البارت الحادى عشر

743 22 6
                                    

البارت الحادى عشر
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تدلف حور إلي القاعة متأبطة بذراع حسن لتتفاجأ بذلك الزفاف وتزيين القاعة المبهرة ولكنها في وسط ذلك الإنبهار تبحث بعيونها عن والدها إلي أن رأته مقبل عليها لتركض نحوه ترتمي في أحضانه ليربت هو علي ظهرها بحنان مهنئا لها من بين دموعه
يحاول إخراجها من بين أحضانه فاليوم حفل زفافها ولا يريد تخريب ذلك الحفل لها
يقوم عادل بإحتضان حسن ليوصيه خيرا بإبنته حور ليربت حسن علي كتفه ليخبره أن نور سيضعها في عينيه
تبدأ تلك الزفة التي تسير أمام كل من حسن وحور لتوصيلهم لمكانهم المخصصة
تقف من بعيد إيناس تتطلع إلي تلك العروس التي تراها لأول مرة لترسم من الخارج إبتسامه ولكن قلبها يملؤه الحقد علي تلك التي أخذت أخيها بأمواله كما أنها تمتلك قدر عالي من الجمال
بينما يقف عصام بجوارها بوجه خالي من التعبير لا تستطيع إدراك ما كان سعيد لأخيه أم ان الأمر لا يعنيه
بينما محمد يرقص فرحا أمام أخيه ليمسك بيد أخيه حسن ليشاركه الرقص لتشاركهم زينب تلك الرقصة بفرحة وعندما حاولوا إشراك حور معهم رفض حسن فكان إتفاقه معها ألا ترقص بذلك اليوم
يجلس كل من حسن وحور في المكان المخصص لهم ليجلس كل فرد بمكانه علي الطاولة لتبدأ فقرات الحفل
يجلس كل من إيناس وأطفالها وزوجها علي طاولة بينما تجلس زينب وجنة ووالدة جنه علي طاولة أخرى
ومحمد وعصام وأصدقاء حسن المقربين علي طاولة أخرى ليصاب محمد فجأة بهسترية من الضحك الذي لا يستطيع كتمانه ليسأله عصام بضيق وملل عن سبب ضحكاته هكذا ليحاول محمد كبت ضحكاته ليقول
- بص وراك كده يا عصام مرات مصطفى ضاربة شعرها أصفر وحاطة عدسات شكلها عاوزة تنافس حور بس بصراحه عاملة شكل المعزة اللي شعرها إتحرق
يستدير عصام بهدوء بعد أن نهر محمد علي كلماته ليتطلع إلي الخلف ليرى سمر التي غيرت لون شعرها للأصفر وترتدي عدسات باللون الأخضر وفستان سهرة يكاد يكون جلد ثاني لها من شدة ضيقه
يأخذ عصام نفس طويل ثم يزفر ببطء ويعاود النظر أمامه دون تعليق
         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سلمي
عقب إنتهاء حديث سلمي مع يوسف تخرج وهي تدعي أنها تشعر بالراحة لتجد شادى ينتظرها بالخارج ليقابلها بإبتسامة
شادى ( إبن عم سلمى يحبها منذ الطفولة  ولكنه لم يصارحها وعندما قرر مصارحتها كانت قد تمت خطبتها ليوسف، منذ أسبوع تحدثت معه زوجة عمه عن الأمر ليعاود له الأمل من الجديد وجاء معها اليوم لإنهاء تلك العلاقة نهائيا..... شاب متوسط القامة يمتلك عيون سوداء ثري يدير شركة الدعاية والإعلان الخاصة بوالده) 
يسألها شادى علي ننتيجة تلك المقابلة لتخبره أن الأمر مر بسلام فقد كان متفهم للأمر مما جنبها معاناة الإحراج التي كانت تخشاها كما كانت تخشي ردة فعله
لتشعر بالراحة الآن لتخلصها من تلك العلاقة بتلك السهولة
لم تتخيل أن تلك السهولة التي تتحدث عنها كانت السبب في دمار ذلك الإنسان فقد أعماها غرضها من تلك المقابلة عن تلك الإمتعاضة التي ظهرت علي وجه يوسف وذلك الدمار التي تسببت له به
إستقلت السيارة بجوار شادى فقد دعاها للإحتفال بتلك المناسبة
ينطلق شادى بالسيارة ليقوم بتشغيل الأغاني الرومانسية لتمر من جوارهم سيارة الإسعاف التي تحمل بداخلها يوسف وبجواره أخيه مروان يبكى ألما علي حالة أخيه تلك كما أنه في حيرة لا يعلم كيف يخبر والدته بما حدث لأخيه
تتطلع سلمي إلي تلك السيارة التي تمر بجوارها بلامبالاة لتزعجها تلك السارينة التي تصدرها السيارة تلك
مجرد صوت تلك السرينة تسبب لكى الإزعاج فما بالك في أنك المتسببة في حالته تلك
تتخطاهم سيارة الإسعاف لتتأفف عقبها سلمى لتفتح نافذة السيارة تستنشق الهواء لتمر نسمات الهواء تتخلل خصلات شعرها المتطاير لتستقبله بسعادة مندمجة مع تلك الأغاني ومع حياتها الجديدة مع ذلك الشخص الذي سيحقق لها جميع أحلامها كما قالت لها والدتها
                ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في حفل الزفاف
كان حفل الزفاف رائع بالرغم من وجود عيون حاسدة،وأخرى حاقدة وعيون تتمني التفرقة ولكن بالرغم من كل ذلك لم يشعر بهم حسن فهو لم يري في كل ذلك سوى معشوقته التي لم يفارق يدها طيله الحفل
تعلن الموسيقي عن بدء تلك الزفة ليتوجه العروسان إلي عشهم السعيد
تودع حور والدها عند باب القاعة وظلت تتطلع إلي أخيها مصطفي تود أن ترتمي بحضنه تستمتع به مرة واحدة في حياتها ولكنه لم ينتبه إلي نظراتها المستعطفة باله منشغل بأمور أخرى فهو يسير في تلك الحياة هائم علي وجهه دون هدف سوى هدف واحد هو الإنتقام من حور ولا يعلم لماذا ليكن إنتقامه ذلك مثل ميراث قد توارثه من والدته أو وصية وجب عليه تنفيذها
تشعر حور باليأس أن يشعر بها أخيها مصطفي لتسير في إتجاه السيارة تأبي لتلك الدموع أن تتحرر من مقلتيها لتتجول بنظراتها لترى صديقاتها يقومون بتوديعها وحسن بجوارها يحتضنها بحب وود يدعوها للدخول إلي السيارة للبدء حياتهم الجديدة
تدلف حور إلي السيارة وهي تشعر بالإطمئنان لوجود حسن بجاورها لتلوح للجميع لبدء حياتها الجديدة
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي
بمجرد وصول يوسف إلي المستشفي يتلقاه الفريق الطبي إلي الطوارئ ومنها إلي العناية المركزة لإرتفاع بضغط الدم أدى إلي نزيف داخلي مما تسبب أيضا في فتح الجرح الخاص بالعملية الجراحية مرة أخرى
يقف مروان أمام غرفة العناية يشعر بالعجز لا يعلم كيف له أن يتصرف في ذلك الأمر لا يستطيع الإتصال علي والدته فلا يعلم ماذا سيكون ردة فعلها لينتهي به الأمر للإتصال علي سلمى ليجد هاتفها مغلق ليشعر باليأس ولكنه يتذكر أنه يمتلك رقم والدتها ليقوم بالإتصال علي والدتها ليأتيه صوتها الناعس ليعتزر عن قلقها ويسألها عن سلمي فتخبره بتلقائية أنها مع شادى إبن عمها وخطيبها
ظن مروان أنها مازالت تحت تأثير النوم ليعاود السؤال مرة أخرى لتعيد هي نفس الإجابة
خطيبها... كيف ذلك وماذا عن يوسف
تأتيه الإجابة الصادمة منها لتقول بتأكيد
- إيه اللي يخللي بنتي تربط مصيرها بمصير واحد مش بيخلف وتفضل محرومة طول عمرها
يتأكد الآن مروان من سبب الحالة التي وصل لها أخيه ليدعوا عليها ويغلق الهاتف ليشعر بقدماه قد تحولت إلي هلام فهي لم تستطيع حمله ليجلس أرضا يدعو لأخيه بالنجاة من تلك الأزمة فهو يعلم جيدا بأن الله لن يفوتها لهم بكسرة قلبه هكذا
                 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حسن
يقوم حسن بتوديع والدته وأخته إيناس عند الطابق الخاص بوالدته ليصعد عقبها الدرج بصحبة حور ليشعر بإرتباكها مع إقتراب الشقة ولكنه لن يسمح لذلك الخوف أن يلمسها في يوم من الأيام
يفتح باب الشقة ليدعوها للدخول وبمجرد دخولها ترى تلك الورود المتناثرة بشكل جميل وتلك الرائحة الذكية التي تفوح بها الشقة لتغزو رئتيها لتنعشهما وتشعر بالراحة
يأخذها حسن من يدها إلي غرفة النوم لتسمع ضربات قلبها من شدتها لقد حانت اللحظة تحاول أن تطمئن نفسها ولكنها لم تستطيع لتسير خلفه شارده وبمجرد دخولهم تتفاجأ به يخرج لها بجامة جميلة ثم يدعوها لتبديل ملابسها حتي ينتهي هو من تبديل ملابسه في الغرفة المجاورة حتي يتناولا الطعام
تتطلع له بدهشة لتشعر ببعض الطمأنينة لتبدأ في تبديل ملابسها عقب خروجه لترتدى تلك البيجامه الحريرية بلون السماء وتترك شعرها ينسدل خلفها بحرية
تخرج حور من الغرفة ليكتم حسن أنفاسه من شدة جمالها الفتان ذلك  ولكنه يلزم نفسه بالهدوء فقد عاهد نفسه أن يطمئنها في البداية
رحب بها حسن وهو يتطلع إليها بشوق ولكن مهلا يا حسن فأنت تكتب أولي سطور تلك العلاقة فكيف لك أن تسرع فعليك التمهل حتي تخرج بشكل جميل ومنسق
إحتضن كفها بحب ليشعر بتلك الإنتفاضة التي إنتابتها ولكنه لم يصدر أى تعليق عليها ليرفع كفها يقبله برقة عاشق ثم يدعوها لأخذ جولة في الشقة حتي تتفقد الأماكن علي مهل
يا الله ما تلك الكلمات التي يتفوه بها جولة وتتفقد في مثل ذلك اليوم الهام التي كانت تشعر برهبته
لم تشعل حور بالها كثيرا بالتفسير ووضع الأعزار أو الإتهامات بل ذهبت معه دون حديث لتتجول بعينها في الشقة بإنبهار من الأثاث المختار بدقة وتناسق ألوانها وأهم ما كان يميزها هي تلك الورود المتناثرة لقد وضعها خصيصا لها لتملأ القلب بالبهجة وتريح العين بألوانها وتنعش الرئة برائحتها الذكية
إنتهوا من تلك الجولة ليدعوها للجلوس بالشرفه قليلا ليغيب بعض الوقت ثم يعود بصينية يفوح منها رائحة الطعام الذكى يضعها أمامها ويجلس إلي جوارها ليبدأ إطعامها دون قبول أي رفض منها لفعل ذلك لتتناول منه الطعام في خجل ليتعمد أن تلمس أصابعه شفتيها ليشعر بملمسهم الناعم كم تمني تذوقهم علي مهل ولكن لا بأس فليتحلي بالصبر فهى مازالت طفلة
ينتهي حسن من إطعامها ليقوم بحمل الصينية وعودتها ثم يعود بعد قليل بطبق ملئ بالفاكهة الطازجة الشهية التي تسر ناظريها
يجلس إلي جوارها مرة أخرى ليبدأ في الحديث معها ليسألها كيف كانت حياتها السابقة تتطلع إليه في تردد لا تعلم كيف تجيب علي ذلك السؤال بل تريد الهروب من الإجابة كلية فما الذي في حياتها السابقة حتي ترويه ليلاحظ حسن تعبيرات وجهها التي تنم عن تفكير عميق ليمسك يدها مركزا في عينيها ليردد في ثقة
- حور.. أنا لما سألت عن حياتك كانت إزاى مش قصدى إستجواب أو حساب أنا زى ما قلت لك إننا لازم نملي سطور كراستنا بالماضي بس تفاصيل الماضي ده مش حسمح لحد يملاها غيرك والحاجة اللي مش عاوزة تقوليها متقوليهاش إتفقنا
تومئ له حور بالموافقة علي كلماته تلك التي تذيبها عشقا له بالرغم من بساطتها يتطلع إليها حسن متأهبا لسماع روايتها لتنظف حلقها ثم تردد
- أنا حياتي كلها عادية ماما ماتت وأنا عندى عشر سنين حزنت عليها جدا وده كانت أول صدمة في حياتي وتاني صدمة لما خلصت الشهادة الإعدادية ومصطفي رفض دخولى ثانوية عامة ودخلت ثانوى فني بس دلوقتي بحمد ربنا عشان ربنا عوضني بيك... صحابي قليلين أقربهم ليا فرح
يتطلع لها حسن بإهتمام ليشعر أن وراء تلك السطور ألم ومرارة تحاول أن تخفيه ولكنه لم يريد الضغط عليها كل ما يهمه أنها بجواره تتنفس نفس الهواء الذي يتنفسه
تتطلع له حور بإنتظار ان يبدأ هو الآخر روايته ليستريح بظهره علي الكرسي ليغمض عيناه قليلا يسترجع تلك الذكريات المؤلمة التي مر بها لكن الله عوضه بالنهاية بحوره كما يطلق هو عليها
نظف حلقه ليردد وهو يتطلع إلي الفراغ
- بصي أنا حياتي متقسمة ثلاث مراحل أول مرحلة اللي هى الشباب والحب وآخرها كانت الصدمة وثاني مرحلة إنى أفوق من الصدمة وأقوم وأبني نفسي وتالت مرحلة اللي ببتديها معاكي دى
تتطلع له حور بدهشة علي تلك الألغاز الذي يتحدث بها وذلك العمق الذي إن دل يدل علي تجربة تحولت إلي تلك الكلمات  ليبتسم هو علي تعبيرات وجهها تلك ثم يميل نحوها ليعدها أن يشرح لها كل شئ باكر وليس الآن
ينهض حسن ليمد يده إلي حور ليدلفا إلي الغرفة والحيرة تكاد تفتك بها فلقد إقترب ما تخشاه فلقد إفتقدت والدتها التي كانت ستتولي مهمة إرشادها في ذلك اليوم تدخل إلي الغرفة شاحبة الوجه لا تعلم ما عليها فعله الآن في حين يتحرك حسن بتلقائية ليدعوها للإستلقاء بجواره علي الفراش لتتمدد هي وجميع جسدها متخشب من شدة خوفها وأنفاسها غير منتظمة
ليضمها حسن إليه دافنا وجهه في عنقها يتنفسها ليقول بصوت أجش من فرط المشاعر التي يشعر بها
- متخافيش يا حورى،أنا كل اللي عاوزه إني أحسك في حضني
تصمت حور قليلا تحاول إستيعاب ما تفوه به للتو لتبتعد عنه قليلا تتطلع إليه قائلة بتلقائية
- يعني إحنا كده هنام طب ليه أنا كنت خايفة بقي الموضوع طلع سهل أهو
يضحك علي كلماتها تلك حسن حتي تدمع عيناه لا يعلم كيف له أن يجيب عليها وبنفس الوقت كلماتها الطلقائية وطفولتها لم يتمالك نفسه أمامها
عقب حالته تلك تجلس حور لتمد شفتيها بغضب طفولي وشعرها الأصفر مغطي معظم وجهها لتبدو كالحوريات في هيأتها تلك ليجلس بجوارها حسن يمد يده ليعيد خصلات شعرها الحريرى تلك خلف أذنيها ليقترب منها يقبل وجنتها برقة ودون شعور منه يلتهم شفتيها بقبلة جائعة لتكن أول قبلة لهم ليشعر بملمس شفتيها الناعمة ويتذوق عسلها فلم يستطيع الإبتعاد حتي شعر بحاجتها إلي الهواء فحرر شفتيها ببطء من بين شفتيه ليستند بجبينه علي حبينها يتنفس أنفاسها اللاهثة يتمني أن يقضي تلك الليله بتذوق عسل شفتيها ولكنه يخشي من خوفها ليتفاجأ بها تندس بين أحضانه ليحتار أهي دعوة منها لإتمام تلك الزيجة أم أن تدارى خجلها بين أحضانه ليؤيد الأخيرة فهو يعلم جيدا أنها جاهلة تمام الجهل بتلك الأمور ليردد إعتزارا من بين شفتيه إن كان تسبب لها في بعض الأذى لترد هي عليه مندفعة بتلقائية وبراءة قائلة
- أبدا أنا مش مضايقة من اللي حصل بالعكس أنا حاسة جنبك بالأمان وحاسة إن حضنك ده الأمان كله
كانت تلك الكلمات بمثابة عالم آخر إنتقل إليه ليبحر في عالمها البرئ متطلعا إليها لا يستطيع إتخاذ القرار المناسب الآن يخشي القرب وبنفس الوقت لا يستطيع البعد ليشعر بالحيرة تعتصره بين قبضتها لتتطلع إليه حور بدهشة علي نظراته تلك وشروده لتسأله عن سبب ذلك الشرود ليقول لها بحيرة
- خايف أقرب منك أأذيكي وفي نفس الوقت خايف أبعد عنك
تضع حور تلقائيا يديها حول وجهه لتتطلع إلي عينيه تقول برقة
- متبعدشي
لم تنتهي من حديثها حتي إبتلع حسن باقي كلماتها بقبلة جائعة لتستجيب له حور بكل ذرة في جسدها
( طبعا إحنا نقفل الباب ونسيبهم) 
           ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي
قد رحل مروان فقد اخبره الطبيب أن وجوده لا فائدة منه ليفكر في حجة يقولها لوالدته حتي لا تقلق عليه
في تلك الغرفة المظلمة الساكنه إلا من أصوات الأجهزة يركد يوسف بجسده الموصل بالأجهزة وبعض المحاليل وتجلس إلي جواره تلك الممرضة تتطلع إليه بحيرة وألم وخاصة أنها تيقنت من الطبيب المعالج أن تلك الغيبوبة نفسية
تتطلع إلي الفراغ لتتساءل في دهشة عن ذلك السبب الذي أدى بشاب مثله في ريعان شبابه يتمتع بالوسامه ومحبوب هكذا فهاتفه لا يكف عن الرنين بأسماء مختلفة وأخيه حزين من أجله إذن له عائله تحبه فما السبب في ذلك؟ لتتأكد أن السبب ربما يكون أزمة عاطفية لتحكم أن الطرف الآخر هو الخاسر وهنا يقفز العقل يحزرها من التمادي في الحكم فهي لا تعلم عنه شئ ربما أنها جمعت فكرتها من الشكل فقط وإن ذلك خطأ ربما كان المظهر خداع
تتنهد سما لتغلق ذلك الحوار وتنهض فقد حان موعد العلاج الخاص به لتبدأ في إعداده والشروع في عملها
              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يعود شادى بعد لقائه بسلمى إلي المنزل يشعر بنشوة الإنتصار ففي النهاية حصل علي سلمى
يلقي التحية علي والدته التي تتطلع له بنظرات الدهشة الممتزجه بالضجر ليسألها شادى عن سبب تلك النظرات التي هو يعلم سببها جيدا ولكنه أراد أن يناقشها في الأمر ولكنها تظل علي موقفها دون رد ليعاود السؤال بإلحاح بعد أن جلس بجوارها
تتناول  جهاز التحكم الخاص بالتلفاز لتغلقة وتستدير في جلستها لتواجه شادى لتقول بإستنكار
- يعني أنت شايف اللي أنت عملته ده صح وجوازك من سلمى اللي إتخلت عن خطيبها ده صح
يشحب وجه شادى ويرتبك قليلا ليقول بتردد
- ماما إنتي عارفة اني بحب سلمي من وإحنا صغيرين ودى بنت عمي وحقي ولو سمحتي نقفل بقي الموضوع ده
يقول كلماته تلك وهو يغادر إلي غرفته ويصفد بابها فهو لا يريد تذكر تلك الحقيقة التي يعلمها جيدا وهي أنها قامت بالتخللي عن خطيبها ليبرر ذلك أنها نصيبه وحقه
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حسن
يتمدد حسن علي الفراش وحور تتوسط صدره ليحيطها بذراعية ليقوم بطبع قبلة علي شعرها ليقوم بندائها لترد بصوت خافت عليه ليسألها إن كان سبب لها أذي أو تشعر بأي ألم
تنفي حور سريعا وجود أي شئ لتقوم بالتشديد من إحتضانها إليه وهي تتذكر حنانه المتدفق ورقته في التعامل معها لتشعر بالرضا لتحمد الله أنه عوضها بحسن لتبتسم برضا أن الحياة أصبحت وردية فما تقابله من صعاب بعد الآن سيهون بجوار حسن
ينهض حسن ليعدل من وضعها علي الوسادة ويغادر ليعود بعد قليل بطبق ملئ بالفاكهة وكوب من الحليب ليسندها إليه ويطعمها وسط سعادتها وضحكاتها التي تملأ المكان لتصفه أنه مثل أبيها ليخبرها أنه أبيها وأخيها وعشيقها وصديقها وزوجها
ينتهيا من تناول الفاكهة ليأخذها بين أحضانه ويتمدد بها علي الفراش ليغطا في نوم عميق وكلاهما متشبس بالآخر وكأنه طوق نجا له من ذلك العالم
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصباح
تستيقظ زينب بالصباح الباكر لتعد الطعام لإبنها حسن حسب رغبته
تأتي إيناس ولكن بمفردها دون إصطحاب أطفالها لتتطلع بحقد نحو شرفة حور لتتساءل عن الأحوال لتخبرها زينب أنها تعد لهم طعام الغداء و في إنتظار إستيقاظ العروسان
تشهق إيناس عقب سماعها لكلمات والدتها تلك إعداد الطعام ذلك واجب علي أهل العروسة لتقول بإستنكار
- بصراحة مش عارفة البت ى عامله إيه لأخويا دا هو اللي شايل الليلة كلها حتي الأكل كمان خلاص سحرتله
تشرد زينب قليلا في كلمات إبنتها نعم بالفعل فإن الأمر بالنسبة إليهم غريب كل ما كان يهم زينب هو أنه يتزوج لتصبر حتي ينتهي ذلك الأسبوع ثم تمارس حقها في إدارة المنزل
تدعو زينب إبنتها للصبر فكل شئ بأوان حتي لا يغضب حسن منهم فمازال أمامهم الكثير من زيجة عصام وإتمام تعليم محمد وزواجه وهو مصدر الدخل الوحيد لهم
تتطلع لها اس بضجر فدائما ما تنساها والدتها ولكن لا بأس فهي تعلم جيدا كيف تحصل علي المال من حسن لتتساءل هل سيستمر الأمر كما كان أم ستتغير الأمور عقب زواجه
            
               «يتبع»

أسوار العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن