لأول مرة يعرف قلبها الخوف وينشغل بالها لتبدو إنسانه أخرى فمصيرها وحلمها ستحدده تلك السنة... كانت بالماضي تلوم علي أختها ولكنها اليوم إستطاع القلق التسلل إلي قلبها
أما عن تلك التي تجلس بفكر شارد يبدو عليها الحزن من أجل صديقتها يا ليتها تستطيع أن تنزع عنها حزنها وتستضيفها في منزلها ولكنها علي تمام العلم برفضها
تمر من أمام عينها لمحة لزياد وإهتمامه بها لتشعر بتسارع خفقان قلبها
وهكذا إنتهت فترة العشاء التي حضروها بأجسادهم فقط
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سما
تخشي سما أن تكون تمر بحلم جميل وتستيقظ علي كابوس بالفقد تمسح دموعها لتتلفت حولها تتطلع في وجوه الموجودين تحاول إدراك تلك الحقيقة التي تعيشها
تهاني من الجميع وفرح ودموع من البعض ودعوات من القلوب لملحمة الصبر تلك التي توجت بالنهاية بذلك الطفل
بينما هي علي تلك الحالة إذ بها تتفاجأ بدخول أحمد بوجه شاحب ونفس لاحث يشق الطريق إليها يسألها بلهفة عن حالها
تحتضن سما وجهه بكفيها متطلعة في عينيه بينما تذرف دموعا من عينها تأبي التوقف لتهمس له وكأنها تخشي أن يكون كل ذلك حلما لتزف له البشري بأمر حملها
يشعر أحمد لبعض اللحظات أنه أصيب بالشلل لا يستطيع التوصل إلي شعور صحيح أيفرح لتلك البشرى لوجود طفل يتوج قصة العشق تلك أم يقلق بشأن حبيبته التي لم يمر علي تعافيها سوى سبعة أشهر
حاول أحمد أن يتمالك ليدور حول نفسه بعينيه يرتكز بيده علي حافة الفراش حتي إستطاع الجلوس ليتدارك تلك النوبة من الدوار التي أصابته يحاول السيطرة علي مشاعرة أمامها خاصة أن هناك من يحيطهم
أصابه الشرود للحظات لتتطلع له سما بدهشة علي ردة فعله الغير متوقع لتفسره عدة تفسيرات ولكن تحتفظ بها لنفسها لتسأله عن سبب ذلك الشرود
يأخذ أحمد نفس عميق ويبتسم إبتسامه يخصها بها ليجيبها أن الفرحة أصابته بالذهول بذلك الفرد الجديد عليهم
تبتسم سما لترمي بأفكارها وتوقعاتها جانبا لتقرر إستكمال سعادتها بقدوم ذلك الملاك الذي ستشرق بها حياتهم
         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تقف حور في شرفة الغرفة الخاصة بها ويبدو حالها اليوم أفضل لتضع يدها علي بطنها وكأنها تطمئن جنينها أنها معه ولكنها بالواقع تحتاج أن تطمئن هي به
يشرد بالها قليلا لتتذكر حسن بتلك الذكريات التي جمعتهم أيام قليله تكفيها لباقي عمرها أن تسعد لتذكرها إياها
تشعر حور أنها كبرت لعشرات السنوات ليست تلك هي حور التي لم تبلغ العشرون من عمرها لقد أصبحت أرملة تحمل علي كاهلها مسؤولية تشعر أنها أصغر من حملها
لتخطر ببالها الآن فكرة ذلك التغير المفاجئ من كل من عصام الذي تغير معها منذ فترة ويبدو إهتمامه بها الآن كثيرا لتفسر ذلك بتأنيب ضميره بشأن ما فعلته معه والدته
أما ما يبدى دهشتها أكثر هو التغيير المفاجئ الذي طرأ علي زوجة أخيها سمر فقد نقلت أغراض آدم إلي غرفتها مرة أخرى وتركت الغرفة لحور وأصبحت تعاملها برقة ولين علي عكس طبيعتها
تأخذ حور نفسا عميقا تحاول أن تتغلب علي شوقها لزوجها وحاجتها للإختباء بين أحضانه
تلتقط حور هاتفها تحاول لأكثر من مرة أن تقوم بفتح صفحتها علي الفيس بوك حتي تتمكن من الحصول علي صورة لحسن لتبوء محاولاتها بالفشل فصفحتها مغلقة لتبحث عن صفحة زوجها لتجدها الأخرى مغلقة
لتشعر بالضيق من ذلك الأمر وقبل أن تلقي بالهاتف تتفاجأ بشاشته تنير بإسم عصام لتتردد للحظات في الرد لينتهي بها الحال للرد عليه وكعادته كان يطمئن عليها وعلي جنينها
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المصنع
يهبط فتحي يتفقد العمل ليمر بين العمال باحثا بعينيه عن تلك الحور التي جاءت إليه مثل الحلم للحظات
كلما أراد سؤال  عن تلك الحورية يتراجع لينتهي به الحال بسؤال سمر عن تلك التي جاءت للتقدم للعمل ثم لم يراها من بعدها تشعر سمر بكلماته أنه يريدها لتتطلع له بإستنكار لتخبره بتهكم أن أخو زوجها منعها من العمل
يشعر فتحي بالغضب لذلك ليبدأ فى إبداء غضبه علي الجميع ثم يغادر وهو غاضب من فقد تلك الحورية فلقد خطط كثيرا للإيقاع بها
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند أحمد
يصطحب أحمد لسما إلي المنزل ليظل طيلة الطريق صامتا لا يريد الحديث حتي لا تصدر منه كلمة تصيب روحها بالجرح
دلف إلي الشقة بهدوء تتبعه سما وهي تتطلع لزوجها بدهشة تحاول التوصل إلي تلك الحالة التي هى عليها ومما يزيد دهشتها هو إرتماء جسده علي أقرب مقعد له ليضع رأسه بين يديه
تجلس سما بجواره تخشي السؤال عن سبب تلك الحالة بل تخشي الإجابة التي ستذكرها بتلك الأيام العصيبة التي مرت بها ظنا منه أنه يخشي علي جنينه من مفعول تلك الأدويه التي كانت تتناولها
غبية أنتي يا سيدتي فقد كان كل تفكيره فيها هي كان يخشي عليها كثيرا من ذلك الحمل الذي عبئا عليها في تلك المرحلة من التعافي 
تتساقط قطرات الدموع منها حتي تصدر منها شهقة بسيطة وفور سماع أحمد بشهقتها حتي إنتفض يتفحصها بعينيه متسائلا بلهفة عن سبب بكائها ذلك هل أصابها مكروه
تتطلع إليه سما دون حديث تحاول التوصل إلي إجابة لردة فعله علي حملها ذلك لينتهي صمتها بسؤاله عن سبب حزنه بأمر حملها
لا يحتمل أحمد أن تستأنف حديثها بل لا يحتمل دموعها تلك وخاصة أن يكون هو سببا بها ليضمها سريعا بين أحضانه دافنا وجهه في عنقها يتنفسها نعم يتنفسها حتي يطمئن أنها معه وبجواره لتسكن روحه
بعد مدة ليست بقليله يخرجها من أحضانه ليحيط وجهها بكفيه قائلا برقة
- يا روحي إحنا كنا متفقين سنة علي الأقل عشان الخطوة دى عشانك..... عشان جسمك مترهقهوش بالحمل... ولو تفتكرى كمان أنا قولتلك نخلليهم سنتين
سما إنتي مكملتيش ست شهور وحملتي وده غلط عليكي
تستمع إليه سما بقلبها لتبغاته بسؤال غبي عن سر خوفه بالفعل عليها أم خوفا علي وجود تشوهات بالجنين
لم تدرك سما سؤالها إلا بعد أن تفوهت به لتعض علي شفتيها ولكن قد نفذ السهم
يشعر أحمد بالضيق من ذلك السؤال ولكنه لن يستطيع لومها الآن ليقف صامتا برههة ثم يقول بحزم
- اللي في بطنك ده أنا لسه مشفتوش عشان أزعل عشانه..... إنتي عارفة ومتأكده إنك أكتر واحدة تهمني في العالم ده أكتر من نفسي..... وعارفة إن الطفل ده هحبه أضعاف عشان إبنك... بس لازم أحافظ عليكي لأني بإختصار مقدرشي أعيش من غيرك لحظة
عند تلك الكلمات تنهض تنهض سما تتعلق في عنقه معتذرة منه علي ظنها لتدعوه أن يتركوا الخوف جانبا ويحتفلوا بذلك الضيف الجديد
تصمت قليلا سما لتستأنف حديثها وهي تتذكر كيف كان أحمد بجوارها في محنتها قد تحمل من أجلها الكثير من عنادها
تؤكد سما أنها لن يصيبها سوءا بسبب وجوده بجوارها
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسارع بالأحداث
تتتابع الأيام التالية لتحمل الكثير في طياتها
إنتهت فترة الإختبارات العصيبة علي الجميع
- تنتهي فرح من إختباراتها لتشعر، بالراحة ولكن تشعر بلمحة من الحزن فلن ترى زياد في فترة الأجازة
ولكن ما يصبرها أنها ستراه من فترة لأخرى في الجمعية لتنهي آخر يوم من إختباراتها وتلتقي بزياد عقب إنتهاء آخر إختباراتها لتودعه بقلبها كم كانت تتمني في ذلك اليوم إعتراف منه ولكنها تكتفي بنظرات عينه
- تنتهي دنيا هي الأخرى من ذلك الكابوس الذي يسمى الثانوية العامة لتشعر بالراحة عقبها قليلا تشعر بالقلق من أجل النتيجة ولكن ما كان يصبرها قليلا هو أن بإمكانها الآن الرسم بحرية والإشتراك بالمعارض كما كانت تحلم دائما وكان والدها يمنعها بحجة الثانوية العامة تتمني أن تحصل علي المجموع الذي يؤهلها لحلمها وهي كلية الآثار التي تعشقها
-ينتهي محمد أيضا من إختباراته بالرغم من الحزن الذي مازال يعانيه علي فراق أخيه لكنه إجتهد للحصول علي المجموع الذي طالما وعد أخيه به للحصول علي كلية الهندسة..... بالرغم من إنشغاله بتلك الإختبارات إلا أنه لم ينسي زوجة أخيه فكان دائما يخصها بمكالمة يوميا للإطمئنان عليها
-سمر مازالت كما هي ولكنها تكتم حقدها وكرهها لحور خوفا من عصام كما أنه تلتقي به من يوم إلي الآخر وبكل مرة يخطئ بإسمها حتي تتأكد من أنه متيم بشبح حور مما يزيد كرهها لها
-عصام يحلم بذلك اليوم الذي ستصبح حور ملكه يطمئن عليها يوميا كما أنه محافظ علي ميعاد متابعتها مع طبيبة النسا
- عادى تدهورت حالته الصحية مما أدى إلي مكوثه بالمنزل وترك العمل ليشعر بالحزن من أجل إبنته التي لم يستطيع تجميع النقود من أجل ولادتها التي إقترب موعدها
- حور إستطاعت إستعادت صحتها قليلا وتستعد الآن لإستقبال مولودها بين لحظة والأخرى حسب حديث طبيبتها بالرغم من أنها تظهر بالقوة والتماسك أمام الجميع لكن بداخلها هشة ضعيفة مازال الحزن مسيطر علي قلبها
-إقتربت هيام من إنهاء عدتها لتبحث عن ضحية جديدة لها
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
منذ الصباح وتشعر حور ببعض الآلام التي تصيبها لتحاول التماسك حتي شعرت أنها لم تعد تقوى علي التحمل فالألم يزداد مع الوقت... بينما هي تبحث عن الهاتف لتستنجد بمحمد تجد إتصالا من عصام الذي ما إن سمع صوتها المتعب حتي أغلق الهاتف وركض نحوها
       « يتبع»


أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن