البارت التاسع والثلاثون

496 14 1
                                    

البارت التاسع والثلاثون
أسوارالعشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تقف حور علي الدرج حائرة تلك الآلام تدب أسفل بطنها وإبنها النائم علي كتفها لا تستطيع الحراك لتتجرأ وتطرق الباب الذي أمامها عدة طرقات متتالية فالوقت متأخر ولابد من أن أصحاب تلك الشقة نائمون
بعد عدة طرقات تفتح عزيزة باب المنزل تلك السيدة الذى يرسم الزمن خطوطه علي تجاعيد وجهها لتشعر بالراحة عند النظر إليها
تتطلع لها عزيزة بدهشة تحاول إستجماع الصورة فآثار النوم علي وجهها حتي إتضحت الصورة لتشهق علي، منظر حور المتألم ولكن حور لم تنتظر دهشتها لتتوسل إليها أن تأخذ منها الطفل فهي في حالة ميلاد ولا تستطيع حمله إلي المستشفي
آخذ الطفل..... ميلاد....... مستشفي بمفردك لتسألها عزيزة عن أهلها لترد حور بإنكسار أن ليس لديها أحد سوى الله.
لقد دارت العديد من الأفكار في رأس عزيزة ولكن لا وقت لتلك الأفكار تقرر إنقاذ تلك الفتاة في البداية
تحمل الطفل سريعا منها لتطلب منها أن تنتظرها لحظات وتغيب دون إنتظار إجابة لتعود بعد لحظات بعد أن إرتدت عباءتها لتحتضن حور حتي المستشفي
دون أن تعرفها ولكنها تعي جيدا أنها فتاة في أزمة يجب عليها مساندتها
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند فرح
تجلس فرح في شرفتها تتصفح هاتفها لترى تلك الصور في الحفلة الأخيرة للجمعية حيث أنها إلتقطت عدة صور لزياد
آه كم إشتاقت إليه... تشعر بالحزن فلن تراه إلا قليلا في الفترة القادمة في الجمعية التي لا يغريه النشاط بها كثيرا فلديه العديد من الأنشطة الأخرى من العمل التطوعي تواجه فرح نفسها الآن بمفاجأة أن زياد يعلم عنها كل شئ وهي لا تعلم عنه سوى إسمه ورقم هاتفه فقط
تلاحظ فرح أنه نشط على وسائل التواصل الإجتماعي لترسل إليه برساله تطمئن عليه ليرد عليها في الحال وتكون تلك بداية حديث لم يستمر سوى الخمس دقائق ليغلق معها لتلاحظ عقبها أنه كتب منشور رومانسي
يا الله كم تمنيت الإعتراف... لتقرر إستشارة حور باكرا للتمهيد إلي ذلك الإعتراف
           ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي
تفيق حور لتجدها تركد علي فراش المستشفي وبجوارها طفلها وتلك السيدة تتطلع لها بإبتسامة حامدة الله علي سلامتها
ترد عليها حور بوهن لتشكرها أنها ظلت بجوارها لتتطلع إلي ذلك الطفل الذي يشبهها كثيرا فتقبله معتذره له عما بدر منها
تتطلع لها عزيزة عند تلك الكلمات ولكنها لا تعلق عليها
بعد قليل تلملم عزيزة الأغراض لمغادرة المستشفي وفي عقلها ألف سؤال لا يمكن الإجابة عليه إلا بعد تعافي حور
بالرغم من بعض الظنون التي تحوم حولها ولكن حور تبدو وكأنها قاست من الحياة كثيرا
تحمل عزيزة الطفل وتساعد حور لتستقل إحدي سيارات الأجرة لتعود إلي المنزل
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند زينب
منذ موت عصام وإيناس تفتعل المشاكل مع زوجها وحماتها حتي تظل في منزل والدتها فلن تجد مثل تلك راحة حتي إنها فكرت كثيرا في الإنفصال لتستمتع بتلك الحياة بالرغم من حزن زينب سيأتي يوما للحزن أن ينقشع وتخرج هي الأموال لتتمتع بها إيناس
تجلس إيناس تحتسي القهوة مع والدتها لتطلب منها أن تكتب نصف المنزل لها والنصف الآخر لمحمد
تضحك زينب بتهكم لتخبرها أن المنزل بأكمله ملك لحمزة إبن حسن وهي لا تملك منه إلا حقها الشرعي
كانت الصدمة كفيلة بأن يقع كوب القهوة من يدها وتلجم لسانها لتقرر أن يكون ذلك سرا بينهم حتي لاتعلم حور أو محمد ويطردوها من المنزل
تكتفي إيناس بالإمتلاك الظاهرى للمنزل وإمتلاك المال لتقرر تأجيل الحديث به لحين آخر فيكفيها تلك الصدمة
لو كانت حور أمامها الآن لقامت بتقطيعها إربا هي وإبنها الذي حرمها من ذلك المنزل ولكن لا بأس لن تسمح لها بدخول المنزل مرة أخرى
               ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
عادت حور للمنزل لتجد حمزة يبكى وينحب غيابها بالرغم من الكثير من المحايلات الذي قام بها ذلك الرجل الصالح على إنه زوج عزيزة الذي بات يرعي حمزة ولكنه لم يستطيع التأثير عليه فهو رجل غريب عنه لأول مرة يراه وغياب والدته يحيي لديه تلك الذكرى القديمة
بمجرد رؤيته لحور يركض نحوها لكنها لا تقوى علي حمله لتكتفي بالتربيت علي كتفه
تدلف إلي شقتها لتطلب منها عزيزة أن تتمد بالفراش وتستريح
بعد مدة قصيرة تدلف عزيزة ومعها الطعام لتبدأ حور في تناوله ولكن الدموع تنساب لا تستطيع حبسها مع العلم أنها لاتعلم لماذا تبكي أتبكي علي وحدتها أم تبكى علي فراق والدها أم تبكى أطفالها الأيتام أم تبكي حملا أثقل كاهلها
هنا لا تستطيع عزيزة الصبر فقد عظمت الشكوك لديها لتسألها عن قصتها
بالرغم أن تلك هي المرة الأولي التي تراها بها وتتحدث معها ولكنها تتمتع بقبول وفي نفس الوقت حور تريد أن تحكي حتي تخفف عن قلبها
تقص عليها حور ما حدث لها بداية من زواجها بحسن حتي اللحظة التي تقابلت معها الآن
دموع تسيل من عيون عزيزة علي تلك المسكينة التي ظلمها القدر كثيرا وظلمت من أقرب الناس لتعتزر منها علي شكوكها بها وتطلب منها أن تكون والدتها وذلك الرجل العجوز والدها
لتخبرها عزيزة أن لديها ولد في السعودية وإبنتها متزوجه ومع زوجها في الكويت وكل ما يربطها بأبنائها مكالمة هاتفية فقط ربما يكون القدر قد أرسلها لها عوضا
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
بعد تلك المرة الأخيرة يقع شادى بين براثن الحيرة ما بين راحته التي لا يجدها إلا مع لليان وبين راحة ضميره التي تحتم بالعدل بين الإثنين وكلما أراد العدل يقابل بالجشع من تلك التي تدعي سلمى ووالدتها
لا يستطيع أن يكتب تلك الشقة بإسمها لشعوره بالظلم لليان وطفلها
يفكر في الطلاق ولكنه ليس بحل في ذلك الموقف ليشعر أنه هكذا تخللي عن إبنة عمه يريد أحد يشاركه أفكاره.... فلن يجد من يفهمه ويشاركه أفكاره سوى لليان ولكن كيف يجروء والأمر يخصها
لا يجد مفر من أن يهرول نحو لليان ليحتضنها بالرغم من إنتفاخة بطنها ولكنه بحاجة إليها ليخبرها بذلك
تحتضن لليان كفه وتجلسه علي تلك الأريكة وتجلس بجواره لتأخذ رأسه علي صدرها طالبة منه أن يفضفض
بالفعل يقص عليها ما يشعر به بالرغم من قساوة الكلمات علي لليان إلا أنها تماسكت وإبتلعت غصتها لتعطيه الحل وهو العدل بينهم بصرف النظر عما تحتويه القلوب فذلك شرع من الله..... أما عن الشقة فذلك ملكه لن تستطيع أن ترغمه علي شئ بل تطلب منه العدل أيضا
يشعر شادى باراحة عقب كلماتها ليقرر بداخله أن يعدل فيما بينهم ولتكن تلك الشقة سكنا لسلمى فقط وإن تمادت في طمعها وإستغلالها سيأخذ لليان هي الأخرى بها
                 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند حور
وكأن الله يكافؤها علي صبرها بتلك السيدة الحنون التي ترعاها وكأنها إبنتها.... تشعر معها حور بحنان الأم ومع زوجها الذي عوضها عن فقد والدها ليكونا نعم السند لها
تأتي فرح اليوم لزيارتها عقب علمها بأمر ولادتها لتتفاجأ بتلك السيدة الحنون التي ترعاها
بعد قليل يحضر محمد الذي يحمل شهادة ميلاد زين كما أطلقت عليه السيدة عزيزة
يطلب من حور أن يصطحب الطفلين لوالدته حتي ترى عوض أبنائها همت حور بالرفض لترى إشارات عزيزة بالموافقة لتوافق حتي دون أي شروط فهي تثق بمحمد ثقة عمياء
يغادر محمد مع الأطفال لتبدأ فرح أن تقص علي حور ما حدث بينها وبين زياد لتسألها عن رأيها في الإعتراف
ترفض حور مندفعة لتبرر رفضها أن تنتظر لحين أن يعترف هو أولا
تطلق فرح تنهيدة من الأعماق فلتنتظر فما تبقي سوى عدة أيام علي بدء الدراسة وعلي حد علمها أنه قد إستلم عمله بإحدى المستشفيات الجامعية الكبرى فلتنتظر قليلا فقد أرهق قلبها الإنتظار بالفعل
           ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند زينب
تجلس كل من زينب وإيناس التي تخطط من أجل السيطرة علي كل شئ... يدلف محمد يحمل ذلك الرضيع وبجواره حمزة الذي يخطو ببطء ليتطلع إلي إيناس واضعا إصبعه في فمه وكأنه يخشي التقدم
يلقي محمد التحية عليهم لتردها زينب بدهشة بينما إيناس تتطلع له بسخرية
تسأله زينب عن ذلك الرضيع ليخبرها بسعادة وهو يقترب منها أنه إبن عصام
وهنا تنهض إيناس بثورتها
- إيه يا محمد الدور عليك والا إيه.... بتلف شبكتها عليك المرة دى.... الولاد دول مش ولادنا ولا نعرفهم شوف هما ولاد مين يا حبيبي يالا
يتطلع لها محمد بدهشة علي كلماتها الغير متوقعه ولكنه لا يريد الدخول معها في نقاش لينتقل بنظراته إلي والدته وقبل أن ينطق بحرف يسمع رد والدته بجمود
- إبعد العيال دول عني يا محمد... العيال دول ميبقوش ليا حاجة... وإبعد عن حور... كفاية اللي راحوا
يصعق محمد من كلماتها إلي ذلك الحد قسي قلبها فقد تصور أن تكون تلك الأطفال عوضا لها ليعود من حيث أتي ململما شتات خيبته
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الجامعة
لقد بدأت الدراسة منذ أسبوع مضي بالطبع لم ترى فرح بها زياد لقد إشتاقت إليه ولكن حور تحذرها من البدء
اليوم تتلقي مكالمة هاتفية منه لتطير من السعادة ليخبرها أنه يريدها في أمر هام عقب محاضراتها
تقضي فرح ما تبقي من يومها في وضع السيناريوهات والردود عليه وكيف تتلقي إعترافه وتخطط لمستقبل يجمعهم
إنتهت من محاضراتها لتجد زياد ينتظرها ومعه دنيا
تنسحب دنيا لتترك لهم المساحة الكافية للحديث
بعد الكثير من المقدمات والحديث يسألها زياد عن رأيها به... تبتسم فرح لتخبره أنه مثال للطبيب المثالي
يرتبك قليلا ليسألها عن رأيها به كزوج... ترد فرح مندفعه أنه نعم الزوج
تعض فرح علي شفتيها منتظره منه الخطوة الأخيرة لطلب يدها ليطلب زياد منها أن تقف إلي جواره عند والدها
تؤكد عليه أنها دائما بجواره لتسأله بمكر عن السبب ليفاجؤها أنه يريد خطبة دنيا

            « يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now