البارت الرابع والأربعون

510 15 9
                                    

البارت الرابع والأربعون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹

أصوات عالية... ضجيج.... سارينة الإسعاف...رجال الشرطة في كل مكان
يخرج رجال الإسعاف يحملون جثة سمر علي إحدى النقالات ويليها جثة ذلك الرجل
بينما مصطفي جالس علي الأريكة دون حراك واضعا رأسه بين يديه يدعو الله أن يكون كل ذلك ما هو إلا كابوس
يشعر وكأن حياته لم يكتب لها الصلاح فعندما وجد الطريق المستقيم يجد تلك العراقيل
ولكن لعل تلك كانت نهاية الحياة السيئة ليبدأ حياة جديدة نظيفة.... يتطلع إلي ذلك الظلام القابع به غافلا عن ذلك النور الذي بنهاية الطريق
كل فترة يتطلع إلي يده الملطخة بالدماء ويتطلع إلي رجال الشرطة التي تمسح البصمات ليتعجب كيف كان كل تلك الفترة غافلا عنها وعن قذارتها التي إكتشفها عندما فاق لحاله
بينما هو علي تلك الحالة يتفاجأ بحور تركض نحوه ترتمي بين أحضانه تذرف الدموع وتعده أن تظل بجواره لن تتركه دون السؤال عما حدث معه
كم شعر أنه ضئيل أمامها فلقد طردها وهي في أمس الحاجة إليه بينما هي تهرول إليه دون معرفتها بالأمر لتبث له تلك الكلمات التي تطمؤنه بها كما تخبره أنها لن تتركه ستظل بجواره للأبد
يطلب منها مصطفي أن تبتعد عنه فلقد أصبح قاتل ولكن تلك الكلمات لم تغير من موقفا بل أمسكت بيداه لتعده ألا تتركه فهو سندها
كانت كلماتها كالخناجر تطعنه بقلبه يالتها جاءت شامته كانت هونت عليه كثيرا
بينما هم علي تلك الحالة يأتى أحد رجال الشرطة ليضع تلك الأصفاد في يدية ثم يأخذه علي سيارة الشرطة لترحيلة
تودعه حور وتعده ألا تتركه أبدا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سلمى
في الأيام الماضية عزمت سلمى علي عودتها إلي يوسف لتسأل عن تلك الأماكن التي يتردد بها
وتتبعه حتي رتبت ذلك اللقاء أثناء خروجه من إحدى الكافيهات لتقترب منه تهتف بإسمه وتمد يدها كي تصافحه
يقف يوسف يتطلع إليها لبرهة من الوقت ثم يتطلع ليدها الممتده ليرد عليها التحية متجاهلا يدها تلك محاولا أن يتخطاها ليجدها تهتف بإسمه مرة أخرى لتسأله بحزن
- لسه زعلان مني
يقف يوسف عند تلك الكلمات لترتسم إبتسامة سخريه علي شفتيه ليقف قبالتها يقول بثقة
- اللي نزعل منهم دول ناس يهمونا... إنما إنتي ما تهمنيش في أي حاجة
تبتسم سلمى علي تلك الإجابة لتصفق له بهدوء لتخبره أن المعني الحقيقي لتلك الإجابة هو أنه مازال يحبها
لا يهتم يوسف بتلك الكلمات ليتخطاها ليسمعها وهي تخبره بلهفة
- يوسف أنا إتطلقت
لم يهتم يوسف كثيرا بحديثها وإستأنف سيره لتسير هي خلفه وهي تردد
- طب مش عاوز تعرف السبب
لم يقف يوسف ليخبرها وهو في طريقه أن السبب لا يعنيه في شئ ولكنها تمتلك الإصرار لتخبره بصوت عالي نسبيا حتي يصل إليه
- السبب إني لسه بحبك
لم يهتم يوسف لتلك الكلمات بل إستأنف سيره ليتركها في تخبطها ولكنها تصر أن تنال سعادتها منه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند مصطفي
يقف مصطفي بالنيابه وبجواره حور والحاج علي ومحمد
يقف مصطفي منكس الرأس لا يتحدث عيونه هي التي تتحدث بالدموع ويصاب جسده بتلك الإنتفاضة كلما تذكر تلك اللحظة التي قام فيها بقتلهم
يربت محمد علي كتفه بينما حور متمسكه بذراعه وكأنها تقول له أنها بجواره لن تتركه
بينما هم علي تلك الحالة من الصمت تتفاجأ حور بكل من وليد وزياد ومعهم ذلك المحامي الذي يستأذن منهم حتي يطلع علي الأوراق الخاصة بتلك القضية
توجه حور الشطر لكل من زياد ووليد علي تلك اللفته الرائعة ليشير لها وليد بالصمت
بعد قليل يخرج المحامي ليخبرهم أن الأمر ما هو إلا قضية دفاع عن الشرف ليحاول طمأنة مصطفي الذي ما يزال محتفظ بصمته
بعد قليل يأتي أحد الرجال ليأخذ مصطفي للحجز لينصرف الجميع عقبها ةيعدهم المحامي بتولي تلك القضية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند محمد
عقب إنصرافهم من مركز الشرطة يطلب محمد من حور إصطحاب الأطفال لرؤية جدتهم ومحاولة أخرى معها لعلها تلين
توافق حور أمام إلحاحه فهي تثق به كثيرا
يصطحب محمد الطفلين ويبتاع لهم بعض الحلوى ويتوجه إلي المنزل وبقلبه شيئا يدعوا للريبة لا يعلم ما هو ليتطلع إلي الأطفال داعيا الله أن يحفظهم بحفظه
مما يزيد تلك الدهشة هو ترحيب إيناس بالأطفال وتقبيلهم لتدعوهم للدلوف ليتطلع لهامحمد يحاول أن يستنبط ما وراء تصرفاتها تلك ولكنه لا يستطيع التوصل لها
تتركهم إيناس سريعا لتخبرهم أنها ستعد لهم كوب من عصير المانجو اللذيذ لحين تحضير الطعام
يتطلع محمد في إثرها بدهشة حتي إختفت متوجهة إلي المطبخ وهي تبتسم بنصر لقد حانت اللحظة التي تتخلص من أطفال حور وتهزم حور وتمتلك تلك البناية كاملة بمفردها بالطبع أصابع الإتهام لن تشير إليها فالجميع يعلم جيدا أنها لن تقبل دلوفهم للمنزل إذن محمد سيكون هو الجاني
تبتسم بنصر بعد وضعها لكمية السم في كل كوب وذوبانها لتعود إليهم بكوبان من عصير المانجو تضعهم علي المنضدة لتطلب من حمزة أن يحتسي كوبه وتمد يدها إلي زين حتي تحمله وتساعده في الشراب لتتفاجأ بمحمد يخبرها أن الأطفال يأكلون الحلوى فسيحتسي هو ذلك الكوب ليتقاسموا هم الكوب الآخر
لم تعترض إيناس بل رحبت بالفكرة كثيرا لتستأذن حتي تعد الطعام وهي تحتفل بداخلها علي الخلاص من ثلاثتهم
يتطلع محمد إلي الأكواب لتدمع عيناه علي كمية الشر التي تحملها أخته فلقد سار خلفها ورآها وهي تضع السم في الأكواب
يحمل زين علي كتفه ويحتضن كف حمزة ليترك المنزل بأكمله وبداخله ثورة عارمة ولكنه أجل الحديث حتي لا يكون أمام الأطفال
ولكن قلبه يعتصر ألما علي قلوب البشر التي تحولت إلي قطع من الحجارة السوداء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
يعود يوسف بعد ذلك اللقاء الغير مرتب له مسبقا ليشعر بحقارتها ليلوم نفسه كيف أنه كان يحبها يوما ما فليعتبرها درسا قاسيا علي إثره قد كره جميع النساء
يجمع تلك الذكريات الخاصة بهم ليقوم بحرقها ودموعه لا تتوقف فظهورها اليوم أحيا ذلك الجرح من جديد ليقسم أنها لو آخر إمرأة بالعالم لن يعود إليها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند إيناس
تتردد إيناس في الدخول مرة أخرى تحاول أن تستمع إلي صوت آلامهم فلا صوت لهم لتستنتج موتهم لتدلف للداخل لتتفاجأ بالغرفة فارغة وأكواب العصير كما هي لم تمسسها يد
تتعجب من ذلك لتجلس أمام تلك الأكواب فقد ضاعت الفرصة عليها
بعد مدة وهي مازالت علي حالها تتفاجأ بدخول محمد عليها مسلطا عليها النظرات لتحاول أن تبدو طبيعية لتسأله عن الأطفال ليخبرها أنه أعاد الأطفال لوالدتهم حيث الأمان عوضا عن إحتسائهم لعصير المانجو المطعم بالسم
هنا تفتح إيناس فاها تحاول الإعتراض لتتهمة بالإفتراء عليها وهنا تحضر زينب التي كانت تزور أختها لتسأل عن سبب صوتهم العالي ليخبرها محمد بما حدث لتنفيه إيناس سريعا بينما زينب تتطلع لهم لا تستطيع تصديق ما تفوه به إبنها للتو
يتطلع محمد إلي صمت والدته ودموع التماسيح الخاصة بإيناس ليقول بهدوء
- من النهاردة هعتبرك مع حسن وعصام
يلقي بكلماته تلك ثم يغادر ليصفد الباب خلفه
تاركا إيناس تتوعد لتلك المسماه حور في نفسها فلن تتركها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحيانا لا نرى بالليل سوى ظلامه بينما لو تعمقنا بفكرنا فإن الليل يأتي خلفه شقشقة الفجر بشعاعه الذي يحتضن الكون وكأنه يهديه قبلة تحثه علي الإستمرار

ينتهي الكابوس لتتحول تلك القضية إلي قضية الدفاع عن الشرف ويخرج عقبها للحياة بثوب جديد نظيف خالي من أي بقع تشوبه
يجد آدم يقبل عليه يرتمي بين أحضانه وخلفه حور التي راعته تلك الفترة الماضية لتحتضن حور أخيها وتحمد الله علي سلامته
يعود مصطفي للمنزل ليجد حور قد أعدته ورتبته كما أعدت له الطعام لتتفاجأ بأخيها يقبل يدها طالبا منها أن تسامحه
كانت حور تتمني تلك اللحظة التي يكون أخيها سندا لها فلم تحمل في قلبها أي غضب تجاهه لتخبره بتلك الكلمات
وهكذا يبدأ مصطفي حياة جديدة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسارع الأحداث
يمر عامان كاملان لا يتغير بهم الكثير
- أنهي محمد دراسته الجامعية وإستطاع صنع إسم له بالسوق حيث إشتهر مكتبه ومازال يخفي ذلك الحب في قلبه دون إفصاح
- إيناس تنتظر تلك الفرصة التي تنتقم من حور التي حتي الآن لا تستطيع الحصول علي عنوانها
- إلتحق أمجد بكلية الصيدلة التي كانت حلم من أحلامه
- فتح زياد مركز طبي ليجعل به جزء للعلاج المجاني
- تخرجت دنيا لتتعين معيدة بكلية الآثار وتستعد الآن لزفافها الذي إقترب موعده
- كثفت فرح من مجهوداتها الخيرية وإستطاعت تخطي أزمتها بنجاح ولكنها مازالت تجهل تلك المشاعر التي يكنها لها محمد
- لم تيأس سلمى لتطارد يوسف الذي يقابلها دائما بالصد
- عادت ندى أخت يوسف بعد ترك زوجها العمل في أسوان ليستقبلها يوسف بمنزله
- بالرغم من طلب مصطفى بأن تعود حور للحياة معه ولكنها ترفض ترك شقتها والبعد عن تلك السيدة
- إستطاعت حور الحصول علي مجموع مضي بالثانوية العامة لتقدم علي كلية آداب كما أنها تستطيع إثبات وجودها بالعمل
- ظلت السيدة عزيزة داعمة لحور حتي جاء يوم الفراق حيث تلقت دعوة من إبنها للحياة معه هي ووالده ليشق عليها الأمر ولكنها بالنهاية تغادر لتعود حور وحيدة مرة أخرى بينما أطفالها لم يستطيعوا تصديق الأمر خاصة زين الذي يقف أمام شقتها يطرق بابها ويبكى وهو يهتف بإسمها حتي أنه يغفو في بعض الأحيان علي ذلك الوضع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تستيقظ حور في ذلك اليوم علي تلك الأصوات لتفتح الباب قليلا لتجد بعض الأثاث الذي ينقله العمال إلي الشقة المواجهة لها لتعلم أن هناك سكان جدد قد إستأجروها
لتغلق الباب وتعود لفراشها فقد إشتاقت لتلك السيدة

«يتبع»

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن