البارت الثامن والثلاثون

473 13 0
                                    

البارت  الثامن والثلاثون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تخطو حور اليوم أولي خطوات ثباتها
لتدلف إلي تلك الشقة تتطلع لها بإنبهار ومن خلفها كل من فرح وأمجد جاءوا لتوصيلها
تتفقد حور الشقة وهي تحمل حمزة لتجدها تحتوى علي أثاث كامل لتجد في المطبخ الكثير من المواد التي ستحتاجها في مشروعها حتي تلك الأطباق قاموا بتوفيرها
تشعر بدموع تسيل علي وجنتها تأثرا بذلك الكرم الذي منحه الله إليها ثم تلتفت إلي فرح تحتضنها لتشكرها علي ما فعلته من أجلها
بعد قليل يأتي زياد ليحمل بيده المفاتيح الخاصة بالشقة ويعطيها إياها مع مبلغا من المال ثم يجعطي لها رقم هاتفه كماأوصاها ألا تتردد عن الإتصال به عند الحاجة
يغادر الجميع ويغلق الباب لتجلس حور علي إحدى المقاعد وحمزة يلهو بجوارها ليتطلع إليها بين اللحظة والأخرى وكأنه يخشي رحيلها أو بعدها
تشعر بتحرك جنينها بالداخل لتضع يدها علي بطنها تطمئنه أنها بجوارها لن تتخللي عنه
تغمض حور عيناها لتستعيد ذكريات تلك الفترة الماضية منذ زواجها بحسن وحتي تلك الليلة المؤلمة لتشعر بتثاقل أنفاسها
تفتح عيونها مقررة أن تترك الماضي جانبا لتتطلع إلي ذلك المستقبل وكيف لها أن تبني حالها
تحضر ورقة وقلم وتكتب عليها أهدافها وكانت من ضمن أهدافها إستكمال دراستها فلقد تحمست كثيرا لحديث دنيا  عن إستكمال تعليمها
تحتاج حور اليوم إلي الراحة فقط لتحمل حمزة وتدلف لغرفة النوم لتتمدد علي الفراش وسرعان ما غطت في نوم عميق
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عبد الرحمن
يقف عبد الرحمن في منتصف ما يفعله ليتطلع إلي ليلي لا يعلم أيبكى أم يضحك فالمفاجأة ألجمت لسانه عن الحديث
عذراء... نعم كانت تلك هي المفاجأة أن ليلي مازالت عذراء.... كيف حدث ذلك يشعر أنه بحلم جميل يخشي أن يستيقظ منه
يجلس عبد الرحمن ينتظر منها تفسيرا بينما تقوم ليلي بوضع الغطاء عليها لتكسو وجهها حمرة الخجل لتبتعد بعيناها عن عينه فقد أدركت الآن أنه لا يعلم عن الأمر شيئا لتخبره بخجل أن جسدها حرم علي أي رجل سواه
يا الله إنه كرم من الله ولطف فقد كان يموت كلما تخيلها في أحضان زوجها ليظل لوهلة هكذا لا يتحرك ثم يجلس يتمدد بجوارها حامدا الله علي كرمه متخذها بين أحضانه خوفا من ضياعها مرة أخرى
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عادل
منذ ذلك اليوم المشؤوم التي جاءت إليه حور مستنجدة به لتعود بخذلانها وعادل ملتزم فراشه لا يقوى علي مغادرته وكأن الحياة غادرت أعضائه لم يعد لديه سوى لسان يذكر به الله وعين تدمع علي حال إبنته
لولا ذلك الجار الشاب الذي يزوره يوميا ويقوم بتنضيفه لتحول إلي جثة متعفنه تفوح رائحتها
يستمع يوميا لدعوات سمر له أن يرحل فهو يشغل حيزا بتلك الشقة حتي أنها لم تدلف إليه يوما بكوب من الماء
مأساة لا يشعر بها سواه
يدلف إليه اليوم مصطفي يجلس بجواره كم تمني أن يأخذه بين أحضانه بل يتمني أن يعود به الزمن وتتحسن علاقته بوالده وبأخته حور نعم للمرة الأولي يعترف أنها أخته
هل يمكن لوالده أن يسامحه..... بل هل يمكن لحور أن تسامحه..... يقترب من والده حيث الآخر يعرض بوجهه للجهة الأخرى فهو لا يريد حتي رؤيته
ينادى عليه مصطفي ليسمع والده ينهاه عن الحديث سيموت وهو غاضب منه
يبكى مصطفي حتي إبتل وجهه ثم ردد من بين شهقاته
- عشان خاطرى يا بابا سامحني... أنا غلطان والله بس مكنتش فاهم حاجة كنت أعمي... أمي زرعت الكره في قلبي من صغري.... هدور علي حور وهرجعها وهصالحها يا بابا سامحني
ولكن قد فات الأوان وإنتهي للحديث فائدته لا صوت لعادل... بل لا نفس أيضا إنقطعت علاقته بالحياة ليتحول إلي جثة هامدة ليصرخ مصطفي بإسمه متوسلا إليه ألا يغادر فمازال الكثير لديه ليفعله.... لقد ضاعت فرصته في للتكفير عن ذنبه عاش حياته في إنتقام مزيف وسيعيش القادم في تأنيب ضمير وندم
يحتضنه مصطفي لأول مرة لتكون تلك هي المرة الأخيرة التي يفعلها ليصرخ باكيا
-لااااااااااااا
يقف آدم علي باب الغرفة يبكى وهو يهتف بإسم جده
لتقف سمر تتطلع إليهم بلامبالاة تتمني أن ينتهي ذلك المأتم سريعا
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تعد حور الطعام بينما تشعر ببعض الإنقباضة في صدرها لتستغفر ربها تتطلع إلي حمزة التي يلهو حولها فقد تحسنت حالته كثيرا وأصبح مطمئنا يشعر بالأمان
تبتسم تلقائيا عند رؤيته هكذا
لحظات وتستمع إلي تلك الطرقات علي الباب وإذ بالطارق هي فرح ترتدى ملابس باللون الأسود تلقي التحية علي حور لترد حور بشرود خاصة أنها ترى كل من أمجد ومحمد وزياد خلفها.... إذن هناك أمر ما حدث
لا تستطيع فرح الحديث لتدلف إلي الداخل في صمت ليدلف عقبها الباقي
بعد المقدمات والأحاديث أخبرها زياد أن والدها توفي
صمت مطبق عم علي المكان لتعتقد أنه لا يوجد أحد بالمكان ترقب من الحضور ورعب من ردة فعل حور لتظل حور واقفة لفترة وكأنها تتأكد من تلك الكلمات التي سمعتها لتتو لتقع أرضا ليقوم كل من محمد وزياد باللحاق بها ووضعها علي الأريكة حتي إستعادت وعيها
تبكى حور وخي تهذي ببعض الكلمات فقد كانت تنتوى أن تأتي به ليعيش معها بعدما تستقر حياتها لقد تركها هو الآخر ليتركها وحيدة بتلك الحياة
يستطيع كل من محمد وزياد وحور التهوين عليها لتبدل ملابسها وتهبط معهم حتي تري أبيها للمرة الأخيرة
لم يكن الأمر بالهين عليهم فقد وضعوا السيناريوهات لموقف مصطفي لمواجهة حور ليضعوا لكل منها ردة فعل ما عدا سيناريو واحد أنه لا يملك ردة فعل سوى التطلع إليها وهى تتوسط كل من محمد وزياد وأمجد والجميع يقدم لها التعازى بينما يجلس مصطفى وحيدا شاردا يري نظرات الإحتقار من الجميع ليصفوه بأنه لعنه.... نعم هو يسمع كلماتهم ولكنه لا يرد عليها
يتمني الآن أن يأخذ حور بين أحضانه لينهض يهتف بإسمها ولكنها تتجاهله ليقف زياد يتطلع إليه محذرا أن يمسها فلن يسمح بذلك
لم يرد ولم يبرر موقفه ليفيق علي جثة والده محمولة علي الأكتاف ليسير بجاور رأسه يبكى وينحب طالبا منه السماح
               ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يشعر شادى بالحيرة فمنذ آخر زيارة لسلمى لم يزورها أو يتحدث معها ليشعر بتأنيب الضمير فهى مازالت زوجته وإبنة عمه وفوق كل ذلك تخلت عن خطبتها من أجله... يراجع نفسه لا ليس من أجله بل من أجل أطماعها وأطماع والدتها
ولكن يبقي الحال أنها زوجته ليقرر أن يعدل بينهم خاصة بعد تلك الرسائل التي أرسلتها إليه معتزرة
يقوم شادى بمهاتفتها وإخبارها أنه قادم إليها اليوم قد سامحها
لينتهي من عمله ويجري مكالمة لليان يخبرها ثم يتوجه إلي سلمى التي يجدها في أبهي صورها وكأنها عروس تزف الليله
يتناول معها طعام العشاء وتتدلل عليه لتظهر غبائها حيث طلبت منه أن يقوم بكتابة تلك الشقة بإسمها
لم يرد عليها شادى وكأنه لم يسمع تلك الكلمات ليعود إلي سابق عهده معها فيقوم بشق ملابسها وحملها إلي غرفة النوم ليصفد الباب خلفه بعنف يخرج فيه تلك العصبية التي يشعر بها الآن
( بقولكم نسيبهم سوا بقي ونمشي عيب) 
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامعة
اليوم هو الموعد المحدد لإقامة المعرض بالجامعة والتي تشارك فيه دنيا بلوحة لم يطلع عليها من أحد حتي الآن
يبدأ المعرض الذي يحضرة كبار الأساتذة وتقف بجوارها فرح كما يحضر زياد ليتفاجأ الجميع بجمال تلك اللوحة المعبرة فكانت لإحدى الفتيات من ذوى الإحتياجات الخاصة تبتسم ببراءة لتشعر أن إبتسامتها تخطف القلب
ومن حولها عدة أحلام
ليقف الجميع مبهورين بذلك الجمال حتي بكى البعض أمامها لتكون هي الفائزة بالمركز الأول وتحصل علي أعلي سعر
عقب الإنتهاء وإستلام دنيا نقودها تعطيها لزياد من أجل المساهمة في زراعة قوقعة لتلك الطفلة صاحبة الصورة
يا الله تتخللي عن مبلغ مثل ذلك لهذا الهدف.... نعم لقد  كان ذلك هدفها منذ البداية لتكون تلك الفتاة ملهمتها
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمر الأيام سريعا لينتهي الجميع من إختبارت نهاية العام ويذيع صيت حور في طهو الطعام لتشعر بالإمتنان لم ساهم في نهوضها مرة أخرى
تنتهي اليوم حور من إعداد كمية كبيرة من الطعام ولكنها لا تستطيع التحضير لطلبات باكر لتقرر أن تستريح قليلا
آلام تضرب أسفل بطنها وظهرها.... إنها آلام المخاض ولكن كيف تتصرف فلقد أصبحنا في منتصف الليل
تحمل حمزة علي كتفها حتي تتوجه إلي المستشفي لتقف علي الدرج لا تستطيع أن تحمله لتبكى عجزها ووحدتها لتطرق في رأسها فكرة ربما تساعدها

          « يتبع» 

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن