البارت الرابع والثلاثون

489 16 2
                                    

البارت الرابع والثلاثون
أسوار العشق
بقلمى فاتن على

🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

عند يوسف
يقف يوسف أمام الفراش التي تركد فوقه والدته تشعر بالإعياء وأمامها سما تقوم بغرز تلك الإبرة في يدها حتي تقوم بتوصيلها علي تلك المحاليل المغذية
بينما يقف أحمد يحمل أمل وتحتبس بعيونه الدموع فهو يكن لها قدر من المحبة في قلبه
تتطلع لها سما وهي لا تعلم ماذا تفعل فهي تعلم تمام العلم أنها تحتضر الآن ويوسف بمفرده لتقرر أن تخبر أحمد الذي قرر أن يبيت مع صديقه فلن يتركه في ذلك الموقف وبعد قليل ينضم إليهم مروان وزوجته وإبنه فالجميع مستنكر فراق والدتهم ليصبروا نفسهم أنها مجرد وعكة صحية وستعود إلي وعيها مرة أخرى
              ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند عصام
عقب إعتراف عصام لها تشعر بأن الأرض تدور بها لترتمي بجسدها علي الفراش تصرخ في وجهه ودموعها تأبي التوقف وهي تتذكر حسن جثة أمامها
- إنت إيه... إستحاله تكون بني آدم تقتل أخوه وتيتم إبنه عشان طمعان في مراته إنت حيوان
تتلفت حولها لتشعر أنها علي وشك الإصابة بالجنون
-  طب أعمل إيه أقول لإبني إن عمك اللي هو أبو أخوك قتل أبوك وحرمنا منه... ليه حرمتني من حسن.... ليه حرمتني من حبيبي ليه... ليه
لتنهار باكية وهي تضربه بقبضتها ليفيق عصام علي ما تفوه به وذلك الإعتراف الذي أدلي به تحت تأثير الخمر والذي بالتأكيد سيغير مسار حياته... يستعيد وعيه شيئا فشيئا ولكن بعد ما أفسد كل شئ بإعترافه تلك يقف أمامها بقدمين يحاول أن يجعلها ثابته ليترجاه أن تنسي تلك الكلمات وأن تبدأ معه من جديد فعشقها إدمان يجرى بشرايينه ليعدها أن تتغير حياتهم ولكن السهم قد نفذ بالفعل لتحمل حور إبنها النائم علي كتفها متوجهه إلي باب الشقة ليحاول عصام منعها ولكنها تبعد يده عنها لتصفها أنها يد ملوثة بدماء حسن لتحذره من لمسها ثم تغادر ودموعها تغشي بصرها لا تعلم ماذا تفعل أتكتفي بالفراق أم تعترف عليه ولكنها الآن تقرر التوجه إلي منزل أبيها حتي تستطيع إتخاذ القرار
بينما عصام يدور حول نفسه يضرب بقبضته الحائط لينعت نفسه بالغبي الذي أفسد حياته... يأخذ نفس عميق ليقرر إصلاح ما قد أفسده بكلماته تحت تأثير تلك السموم
يقوم بوضع رأسه أسفل الصنبور حتي شعر بأنه أفضل ليركض حتي يلحق بحور قبل أن ينكشف أمره للجميع
يركض.... يركض حتي إستطاع الوصول إلي حور التي بمجرد سماعها صوته صرخت بوجهه ودعته للإبتعاد عنها قبل أن تفضحه ولكنه لم يستمع إليها ليصر علي موقفه يخبرها أنها ملكه وعشقه الوحيد.... لم تبالي حور بتلك الكلمات لتستمر في طريقها بينما يقف عصام في منتصف الطريق متتبع أثرها يترجاه أن تعود له قبل أن يرتكب حماقه ما...... وقبل أن يكمل حديثه تستمع هي إلي صرير سيارة لتلتفت خلفها ترى عصام ملقي علي الأرض غارق في دمائه
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند يوسف
بينما يتجمع الجميع صامتون ليستمعون إلي تلك الطرقات علي الباب ليتطلع الجميع إلي بعضهم في دهشة الشخص الوحيد الذي يعلم هوية الطارق هي سما.... نعم إنها ندى قد هاتفتها سما وطلبت منها الحضور حتي ترى والدتها
تدلف ندى للداخل تحتضن صفاء ودموعها تغطي وجهها
لتحمد صفاء ربها أنها رأتها قبل موتها لتجمع أولادها وتطلب منهم أن يظلوا في إتحادهم وتطلب من يوسف أن يتزوج وينسي تلك التجربة السيئة التي مر بها وبعدها تفيض روحها بعد نطقها للشهادة فتترك دار الباطل
            ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند شادى
يعود شادى إلي المنزل شاعرا بملل بعد تلك المكالمة الهاتفية التي تلقاها من سلمى تصرخ بها وتطلب منه قضاء اليوم معها
يغلق شادى باب سيارته فهو يشعر بالغضب لتركه لليان اليوم فهي في شهور حملها الأولي وبحاجة إليه بجوارها.... بالإضافة إلي ذلك فهو يشعر بالإشتياق إليها فقد إمتلكته بروحها النقية ورقتها
يدلف إلي باب الشقة التي بالرغم من إتساعها لكنه يشعر بضيق صدره بها وبالرغم من أثاثها الراقي لكنه يشعر بتململه عليه
تأتي سلمى التي في كامل زينتها تحتضنه لتخبره بإشتياقها إليه لماذا الهجر... فلقد حصلنا علي الغرض من تلك الزيجة وهو ذلك الذي تحمله في أحشائها فلتتركها
يود شادى نفى حديثها ولكن يصمت في اللحظة الأخيرة حتي لا يتسبب لها في جرح
يقضي شادى ليلته معها بجسده بينما قلبه وروحه مع من ملكته
يدعي شادى النوم هروبا منها فهو لا يريد التمادى في أحاديث عقيمة
قبل أن تدلف سلمى إلي غرفة النوم ترى هاتف شادى علي تلك المنضدة ينير بإسم لليان لتقوم بالرد عليها ودون سماع طلبها تخبرها سلمى أن شادى بين أحضانها لا يريد إزعاج منها لتضيف أنه قد نال غرضه من تلك الزيجة بحملها فلا يريد منها المزيد فلقد تزوجها فقط من أجل ذلك الطفل الذي في أحشائها ليأخذه عقب ميلاده ويتركها ثم تغلق الهاتف وتتوجه إلي غرفة النوم بينما تلقي لليان بنفسها بين أحضان والدته لتبكي تلك الكلمات التي سمعتها للتو دون أن تتفوه ببنت كلمة
                 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفى
تقف حور أمام الغرفة التي يرقد بها عصام حيث يقوم الفريق الطبي بعمل تلك الإسعافات الأولية له لتسمع صوت صرخات زينب من خلفها تنعنها بأنها بومة قضت علي حسن والآن إبنها الثاني لتلقي عليها السباب لتقف أمامها حور بعد أن وضعت حمزة علي إحدى المقاعد القريبة لتقف أمامها تقول بتحدي يغذيه إعتراف عصام منذ قليل
- والله لو عاوزة الحقيقة يبقي مش أنا السبب إبنك اللي جوه ده هو اللي قتل جوزى ويتم إبني من قبل ما يشوف أبوه وحرمني منه
تقف زينب أمام تلك الكلمات وكأنها غابت عن العالم لتستنكر تلك الكلمات لتشعر أنه ما ذلك إلا هراء منها لتصرخ بوجهها أن تصمت وتنعتها بالكاذبة تبرر ما حدث بتلك الأكاذيب
أما عن محمد فظل متطلعا إليها يلتمس الصدق بكلماتها ولكنه لم يقوى إلا علي أن يهدئ من ذلك الجو المشحون ليذكرهم أنهم بالمستشفي
تأتي إيناس بعد قليل مع زوجها لتتوعد لحور إن أصاب أخيها مكروه
تقف حور بعيده عنهم قليلا لا تستطيع أن تدعو له فلقد  إغتصب حقها في السعادة حتي إنها كرهت حركة جنينها فهي تذكرها أن والده هو عصام قاتل زوجها
يخرج عصام بعد قليل علي غرفة عادية تحت الملاحظة لتدلف والدته خلفه تبكي وخلفها إيناس وزوجها وفي النهاية محمد ليبحث بينهم عن حور التي يراها تقف علي باب الغرفة تتطلع له بغضب وعصبية لتتعلق عيناهم في حوار طويل لتقطعه زينب وهي تجلس جواره تطمئن عليه ليرد عليها بوهن فهناك شيئا ما يؤلمه
بعد قليل تنصرف إيناس مع زوجها وحور مع محمد ومعها حمزة لتبقي زينب بجوار عصام الذي يشعر بالإعياء الشديد فقد شعر بإقتراب إنتهاء أجله ليطاب من والدته الإقتراب..... بالفعل تقترب منه يتطلع إليها يطلب منها السماح ليعترف لها عن مسؤوليته عن قتل أخيه حسن
تشهق زينب لتضع يدها علي فمها من هول تلك الصدمة فالآن تأكدت من صدق حور وقبل أن تلومه وتعنفه طلب منها أن ترعي حور وألادها فتلك هي وصيته قبل أن يذهب لأخيه
عقب تلك الكلمات تفيض روحه لتصرخ زينب بجواره ليلتف حوله الأطباء ولكن بعد اللحظة التي لا يفيد فيها الأطباء
                ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شمس يوم جديد بأحداث جديدة
يستيقظ شادى يشعر بآلام في رأسه فلم يستطيع النوم إلا في الساعات الأولي للنهار... يتطلع إلي تلك الغافية بجواره يشعر وكأنها حمل ثقيل لا يستطيع التخلص منه ففي النهاية هي إبنة عمه...في نفس الوقت راحته مع لليان ليتذكرها الآن وهي تعد له طعام الإفطار وتودعه بقبلة تمنحه نشاطا طيلة اليوم
يبحث شادى عن هاتفه ليجده بالخارج ليلتقطه مقررا إجراء مكالمه هاتفية للليان عقب خروجه من باب المنزل
يخرج شادى ليفتح هاتفه حتي يهاتفها ليجد أن هناك مكالمة مستلمة منها بالمساء.... يقف قليلا يتذكر في ذلك التوقيت كان نائما فكيف حدث ذلك
يقوم شادى بفتح تسجيل المكالمة ليستمع إلي ما تفوهت به سلمى ليشعر أن تلك الكلمات وكأنها خناجر تدب في قلبه وروحه ليستقل سيارته سريعا متوجها إلي لليان فلن تفيد المكالمات الهاتفية الآن
             ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفي
قام محمد بإكمال الإجراءات الخاصة بخروج جثمان أخيه ليأخذه بسيارة إسعاف إلي المقابر ليتم دفنه بجوار أخيه حسن
عندما وضع محمد جثمان عصام مال قليلا علي جثمان حسن يطلب منه أن يسامح أخيه ليقف عقبها علي باب المفبرة يتطلع إلي جثمان أخويه ودموعه كالمطر لا تتوقف
أمام المقبرة تقف زينب تصرخ وتولول علي ولديها التي فقدتهم لتتهم حور بأنها السبب في موتهم
بينما تقف حور بملامح جامدة تتطلع إلي الجميع بشرود وكأنها بعالم آخر لا تعلم أهي بكابوس أم أنها تفيق من كابوس تلك الحياة المريرة مع عصام تتطلع إلي حمزة الصغير ثم تتطلع إلي إنتفاخة بطنها لتأخذ قرارها أن تصمت حتي لا تسبب تلك العداوة بين الأخوين
يعود الجميع بعد دفن جثمان عصام لتتفاجأ حور بحماتها تطردها لتغلق في وجهها الباب وتتهمها بقتل أبنائها
تعود حور إلي منزل أبيها بطفل علي كتفها وطفل بين أحشائها لتواجه مصير لا تعلم عنه شئ
              «يتبع» 

أسوار العشق Where stories live. Discover now