البارت التاسع والعشرون

490 16 0
                                    

البارت التاسع والعشرون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

هند عصام
يصل عصام بسيارته أمام تلك البناية التي تقطن بها حور مع والدها كم ود أن يأخذها علي منزله ولكن يجب عليه التمهيد لذلك أولا وخاصة هو متأكد من تلك المتاعب التي سيواجهها مع والدته
يترجل عصام من السيارة سريعا ليقوم بفتح الباب الآخر للسيارة لتترجل حور من السيارة تحمل الطفل ليشعر عصام بإرهاقها فيحمل عنها الطفل ليقوم بمساندتها حتي وصلت للمنزل
تدلف حور وسط ترحيب والدها ونظرات ثاقبة من سمر
التي تشعر بالغيرة من حور التي تحظى بإهتمام من عصام
تتمدد حور علي فراشها بوهن لا تعلم أذلك نتيجة آلام المخاض التي مرت بها أم أنه ألم ناتج من الفقد تتطلع إلي وليدها الذي لم يتمكن من فتح عينيه لتتحدث معه كأنه رجل أمامها تبكى فراق والده لتخبره أنه كان زوج رائع وأب مثالي لتروى له ما كان ينتوى فعله معه وأثناء حديثها ذلك تغرق في نوم عميق
             ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند زينب
تجلس زينب مع إبنها محمد تسأله عن تلك الحركة الغريبة التي شعرت بها في المساء
يبدى محمد عدم معرفته لأي شئ بينما هم في حديثهم ذلك يدلف إليهم عصام يلقي عليهم التحية ليرتمي عقبها علي المقعد بجسده بإجهاد مغمضا عيناه فهو لم يغمض جفنه منذ ليلة أمس بالإضافة إلي ذلك القلق الذي أتلف أعصابه
لتتطلع له زينب بدهشة ثم تسأله عن سبب ذلك الإرهاق البادى عليه
وهنا يدور ذلك الصراع في داخله ولكن يجب عليه إنهاء ذلك الأمر فلن يستطيع الصبر أكثر من ذلك
يعتدل عصام في جلسته ويتطلع إلي والدته ليخبرها وهو متابع لرد فعلها مدققا في ملامحها ليخبرها بحذر أنه لم تغمض جفونه منذ ليلة أمس... يصمت قليلا ليخبرها أن حور قد وضعت طفلها بالأمس
وقبل أن يعبر محمد عن فرحته سبقته زينب بتلك الثورة العارمة كيف لتلك أن تكون بصحبتها ولماذا دعتك أن تكون بجوارها لتتذكر كيف كان إبنها يدللها وكان سندا لها دائما لتطلق عليها لقب بومة فلقد فقدت وليدها عقب تلك الزيجة لتطلق اللوم كله علي جنة إبنة أختها فقد كانت هي السبب في تلك الزيجة
بينما يتطلع محمد إلي الموقف بعقل شارد لا يستطيع الحكم علي ذلك الأمر فكيف لأخيه الذى كان يكره حور أن يفعل ذلك معها وكيق لوالدته أن تتنكر لحور وإبنها في حين أى شخص في مكانها سيكون ذلك الطفل عوضا عن إبنه
يا الله كاد عقله أن يقف من التفكير ولكن قبل أن يقوم بحل ذلك اللغز يفيق علي صياح أخيه مفجرا تلك المفاجأة كالقنبلة التي نزع فتيلها لتأتي بغبارها ليخيم علي العقول لتشل تفكيرها
ليقف عصام قبالة والدته يحبرها بإنفعال أن ذلك هو إبن أخيها هم ملزمون به لذلك سيتزوج من حور حتي يستطيع العناية به ويعوضه إحساس اليتم ذلك
يا الله حور مرة أخرى تبا لتلك المرأة ولذلك اليوم الذي دلفت إلي حياتنا
لم يستمع عصام إلي كلامها بل أخبرهم أن ذلك هو قراره النهائي وغادر إلي شقته فهو يريد قسط من الراحة
في الواقع لم يذهب عصام إلي شقته بل وجهته قدماه إلي، شقة أخيه ليدلف إليها متوجها إلي، غرفة النوم ليلتقط تلك المنامة الخاصة بحور يحتضنها ليملأ رئتيه برائحتها وكأنعا مخدر له ليغط عقبها في نوم عميق
بينما تقف زينب تسب وتلعن بحور وتهدد وتقدم الوعيد وتبدى رفضها لتلك الزيجة ولكنها تتحدث إلي نفسها فلقد غادر عصام ومحمد يقف قبالتها سابح في تلك الأفكار التي تدور برأسه تكاد تعصف بها ليتركها بالنهاية صريعة غضبها ووحدتها ويذهب فلا تجد أمامها سوى إيناس لكي تشكي لها تلك المصيبة التي أصابتهم
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يدلف شادى إلي ذلك المطعم بصحبته سلمى ليتناولا الطعام علي شاطئ النيل فقد كان الجو رائعا وسلمى مستمتعة بذلك المكان وفي إنتظار ءلك الأمر الذي أخبرها به شادى منذ قليل لتخمن أنه سيخيرها في شراء قطعة حلي جديدة من أجلها
بينما يجلس شادى متردد كيف يفاتحها في الأمر لينتهي به الحال تحت إلحاحها بأن يخبرها بعد مقدمات طويلة بأن ما يريده ما هو إلا رغبة والدته وليس هو وأنه يعشقها ولم يفكر في يوم أن يفقدها
لا تستطيع سلمى تكوين فكرة عن الأمر أو بمعني أصح أن ذلك كان بعيدا كل البعد عن مخيلتها لتتطلع له بدهشة ليخبرها أنه يجب عليه أن يتزوج من أجل إنجاب طفل تلك رغبة والدته وهو يري أنها محقة ليستكمل حديثه سريعا أن تلك المرأة ما هى إلا وعاء لإنجاب طفل له فقط.
تتطلع له سلمي بدهشة وعيونها لا تكف عن سيل دموعها لتلتقط حقيبتها وتنهض مغادرة دون حديث
بينما يتطلع لها شادى متعجبا من ردة فعلها فلقد كان لطيفا معها ليسير خلفها ولكن متمهلا ليجدها تجلس بالسيارة بإنتظاره ليجلس هو خلف المقود دون التفوه مستنكرا ردة فعلتها تلك يقود السيارة سريعا حتي إن وصل إلي المنزل دعاها للهبوط أما هو إستأنف طريقة دون حديث أو وجهة بتلك السيارة
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند أحمد
يشعر أحمد بالقلق علي زوجته فلقد مضت وقت طويل في الحمام وما دعاه للقلق بالأكثر هى أنها أغلقت علي نفسها من الداخل وكلما طرق الباب عليها تخبره أنها بخير
وأخيرا خرجت إليه سما ليفتح أحمد فاه حتي كادت أن تلامس الأرض من تلك التي أخذت عقله بشعرها المفرود خلفها وكأنه شلالات من الليل إلي عيناها التي رسم جمالها الكحل ثم إلي شفتيها التي رسمهم أحمر الشفاة القاني بحرفية لتبدو كحبات الكريز الناصجة الشهية وتلك الحمرة التي تدب في وجنتها ثم تلك المنامة التي ترسم جسدها بحرفية لتظهر بروز بطنها لتبدو كأميرات ديزني فكيف له أن يقاوم ما تقدمه له معشوقته علي طبق من ذهب ولكن محاط بأشواك الخوف والقلق
أيتها اللؤلؤة التي يشع ضيائها بقلبي كيف لكي أنت تختبرى صبرى وقوتي
تقترب منه سما لتغلغل رائحة عطرها العبق لتملأ رئتيه فيسافر معها في رحلة من الخيال
تقوم سما بطبع قبلة علي وجنته لتهتف بجوار أذنه بصوت دافئ حنون أنها بخير فكم إشتاقت إليه وهنا تختلط أنفاسهم في قبلة طويلة تنتهي تلك القبلة بدخول جنة خاصة بهم بعد طول إنتظار ليشعروا أنهم علي سحابة تطفو في سماء العشق
( إحنا بقي نسيبهم ونخرج) 
               ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
عقب مغادرة شادى لسلمى وهو لا يعلم كيف كان يفكر فقد تيقن منذ اللحظة الأولي أن الغلاف الخارجى هو الذي أغراه بينما عندما إقترب إستطاع أن يكتشف أنه الجوهر ليس مغرى علي الإطلاق بل يدعو للنفور غهو جوهر فارغ من الداخل
يقف شادى جانبا بسيارته ليضرب المقود بيديه ثم يتذكر تلك الشكل التي كانت عليه سلمى عندما أخبرها بل يرجع بالذاكرة عندما كانت تلح في البداية علي إجرائه الفحوصات حتي إكتشافها الأمر ثم حزنها اليوم لماذا هي حزينة.... إن بدل الأدوار وكان العائق يخصه كان سيكون ذلك نفس ردة فعلها مثلما فعلت مع يوسف من قبل
يا لك من أحمق لم تذكر ما حدث ليوسف إلا الآن ولم تتعظ مما فعلته معه إلا الآن فتلك الإنسانه تستطيع أن تطلق عليها إسم بياعه بقلب سليم
يعزم شادى أمره وهو الزواج من تلك التي إختارها عقله  بل أنت مخطئ يا عزيزى إنه إختيار قلبك منذ سنوات ولكنك تكابر لتختار أن تعيش بوهم وهو حب سلمى التي حرمت منها وعندما أصبحت ملكك إستطعت إدراك الحقيقة
يستأنف شادى طريقه إلي منزل والدته ليجد لليان هناك التي بمجرد رؤيته تلون وجهها بلون الخجل لتتركهم وتغادر
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند سلمى
تعود سلمي إلي المنزل لتقول بمهاتفة والدتها ودموعها تنهمر لتخبرها من بين شهقاتها علي ما حدث بينها وبين شادى لتتفاجأ بذلك الرد الصادم من والدتها الذي يزيد من شهقاتها وشعورها بالضعف والعجز ليكون رد والدتها أن توافق برضاها وتبقي زوجته تتمتع بأمواله وبعد أن أن ينجب هو من الأكيد أنه سيتركها ويعود لها مرة أخرى ليقدم الطفل لها علي طبق من ذهب
تستنكر سلمى حديث والدتها كيف لها أن توافق علي أن يشاركها بزوجها إمرأة أخرى ولطن في النهاية تستطيع والدتها إقناعها لتؤكد لها أنها هي التي ستفوز في النهاية
تقتنع في النهاية سلمى بكلمات والدتها كعادتها لتسير خلفها كالمغيبة
بعد مدة يعود شادى وهو يفكر كيف سيتعامل مع سلمى ليتفاجأ بها في أبهي صورها ترتدى فستان باللون الأسود ومساحيق التجميل ترسم وجهها بحرفية ليقف أمامها يحاول أن يدرك ما تفعله لتقترب منه تخبره أنها موافقة علي زواجه فهي بالنهاية متأكده أنه يعشقها ولن يستطيع أحد من إقتحام قلعة قلبه سواها
يحتضنها شادى سريعا سعادة بذلك الخبر ليعيش معها ليلة من أجمل ما عاش منذ زواجهم وهو يشعر أن الكثير من العقبات تزللت له لم يتبقي منها سوى عقبة واحدة وهي الإفصاح عن إسم العروسة
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تمر الأيام رتيبة علي البعض وسعيدة علي البعض ومملة علي البعض الآخر
تعافت حور تماما وإستعادت صحتها لتقوم بتسمية إبنها حمزة كما أراد حسن بالماضي... تحاول التفكير في تدبير أمرها ولكن عصام لم يعطي لها تلك الفرصة ليتدبر أمرها ويقوم بشراء كل ما تحتاجه هي ووليدها ليفاجؤها في النهاية بنيته للزواج منها

                 « يتبع»

أسوار العشق Where stories live. Discover now