البارت الثانى والأربعون

538 17 3
                                    

البارت الثانى والأربعون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عند شادى
يعود شادى من عمله مشتاق لرؤية إبنه فلقد بدأ جدوله مرة أخرى للعدل ما بين سلمى ولليان وذلك أكثر ما يؤرقه وهو بعده عن لليان وفهد وليده
ما إن يدلف من باب الشقة حتي يستمع إلي صوت بكائه وكأنه يروى ظمأ إشتياقه ليهرول نحوه ويحمله بين يديه ذلك الكائن الصغير الذي يأخذه إلي عالم آخر من البراءة
يفتح فاه بعد قليل من تلك المقبلة عليه وكأنها حورية برائحة عطرها الأخاذ الذي تغلغل إلي رئتيه فأحيا بها آلاف المشاعر المؤجّلة ليعلم أن اليوم سيكسر جميع تلك. القيود المكبلة منذ ما يقرب من أربعين يوما
ترتدى تلك المنامة باللون الأخضر الحريرى تاركة لخصلات شعرها الحريري المنساب خلفها أن تكمل تلك اللوحة البديعة
يترك إبنه جانبا الآن منجذبا لا إراديه لتلك المقبله عليه في دلال تدعوه إلي تناول الطعام لتتفاجأ به يحملها فهناك طعام ألذ يريد تناوله الآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند إيناس
ترتمي إيناس علي أقرب مقعد عقب سماعها تلك الإجابة
لقد تزوج غيرها بتلك السرعة لقد شغل مكانتها بأخرى وأطفالها لابد لها أن تأخذهم وتذله ببعدهم عنه لتخبرها أنا أم أطفاله ليتناول طليقها الهاتف يسألها عن رغبتها لتهنؤه بتلك الزيجة وتطلب منه أن تأخذ أطفالها
يطلق طليقها ضحكته الرنانة عقب كلماتها تلك.... عن أى أطفال تتحدثين فلقد نسوكي يا عزيزتي ولا يريدون حتي منكي اللقاء
تثور إيناس عقب تلك الكلمات وتتهمه بالكذب ولكنه لا يبالي لكلماتها ليغلق الهاتف متذكرا عقبها كم من مرة أذلته وقارنت بينه وبين أخيها ليري في عينها الطمع دائما كما كانت تدعي دائما أن والدته تعاملها بسوء حتي تحصل علي أكبر قدر من الأموال من والدتها وأخيها بل الواقع أنها كانت دائما سليطة اللسان سيئة المعاشرة ليلتمس بها غيرتها الشديدة من زوجة أخيها بالإضافة إلي إهمالها في أطفالها ومنزلها حتي سئم ليحمد الله الآن علي ذلك العوض بتلك الفتاة
في الجانب الآخر تجلس إيناس يتآكلها الغضب فلقد أغلقت جميع الطرق أمامها لتفكر في حل واحد وهي أن تتخلص من أطفال حور وتصير تلك الثروة ملكها.... ولكن أين هي حور يجب البحث عنها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم عقد القران
تبدى فرح تماسكها منذ بداية اليوم لتدعو الله ألا تخونها دموعها ففي الأيام السابقة كانت تشارك دنيا في تحضيراتها وينتهي اليوم بها بالبوح بآلامها إلي تلك الوسادة التي تبتل يوميا بدموعها
اليوم تشاطرها حور آلامها لتدعو الله هي الأخرى أن يخرج ذلك الحب سريعا من قلب صديقتها
حانت اللحظة الذي ينتظرها البعض لتكون سببا في ألم البعض الآخر،
يجلس زياد واضعا يده في يد وليد لعقد القران حتي إنتهوا ليتلقوا التهاني من الجميع بينما يلتف زياد ليأخذ دنيا بين أحضانه يدور بها متناسيا ذلك الجمع حولهم هامسا في أذنها ببعض الكلمات لتشدد هي من إحتضانه وسط تصفيق الجميع
في تلك اللحظة تتطلع لهم فرح لتشعر أن الهواء قد نفذ من حولها لا تستطيع التنفس لتخونها دموعها التي تنهمر فلقد ضاع منها آخر أمل لحبها الذي لم يخرج للنور
تضغط حور علي يدها بينما تأتي والدتها تحتضنها ليفسر الجميع أن تلك الدموع هي دموع الفرح من أجل أختها لم يخطر ببال أحد أن سبب دموعها هي فقد الرجل الوحيد الذي عشقته ولم يشعر بها
تحاول أن تستعيد قوتها وتنسجم وسط ذلك الإحتفال وتساعدها في ذلك صديقتها حور
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سلمى
تجلس سلمى في الشرفة تشعر بالبرودة تجتاحها ليست برودة الطقس ولكنها برودة داخلية يزيدها ما أفصح عنه شادى بالأمس لليان حامل للمرة الثانية.... تشعر بتغيره معها... تشعر بأن تلك السعادة التي كانت تحلم بها ما كانت إلا سعادة مزيفة لم تحصل عليها
تشرد ببالها إلي تلك الأيام التي كانت تجمعها مع يوسف بالفعل كانت تلك الأيام هي التي شعرت فيها بتلك السعادة
أى عقاب تناله الآن لن تستطيع أن تصبح أم بل أصبحت زوجة مهمشة..... أكثر ما يؤلمها أنها إكتشفت الحقيقة بعد أن ضاع منها كل شئ..... لا تستطيع إستعادة يوسف أو شادى
يقطع أفكارها عودة شادى الذي يلقي عليها التحية ليندهش من حالتها تلك التي عليها ليسألها عن السبب لتطلب منه بإندفاع أن يكتب تلك الشقة لها لتستكمل بإندفاعها وصفه أنه رجل ليس له أمان فلقد تخللي عنها وتزوج بأخرى من أجل الإنجاب دون إنتظار للتدخل الطبي
يا الله كيف تعاتبه علي نفس الشئ الذي فعلته هي بالماضي ليقف قبالتها بعيون حمراء تكاد تخرج منها شرارات الغضب ليقول بإنفعال
- إنتي إزاي بتكلميني كده... إنتي بتلوميني علي نفس الحاجة اللي إنتي عملتيها والا ناسية لما سيبتي يوسف عشان نفس السبب... وكنتي معايا عشان بس الفلوس مش أكتر... بس للأسف لما قربت منك إكتشفت إنك مجرد ديكور من برا حلو لشقة من جوا فاضية
يصمت قليلا يلتقط أنفاسه ثم يردد بهدوء
- الشقة دى ملك لأولادى عمرى ما هكتبلك حاجة يا سلمي
يقول كلماته تلك ويتركها في ذهولها ويغادر
تعاود سلمى الجلوس ودموعها تأبي التوقف فلقد واجهها للمرة الأولي بما حدث بالماضي.... نعم هو محق كيف لها لومه الآن علي ما فعلته بالماضي
تشعر سلمى بضآلة حجمها أمام العالم لتتخذ قرارها التي لن تعود به
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامعة
تنتهي فرح من محاضرات اليوم لترى هاتفها يضئ برقم زياد لتتجاهله لأكثر من مرة أثناء المحاضرات فهي تريد أن تنسي ذلك الحب أن تخرج من تلك الشرنقة التي حبست بها ليرفض قلبها الخروج منها
وبعد أن تنتهي من محاضراتها تجده ينتظرها أمام المدرج بإبتسامة تخفي خلفها كلمات كثيرة وحيره
تبادله فرح تلك الإبتسامة متلفته حولها باحثة عن شئ ما لتسأله بالنهاية عن دنيا ليخبرها أنه جاء اليوم بمفرده يريد أن يتحدث معها في أمر هام
تتردد فرح قليلا تريد الرفض ولكن فضولها يلح عليها لتقبل في النهاية لتتوقع أن هناك خلاف ما بينه وبين أختها
بعد قليل يصل الإثنان إلي تلك الكافيتريا الخاصة بالجامعة ليجلسا علي إحدى الطاولات ليكون الصمت ثالثهم لفترة ليأتي الملل والفضول يفضه لتسأل فرح عن الأمر
يشعر، زياد أنه في موقف لا يحسد عليه لا يعلم من أين يبدأ كلماته وكيف وما هو وقعها علي فرح لكنه يقرر في النهاية الحديث لينظف حلقه ويسأل فرح في ترددها عن سبب ذلك التغير الذي طرأ عليها مما يصيب فرح بالإرتباك لتتلعثم في حديثها أنها لم تتغير ولكنه لم يمهلها لإستكمال حديثها ليسألها مباشرة بإندفاع
- فرح إنتي كنتي حاسة حاجة من ناحيتي أنا....
لم تعطيه فرح الفرصة لإستئناف الحديث لتهب واقفة لتشعر أنه وضع كوب من الملح علي جرحها الغائر ليؤلمها بشدة تريد أن تصرخ من الألم ولكنها لن تبدى ضعفها فالأمر يعود لها بمفردها
تنهره فرح بشدة علي حديثه لتخبره أنها لم تفكر به سوى أخ فقط وزميل مهنة
تلتقط حقيبتها سريعا وتغادر غير عابئة بندائه عليها
في الواقع هي تهرب منه قبل أن تخونها دموعها لتركض سريعا متوجهة إلي حور متناسية تواجدها في العمل في ذلك التوقيت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند محمد
يدلف محمد إلي تلك البناية لتغلب علي ملامحه الحزن ليقوم بفتح تلك الإنارة ليتضح معالم ذلك المكتب الذي تتراكم عليه الأتربة
تحمل تلك الأتربة ذكريات منذ ما يقرب من الثلاثة أعوام
يقوم محمد بتنظيف إحدى المقاعد ثم يجلس عليها وبيده تلك الأوراق يتصفحها متذكرا ذلك اللقاء الأخير له مع حسن حيث فاجأه حسن بكتابة تلك الشقة بإسمه بالرغم من إعتراض محمد لكن حسن أصر علي موقفه لتكون تلك الشركة ملكه الآن ولم يعلم بذلك السر سواه حتي والدته وعصام لا يعلمان
يطلق تنهيده طويلة متذكرا تلك الأراء التي أطلقها حسن علي عائلته ليتذكر حديثه عن طمع إيناس وأن ذلك الطمع بالإضافة إلي غيرتها من حور سيؤدى إلي فساد حياتها
بالفعل لقد أفسد الطمع حياتها لتهيم الآن علي وجهها في الحياة رافضة ذلك الواقع الذي تعيش فيه حتي إنها تطمع في تلك النقود التي يحصل عليها من معاش والده لإستكمال تعليمه
يوميا تفتعل معه المشاكل حتي لا يحصل علي تلك النقود وتحصل هي علي المعاش كاملا بمفردها
يغلق محمد تلك الأوراق مقررا فتح ذلك المكتب الذي لم يري النور ولكن يجب عليه أولا فعل شئ هام
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
تعود حور من العمل كعادتها لتطرق باب السيدة عزيزة لتتفاجأ اليوم بوجود فرح تنتظرها وسط الأطفال
تشعر حور أن فرح بها شئ يؤلمها وتلاحظ عزيزة النظرات المتبادلة بينهم لتطلب من حور أن تأخذ صديقتها إلي شقتها حتي تقوم هي بتحضير الطعام
تطيعها حور لشعورها بحاجة صديقتها إليها وما إن دلفت من باب الشقة حتي إرتمت فرح بين أحضان صديقتها تبكى لتتركها حور حتي هدأت لتقص لها فرح ما حدث في الجامعة اليوم من زياد ولكنها عقب إنتهائها تشعر براحة غريبة نعم لقد بدأت الخروج من تلك الشرنقة وكأنها كانت بحاجة تلك الصدمة حتى تخرج منها
تتناول فرح الطعام مع أسرة حور كما تطلق عليها حور ليسعد قلبها بتلك العلاقة الوطيدة بين حور وتلك السيدة الحنون وزوجها
تخرج فرح عقب قضائها اليوم مع حور لتلتقي بمحمد يطرق باب الشقة الخاصة بحور لتلتقي الأعين في حوار لا يعلما مدته
«يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now