البارت الثانى والثلاثون

493 15 1
                                    

البارت الثانى والثلاثون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عندما بحثت في حنايا القلب منذ خلقه وجدت إسمك به محفور
يا من ملكتي القلب والوجدان إني عطشان لنظرة تطفي لهيب الشوق
كانت حالة عصام بالأيام الماضية حالة من عدم الإستقرار ينتظر ذلك اليوم الذي يضم إدمانه بين الضلوع
تلك الفترة الماضيه لم يتغير شيئا بالرغم من إهتمامه الشديد بها وبوليدها ولكنه يشعر أن حسن بالرغم من غيابه يقف حائلا بينهم فهو ما زال يسكن قلبها آسرا وجدانها شاغلا فكرها
تلك الفكرة بمفردها تثير جنونه إنها ملكه هو فقط من حقه هو فقط هو من أحبها منذ اللحظة الأولي فلتشعر به كفاه شوقا وعذابا
يقرر الذهاب لأبيها ليقوم بالإتفاق معه علي عقد القران بعد أسبوع ولم يعطه فرصة للتأجيل فقد كفاه بعدا
فأهلا بالقرب منها والشعور بها بين أحضانه
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سلمى
كانت تلك الليلة علي سلمى من أسوأ الليالي التي عاشتها فلم يستطيع جفنها أن يذوق النوم لتشعر أن عقلها قد يصيبه الجنون فزوجها في أحضان أخرى اليوم لتتخيله معها كيف يقبلها... يحتضنها.... لتشعر بإختناق كاد أن يودى بروحها من هول ما تعانيه
تخرج إلي الشرفة ودموعها تأبي التوقف لتمسحها بحركة سريعة ليخرج كبريائها الآن يخبرها أنه لن يستطيع أن يرى غيرها نعم فهو ملكها بمفردها وتلك ما هي إلا مهمة حتي ينجب طفلا يصير هو الآخر ملكها
ماذلك الغرور الذي تتسمى به أيصور لكي عقلك أنه سيترك وليده إليكي كم أنكي تعانين من داء الغرور
تعود مرة أخرى لأفكارها وهواجسها لتشعر أنها تسير علي جمرات لا تستطيع تحمل لهيب تلك الأفكار لتلتقط هاتفها سريعا لتهاتفه لتتفاجأ بأن هاتفه مغلق وهنا تشعر بتمزق قلبها لتزيد في عويلها حتي أن قدميها أبت حملها لتجلس أرضا وحيدة بمفردها.... فلقد باعت السند وأصبحت بدونه  
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
اليوم إستطاع يوسف الوصول إلي عبد الرحمن.... نعم إنه الحبيب الخاص بليلي ومما أشرح صدره أنه وجده علي عهده السابق مازال يعشق ليلى ولم يرى غيرها
كان عبد الرحمن يعمل في دولة الكويت بدون هدف فلقد ضاع هدفه بعلمه زواج ليلى ليشعر أنه جسد بدون روح حتي جاءه ذلك الإتصال من يوسف ليرد له الحياة مرة أخرى وخاصة بعد أن قص عليه ما حدث لحبيبته ليلي
يجلس يوسف بغرفته يتذكر كيف كان صوت أسامة المختلط بالبكاء عند إستماعه لما حدث لليلي فلقد كره تلك البلاد التي تفصلها عنه لو إستطاع لأزال تلك الحدود
يقوم يوسف بإطلاق تلك التنهيده التي يعود بها إلي الواقع وشبح تلك الإبتسامه يلوح علي شفتيه
ينهض يوسف ليهاتف ليلي طالبا منها أن يلتقيا اليوم في المساء وبالرغم من تلك الدهشة التي تملكتها وخاصة مع إلحاحه لتوافق وقد فقدت الأمل في عودة حبيبها
           ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشرق تلك الشمس لتداعب تلك الجفون الحالمة
يتمطع شادى ليلتصق جسده أكثر بتلك الجافية بين أحضانه وشعرها منثور حولها يغطي ملامحها التى عشقها دون علم منه
يفتح عيناه متمنيا أن يكون ما مر به حقيقة وليس من نسج خياله ليجدها أحلي ما مر به من حقيقة
نعم هناك إختلاف كبير ليشبه زيجته الأولي أنها ما هي إلا نزوة في حياته لإمرأة رفضت حبه من أجل آخر ليكسبها هو بفعل الظروف
يقوم بإبعاد شعرها حتي يتشرب ملامحها التي محفورة في قلبه ليقبلها قبلات متفرقة تشعر لليان بها وكأنها فراشات ترفرف علي وجهها لتفتح عيونها تلتقي بعيناه وكأنها تلك شرارة أصابته في قلبه ليلتهمها برقة وكأنها قطعة من البللور يخشي خدشها
( وهنا تصمت شهرزاد عن الكلام الغير مباح) 
         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
يصل يوسف إلي ذلك المطعم الذي إتفق مع ليلى أن يلتقيا به ليقوم بإنتظارها قليلا ليجدها تدلف من باب المطعم متردده يبدو عليها الحزن بعيون ذابلة ليتتبعها بنظراته حتي وصلت إليه تلقي عليه تحية بصوت يغلب عليه الشجن
يعم الصمت المكان لتقرر ليلي قطعه بالسؤال عن سبب ذلك اللقاء يرتبك يوسف قليلا ليبدأ في الحديث في عدة أمور غير مترابطة ولا تحمل أهمية
تندهش ليلى فتلك المرة الأولي التي تجده هكذا... لتفكر هل أتقن التمثيل إلي تلك الدرجة حتي وثقت به... لا إنها تشعر أنه ليس كذلك... إذن ما تفسير ما يقوم به الآن.... تنهض وتغادر وتخسر ذلك الشخص أم تنتظر ربما أنه يحمل ألما بداخله ويريد الحديث فيجب عليها سماعه كما كان يفعل دائما معها
لتخرج من شرودها علي صوت يهتف من خلفها بصوت يملؤه الشوق
- وحشتيني
يا الله تتجمد مكانها لا تستطيع الحراك إنها تعلم ذلك الصوت... لا إن ذلك من صنع خيالها لتتطلع إلي يوسف وأنفاسها مضطربة لا تستطيع الحديث لتجد إبتسامة مرتسمة علي شفتيه وهو ينظر إلي ذلك الشخص الذي يقف خلفها
تستدير ليلي ببطء لتجده يقف خلفها يتطلع إليها بشوق بينما عاجز عن فعل ما يتمناه في تلك اللحظة لينطق بكلمة واحدة إنها إعتزار
بينما تقف ليلي تتطلع إليه تبكي وتضحك تنتقل بنظراتها بينه وبين يوسف بسعادة لتخبر يوسف أن ذلك هو الشخص الذي كانت تنتظره لقد عاد لتصمت قليلا تدرك الموقف لتقترب من يوسف لتدرك الآن أنه وراء لم الشمل ذلك
لم يستطيع يوسف التحمل ليعتزر منهم ويغادر تاركا لهم المساحة الكافية لرسم طريق جديد صحيح
يغادر متمنيا لهم السعادة التي تستحقها تلك القلوب المخلصة الوفية ليعود مرة أخرى لحياته الماضية داعيا الله أن يرزقه بقلب نقي صافي
( طبعا كلكم بتقولوا يا ترى مين هيبقي من نصيبه) 
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عصام
إنتهي عقد القران الذي لم يحضر به سوى محمد وعصام وعادل ومصطفي وسمر
من الغريب إهتمام مصطفي بعقد القران ذلك وتهنئة عصام وتهنئة حور
تحمل حور إبنها لتودع أسرتها ما يصبر قلبها هو عودتها لذكرياتها..... بالرغم من أنها لم تخطط لتلك الحياة مع عصام ولكنها خططت لها هي
يحمل محمد منها الطفل لتهبط الدرج هي عقبه
بعد قليل تصل حور إلي تلك البناية التي شهدت قصة حبها لترفع بصرها تلقائيا إلي تلك الشرفة التي تحمل لها بعض الذكريات
تتبعها عصام بنظراته ليلاحظ نظراتها المشتاقة لمكان جمعها بأخيه ليضغط علي فكيه حتي كاد أن يسحقها
لماذل لم تشعري بى... لما قلبك ينبض له هو فأنا أمامك أعشقك بجنون
يكنها في نفسه ليميل عليها يطلب منها أن تدلف لوالدته تسلم عليها.... لم تبدى حور إعتراضها بل نفذت ما طلبه منها بصمت ومما ذاد دهشتها أن زينب تبدى ترحيبها بها وبحمزة لتهنؤها علي الزواج
تصعد حور الدرج أمام عصام لتذهب تلقائيا إلي شقتها التي كانت تسكنها مع حسن
هنا يفقد عصام السيطرة علي نفسه ليقبض علي معصمها بقوة لتشهق هي بألم ليتطلع لها بعيون حمراء من شدة غضبه ليجرها خلفه غير آبه بتألمها وإستعطافها له أن يتمهل
يدلف عصام إلي الشقة الخاصة به ومعه حور ليصفد الباب خلفه بعنف مما أسكن الرعب في قلبها لتتطلع إليه بخوف
يمسح عصام علي وجهه ليأخذ نفسا يحاول أن يهدئ من روعه ثم يعتزر منها علي أسلوبه معها
بينما تقف حور يتملكها الرعب منه لا تعلم ما الذي أخطأت به ولماذا يعنفها كما أنها لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله، لتنهمر دموعها لا تستطيع توقفها
يقترب منها عصام يحمل منها حمزة المستغرق في نومه ليدلف به إلي تلك الغرفة التي أعدها خصيصا من أجله
ما هي إلا لحظات حتي خرج إليها ليقترب منها مقبلا جبينها معتزرا بصوت حنون دافئ ولكنها لم تشعر بذلك الدفء الذي تسكن إليه روحها
يقبض علي كفها فلم يعد يحتمل الإنتظار فلقد إنتظرها كثيرا ليدلف بها إلي الغرفة لتقع عيناها علي تلك المنامة الملقاه علي الفراش لتدور برأسها الأفكار فلقد وضعت تصورا لحياتها القادمة معه غير ذلك فقد فهمت أنه تزوجها من أجل رعاية طفلها لتنفيذ وصية أخيه لتعيش بشقتها وهو يتزوج من أخرى... يا الله ماذلك الغباء الذي أصابها فلم يتفوه عصام بمثل تلك الكلمات ولكن خيالها كان مبدعا في نسج الأحداث
تفيق من دوامة أفكارها علي صوت عصام يدعوها لتبديل ملابسها مخبرا إياها أنه سيغيب لفترة قصيرة ويعود عقبها لتأخذ حريتها لتستعد لليلتهم الأولي
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عبد الرحمن
ظل عبد الرحمن  جالسا أمامها لا يستطيع الحديث صامت يروى عيناه برؤيتها فقط لتروى دقات قلبه كم إشتاق إليها لترد عليه دقات قلبها التي تخبره أنه كانت في تعداد الموتي وهو الذي أعاد إليها حياتها
يجب الآن أن يتزوجا دون إنتظار ولكن كيف سيواجها عائلتها وكيف سيكون ردة فعلهم لحظات وهم غارقون في الأفكار لإيجاد الحلول المناسبة تأتيهم تلك المكالمة من يوسف الذي يخبرهم أنه ذهب إلي عائلة ليلى وشرح لهم الموقف وأقنع والدها بتلك الزيجة ما بقي إلا أن يتقدم عبد الرحمن  لخطبتها
كم أنت عظيم يا يوسف تساعد من حولك دائما وتعطي الأمل للجميع وأنت من تحتاج إلي الشخص الذي يمد يده إليك ليساعدك ولكن هناك جبر من الله بعد طول الصبر
         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند أحمد
يقف أحمد في منتصف الغرفة حائرا ليراجع تلك التحضيرات مرة أخرى ليقوم بمراجعة تلك الحقيبة التي أعدها من أجل ولادة سما باكرا
يخرج عقبها أحمد وهو يراجع بعض الأشياء في نفسه متوجها إلي المطبخ تحت نظرات سما المتعجبة له ولكن بداخلها فيضان من السعادة وكيف لا وهو يعشقها ويعشق كل تفاصيلها يترجم عشقة بإهتمامه بأدق تفاصيل حياتها يخشي عليها من الألم يموت رعبا عليها لا يرى في العالم أنثي سواها فهي بعينيه أجمل إمرأة في العالم حتي إنها شعرت بذلك وعشقت ملامحها من أجله
يخرج بعد قليل أحمد يحمل صينية عليها بعض السندوتشات وكوب من الحليب لتجعد سما ملامح وجهها فتلك المرة الثانية التي يقدم لها الطعام في خلال ساعة ليخبرها أنه ستمتنع عن الطعام عقب الفجر فيجب عليها أن تأكل جيدا
يجلس بجوارها يحتضنها بيده اليسرى ويطعمها بيده اليمني لتطيعه علي الفور وكيف لا فهو معشوقها لا تستطيع أن تعسي له أمرا.
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عصام
يغيب عصام لفترة ثم يعود ليجد. حور مازالت علي هيأتها لم تبدل تلك الملابس ليشعر بخجلها فيتغاضي عن ذلك ليقترب منها يتحدث معها قليلا حتي يذيب خجلها ثم. يقترب منها حتي حاصرها تماما ليقبل جبهتها هبوطا إلي وجنتها حتي يصل إلي هدفه الذي كان تذوقه حلم بعيد المنال له... وهو شفتيها ليطبق عليهم بجوع حتي شعر بحاجتها إلي الهواء ليتركها علي مضض مقررا تذوقها مرة أخرى فكان الشوق يعصف به ليخرج من تلك الحالة عن سؤالها عن تلك الرائحة الكريهة التي تفوح من فمه

            « يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now