البارت الثامن

744 20 0
                                    

البارت الثامن
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تقف سمر علي باب غرفتها بنظراتها الشامتة وإبتسامتها التي لا تستطيع أن تخفيها
يدلف في تلك اللحظة عادل ليصعق من منظر إبنته التي تصرخ ألما تستنجد بأي أحد يخلصها من أخيها
يركض عادل نحوها ليخلصها من مصطفي ويقف حائلا بينه وبينها مع ذلك يحاول مصطفى تنحيه جانبا حتي يتمكن من ضربها مرة أخرى ليسأله عادل عن سبب ما فعله ذلك. ليقول مصطفي بصوته الجهورى
- الحلوة مقضياها مع حسن عريس الغفلة وكانت ماشية معاه قبل كده ومرتبينها سوى وطول اليوم ماشية علي حل شعرها معاه
ينهره عادل علي تلك الكلمات التي يخص بها إبنته ليخبره أنه علي علم بخروجها اليوم وقد إستأذن منه حسن لشراء فستان زفافها فهو خطيبها وليس عاشق لها
لم يستمع مصطفي إلي تلك الكلمات كثيرا بل يظل علي حالته تلك من السباب وإتهامها في شرفها ليستمعوا إلي طرقات عنيفة علي باب المنزل لتتوجه الأنظار نحو ذلك الباب وتتطلع إليهم سمر لتذهب لإستكشاف صاحب تلك الطرقات لتتفاجأ بحسن يقف أمامها نظراته مسلطة علي حور التي تقف خلف والدها محتمية به شعرها مشعث من أثر تلك المعركة السابقة
تشعر حور بالإختناق بالطبع لقد إستمع إلي تلك المعركة وجاء لفض تلك الخطبة التي ستسبب له الآلام ولكن لا يهم لتشعر باليأس والإستسلام فلم يعد بالحياة ما تحارب من أجله لتتخلي عن ظهر والدها وتتوجه إلي فراشها تجلس عليه مطأطأة الرأس
بينما يظل مصطفي لبعض من الوقت واقفا دون حراك وكأنه يحاول إستيعاب وجود حسن
أما عن عادل يريد التوصل إلي قرار مناسب ولكنه يفشل
يلقي عليهم حسن التحية بهدوء عكس ما بداخله من نيران متقدة يريد الفتك بذلك الحيوان الذي تجرأ وتسبب بالأذي لحبيبته
يرد الجميع التحية ليدلف عقبها حسن إلي الداخل متوجها إلي عادل ليقول بهدوء
- عمي بعد إذنك عصام أخويا جاي ورايا بالمأذون عشان عاوز أكتب كتابي علي حور.... أنت عارف الوقت ضيق والتجهيزات كتير فلازم حاجة رسمى تربطنا
تتطلع له الأنظار ما بين السعادة بتلك الكلمات التي فجرها حسن وما بين الحقد علي إنقلاب ذلك السحر عليهم
يحتضنه عادل مدركا أن ذلك رد فعله لم حدث للتو ولكنه يحييه عليه
بينما يتطلع له مصطفى بإستنكار ليقول بحدة
- كتب  كتاب ايه اللي انت بتقول عليه ازاي هتكتب كتابك من غير قائمه ولا اي حقوق لها
يتطلع له حسن بهدوء عكس ما يعانيه من انفجار ليخبره انه على اتم الاستعداد لكتابه اي ضمانات يقررنها في ذلك الوقت تقف حور بسعاده بالغه وهنا يطمئن وعادل عليها ان ذلك الشخص هو الذي يستطيع حمايتها كما فعل الان
وما هي الا لحظات حتى جاء عصام بذلك الماذون ومعه الصديق حسن المقرب محمود
يلقي عليهم المأذون التحية ليدلف للداخل ليقوم حسن بغلق باب الغرفة علي حور بعد أن أهداها نظرة مطمئنة بينما مصطفي يأخذ زوجته ويدلفا إلي غرفتهم رافضين حضور عقد القران ذلك
بعد قليل يهنئ المأذون الجميع فلقد تم عقد القران وأصبحت حور زوجته
يغادر حسن مع المأذون وأخيه وصديقه دون طلب رؤية حور أو تهنؤتها مما يزيد دهشتها ويضع آلاف الأسئلة في ذهنها
يشعر عادل بما تعانيه حور حتي إن دهشته لا تقل عن دهشتها ليحاول أن يختلق لها التبريرات ولكنها بالنهاية تبوء بالفشل
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
يشعر يوسف بتلك التقلصات تزداد معه حتي إنه لم يعد لديه القدرة علي التحمل ليخرج من غرفته منحني الظهر لم يعد لديه القدرة علي الوقوف
تصرخ والدته فور رؤيتها لهيأته تلك لتقرر إستدعاء الطبيب فورا لن تستمع لإعتراضه تلك المرة فوجهه الشاحب ذلك وتأوهاته المكتومة قد دبت الرعب في قلبها
بعد لحظات يحضر الطبيب ويقوم بفحصة وإعطائه بعض المسكنات التي تهدئ من ذلك الألم ويستطيع عقبها يوسف أن يغط في نوم عميق من أثر تلك الأدوية
بينما الطبيب يطلب من صفاء أن تزوره غدا في المستشفي لإجراء بعض الفحوصات الهامة ليوسف
تشعر صفاء بالقلق بينما يحاول أن يطمئنها الطبيب
                 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تغلق حور غرفتها عليها بصحبة أفكارها وأحزانها لتتطلع حولها بضياع لا تعلم ما الذي حدث ولماذا.... أيعقل أن يكون ما فعله واجبا ولماذا؟!
تفيق حور من شرودها علي رنين هاتفها بإسم حسن تتطلع إلي الهاتف قليلا بتردد ولكنها في النهاية ترد لا تستطيع تجاهله
يأتيها صوت حسن الهائم يهنؤها ويهنئ نفسه قبلها فلقد أصبحت زوجته
يقابل كلماته بالصمت منها لا يستطيع تفسير صمتها خجل أم ماذا ليسألها عن سبب صمتها لتسأله بإندفاع
- مشيت ليه بعد كتب الكتاب.... وليه كتبت الكتاب؟! 
يا الله لم يكن ذلك الأمر بحسبانه فلقد تصرف بعفويه ليدرك الآن خطؤه ولكنه إنصرف عقب عقد القران حتي لا يتهور بأي فعلة تجاهها
يأخذ حسن نفس عميق ليقول بتأكيد
- مشيت عشان بصراحة خفت مقدرشي أمسك نفسي وأتهور وساعتها أبوكي هو اللي كان هيطردني
تطلق حور الضحكات علي كلماته... كم أنتي جميلة يا حور بعض الكلمات البسيطة إستطاعت تغيير حالتك من النقيض للنقيض وإن دل ذلك يدل علي نقاء ذلك القلب النابض بالعشق حديثا
يظل الحوار بينهم لساعتين أو ما يزيد ولكنهم لم يشعروا بمضي ذلك الوقت
ليخلد كل منهم إلي النوم بقلوب عاشقة تتمني لحظة اللقاء
               ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند مصطفي
يجلس مصطفي علي الفراش يستمع إلي السباب من زوجته كيف له ألا يتدخل ويمنع عقد القران ذلك مما يغذي، حقدها وإنفعالها ذلك المشهد الذي رأته لحور وهي تهبط من السيارة تحمل العديد من الحقائب بها فستان زفافها الذي يبدو رائعا
بينما مصطفي لا يستمع لها فهو في دنيا أخرى من تأثير تلك الحبة التي تناولها منذ قليل ولفافة التبغ تلك المحشوة بسم المخدرات فلا يستمع الآن إلا لصوت واحد هو ضحكاته لينهض عقب إنتهائه من لفافة تبغه لينقض عليها كالثور الهائج يلقي بها علي الفراش غير مدرك لإعتراضها أو كلماتها
(وإحنا بقي نقفل الباب عليهم ونسيبهم في حالهم)
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم جديد بصباح جديد يولد من عتمة الليل فدائما تجد في نهاية الليل مولد للصبح بنوره لتطل الشمس بأشعتها الذهبية تعلن حضورها
تستيقظ فرح اليوم بنشاط وحيوية أكثر فاليوم عندهم جولة هامة في إحدى القرى الفقيرة وتوزيع ما يحملونه من خيرات الله لهم.
لا تعلم فرح سبب تلك السعادة اليوم التي تملؤها نعم ذلك العمل يسعد قلبها كثيرا ولكن اليوم سعادتها مضاعفة
تتوضأ فرح وتصللي فرضها ثم تقوم بتبديل ملابسها لتقف في حيرة لا تعلم هل سيذهب أخيها معها اليوم أم لا فلقد كان يعاني في المساء من بعض الإعياء
لكن الحيرة لم تستمر كثيرا لتستمع إلي صوت أمجد من الخارج يدعوها للإنتهاء حتي لا يتأخروا
تقفز فرح من السعادة فهي لا تحب الوحدة وأخيها بالرغم من صغر سنه يعني لها الأمان
تخرج له علي الفور لتجده قد إنتهي ليقول بمرح
- يا لا يا ست الدكتورة هنتأخر والا خلاص بقيتي كسوله
تبتسم فرح علي كلمته تلك لتقوم بطبع قبلة علي وجنته لتدعوه للمغادرة
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سمر
تنهض سمر لتشعر بتلك الآلام تدب في جميع جسدها إثر الجنون الذي فعله زوجها بالأمس لتسب وتلعن به وبتلك المخدرات التي يتناولها تبدل ملابسها علي الفور لتقف أمام المرآة لبعض الوقت تتخيل نفسها بذلك الشعر الأصفر الذهبي والعيون الخضراء تلك ستفوب جمال حور بمراحل عدة
تفيق علي تأخرها لتحمل إبنها وتركض نحو الخارج عازمة علي تنفيذ شئ في ذهنها
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تململ حور في نومها لتتمطع وشعرها الذهبي منثور حولها علي وسادتها كأنه سلوك من الذهب منتشرة حولها تفتح تلك العيون الخضراء لترفرف بأهدابها الكثيفة وتظهر علي شفتيها إبتسامة حالمة من أثر ذلك الحلم الذي كان يراودها تتمني أن يتحول إلي واقع ليكون ذلك هو العوض من الله
تنهض حور ببطء من علي فراشها متوجهة إلي الحمام تغيب للحظات لتعود علي صوت رنين هاتفخا لتركض نحوه ظنا منها أنه حسن زوجها
يا الله تلك الكلمة جديدة عليها وتشعر بكبر حجمها ولكن بنفس الوقت لها مذاق خاص بالقلب
تتطلع حور إلي هاتفها لتجده ينير بإسم فرح
تبتسم حور علي الفور وترد عليها فلقد إشتاقت إليها كثيرا لتلقبها بطبيبة المستقبل
تضحك فرح علي ذلك اللقب لتلقي عليها تحية الصباح وتسألها عن أحوالها
تأخذ حور نفس عميق فلقد حانت لها الفرصة الآن أن تقص ما حدث معها حتي تصدق أنه واقع وليس بحلم في الخيال لتقول
- إسكتي يا فرح علي اللي حصل ربنا عوضني بملاك مش مصدقه نفسي إدعيلي يا فرح إن ربنا يكمل فرحتي علي خير.... نسيت أقولك كتبنا الكتاب إمبارح
تصرخ فرح عقب تلك الكلمة متناسية ذلك المكان التي هي به حيث كانت مستقلة الحافلة في طريقهم للقرية
ليتطلع لها الجميع بدهشة ويرمقها أمجد بنظرة تحذير لتعتزر ثم تعود إلي مكالمتها مرة أخرى بصوت خافض قليلا لتعتزر من حور وتنهي المكالمة علي وعد منها أن  تهاتفها في وقت آخر
تسترخي فرح علي مقعدها لتغمض عينها تتمني بداخلها السعادة لصديقة عمرها حور
أما عن حور تجلس قليلا تتطلع إلي هاتفها بخيبة أمل فلم يهاتفها حسن اليوم علي ندم علي إندفاعه بالأمس تتضارب في رأسها الأفكار حول عدم إتصاله ذلك لتشعر عقبها بالملل من تطلعها لهاتفها حتي إقترب موعد الظهيرة وفقدت الأمل في الإتصال لتقرر هي الأخرى نسيان الأمر لتتوجه إلي المطبخ تعد الطعام بينما تترك هاتفها في غرفة نومها
بعد فترة تستمع حور بالصدفة لرنين هاتفها لتتوجه إليه لتجده قد كف عن الرنين لتتطلع إليه لتصدر شهقة عندما ترى خمسة عشر من المكالمات المفقودة بإسم حسن لم تعد تفيق من دهشتها حتي يعاود الرنين مرة أخرى لتقوم بالرد سريعا عليه ليأتيها صوته المتلهف القلق يسألها عن سبب عدم ردها كل تلك المدة لترتبك حور قليلا لتخبره بتلعثم لا تعلم ما مصدره أن الهاتف كان بعيدا عنها ولم تتمكن من سماعه
يزفر حسن براحة ليدعوها ألا تكررها مرة أخرى ثم يطلب منها أن تبدل ملابسها حتي يستطيعوا شراء باقي مستلزماتهم وقبل تفوهها يخبرها أنه قد إستأذن من أبيها بالأمس وهو موافق 
تطيعه حور علي الفور وقلبها يتراقص من السعادة متناسية ما كانت تفكر به منذ قليل ( الحب بقي يا جدعان) 
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
يستيقظ يوسف في وقت متأخر اليوم فلم يتمكن من الذهاب إلي عمله ليتحرك في الفراش بصعوبه نعم هو في حال أفضل من البارحة بكثير من أثر تلك المسكنات ولكنه يشعر بآلام تدب في جسده تأثرا بتلك الفترة الطويلة التي قضاها في الفراش
تدلف إلي الداخل والدته تلقي عليه بتحية الصباح وتجلس إلي جواره تحتضنه مقبلة أعلي جبينه تحمد الله علي سلامته
يشكرها يوسف علي ذلك المجهود الذي تسبب هو فيه لها
تخرج صفاء ذلك الهاتف من جيبها لتعطيه له وهي تقول بمرح
- إستلم بقي يا سيدي الأمانة بتاعتك..... سلمي إتصلت كتير تطمن عليك
يتناول يوسف منها الهاتف بلهفة ليقوم بالإتصال عليها ويطمئنها عليه ليعدها أن يقوم بعمل الفحوصات اللازمة التي أمر بها الطبيب في الغد ليطلب منها أن يصطحبها معه ولكنها تعتزر فلديها مقابلة مهمة من أجل العمل
ينهي يوسف المكالمة ليشرد قليلا ثم يتمدد مرة أخرى علي ذلك الفراش تحت نظرات والدته المتعجبة لتطلب منه أن ينهض لتناول طعام الإفطار
يقوم يوسف بشد الفراش بالأكمل علي وجهه ليقول
- مليش نفس خالص يا ماما سبيني أنام شوية وبعدها هقوم آكل
تتطلع له صفاء قليلا ولا تجد بدا من خروجها داعية الله أن يطمئنها عليه
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
يصل حسن تحت تلك البناية التي تقطن بها حور وما هي إلا لحظات حتي تهبط له حور ليتطلع لها بشوق لا تستطيع عيناه أن تداريه
تلقي حور بالتحية لتبدو كالأميرات في ما ترتديه حيث ترى بلوزة باللون الوردى وبنطلون باللون الأسود وتترك شعرها منساب علي ظهرها بحرية ليتطاير بفعل تلك النسمات التي تمر بجوارها ليعطيها مظهرا جزابا بتلك العيون التي تشبه حبات اللؤلؤ في ضوء الشمس لتتوه في صفائها وتلك الشفاة الوردية المرتسم عليها إبتسامتها الساحرة تقف حور مندهشة من شروده وعدم رده عليها لتلقي بالتحية مرة أخرى بصوت أعلي قليلا ليفيق حسن ليردها بهيام ليفيق أنه بالشارع ليفتح لها باب السيارة سريعا ثم يجلس خلف المقود منطلقا بالسيارة لتهب النسمات محملة برائحتها الذكية فيملأ منها رئتيه ليشعر أنه بحاجة إلي المزيد
يقف حسن أمام إحدي المطاعم ليهبط من السيارة فاتحا الباب الخاص بحور يدعوها للنزول لتهبط من السيارة بتمهل تتطلع حولها لتتساءل عن وجهتهم
يبتسم حسن لكنه لا يرد بل يحتضن كفها بحركة عفوية منه لتسرى تلك القشعريرة في جسدها يشعر بها حسن ليبتسم بداخله
يسير بها نحو الداخل ليتوجه إلي طاولة بعيدة نسبيا في مكان هادئ يطلب منها أن تجلس ليشد لها ذلك المقعد
تجلس حور وهى بقمة دهشتها من المكان ومن تصرفات حسن تلك التي لأول مرة تواجهها ولا تعلم كيف لها التصرف السليم
هنا تتذكر والدتها كم تتمني الآن أن تكون بجوارها ترشدها ولكنها تحمد الله علي تلك العطية فهي دائما ما تصف حسن أنه جوهرة نادرة الوجود ولا تنكر في نفس الوقت أنه خطف قلبها من أول لقاء بينهم
تسأله حور عن سبب تواجدهم في ذلك المكان
يتلفت حسن حوله فجأة بطريقة مضحكة ليقول بتأكيد
- جايين نتصور يا حور
كانت طريقة نطقه لإسمها بالرغم من جديته كفيلة بإرتباكها لتزوغ ببصرها ويظهر عليها الإرتباك الذي ظنه حسن من طريقة الرد تلك التي إتبعها معها ليلوم نفسه ليعتزر منها سريعا ثم يستريح بظهره علي المقعد الخاص به يتطلع لها قليلا ثم يعود ليقترب منها مرة أخرى مستندا بساعديه علي المنضدة مسلطا نظراته عليها ليقول بهدوء
- حور إنتي بتآمني بحاجة إسمها إلتقاء الأرواح
تتطلع له حور بدهشة علي الإسم لتهز أكتافها دون حديث بالرغم من إنها تعلم ما يتحدث عنه جيدا ولكنها تريد فقط الإستماع إليه والتعرف عليه
يصمت حسن قليلا ليعاود الحديث وعيناه تكاد تحتضن عيناها بنظراته المسلطة عليها ليعاود الحديث
- تلاقي الأرواح زى اللي إحنا فيه ده..... طبعا إنتي شيفاها حاجة غريبة شوية بس فعلا من أول مرة شفتك فيها حسيت إني أعرفك من سنين ومش متخيل حياتي تكمل مع حد تاني غيرك وگاني بحبك من قبل ما أتولد أنا..... فاهمة يا حور؟! 
تتطلع له حور متأثرة بتلك الكلمات لتلتمع في عيونها بعض الدموع التي تجاهد حتي تحتفظ بها حبيسة ليراها حسن بعينها ليتخللي عن مقعده لينتقل إلي المقعد المجاور لها ليتناول منديلا ورقيا من فوق المنضدة يمسح به أثار تلك الدموع ليقول وهو مرتكز بعيونها
- طول ما أنا عايش مش عاوز عنيكي تعرف إلا الفرحة... إتفقنا
تبتسم له حور وتومئ برأسها بالموافقة
يقوم عقبها برفع كفيها وتقبيلها وهو متطلع لها لتكون قبلته رقيقة دافئة حنونه تتوه بها كما أنها تسبب في عدم إنتظام أنفاسها وإرتباكها
يقرر حسن إخراجها من تلك الحالة ليستمر بالحديث وكأن شيئا لم يحدث ليعتدل في مقعده ليقول
- بصي يا ستي النهاردة بتاعنا إحنا بس نحاول نتعرف علي بعض وبكرة أو بعده أو حتي بعد ما نتجوز نبقي نشترى اللي إحنا عاوزينه
تخجل حور أن تسأله عن باقي تلك الترتيبات من حجز القاعة وغيرها من أشياء لتقرر عدم الحديث بالنهاية لتستمع إليه يقول
- النهاردة الصبح قمت بدرى ولفيت خلصت شوية مشاوير حجزت القاعة وحجزتلك في كوافير قريب منها وحجزت الإستديو، يعني قلت أخلص شوية حاجات علي لما تصحي وقمر حياتي يظهر
يا الله إذن هي قد ظلمته بالصباح فكان يعمل جاهدا حتي يوفر لها الوقت للإستمتاع معه لتكتفي بلإبتسامة فقط
يتناول كل من حسن وحور الطعام وفي أثناء تناولهم للمشروب عقب ذلك تأتي إمرأة يبدو عليها في آخر العشرينات تصطحب طفلة معها لتلقي التحية علي حسن متجاهلة حور التي تجلس أمامه
تتطلع لها حور بغيظ بسبب تلك النظرات التي تخص بها حسن لتتابع الموقف في صمت لتجد رد فعل حسن الذي يرد عليها ببرود تام لتمد تلك السيدة يدها حتي تسلم عليه ليظل علي حالته ليسلم عليها ببرود تام ليعرفها بحور قائلا أنها زوجته
فور تلك الكلمة تتطلع له نورا بصدمه لتلتمع تلك الدموع في عيونها لتقف تتطلع له للحظات ثم تنصرف دون أي حديث
يعلم حسن بما يدور بذهن حور ليقول مطمئنا
- أنا عارف إنتي بتفكرى في إيه،  هشرحلك كل حاجة بس مش دلوقتي خللي النهاردة يوم إحتفالنا لينا إحنا بس
تومئ له حور ولكنها تظل شاردة لفترة لترى لأول مرة أمامها علامات من الإستفهام ولكن لن تطلب فك تلك الشفرات الآن فلتعطي لنفسها المساحة للفرحة كما أنها التقرر الثقة به فوالدها يثق به جدا
ينتهي الإثنان من تناول مشروبهم ليأخذها عقبها في جولة في عدة أماكن التي تعطي المساحة  الكافية للمرح كما أنه يشترى لها العديد من الهدايا والحلوى ولا تخلو تلك الجولة من تلك الكلمات الرقيقة التي يتغني بها حسن لها ليتأكد عقب تلك الجولة أن سعادته تكمن في صحبتها
يقوم حسن بتوصيلها عقب تلك الجولة ليخبرها أنه لن يخرجوا غدا لأن لديه عدة أمور يجب عليه الإنتهاء منها لتومئ له حور بإبتسامة فيكفيها جولة اليوم لقد أعطتها من السعادة ما يكفيها لشهور قادمة
تلوح له حور كم ودت أن تدعوه لكوب من الشاى ولكنها تخشى من ردة فعل أخيها
يلوح لها حسن ليتركها علي مضض لا يعلم كيف يمر يومه غدا بدونها
ينتظرها حسن حتي تطلعت له من الشرفة ليستقل سيارته ويغادر
ذلك المشهد بالتأكيد تحت نظرات سمر الحاقدة
تدلف عقب ذلك حور من الشرفة لتطرق باب غرفة والدها تلقي عليه التحية لتحمل معها تلك الحقائب التي جلبها لها حسن لتأخذ رأي والدها الذي يحتضنها بسعادة
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حسن
يعود حسن إلي المنزل وقلبه ينبض بذلك العشق الوليد وفور دخوله المنزل يشاهد والدته تجلس في ذلك المقعد تهز قدميها بعنف ليعلم أن هناك أمر ما ليخمنه ولكنه لن يرمي بورقه فلتبدأ هي ليجلس أمامها ليلقي عليها التحية بحزر لتتطلع له قليلا ليعلم أن ذلك الهدوء الذي يسبق العاصفة وفجأة تهب العاصفة لتصرخ به قائلة
- كتبت كتابك يا حسن من ورايا ضحكوا عليك يا حسن مش كفاية جوازة مش غرمانين فيها مليم لا كمان عاوزين ياخدوك مني
               « يتبع» 

أسوار العشق Donde viven las historias. Descúbrelo ahora