البارت الرابع عشر

670 18 0
                                    

البارت الرابع عشر
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عزف علي أوتار قلبك أعظم ألحاني فأنتي الحياة والأمل ليتغير تاريخ ميلادي بيوم اللقاء وتقف الساعات حين الغياب ليكف القلب عن الخفقان في البعد عنك
هكذا كان يفكر حسن وهو يقوم بقيادة سيارته وبجواره حور يتطلع إليها ما بين الحين والآخر ليحتضن كفها بكفه وتستند برأسها علي كتفه ليطبع قبلة علي رأسها ما بين الحين والآخر يتنفس رائحة شعرها الياسميني التي تنعش رئتيه
يستمع إليها وهى تقص له عن أحلامها وآمالها بجواره
وكم تغيرت حياتها بدخوله إليها
يود أن يوقف تلك السيارة ليصعد أعلاها ليصرخ بأعلي صوته يعترف بحبها، يعترف أنه بدلت حياته من صحراء جرداء إلي واحة من الحب والأمل
يقف حسن قليلا ليطلب منها الإنتظار قليلا ثم يخطف قبلة سريعه من علي طرف شفتيها ثم يتركها بعد غلق باب السيارة جيدا
بعد مدة من الوقت يعود ومعه وجبتان من الطعام مع كيس ملئ بالمقرمشات والمسليات والمياة الغازية ليجلس بجوارها بالسيارة يطعمها لتتناول منه الطعام بسعادة بالغة فتلك المرة الأولي التي تشعر بذلك الإهتمام من شخص فوالدها طيلة الوقت منشغل بعمله أما عن أخيها فدائما تشعر منه بالنفور فهدفه الأساسي في تلك الحياة هو الإنتقام منها حتي تلك التي تزوجها ترى الكره في عينها
تتطلع حور إلي زوجها بإنبهار فلقد قدم إليها الكثير لتقوم بالإمساك بيده وطبع قبلة علي كفه لتسري قشعريرة في جميع جسده ليتطلع إليها بشوق لكنه يقف عاجز أمام إنجراف مشاعره تلك فهو في السيارة وبذلك سيتحول الأمر إلي فعل فاضح في الطريق العام
يعاود حسن القيادة وهو يدعو الله بالصبر حتي يصل إلي الفندق الذي حجز به مقدما
ليقسم بداخله أن يعلمها فنون العشق ويأخذها معه في رحلة علي سحابات الهيام لتمطر سماء حياتهم بالسعادة
بعد مدة يصل حسن وحور إلي مرسي مطروح يدعوها حسن بالنزول من السيارة لتهبط وهي تتطلع حولها بإنبهار لتلك السماء الصافية والمناظر الطبيعية البديعة لتتشبث بذراع حسن لتستقل معه المصعد متوجهين إلي تلك الغرفة التي قام حسن بحجزها مسبقا
فور دخولها من الباب لتترك ذراع حسن و تركض نحو الشرفة التي تطل علي البحر مباشرة لتستقبل ذلك النسمات العليلة التي تداعب تلك الخصلات المتحررة من شعرها كما تداعب أهدابها الكثيفة ليأتي حسن من خلفها يحتضنها ليقبل عنقها بقبلات رقيقة ناعمة فتستدير له لتواجهه لتباغته بقلة علي شفتيه قبلة خجلة رقيقة يتوه معها حسن لتهرب من أمامه سريعا لتدلف إلي الحمام بخطوات مرحة يغلب عليها المشاكسة وهي تجعد أنفها وتتعالي ضحكاتها الطفولية ثم تغلق باب الحمام بعد لحظات يستمع حسن الذي لم يتخللي عن موضعة إلي صوت المياة المنهمر لتتعالي ضحكاته فتلك المجنونة لم تأخذ، معها حتي منسفة بل إنهم لم يقوموا بفتح الحقائب بعد
تقفز تلك الفكرة في رأسه ليبتسم بخبث ثم يفتح الحقيبة يتناول منها المنشفة ويطرق الباب عليها ليستمع إلي إعتراضها بالداخل ليردف قائلا ببراؤة مصطنعة
- حورى أنا جبتلك الفوطة إفتحي خديها من ورا الباب
ولكنه في الحقيقة أراد دخول تلك الجنة التي فتحت له حور أبوابها لينبض قلبه لأول مرة نبضات العشق فيمحو معها كل الذكريات التي طالما أرقت لياليه وتسببت بالألم لروحة بالرغم من صغر سنها وإنعدام خبرتها في تلك الأمور لكنها تملك روحا إستطاعت أثره من الوهلة الأولي
فتحت حور الباب قليلا لتمد يدها من ورائه لتتناول تلك المنشفة لتجدها في لحظة واحدة بين أحضان حسن ليقرر دخول جنتها التي لم يرتوى من بحر عشقها بعد
( نقفل باب الحمام وباب الغرفة ونمشي عيب دول عرسان) 
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يشعر يوسف أنه يقع في دوامة تدور به وهو يدور معها يحاول أن يقاوم ولكنها تجذبة للأسفل فيعيد المقاومة وأنفاسة مضطربة لتخور قواه ويبدأ في الإستسلام حتي يستمع إلي تلك الجملة التي تأتي من وادى بعيد
( قوم يا يوسف عشان خاطر مامتك) 
لتعيد تلك الكلمة إليه القوة مرة أخرى حتي يستطيع الخروج من تلك الدوامة فيبدو الظلام قليلا وكأنها برهة من الزمن يأخذ بها غفوة ليعود من جديد وتلك الذكريات تمر أمام عينيه حتي تلك اللحظة التي أعلنت سلمى عن تخلليها عنه لينتفض جسدة
تلاحظه والدته خلف ذلك اللوح الزجاجي فترى إنتفاضة جسده لتنتحب باكية  علي تلك الحالة التي هو عليها ليسمع هو بكائها وكأنها تنبيهات ليعود إلي تلك الحياة ويتخللي عن إستسلامة وبالفعل يقاوم حتي إستطاع أن ينهض من جديد ولكن عودته في البداية كانت ضعيفة فتلك الفترة التي غاب بها عن الحياة تسببت له بالوهن ولكنه يضع والدته هدفا أمامه ليقوى ويعود وكلما تذكر سلمى أغمض عيناه بشدة حتي يمحيها من ذاكرته
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب مغادرة شادى تتمدد سلمى علي الفراش ما بين السعادة لذلك الشعور الجديد وبين تأنيب الضمير لإستسلامها بتلك السهولة لتتذكر يوسف وكيف كان لا يخوض تجربة أن يلمسها ولو لمرة واحدة لا تعلم أتلك كانت ميزة أم عيب فيه
تعود بذاكرتها إلي تلك الشقة الخاصة بيوسف التي كانت تتكون من ثلاث حجرات مجموع مساحتها يكفي حجرة واحدة فقط في تلك الشقة التي يمتلكها شادى وتلك السيارة الفارهة الخاصة بشادى كم تبدو جميلة
تشعر سلمى بالسعادة بالفعل كانت والدتها تمتلك التفكير السليم لها لتنهض وكلها نشاط لتحضير تلك المتطلبات الخاصة بالزفاف
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ينتهي كل من حسن وحور من تناول طعام الغداء في ذلك المطعم الخاص بالفندق ليدعوها حسن إلي جولة معه إلي مكان سيحظى بإعجابها
تنهض معه حور علي الفور دون جدال لتسير إلي جواره متشابكى الأصابع متعانقي الأرواح نبضات قلوبهم تروى لتلك الرمال الذهبية قصة حبهم
يصل حسن إلي المكان الذي أراده تلك الصخرة التي تغنت عليها ليلي مراد في فيلم شاطئ الغرام ليخبرها بحقيقة تلك الصخرة لتقف حور تتأملها وتتأمل تلك الطبيعة الخلابة بالمياة الصافية والنسيم العليل ورائحة البحر التي تبعث في النفس الراحة ليقف حسن من خلفها يستنشق عبيرها الممتزج مع رائحة البحر لتصنع له حالة من النشوة له ليشعر أنه طائر مع نسمات الهواء العليل ليطبق الصمت علي المكان سوى من صوت أنفاسهم العاشقة
تلتفت حور لتصبح بين أحضان حسن لتتطلع إليه محتضنه وجهه بكفيها لتردف بصوت هامس
- شكرا علي كل حاجة عملتها عشاني، شكرا علي السعادة دى كلها ربنا ما يحرمني منك
يا الله كم أذابته تلك الكلمات ولكنه لا يعلم من عليه الشكر الآن هو أم هي فهي قدمت له الحياة ونبض الفؤاد مرة أخرى ليكتفي بإحتضانها ليشهد علي ذلك العشق غروب الشمس وبزوغ القمر في لوحة رائعة ليكتفي العاشقان بدقات قلوبهم التي تحولت إلي طبول تقرع  فرط المشاعر ليغلق كل منهم علي حياته السابقة وتذوب السنوات تلك الفارقة بينهم ويبدأ كل منهم بداية مولد جديد مع الآخر
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تجلس هيام تلك ركبتيها بذلك الدهان فهي تشعر بتلك الآلام تدب فيها منذ فترة ولكنها لا تعطيها إهتمام خوفا من نفور باسم منها
يدلف باسم فجأة يتطلع إليها ببعض من الإشمئزاز علي أقدامها التي يبدو عليها السن وتلك التجاعيد التي تملأ وجهها ليجلس أمامها صامتا لبعض الوقت ثم يطلب منها النقود لموعد هام لديه
تتطلع له هيام تحاول أن تتوصل إلي رد مناسب فلقد أرهقها باسم بطلبه للأموال كما أرهق روحها وهي متأكدة أن تلك الأموال ينفقها علي فتيات يقابلها بل يمارس معها الرذيلة ليعود بآثار تدل علي ذلك ولكنها جاهلة بأن سمر زوجة إبنها الوحيد علي رأس القائمة الخاصة به
تستجمع هيام شجاعتها وترفض لتتفاجأ به يسبها علي ذلك الرفض لينعتها بأقذر الألفاظ ليشق منامتها ويستولي علي نقودها في مشهد يدعو للألم لتلك العجوز التي تهان في آخر عمرها
يقف باسم عقب جصوله علي النقود يتطلع إلي جسدها الهالك من الزمان بإشمئزاز ثم يتطلع إلي النقود بإبتسامة ليقبلها ويلوح لهيام ويغادر
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعلن الشمس بإشراقها عن ميلاد يوم جديد ليشرق الأمل في نفوس بعض البشر
تصل سما إلي المستشفي بقناعها المعتاد وبسمتها التي لا تفارقها لتتفاجأ بزميلتها تهنؤها فلقد فاق يوسف وحقق أملها كالمعتاد
تبتسم سما عقب تلك الكلمات لتقوم بتبديل ملابسها سريعا حتي تذهب وتهنؤه علي سلامته وفي طريقها تلتقي بمدير العناية الذي يلقي عليها التحية فتردها بأدب وإحترام لتلاحظ نظراته إليها لتسأله بإبتسامة عن سبب تلك النظرات
يتطلع إليها المدير قليلا ليردف قائلا
- عرفتي إن يوسف فاق يا سما
تومئ سما برأسها بمعني نعم ليستكمل حديثه
- خلليكي وزعي الأمل علي كل اللي حواليكي وإنتي أكتر واحدة محتاجة للأمل ده
تبتسم سما إبتسامة تدارى بها ألما تعانيه روحها وينزف منه قلبها ولكنها بارعة في إظهار بسمتها وإخفاء ألمها.
تعتذر سما عن تكملة الحديث لتتوجه إلي غرفة يوسف لكنها لم ترى والدته أو أخيه كعادتهم لتدلف إلي الداخل تلقي بالتحية علي يوسف الذي ما إن سمع صوتها شعر بوجود تآلف ما وكأنه تحدث معها سابقا
يرد عليها يوسف التحية بوهن شديد لتبدأ تعريفه بنفسها وتشرع في عملها بينما يوسف يفكر في أمر واحد وهو أين سمع ذلك الصوت ليظل صامتا شاردا ليباغتها بعد تفكير عميق بذلك السؤال لتضحك سما ثم تخبره أنها كانت تتحدث معه دائما أثناء عملها معه
يبدأ يوسف الحديث مع سما التي شعر نحوها بالراحة لا يعلم لماذا ليشرد في عيونها تلك التي يبدو عليها الحزن بالرغم من إبتسامتها ولكنها تدارى خلفها حزن عميق فتلك الإبتسامة ليس مصدرها القلب بل هي مرتسمة علي شفتيها
يحاول يوسف ألا يشغل باله كثيرا بتلك ولكنه يجد نفسه مرغما منشغلا بها وبسبب حزنها
بعد مدة يرى والدته تلوح له من خلف اللوح الزجاجي وبجواره أخته ندى ( تلك الأخت الصغرى ليوسف تعشقه كثيرا متزوجة من أربع سنوات لمهندس يعمل بأسوان بعد قصة حب كبيرة ولديها طفلان) 
تلوح له ندى ودموعها تغرق وجهها تحاول أن تمنعها فلا تستطيع
يلوح لها يوسف ويحاول أن يطمئنها أنه بخير ولكنه يحزن لحالها ذلك ليتوجه إلي سما قائلا بترجي
- ممكن تطلعي لهم تطمنيهم إني بقيت كويس خلاص معلشي هتعبك
تبتسم له سما دون حديث بل تومئ برأسها لتتوجه إلي الخارج وهو متابعها ليراها تتحدث معهم قليلا ثم يرى إبتسامة والدته وإحتضانها لها ليعلم أنها قامت بالمهمة علي أكمل وجه
       ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تستيقظ حور لتجد نفسها بين أحضان حسن يحيطها بذراعيه وكأنه يخشي فقدها لتتطلع إليه قليلا كم يبدو وسيما لتقوم بلمس لحيته تلك برقة لتتلمس وجهه ودون شعور منها تميل لتقبله عدة قبل يشعر بها وكأنها فراشات ناعمة ترفرف علي وجهه حتي وصلت إلي شفتيه لتقبله برقة بالغة لتشعر بتململه في نومته لتشعر بالخجل والإرتباك لتضع رأسها علي صدره مرة أخرى لتمثل أنها مازالت نائمة
يبتسم حسن علي فعلتها تلك فهو كان  مستيقظ بل مستمتع بفعلتها تلك ليشعر أنه يطفو فوق سحابة من العشق معها
يهتف حسن بإسمها حتي فتحت خضرواتها ليذوب بهما ليميل عليها في قبلة يتعمق بها يبث بها ما بداخله من شوق وبعد مدة يحرر شفتيها ليستند برأسه علي جبهتها ملقيا عليها تحية الصباح ليدعوها إلي النهوض حتي يتناولوا طعام الإفطار ويبدءوا ذلك اليوم منذ بدايته
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تنتهي فرح من إرتداء ملابسها لتستمع إلي تلك الطرقات علي باب غرفتها لتسمح للطارق بالدخول وإذ بها دنيا تصدر شهقة عالية عقب رؤيتها إلي تلك الملابس الملقاه علي فراش فرح
بالفعل لقد بدلت فرح ملابسها لأكثر من مرة اليوم حتي توصلت بالنهاية إلي تلك الملابس
ما يشغل دنيا أن ذلك ليس من عادتها فآخر ما يشغلها هو ذلك الأمر لتشعر بوجود خطب ما وراء ذلك
تجلس دنيا علي الفراش دون حديث فقط تتطلع إلي فرح وهي تعدل من هيأتها أمام المرآه لتسألها بخبث عن وجهتها لتخبرها فرح أن اليوم الموعد المحدد لتوزيع بعض المعونات من الجمعية علي بعض الأفراد
تومئ دنيا برأسها لترمي ببعض الكلمات أن ذلك ليس من أجل تلك الجمعية بل إنه من أجل أحد الأفراد في الجمعية
تنهرها فرح علي تلك الكلمات لتشعر ببعض الإرتباك وتردد بغضب
- إنتي تافهة وتفكيرك تافه زيك وأنا مش هرد عليكي روحي ذاكريلك كلمتين بدال الكلام الفارغ ده إنتي في ثانوية عامة
تنهض دنيا لتغادر بهدوء لكنها تقف علي باب الغرفة تتطلع إلي فرح لتخبرها بأنها متأكده ثم تركض سريعا مغادرة
بينما تقف فرح أمام المرآه وكأنها تعيد حساباتها بالفعل فتلك المرة الأولي التي تهتم بمظهرها إلي تلك الدرجة ولكنها لم تستطيع التوصل إلي السبب الرئيسي خلف ذلك أو بمعني أدق هي تنكره

              « يتبع»  

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن