البارت السابع والثلاثون

487 18 3
                                    

البارت السابع والثلاثون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹

أبواب مغلقة حياة بلا هدف لحظات من اليأس ظروف عصيبة تواجه تلك الفتاة صاحبة العشرون من عمرها لتشعر أنها هرمت قبل ميعادها
تتقوقع علي نفسها في تلك الغرفة وبجوارها إبنها يعاني من نفس حالتها بالرغم من إلحاح هناء لخروجها وإندماجها معهم إلا أنها تظل في تلك الغرفة وكأنها تخشي أن تواجه الخارج فقد أصبحت روحها ممزقة بما يكفيها لتنزف ألما ووجعا
تتطلع إلي إنتفاخة بطنها لتشعر بالضجر من ذلك الطفل الذي بين أحشائها لمجرد تلك الفكرة أنه ينتمي لعصام
تدلف إليها دنيا تحاول الحديث معها لتدعوها أن تخرج من تلك الحالة التي هي عليها فيجب عليها المواجهة
تتطلع لها حور بيأس فقد فقدت طاقتها ونفذ رصيدها لتشعر أنها خاوية هشة ضعيفة
بالرغم من صغر، سن دنيا ولكنها تمتلك عقلا راجحا لتقترب من حور وتقول بتأكيد
- ممكن أكون أصغر منك... بس أنا بره الموضوع وممكن أشوفه بزاوية مختلفة شوية عنك
لازم تقفي يا حور علي رجلك تاني علشان خاطر ولادك... منكرشي إن اللي مريتي بيه صعب بس لو فضلتي واقفه علية هتقعي مش هتتحركي خطوة واحدة وولادك هيبقوا هما الضحية... إعتبري إن الموضوع تحدى لنفسك إنك تعديه...... ممكن تعتبريه كان درس وإتعلمتيه وممكن كمان تفتخرى إنك حققتي حاجات أكتر من اللي في سنك يعني إتجوزتي ومعاكي أولاد يعني كل الموضوع حققتي حاجة قبل حاجة..... حور لازم تخرجي من الحالة دى وتفكرى هنعملي إيه في اللي جاي
تستمع حور لتلك الكلمات لتدرك أن دنيا محقة بالفعل يجب عليها النهوض فلن تظل طيلة حياتها في تلك الغرفة فقد افاقتها كلمات دنيا فيجب عليها تخطيط أيامها القادمة وفي أثناء شرودها تستمع لتلك الطرقات المرحة علي باب الغرفة لتكون فرح هي صاحبة تلك الطرقات التي تدلف إلي الداخل لتخبر حور بأمر ذلك السكن الذي وفره لها زياد ولكن كانت مشكلتها كيف تخبرها أن تلك الشقة من الجمعية ولكن زياد شجعها علي إخبارها
تشعر حور بأن تلك طاقة من النور تدعوها للنهوض فيجب أن يشتد عودها وتقوى حتي تواجه حياتها القادمة لتعترف أنها أخطأت بزيجتها الأولي فقد كانت تريد الهروب ولكن خطأها الفادح كان بزيجتها الثانية فلم تعقل الأمر جيدا وتسرعت في الهروب لتواجه مصير حطم روحها
لكن هناك مشكلة أخرى أين الجهة التي تسمح لها بالعمل بها وهي بحالتها تلك إذن يجب عليها التفكير فيما هو قادم.... يكفي أنها بدأت الخروج من تلك الدائرة لترى بصيص من الأمل
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند مصطفي
منذ آخر لقاء له مع حور وهو يعاني من صراعات داخلية عشرون عام يكن لها الكره ويتفنن في إيذائها هي ووالدتها من أجل أخذ ثأر والدته ليكتشف في النهاية أن والدته هي المذنبة..... كيف له أن يصلح ما مضي فقد حطمها
يتذكر وهو يطردها بعد ضربها وركلها بقدمه وتوسلات والده أن يتركها وحالها وبكاء طفلها علي الدرج إثر رؤيته لحال والدته
يصمت قليلا ربما تلك الكلمات التي تفوهت بها حور ما هي إلا أكذوبة حتي تأخذ بثأرها منه.... وإن كانت أكذوبه فكيف أيدها والده... لا لن يظل هكذا صريع تلك الصراعات الداخلية حتي تفتك به ليهرب كل مرة لتلك السموم لا يجب أن يفيق الآن ويبحث عن تلك الحقيقة التي بالفعل يخشاها.
يتوجه إلي منزل والدته ليطرق الباب عدة طرقات دون مجيب ليتذكر أنه يمتلك مفتاح للشقة فيخرجه ويفتح به الشقة ليدلف إلي الداخل ثم يجلس علي إحدى المقاعد في إنتظار والدته
بعد لحظات يستمع إلي تلك الأصوات القادمة من غرفة النوم ليتتبع تلك الأصوات حتي يصل ليفتح الباب ليتفاجأ بهيام بين أحضان شاب صغير
يقف مصطفي قليلا أمامها لا يحمل وجهه أي تعبير سوى الجمود
ينهض ذلك الشاب يرتدى ملابسه سريعا في رعب وعيناه علي مصطفي من رده فعله ليتفاجأ بمصطفي يفسح له الطريق لكي يمر
ينتظر حتي يمر الشاب من جواره ليعيد التطلع إلي هيام المغطاه بذلك الفراش مرتعبة من ردة فعله ليتطلع إليها للحظات بجمود ثم يطلب منها بتهكم أن ترتدى ملابسها وتخرج إليه
يخرج مصطفي ثانية ليجلس علي تلك الأريكة فقد أدرك الآن حديث حور
بعد لحظات تخرج هيام عليه مطأطأة الرأس لتجلس أمامه في إنتظار ثورته علي ذلك المشهد الذى رآه منذ قليل ليعم الصمت علي المكان للحظات تمر وكأنها ساعات حتي شعرت هيام بأن المكان أصبح خاليا من الأوكسجين
يقف مصطفي فجأة لترتعب هيام ليسألها بصوت جهورى عن سبب إنفصالها في الماضى عن والده
تلتزم هيام الصمت بالتأكيد لم يسأل ذلك السؤال من فراغ لتكون الإجابة عليه أهم من ثورته علي ذلك المشهد الذي رآه منذ قليل
لتتلعثم في الإجابة تريد أن تكرر تلك القصة العقيمة ولكنه لم يسمح لها بالتفوه بحرف واحد ليثور عليها ليخرج ما يخبؤه خلف تلك الضلوع من غضب جام ليكتشف أن كل تلك السنوات الماضية كان يعيش في أكذوبة من صنع والدته لتكبر مع تلك الأكذوبة الضغائن والأحقاد ويطارده شبح الإنتقام الذي كاد أن يفتك بحياة حور
يواجهها بتلك الحقيقة المرة بأن أبيه تركها لسلوكها غير السوى لينهار علي إحدى المقاعد واضعا وجهه بين كفيه ليدرك أنه خسر أهم إثنين في حياته ولده وأخته لم يكتفي بذلك بل إنه قتل زوجة أبيه في الماضي بذلك العقار الذي وضعه لها إنتقاما منها والذي تسبب في تدهور حالتها الصحية فجأة ثم الموت
ما يملك الآن سوى أن يبصق علي والدته ويغادر لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله هل يستطيع أن يصلح تلك العلاقة بينه وبين والدته وأخته.... هل يستطيع أن يقلع عن تناول تلك السموم... الكثير والكثير يدور برأسه ليمر شريط حياته أمامه ليدرك كم كان قاسيا ومجرم في حق حور وآخر جريمة هى ضربها وطردها لتصبح فريسة للشارع
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تشرق الشمس ومعها أمل جديد لقلوب أرهقها الألم
تنهض حور اليوم بنشاط زائد تقبل طفلها وتخرج علي هناء التي تهللت أساريرها فور رؤية حالتها تلك
تلقي حور عليها تحية الصباح لتقرر اليوم أن تساعدها وأن تطهو الطعام بنفسها اليوم لهم
بعد محايلات وإصرار إستطاعت حور أن تقنعها ودلفت إلي المطبخ لتبدأ تنظيفه وإعداد الطعام
وبعد عدة ساعات إلتف الجميع حول المائدة تملأ قلوبهم الفرحة بتلك الحالة التي عليها حور اليوم ولكن يسعدهم مذاق ذلك الطعام الشهى أكثر ليحييها الجميع علي مذاقه الرائع لتنهض فجأة دنيا تخبرهم أنها وجدت عمل لحور يتناسب مع حالتها تلك
يوبخها وليد علي كلامها فلقد أخبرهم أنه سيتكفل بها حتي ولادتها ولكنها لم توافق لتسألها حور بلهفة عن ذلك العمل لتخبرها دنيا أن تقوم بإعداد وجبات والإعلان عنها عن طريق النت وستقوم هي وفرح بعمل الداعايا اللازمة لذلك
تنهض حور هي الأخرى متحمسة لتلك الفكرة جدا فهكذا تستطيع العمل من المنزل دون ترك أطفالها
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامعة
تنتهي فرح من محاضراتها اليوم لتقف في إنتظار زياد حتي تطرح عليه الفكرة التي إقترحتها دنيا لتسمع أحد الأشخاص يهتف بإسمها لتستدير ببطء لتتفاجأ من شخصية صاحب الصوت إذ به محمد يقف أمامها بملامح مرهقة حزينة وكأنه كبر سنوات كثيرة
في البداية تشعر بالغضب لرؤيته لكنها سرعان ما تتذكر حديث حور عنه كما تشفق عليه من مظهره الذي يبدو أنه ليس، علي ما يرام
تتطلع له فرح بإستفسار عن سبب إستدعائها ليعتذر عن موقفه ليبرر لها موقفه أنه فقط يريد رقم حور يريد الوصول إليها والإطمئنان عليها فلقد ذهب لها في منزل والدها ليعلم ما حدث لها
بعد طول تفكير تقوم فرح بمهاتفة حور التي لم ترفض أن يحصل محمد علي رقم هاتفها
تعطيه فرح الرقم ليأتي زياد الذي يتطلع لمحمد بدهشة ليسأل بعصبية عن هوية ذلك الذي يقف معها
لا تعلم فرح أتبتسم أم تدور حول نفسها لتفسر موقف زياد أنها غيرة لتشعر ببصيص من الأمل في تلك العلاقة التي لا تعلم لها مسمى
تهدأ ملامح زياد ليفسر ما حدث أنه إعتقد أنه فتي يقوم بمعاكستها
لم يهتم محمد بما قاله زياد أو نظرات الشفقة التي يتلقاها من الجميع ليغادر حاملا تلك الهموم علي كاهله لا يعلم متي حلها
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمضي الأيام علي الجميع ليهدأ الحزن علي البعض ويشتد عضد البعض الآخر ليقترب الموعد المحدد لإستلام حور لشقتها والبدء في مشرعها التي تم الإعلان عنها بالفعل
اليوم هو زفاف عبد الرحمن
منذ بداية اليوم يقف يوسف سندا له وكأنه ثاني له بل أكثر من أخ
زفاف يزينة تجميع تلك القلوب العاشقة التي رفضت التفرق ليجمعهم الله مرة أخرى
يصل العروسان إلي شقتهم ليدلفا وما إن أغلق باب الشقة حتي إعتصرها بين أحضانه وهي تندس بين أحضانه ليشعرا أن الزمان توقف بهم عند تلك اللحظة التي وثقت تاريخ حبهم
عشقك يجرى بدمى ليضخه القلب مغذيا به الجسد كاملا
قبلة جائعة كانت هي قبلتهم الأولي ليصعدا بها علي سحابات من الشوق تحلق بهم في آفاق العشق حتي يدخلا بعالم من صنعهم عالم خاص بهم ليتوقف فجأة عبد الرحمن عما يفعله ليقف برهة وكأن أصابته صاعقة

             « يتبع»

أسوار العشق Donde viven las historias. Descúbrelo ahora