💗مشهد إضافى💗

ابدأ من البداية
                                    

قلبت نفيسة شفتيها بإستهجان و لوحت بيدها أمام عمر وقالت بأسى:
"جلبي معاكي يا بلسم ياختي الله يكون في عونك"
عقد عمر حاجبيه بإستنكار ثم هتف بملامح متقلصه:
"بجولك ايه يا لمضه انتي.. اجفي عوچه و كلميني عدل إيه حديتك الماسخ دهو، مالكيش صالح بمرتي"
"وه مرتك من ميتى ؟"
كررت نفيسة ما قاله لها قبل قليل وهي تمصمص شفتيها.. ليزفر عمر بنفاذ صبر ثم نزل الدرج يردد وهي تنزل خلفه:
"راح أمشيها لك النوبة ديه عشان أبو علي أخويا واد أمي و أبويا، سلام يا نفسفس"
خرج من باب السرايا يضحك بإستمتاع قائد منتصر و هو يعرف أنها خلفه تستشيط غيظًا حتى أنه قد وصل إلى مسامعه صوتها وهي تصيح:
"عمر و الله العظيم لو نادتني اكديه مرة تانية مش راح أتحدت وياك واصل"
دلفت نفيسة إلى المطبخ الواسع وهي تذم في عمر من بين أسنانها.. شخص مستفز و ملتوي البوز لا يضحك إلا في المناسبات.. لا تعرف كيف حسن القلب أخوه..
لوت شفتيها وهي تمسك بركوة 'كنكة' القهوة النحاسية اللامعة ثم وضعت داخلها البن المطحون و السكر و الماء و وقفت أمام الموقد المش*تعل تقلبها بهدوء و تدندن بأغنية لبنانية إسمها حسن...
كانت نفيسة غافلة عن زوج من العيون المتغضنة تراقبها في صمت و قد كانت الخالة غوايش بالطبع، تجلس فوق أرضية المطبخ الرخامية في مكان خفي.. متوارية عن الأنظار خلف الطاولة الكبيرة وهي تقطف أوراق الملوخية الخضراء...

اسمع منها يا حسن ولا تزعلها يا حسن، حسن حبيبي روق انا عاشقه و انت المعشوق، يا حسسسسسسن

ظلت نفيسة تحرك مؤخرتها المستديرة وهي تدندن بسعادة.. و أكملت التقليب وهي تهز خصرها تغني:

قرب مني اسأل عني لا تحيرني ولا تسهرني ولا تعلمني جفا و قرب مني اسأل عني لا تحيرني ولا تسهرني ولا تعلمني جفا ياحسسسسسسن
و الخالة غوايش خلف الطاولة تشارك نفيسة الرقص وهي تهز نص جسدها العلوي الممتلئ و تضحك في صمت....
هوى قلبه صريعًا عندما دلف حسن إلى المطبخ و رأى نفيسة وهي تتمايل بخصر نحيل ملتف..
صبت القهوة في كوب زجاج و رفعت ذراعيها إلى أعلى لتحركهما في الهواء و تغني بميوعة:

عم تتحير ما بتتغير مين اللي حبك قدي وقالك دايما انا بهواك و عم تتحير ما بتتغير مين اللي حبك قدي وقالك دايما انا بهواك ياحسسسسسسن

لمحت الخالة غوايش أقدام حسن الحافية تتحرك ببطء نحو تلك الحلزونة 'ام وسط سايب اللي بترقص و تتقصع بجسمها اللي زي عصاعيص النقرية'
لطمت خدها وهي تميل بخبث و تراقبهما من زاوية ضئيلة...
أخذ نفسًا عميقًا وهو يعض باطن خده حتى يكبح تلك المشاعر المشتعلة بكل جسده، هذا ما ينقصه ترقص و هنا في المطبخ أمام عينيه، يعرف جيدًا أن المطبخ منطقة محظورة و مغلقة، لها حرمتها لن يخطوها أحد من رجال السرايا دون أن يستأذن للدخول، لكن هذه الغبية الجميلة الناعمة كقطعة الملبن 'مش هتجبيها معاه لبر'....
شقهت نفيسة مفزوعة بهلع حقيقي وهي ترى حسن يقف خلفها بتصلب يخفي خلف قناع اللامبالاة الذي بدأ يتصدع ملامحه المنصهرة .. هتفت بهمس:
"وه انت اهنيه.. خلعتني يابو علي"
حركت الخالة غوايش رأسها وهي تهمس:
"خلعك بردك يامجروصة"
احمر وجهه و انتفخت عروقه و كأنه على وشك الفتك بها و لكنه تمالك نفسه و فرق بين شفتيه قائلا ببساطة:
"ايوه اهنية آمال اهنيكه"
زفرت حانقة من رده البسيط و اعتبرته استهانة بها.. عضت شفتيها وهي تمد إليه كوب القهوة وهمست بأغواء:
"الجهوة بألف هنا و شفا"
اقتربت منه خطوة فنهرها حسن بسرعة:
"نفيسة كيف عم ترجصي و تتجصعي اكديه في المطبخ؟"
همهمت الخالة غوايش وهي ترفع حاجبيها:
"ايوه اكديه.. ادبحلها البسة يا ولدي"
حدق بها للحظات طويلة وهي لم تجيبه واستمرت في التقترب منه وهو يبتعد حتى أصبح مابين الطاولة و الجدار خلفه لتهمس غامزة له:
"مافيش حد اهنيه واصل.. و بعدين آني خابره ان مافيش
حد راح يدخل المطبخ من الرجالة"
شعت عينيها بنظرة من التصميم وهي تقترب منه أكثر حتى انحسر حسن بين الطاولة و الحائط ليصبح لا مفر له إلا إليها، يبدو أن سيتذوق القهوة بنكهة كرز شفتيها..
دندنت نفيسة بكلمات الاغنية وهي تحدق في عينيه:

اسمع مني يا حسن ولا تزعلني يا حسن، حسن حبيبي روق أنا عاشقه و انت المعشوق، يابو علي.....

لطمت الخالة غوايش خدها قائله:
"وي وي وي البنته حشرته، يالهو بالي، إن شالله تنجرص
هتاكل الواد وكل.. حجها، الواد بدر منور"
بينما كانت الخالة غوايش تراقبهما كان حسن يغمض عينيه و قد بدأ الضعف يتسلل إليه رويداً رويداً.. همس اسمها بصوت أجش مفعم بالرغبة في تقبيلها...
"نفيستي..."
رددت نفيسة إسمه بهيام وهي تغلق عينيها و شفتيها تنفرج حتى تستقبل قبلته:
"ابو علي...."
وقبل ان تمس شفتا حسن شفتي نفيسة كانت الخالة غوايش تقفز من خلف الطاولة لتظهر أمامهما كالزمبي في أفلام الرعب لتقطع عليهما قبلتهما و ربما أيضًا خلفتهما للأبد قائله بضحكة عالية:
"اصبروا هبابة، كلاتها شهر و تبوسوا بعضيكم طول النهار و الليل، اتحشم يا ولد منك ليها"

إلى اللقاء مع مشهد جديد
أدمن/ لميس

إلى اللقاء مع مشهد جديدأدمن/ لميس

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
في العشق والهوي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن