البارت الرابع والخمسون

577 13 2
                                    

البارت الرابع والخمسون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عند تفوهها بتلك الكلمة تلتف لها الأنظار وتتسع العيون علي ما تفوهت به لكن زينب تسألها بهدوء عكس ما يدور بداخلها من ثورة لتطلب منها أن تعيد كلماتها لتصرخ إيناس يغذي غضبها رؤيتها لأطفال حور بتلك الحالة من الجمال والأناقة وقد حرمت هي من أطفالها بل حرمت أيضا من حركتها للأبد لتصبح طريحة للفراش لا يتحرك منها سوى لسانها الذي يترجم أفكارها المسمومة.... لتردد من بين شهقاتها لتعميها تلك الغيرة
- حور هي اللي رمتني من البلكونة وكانت عاوزة تموتني
وهنا تشتعل نيران الغضب في عين محمد ولكنه قبل أن يتفوه بكلمة ينفث بها عن غضبه يري والدته قد سبقته وهي تردد بهدوء
- كفاية بقي يا بنت بطني لسة متعظتيش.... هي حور اللي سرقت مفتاح شقة عصام وقالتلك عدى من علي السور زي الحرامية عشان تسرقي دهبها..... الإفترا وحش ربنا عاقبك أكتر من مرة بس إنتي زى ما أنتي جواكي سواد
يصمت محمد عقب كلمات والدته تلك ليشعر بطعم المرار التي تتجرعه هي خلف تلك الكلمات لينتبه علي حمزة اللي يصر علي مغادرة المكان خوفا من تلك الراقدة
تقترب منه زينب تحاول إحتضانه ولكنه لا يسمح لها حتي بلمسه ليصرخ طالبا من عمه أن يعود لوالدته وليوسف
يصيح زين علي صياح أخيه هاتفا بإسم والدته
لا يملك محمد سوى أن يعود بهم ليحاول أن يهون علي والدته بوعده لها أن يأتي بهم في وقت لاحق
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند يوسف
عقب تفوه حور بتلك الكلمات تجلس بين نارين تأنيب ضميرها عقب كلماتها تلك التي قسمت قلبه من جهه ومن جهة أخرى حول قلقها علي أطفالها
تفيق من قلقها علي طرقات علي باب المنزل يعقبها فتحه ثم غلقه وثواني تجد أطفالها يحتضونها بحب تحتضنهم حور وتقبلهم لتستمع إلي صوت يوسف من الخارج يدعوها لإعداد الطعام
تشعر حور بجمود في نبرات صوته فكانت حادة للغاية وجادة في نفس الوقت
تخرج حور وهي تشعر بالخوف للمرة الأولي من يوم أن دلفت للحياة معه... تخرج من تلك الغرفة لتتطلع حولها بخوف فلا تجده لتأخذ نفس عميق ثم تسير بثقة إلي المطبخ لإعداد الطعام
يتناول الجميع الطعام لتختلس حور النظر من وقت لآخر إليه لتجده يتجاهل وجودها تماما لتشعر بالحزن لتسأل نفسها لماذا ذلك الشعور بالحزن من أجله تحاول أن تلغي ذلك الشعور فلا تستطيع لتتساءل لماذا فلا تجد. سوى إجابة واحدة ولكنها تنكر تلك الإجابة
يخلد الأطفال إلي النوم عقب الإنتهاء من العشاء لتعد حور نفسها للخلود للنوم هي الأخرى لتقف أمام غرفة أطفالها عقب سماعها صوت يوسف يهتف بإسمها لتقف مكانها لحظة لتلتفت إليه لتجد ملامحه جامدة أكثر من اللازم لتتأكد الآن أنه لن يفوتها لها
يسألها يوسف عن وجهتها لتخبره أنها ذاهبة للنوم وهنا تجدها مسحوبة من يدها إلي غرفة النوم الخاصة به ليلقي بها بعنف علي ذلك الفراش ليخبرها بنفس الجمود أن ذلك هو مكانها ليقوم عقبها بفتح الخزانة ليأتي بمنامة لها باللون الأسود يصل طولها إلي ما بعد الركبة ليلقي بها في وجهها ليطلب منها أن ترتديها فملابسها تلك لا تلائم المكان.... كانت كلماته حادة يكسوها بعض من التهكم حتي إنه لا يرضخ لدموعها تلك ليعطيها مهلة خمس دقائق لتنفيذ أوامره
تشعر حور أنها أمام شخص آخر غير ذلك التي كانت تعيش معه الفترة الماضية لكنها تشعر أن تلك الشخصية بعيدة كل البعد عن شخصية عصام لتتجمد دموعها وتقنع نفسها بأن تلك هي حقوقه وكعادتها في التعامل مع تلك المواقف تتحول إلي آله لتبدل ملابسها إلي تلك المنامة التي تنساب علي جسدها لترسم تفاصيله بحرفية لتترك لشعرها العنان ليبدو كشعاع الشمس المنتشر حولها
تقوم حور بفتح الباب ثم تعاود الجلوس علي طرف الفراش في إنتظار تنفيذ ذلك الحكم الخاص بها ومرحبه به فقد إعتادت علي الآلام فأصبح طعمها مألوف لديها
عقب فتحها للباب يدلف يوسف ليبتلع ريقه بصعوبه فكيف له أن يقاوم ما تقدمه له من إغراءات ولكنه لابد من أن يقاوم حتي تتعلم الدرس كاملا
يبدل ملابسه إلي ملابس أخرى مريحة لتتفاجأ به يغلق الإضاءة ويتمدد علي الفراش ليدعوها أن تتمدد بجواره ليقول وهو مغمض العينين مقاوم رغبته ليعطيها ظهره وهو يقول بصوت يحاول أن يصبغه بصبغة النوم
- نامي يا حور أنا مبخدشي حاجة غصب عن حد.... الحاجة دى بالذات لازم تكون برضاكى... بس حبيت أعرفك إن مش محتاج آخد الولاد كوبرى لحاجة.... بس من هنا ورايح مفيش نوم غير هنا
تتمدد حور بجواره وهي تشعر بالراحة قليلا بينما ذلك الشعور في قلبها يذداد ليذيد من خفقانه
قليلا وتنتظم أنفاسها ليعلم أنها قد خلدت للنوم ليستدير إليها يتطلع لها في عشق ليعيد تلك الخصلة المتمردة خلف أذنها... كم ود الآن إلتهامها ولكن الصبر يا رجل فمازال أمامنا بعض الوقت لذلك... يظل علي حالته تلك حتي غاص في النوم هو الآخر
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
تمر الأيام لتأخذ معها تلك الأسابيع ليتغير الكثير معهم
- يحاول يوسف التقرب من حور حتي إنه في بعض الليالي ينتظر حتي تغفو ليأخذها بين أحضانه ليستمتع بدفء جسدها أحيانا تشعر به حور ولكنها تمثل أنها غافية لتندس بين أحضانه بحب لتشعر بالأمان بين أحضانه ولكن علاقتهم ما تزال كما هى دون أن يعترف أحدهم بعشقه للآخر
- ذاد إرتباط الأطفال بيوسف بشكل ملحوظ ليلقبوه بوالدهم مما ضاعف السعادة في نفسه
- قام محمد بخطبة فرح وقد تم الإتفاق علي الزفاف بعد أربعة أشهر
- سما أبلغت أحمد كما وعدت إبنة عمها ليثور أحمد ليرفض الأمر كلية خاصة بعد علمه هوية العريس ذلك
- تابعت سلمى بحثها عن يوسف حتي تفضحه أمام زوجته
- توطدت العلاقة بين كل من حور وندى وسما ليكونوا ثلاثي جميل لتسعد حور بتلك الصحبة
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند يوسف
تعد حور الأطفال للذهاب إلي الحضانة بعد تناولهم طعام الإفطار ليصطحبهم يوسف معه كعادته ثم يودع حور بإبتسامة ليدعو الله كعادته اليومية أن يودعها بقبله لتهديه الدعاء كما تمني
تعد حور حالها للنزول هي الأخرى لتلتقط حقيبتها وترتشف من كوب الشاى ثم تغادر حتي لا تتأخر عن تلك الحافلة التي تستقلها للعمل
تقف حور في إنتظار الحافلة وإذ بفتاة تقف بجوارها تلقي عليها التحية لتهتف بإسمها بتهكم ونظراتها تتفحصها بسخرية لتتطلع لها حور بدهشة علي نظراتها تلك وعلي معرفتها تلك بها لتسألها بدهشة عن الأمر
تتطلع لها سلمى قليلا ثم تخبرها أنها هي الخطيبة السابقة ليوسف وأنها هي التي تركته
تتطلع لها حور بدهشة علي كلماتها تلك لتربع يدها أمام صدرها لتستدير لها ثم تسألها عن علاقتها بذلك الأمر تجيبها سلمى بثقة أنها تركته لأنه لا ينجب ويستحيل أن ينجب فرفضت تلك الزيجة التي تحرمها من إحساس الأمومة
في تلك اللحظات شعرت حور بمدى تلك المأساة التي عاش بها يوسف لتتطلع إلي سلمى بتهكم لتقول لها
- علي فكرة إنتي اللي خسرانة وفي خسارتك دى كان مكسب ليا إنه نور حياتي
ثم تتركها لتصعد الحافلة الخاصة بعملها فقد وصلت للتو لتجلس علي إحدى المقاعد وتتطلع إلي سلمى التي مازالت تقف مكانها وقد مزقها ذلك الرد لينهي علي ذلك الأمل الأخير لعودتها ليوسف
تود حور أن تهبط إليها مرة أخرى لتمزقها بأسنانها علي كلماتها تلك ولكن الحافلة كانت تحركت بالفعل لتعود تلوم نفسها علي تلك المشاعر المتحركة بداخلها لتفتش بداخلها عن تلك الذكريات المؤلمة حتي تكره ذلك الشعور ولكنها لا تجد ذلك التأثير المعتاد لها بل تحل محلها تلك الذكريات الخاصة بيوسف وتعامله مع أطفالها ودعاباتهم التي تطول بالساعات لتدرك أنها أصبحت علي حافة الهوية
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
عند أحمد
يتلقي أحمد مكالمة هاتفية من ذلك الشخص الذي يريد الإراتباط بأخته ليشعر بتلك الدماء تغلي في رأسه كيف لها ترك إبن عمها للإرتباط بشخص ليس له مستقبل فقط شدها إليه وسامته وبعض من الكلمات المغطاه ببعض العسل
يذهب أحمد منفعلا لأخته حتي يقوم بنصحها لتركض خلفه سما تخشي عليها
يدلف أحمد من باب المنزل ليطلب من سما أن تتركه وأخته التي سحبها خلفه لغرفتها ليصفد الباب خلفه لتفزع إثره داليا لتقف تترجاه وتتوسل إليه
بينما تجلس سما بالخارج يكاد القلق يقتهلها علي إبنة عمها تمر الدقائق مثل السنوات لتسمع صوت زوجها يوبخ داليا لتتوجه إليه حتي تهدئ من الموقف قليلا لتسمعه يقول
- بس دى وصية عمك
لترد عليه دتليا بإستنكار
-هو عشان تنفذ وصية عمك تروح تتجوز واحدة زى دى نص ست أنت مش متخيل كان قلبي بيطقطع عليك إزاى وإحنا بندور علي باروكة لها إنت دفنت نفسك بالحيا
وقبل أن يرد عليها أحمد يسمع إرتطام جسد ما علي الأرض ثم صرخات تدوى

             « يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now