غراب | Crow

By itsowhatdoit

2.5M 263K 350K

تنضم المجنحة جازمين ستيلارد الى أقوى الجيوش في العالم، متبعة بذلك خطى عائلتها المعروفة والمهمة في المجال العس... More

تنويه
غراب
اجنحة الدمار.
مدخل | حدث غير مألوف.
٢ | حادثة مقبرة كروفورد.
٣ | نتيجة التقديم.
٤ | الشجاعة.
٥ | التمرين الاول.
٦ | تقاطع الدماء.
٧ | سوار القاتل.
٨ | انذار الغراب.
٩ | قد اكون السلام.
١٠ | برودة.
الخنجر والاربعة.
١١ | چين.
١٢ | ارسولا لاغارد.
١٣ | خيوط العنكبوت.
١٤ | الاجنحة السوداء.
١٥ | دماء ستيلارد.
١٦ | الوشاح الاسود.
١٧ | الاكابرس.
١٨ | ايقاع.
١٩ | بحيرة فلور.
٢٠ | شيطان.
٢١ | سكوربين.
٢٢ | ادوار القديسين والملوك.
٢٣ | ثلاثة غربان وحجر.
٢٤ | الافضل للنهاية.
٢٥ | تهويدة.
٢٦ | جازمين ستيلارد.
٢٧ | قربان للاسوء.
٢٨ | شيطان.
٢٩ | اعصار.
٣٠ | الوشم والقصيدة.
٣١ | اول الضحايا.
٣٢ | رايفن.
٣٣ | كمين ايغيس.
٣٤ | الغربان الجنوبية.
٣٥ | السهم المحارب.
٣٦ | السقوط والنهوض.
٣٧ | ضمادات ورصاص.
٣٨ | رجفة، رجفتان.
٣٩ | استراتيجية الالهاء.
٤٠ | ما وراء الجبال.
٤١ | ارينا.
٤٢ | قاتل ارثر.
٤٣ | ديكارسيس.
٤٤ | الفن المدمر، الفن العنيف، الفن الشرس.
٤٥ | طعم مر.
٤٦ | رفيقة جيدة.
٤٧ | لعنة الهاء.
٤٨ | اصل الشياطين.
٤٩ | المجد.
٥٠ | ماسك نواه الشفرات.
٥١ | وان كانوا الجنود يخافون، فمن سيحمي العالم؟
٥٢ | السقوط الاخير.
٥٣ | فكر مثل العدو.
٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.
٥٥ | قائد السنة الرابعة.
٥٦ | القسم الرابع لجيش الغربان.
٥٧ | ما هو لون ازرقي؟
٥٨ | جيمي بلايز.
٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.
٦٠ | نصل الحرب.
٦١ | اجنحة من دون غراب.
٦٢ | عناق الاجنحة.
٦٣ | الطلب الميت.
٦٤ | انها سخرية القدر، مجددًا.
٦٥ | حديث القبور والعظام..وتخيلات الفتيان والفتيات.
٦٦ | بلاكسان.
٦٧ | اميرة الحرب.
٦٨ | خدوش هازل.
٦٩ | منحدر مأساوي.
٧٠ | المخطط.
٧١ | يرتدي اكثر من وجهين في العلن ويضحك على الجميع.
٧٢ | المعاناة المشتركة.
٧٣ | جناح.
٧٤ | رقصة حفل التخرج.
٧٥ | جسر الغربان.
٧٦ | قوة الحب والصداقة.
٧٧ | في وسط الوحوش نُبنى.
٧٨ | «قطع من الثلج، اشلاء من الثلج.»
٧٩ | مثل الجنوب والكوخ.
٨٠ | الجنوب والجيش والادرينالين.
٨١ | سلبيات وايجابيات.
٨٢ | كلمات جايدن.
٨٣ | خدوش ادريان.
٨٤ | بوابات انتقال عبر المكان.
٨٦ | مجرد تغيير..
٨٧ | الابن المكسور.
٨٨ | رسالة من الاجنحة.

٨٥ | مخلوقات الليل.

21.5K 3K 4K
By itsowhatdoit


سقطت على الارض برطمة قوية، وكأنني قفزت من على مكان مرتفع وسقطت. هسهست بألم ونهضت الا انني فور ان نهضت بجزئي العلوي انقلبت بطني وانتابتني رغبة شديدة بالتقيؤ، وضعت يدي على فمي أمنع نفسي من ذلك، أشعر بالعالم يدور من حولي. أجبرت نفسي على النهوض والوقوف من دون ان استفرغ، لاجد نفسي في...استدرت حول نفسي في المكان، انظر الى الجدران المزخرفة...مألوفة، قاعة ضخمة، مع مقاعد طويلة، ونوافذ ملونة..كنيسة.

انا في كنيسة.

في لمحة بصر، ظهرت حولي دوامات ضبابية واحدة تلو الاخرى، ومن كل دوامة سقط جندي من المجموعة التي كانت في الحافلة، حتى سقط ارماني اخر شيء يتبعه ادريان، كلهم انتابتهم رغبة في التقيؤ قبل ان يقفوا ويتبادلوا النظرات فيما بينهم وحولهم بتفاجؤ.

«هل نحن خارج المملكة؟» لم توجد هناك كنائس في مملكة الغربان.

«لم اشعر بعبور اي حاجز سحري..لذا لابد اننا مازلنا بداخلها.» قال ارماني ينظر باهتمام وقلق شديدان الى المكان، متفاجىء مثلنا. جميعنا كنا قد أخرجنا اجنحتنا ونتفقد المكان بحذر حيث ان الجنود التفتوا على ادنى حركة.

«لكن مملكة الغربان لا تمتلك كنائس، لذا ربما نحن خارجها.» قال احد الجنود.

«او بداخلها، وهذه الكنيسة سرية.» جاء صوت جديد، لا ينتمي لنا فاستدرنا على الفور اتجاهه.

ولا اعرف كيف أوصف ما أراه.

وقفت أمامنا فتاة بمعطف شتائي اسود..شعرها اسود..عيناها سوداء..اجنحتها سوداء..تشبهني تمامًا. وكأنها توأمي. لكن لونها...لون بشرتها مثل بياض الثلج، ابيض مثل الجثث، وبقية شعرها وعيناها وتفاصيلها سوداء مثل الليل.

«لماذا توجد نسخة ثانية من جازمين؟» سأل أحد الجنود باستغراب وجنون.

«ونسخة اخرى مني...» قالت أحدى الجنديات تشير الى فتاة اخرى دخلت المكان، تبدو مثلها تمامًا لكن بيضاء باردة وبقية تفاصيلها سوداء اللون.

«ما الذي يحدث بحق السماء؟» وفي ثواني دخل اخرون المكان، يشبهوننا بالضبط...

«هل اهلوس؟ يا للهول ماذا لو كان هذا اختبار نفسي من القاعدة وانا اهلوس.» هلع أحد الجنود يبلع ريقه وينقل نظره الى ادريان، يعتقد حقًا ان ادريان الان هنا لانه يقوم بتقيمننا.

فكرة طبيعية واستنتاج ذكي لجندي من جنود القاعدة، لو كانت الظروف طبيعية.

خفضت يدي الى جانب فخذي، حيث كان هناك حزام سكاكين اعطتني اياه رين، استعد للهجوم..لان كان لدي احساس ان الرصاص لا يفيد مع ايًا ما كانت هذه الاشياء..المخلوقات.

«من تكونوا؟» سأل ادريان، يترأسنا..هالتهم فيها حياة ونبض مما يعني انهم كائنات متحولة وفي نفس الوقت البرودة تتسربت منهم والـ..عدم الوجود، هالتهم مثل الاشباح، تعطي احساس غريب وبارد.

والطريقة التي احتدت بها تعابير ادريان اتجاههم وهو ينظر لهم، تكون لدي احساس انه يعرف من يكونون.

الفتاة التي تشبهني ابتسمت. ابتسامة خفيفة بدت غريبة..عيناها التي طبق الاصل من عيناي بدت..فارغة او..مملوءة بشيء ليس من هذا العالم، بروح ليست مثل روحنا.

«انت بالاخص تعرف من نكون ايها الجنوبي المخلص.» نظر بعض الجنود الى ادريان بصدمة، لان هذه اول مرة يتم الاعتراف فيها بكون ادريان جنوبي مباشرة امامهم. عقدت حاجبي ورفعت ذقني، انظر الى اجسادهم بحذر واستعد لاي حركة مباغتة.

كيف يعرفون ذلك بشأن ادريان؟ وما الذي تقصده بأن ادريان يعرف؟ ولماذا بحق الله تشبهني؟ لمست أصابعي المعدن البارد للسكاكين حول فخذي.

عيناي نظرت الى الصليب والمذبح خلفهم، ابحث عن باب حتى نخرج منه او شيء ما اضع خطة على وفقه.

«نحن السكان الأوائل للجنوب، ادريان سليندر.» نطقت وعادت عيناي لها على الفور، ماذا؟

بدأت اشك انني اهلوس حقًا.

قالتها..بتحدي نحو ادريان. تشنجت اكتاف ادريان كردة فعل و أظلمت عيناه نحوها...اجنحته امتدت اكثر في حركة بطيئة، ارتفعت اكثر فوق ظهره، بتملك واضح، حركة يفعلها الغراب لدلالة على انه يتصدى عدوه، على انه يتحداها ايضًا ولا يسمح لها بالاقتراب من ما هو ملكه.

«كنتم.» نطق بكراهية، يصدمني.

هذا يعني ان كلامها صحيح..

«كنتم السكان الأوائل لهذه الارض قبل ان تُصنع المملكة. لقد خرجتم منها قبل سنوات من صنع المملكة.» مالت برأسها له واومات. «هذا صحيح، البشر كانوا مخلوقات محطمة اكثر، وبالتالي لذيذين اكثر.» ياللهول..انهم مخلوقات الليل حقًا.

كانوا سكان الجنوب الاوائل!

«ماذا؟ هل تريدون الان أخذ الجنوب؟ قفوا بالطابور.» زجر عليها ادريان لتبتسم له، عيناها تلمع، تبدو مستمتعة للغاية في استفزاز ردات فعله هذا لتتوسع عيناي.

هذه مخاوف ادريان...

خسارة الجنوب..

مخلوقات الليل تجسد مخاوفك..فلماذا كان هذا المخلوق يتحدث عن الجنوب وانه يعود الو بني صنفه وهو...يتلبس هيئتي؟

ألتفت الى ادريان اشعر بانكماش بطني، هل هذه احدى مخاوف ادريان؟ أن أكون من يسرق منه جنوبه؟ هل نحن الان في مخاوف ادريان؟ كابوسه؟ بلعت جفاف حلقي، احاول ان افهم.

هل سيتمكن الجميع من رؤية مخاوفنا؟

«انت مشهور للغاية بيننا ادريان سليندر.» قالت. «الكثير يتمنون الوقوف أمامك.» انكمش طرفي شفاه ادريان بتقزز نحوها وغضب.

أخذت خطوة اتجاهه وجسد ادريان تصلب اكثر لكنه قاوم. «الكثير سمعوا عن الطريقة التي تحمي بها جنوبك وتدافع عنه..لكننا..» مدت ذراعها تقترب منه، تمرر أصبعها على ذقنه ليدفع يدها بعنف عن وجهها.

ثم هي امتصت ذلك الاصبع واغمضت عيناها باستمتاع وتلذذ. «لكننا سمعنا عن الطريقة التي انت محطم بها. الجنوبيين ألذ الغربان لانهم اكثر من يحملون مشاعر سلبية في هذه المملكة لكن انت..انت الافضل من الافضل.» ادريان رفع نحوها خنجر، يقرب ذراعه امام صدره وعيناه تحتد بتركيز للقتال.

«لكن الحق يقال..» قالت بخفوت وعيناها ببطء انتقلت لي. «هي الوحيدة الافضل منك، مشهورة اكثر منك، وبينما احتاج الى لمسك لتذوق مشاعرك الحزينة هي...استطيع ان اتذوق طعمها من هنا، فقط التنفس اتجاهها يجعلني اوشك على الشبع، انا وطاقتي.» مخلوقات الليل يمتلكون طاقة، ويجب عليهم تغذيتها، غذاءهم هو المشاعر ولا يوجد أقوى من المشاعر الحزينة.

«من ماذا انتِ خائفة جازمين؟» سألتني ووقفت امامي، بدت مثلي تمامًا.

لم اشعر بشيء..

«من امك.» قلت وسحبت الخنجر من حزام فخذي، ادسه بحركة سريعة في عنقها.

لكنها لم تتحرك أو تتأثر، بقت واقفة ترمش نحوي، لم يخرج أي دم. رجعت للوراء عنها...انظر لها باستغراب وتفاجؤ....

«مثير للاهتمام.» قالت، تخرج الخنجر من رقبتها وترميه للجانب، تلتفت وتعود الى ادريان. «ما اللعنة؟» همست..لماذا لم يحدث لها شيء؟

ادريان رفع خنجره اكثر لكن الفتاة بقت تنظر لها بهدوء..

«ادريان...هل انت خائف مني؟» همست بخفوت، بنبرة متعاطفة.

«لماذا قد أخاف من مخلوقة تافهة مثلك؟» رد عليها من بين اسنانه، يلف خنجره بين أصابعه.

«اذًا ممن أنت خائف ادريان سليندر العظيم؟ ما هي أكبر مخاوفك؟» سألته واقتربت منه خطوة ليهجم عليها هو بالخنجر لكنها امسكت رسغه وفور ان لمسته تشنجت اصابع ادريان وسقط على ركبتاه يصرخ بقوة، يعتصر رأسه بين يديه، عروق سوداء انتشرت في رقبته ووجهه تجعلني اتحرك على الفور مع بقية الجنود للهجوم لان قائدنا سقط لكن تم امساكنا من الجانبين بأذرع بدت وكأنها قبضة من حديد تثقبنا أماكننا وكأننا مسامير.

تجعلنا نشاهد ادريان يعتصر رأسه ويهتف بصوت مرتفع وألم. «توقفِ!» هتف عليها. لم تبعد يدها عنه لا تفصل التلامس.

«أخبرني ادريان واسمح لي.» انخفضت الى مستواه، تجلس القرفصاء، تمرر يدها على جناحه.

أنياب ادريان خرجت وزمجر فجأة زمجرة هزت الكنيسة نحوها، يرفع رأسه اتجاهها باعين توهجت، يبدو وكأنه يشتعل الا انها وضعت يدها الاخرى عليه وفورًا امسك رأسه مرة اخرى. كل هذا ونحن نقاوم للافلات من بين القبضات ومساعدته.

حتى ظهرت ومضات من فوق ادريان غريبة. بنفسجية اللون وبرتقالية وسوداء. تلتحم مع بعضها البعض وكأنها عاصفة واعصار ودخان وألسنة نار وبرق براكين. عندئذ أغمضت الفتاة عيناها.

وعندئذ انفجر من ادريان وميض اسود مر عبر المكان واخترق كل شيء.

بعد ذلك...تجمدت مكاني، لا اقاوم، انظر الى الاطياف التي بدأت تركض في الكنيسة حولنا بالالوان؛ اسود وبرتقالي وازرق ورمادي..مع اصوات..

مخاوف ادريان.

ثلاثة اطياف على هيئة اجساد ركضت حولنا تضحك بسعادة، صوت قهقهاتها مسموع للجميع ويرن في الكنيسة، لكنها لم تكن تركض هكذا وحسب انما مع كل خطوة اتخذتها للامام كان يتكون تحت أقدامها ارض من الدخان او الضباب او ارض كالاطباف الشبحية، دخانية سوداء بجمرات برتقالية تتطاير..حتى ركضت هذه الاطياف الثلاثة في كل الكنيسة، الجدران والسقف والمقاعد، حتى أصبحنا وسط هذا المكان في عقل ادريان وليس الكنيسة، حتى اختفت الكنيسة من امامنا واصبحنا في وسط هذا الضباب الملون الذي يجسد صورة شيء ما.

كنا في وسط ضباب يشبه غيوم سوداء، برقت الرعد البرتقالي البركاني، وانتشر حولنا الجمرات النارية.

والأطياف الثلاثة ركضت حولنا تضحك. تقهقه قهقهات سعيدة.

ثم ظهر طيف رابع، ثم خامس، سادس وسابع الى ان اصبح هناك حولنا مئات الاطياف التي تضحك بشكل مطمئن، تبدو سعيدة للغاية، ضحكات من القلب.

الا ان صوت زمجرات ادريان ارتفعت.

وهذه الاطياف بدأت ألوانها تتبدل ببطء..بدأت الجمرات والبرق والغيوم تلطخها فتصبح الاطياف مختلطة من محيطها، حتى أصبحت بلون المحيط تمامًا.

ببطء، تحولت الى اللون الاسود، وفي داخلها جمرات تشتعل..لكن هذه الجمرات بدأت تحرقها من الداخل وكل جمرة تكبر وتأكل الطيف ليتحول الضحك ببطء الى صراخ مرعب يقشعر له الابدان، ومن ثم بدأت هذه الاطياف تتمزق، تتلاشى ولكن ليس بمعنى التلاشي العادي، انما يبدو الضباب وكأنها يتمزق..ليتغير الصراخ ويتناسق مع التمزق هذا.

حتى هنا، كان الامر طبيعي.

حتى هنا، استطعت ان اتفهم.

لكن مخالب ادريان خرجت وبدأ يعتصر رأسه بعنف. زمجراته تتبدل الى جنونية. وكأنه خائف.

ليبدأ عندئذ كل طيف بالركض نحوه والاصطدام به. الالتفات حوله في دائرات لا تنتهي والصراخ. ثم رطم نفسها به. ضرب نفسها بجسده والصراخ اعلى حتى بدأت تدخل به، تتلبسه ليزمجر زمجرة وحوش غاضبة، ليصرخ صرخة متحطمة من كل قلبه، لينفجر هو وكل شيء في داخله ويثقب أذاننا. عروقه انفجرت باللون الازرق. اجنحته انفرشت على عرضها. زمجرته احترقت بحرقة انشقت عبر صدره الى حنجرته والعالم.

هذه لم تكن اكثر ذكرى مؤلمة لادريان، انها اكثر المشاعر المؤذية التي تراوده، تحطمه كل ليلة، تمزقه، كل طيف يمثل شعور شعر به وهو يرى شخص يموت او حدث مأساوي او شيء غير عادل، هذه كمية المشاعر التي كتمها، ادريان لا يمتلك ذكريات مؤلمة...ادريان يمتلك مشاعر مؤلمة.

ادريان لا تجرحه ذكرياته، أنما مشاعره.

ومن الشعور الواحد...تنبثق ألف فكرة. الف طيف.

مثلًا لو شعر بالحزن على موت أحدهم وفقدانه حياته بعد ان كان سعيد في حياته، لهذا كانت الاطياف تضحك، شعور الحزن سوف يسحب من ادريان افكار متعددة..مثل كيف كان شعور الشخص وهو يموت؟ ادريان سوف يشعر بذلك.

كيف كانت ذكرياته الاخيرة؟ افكاره؟ ادريان سوف يشعر بكل واحدة.

لهذا السبب ضربت الاطياف نفسها بأدريان وهي تتمزق، لانه لا يمتلك ذكرى محددة واحدة او مجموعة ذكريات..لا. ادريان يمتلك مشاعر ومن هذه المشاعر يستنتج كل ليلة مئة فكرة تمزقه، يشعر بشعور الاشخاص وهو يضعهم في مواقف متعددة، يشعر بهم..ويشعر بما كانوا سيشعرون في مواقف متعددة.

أهذه هي لعنة ادريان بالاكابرس؟ انه يشعر؟

أنا أفكر، ومن الافكار اتحطم واشعر بشعور واحد سلبي، مثل الوحدة او الهلع.

لكن أدريان يهلع، ومن الهلع تنبثق مئة فكرة، ومن المئة فكرة هذه ينبثق مئة شعور اخر، لهذا تمزقت الاطياف وضربت نفسها به..لابد انه شيء لا يحتمل، لابد انه الان يوشك على فقدان عقله وذهنه ومنطقه...«توقفِ!» هتفت ازمجر واخرج انيابي، أشعر بذراعي توشك ان تقتلع وانا احاول الافلات من القبضات الحديدية.

«جازمين اخفضي رأسك!» سمعت ارماني يهتف وفعلت ذلك من دون تفكير لاسمع اطلاق النار ولاشعر بشيء حار يمر من فوقي، ينسف وجه المخلوق الذي يمسك بي، افلتتي على الفور واستدرت انظر له، ارى جثته تسقط على الارض وتتحول الى ضباب.

استدرت الى الساقطة التي تمسك بأدريان ولم أتردد في الركض اتجاهها ودس خنجر في منتصف جمجمتها، الا انها لم يحدث لها اي شيء، انما فتحت عيناها بأنزعاج لانني قاطعتها. «بحق! كيف تموتين!» هتفت إلف ذراعي حول رقبتها واغرس مخالبي فيها ثم أجرها للوراء عن ادريان، اقطع التواصل الجسدي بينهما ليتلاشى كل الضباب حولنا وكل الاطياف والصراخ. 

صرخت هي نحوي واعتقد ان هذا ما يفعلونه بدل الزمجرة، صرخت في وجهي بغضب ودفعتني للوراء، جسدها ثقيل كالحديد. زحفت للوراء عندما استدارت وجاءت اتجاهي. «اوه اللعنة..!»

«كيف تموتين انتِ.» صككت أسحب كرسي خشبي وانهض ارميه اتجاهها لتتفاداه بسهولة.

«دعيني ارى مخاوفك انتِ جازمين.»

«بالطبع، يحب الجميع رؤية مخاوفي، لا تقلقي ليست لذيذة الى تلك الدرجة لانها تراودني كل يوم، مثل القميص الذي يتم غسله مرارًا وتكرارًا الى ان يفقد لمسته الجميلة.» تمتمت مع نفسي أركض وأصعد الى المذبح عسى وان تكون روحها لا تستطيع الاقتراب من الاراضي المقدسة لكنها صعدت كالعفريت تلحق بي.

«أستطيع ان أتخيل طعمك الذ من ابوكِ.»

«اوه بحق السماء هل ابي جرب كل شيء! ألم يترك شيء واحد وشأنه!» هتفت ازيد من سرعة ركضي، أمر عبر المقاعد، أحلق من فوق بعضها.

لكنها فجأة جرت قدمي وإنا أحلق، تسقطني وتجر جسدي حتى أصبحت تحتها وهي فوقي. «دعيني ارى اسوء مخاوفك.» لفت اصابعها حول عنقي واحسست ببرودة تمر عبر بدني فأغلقت عيناي باستعداد للألم.

لكن لم يحدث شيء.

انتظرت ثانية ثلاثة خمسة..لا شيء.

فتحت نصف عين، وهي نظرت لي بعقدة بين حاجبيها.

«ماذا؟ هل تعطلت قدراتك؟»

رصت اصابعها حولي بعنف. لكن لا شيء.

«انتِ تمتلكين مخاوف استطيع ان اشمها..لكنها ليست..لكنك لا تخافينها؟»

«آوه حقًا؟» سألتها بصدمة، لا افهم لعنة.

بقت مصدومة فوقي، استغللت ذلك لقلبها ولصقها بالارض، ثم مسكها من رقبتها ورطم رأسها بالمقعد الخشبي عسى وان تنكسر جمجمتها السميكة، ضربت بعنف وبكل ما اوتيت من قوة.

الا انها رفضت الموت وحسب.

«جازمين! الباب! اخرجي منه!» هتف ارماني ورفعت عيناي له، المح الجنود يركضون الى الباب وارماني يمسك بندقية يضرب بها المخلوقات التي تركض خلف الجنود، وهو يقف على المقاعد.

«خذي ادريان واركضي للخارج!» صاح علي وعيناي جالت في المكان بحثًا عن ادريان وسط اطلاق النار. فور ان وجدته تركت صاحبة الرأس السميك وركضت نحوه— ادهس يدها بقدمي عندما التفت حول حذائي العسكري فور ان ركضت حتى تركتني.

ادريان كان يقاتل بعض المخلوقات المتجمعة حوله وتحاول لمسه، لابد ان مخاوفه مازالت طازجة وقريبة من السطح جدًا فلهذا اي لمسة يحصلون عليها سوف تعطيهم شيء من مشاعره وبالتالي تغذي طاقتهم. لا يبدو وكأنه سمع هتاف ارماني.

«ادريان!» هتفت اذهب نحوه، كان يقاتلهم بضربهم بنهاية البندقية الثقيلة لكنني امسك يده اجره ورائي. «اركض!» صحت اركض واسحبه معي، ليركض الى جانبي، خطواتنا سريعة وكبيرة وارماني يرمي الرصاص من فوقنا، يقتل المخلوقات التي عندما ألتفت للخلف للنظر لها...رأيتها تتحول الى هيئتها الحقيقية..خمسة اقدام، عشرة أعين، رأس يستدار في كل الاتجاهات، جلد اسود منكمش، وكأنهم مخلوقات نيكساس لكن اسوء بعشرة مرات.

«نصيحة؛ لا تلتفت للوراء.» قلت أعيد نظري للأمام، ليصبح هو امامي وهو من يسحب يدي، لانه كان اطول وخطواته أكبر.

«نصيحة؛ لا تلعبي بالقرب من المصانع اللعينة ابدًا لانها ستدمر حياتك للابد!» هتف يجعلني انظر له وانا اركض..يجعلني حقًا ابتسم..«انا لم اركض في يوم بالقرب من المصانع! انا فقط الابنة الاولى!»

«لكن امك دخلت مصنع وها انتِ ذا!» قال واستوعبت ان السبب في دماري هو دخول امي ذلك المصنع حقًا مما جعل ابتسامتي تزداد، تتحول الى ضحكة مرتفعة، ربما جننت لكن الأمر مضحك.

ادريان التفت لي وهز رأسه لكن الابتسامة ارتسمت على شفتيه ببطء حتى ابتسم ابتسامة كبيرة هو ايضًا ونحن نركض، أصابعه تلتف حول يدي بأحكام. «لماذا كانت تلك الفتاة تشبهني؟ هل انا اكبر مخاوفك!» هتفت وانقبض قلبي على الفكرة.

«لا! مخلوقات الليل تتجسد على اكثر الاشخاص الذين لا يستطيع المرء ان يقاوم وجودهم. لو لمستك لظهر امامك والدك او والدتك. أشخاص لا تستطيعين اخفاء حقيقتك عنهم او تخجلين من حقيقتك أمامهم!» يا الهي...

«وهل انت تخجل من حقيقتك امامي او تحب حقيقتك امامي؟»

«انا رجل جازمين، لا أخجل من أظهار عاطفتي مهما كانت ردة الفعل!» هتف وخرجنا من الباب ليضربنا ضوء ساطع، ابتسمت له، وقبل آن ندرك، التفت حولنا دوامة ضباب أخرى ايضًا.

في تلك اللحظة، اصابع ادريان تركت يدي وسحبت جسدي الى خاصته بينما ألتف جناحه الايمن حولي ليعود ذلك الشعور، الغيثان والدوار والجاذبية.

ثم في ثواني شعرت بأجسادنا تسقط من السماء وترتطم بالماء، شهقنا نسبح للاعلى، وعندما اخرجنا رؤوسنا وجدنا عشرات الاشخاص الذين يحدقون بنا ويرمشون. اشخاص عاديين. مدنيين.

سعلت الماء ونظرت حولي، ارى تمثال فوقنا يخرج منه الماء الى الحوض الذي نحن فيه، ثم الى المتاجر حولنا. «هل نحن في نافورة مجمع تجاري؟» سألت.

«اسوء. نحن في نافورة مجمع تجاري في الشمال.» رد ادريان يجعلني اغمض عيناي بخجل.

الشماليين مغرورين ويمتلكون كبرياء يصل الى السماء، هذا مهين.

«تلك المخلوقات الوغدة.» شتمت افتح عيناي.

«انهضي. انتِ جندية. لا تشعري بالخجل.» قال ونهض، يخرج من النافورة والماء يسقط من على جسده وأجنحته وبذلته..يجذب أبصار كل الفتيات والنساء هنا.

على الفور تحركت للخروج واللاحق به. ارفع ذقني. لن أهتم بشأن الشماليين ونظرتهم. لكنني حقًا شعرت بالاعين تلتصق بجسدي واجنحتي.

وعندما نظرت، وجدت الرجال الشماليين ينظرون لي بأعين لامعة.

عندئذ توقف ادريان مكانه، ونظر نحوهم. وجهه مملوء بالكدمات والجروح. مازال يمسك بندقيته. عيناه زرقاء ثاقبة. وأجنحته أضخم من اي غراب هنا..عندما نظروا الى أجنحته ورأوها، ابعدوا إبصارهم عنا.

هم شماليين، وادركوا ان ادريان افضل منهم، لهذا انسحبوا.

لكنهم شماليين..ويحبون الفتيات أمثالي.

شعرت بأدريان يسير خلفي، حجم أجنحته يغطيني واجنحتي المبللة عن الانظار.

ارتفع طرف شفتي بأستيعاب رغم انني شعرت ان ركبتاي توشك على خذلي والسقوط، ورغم انني رأيت العجب في هذه اليومين..لكن وجود ادريان يخفف من كل شيء بطريقة ما.

«أكره الشماليين ولعنتهم.» شتم ادريان من خلفي تحت أنفاسه.

«لنشتري بعض الملابس الجافة.» اوه..هل يشعر بالتهديد من الشماليين؟ لا ألومه. الغربان الشمالية قاسية، واثقة من نفسها، وتعرف ما الذي تريده، لا يوجد معها رمادي، اما اسود او ابيض.

ويبدو ان ادريان يعرف ان هذا هو نوعي المفضل من الغربان.

لكنه لا يعي انه هو من يحمل كل هذه الصفات.

«لا، ابقى هكذا، تعجبني اجنحتك المبللة وشعرك.»

-

فصل ثاني 🫢🫢🫢❤️❤️❤️❤️🦥🦥

— شنو رأيكم بمخاوف ادريان؟ 😔

— توقعتوا ما توقعتوا؟

— مخلوقات الليل؟

— الحدث مع جاز لما حاولت تشوف مخاوفها؟

— مشهد الختام؟

الفصل ماعدلته او شيء فور ان خلصته نشرته ❤️❤️

Continue Reading

You'll Also Like

753K 44.1K 50
هي الأفضل لكنها الأسوأ إنها مثالية لكن متناقضة هي جيدة لكن الظلام داخلها هي ألفا قوية ولن تقبل سوى بالفا يستطيع مجاراتها رفضت البحث عنه خشية أن تض...
747K 76.2K 39
الثانوية، سخافة المراهقين، الحياة الاجتماعيّة المنخفضة والجلوس في الحجز لساعات. هذا ما تدور حوله الحياة، أو على الأقل حياتها هي. آليس هود فتاة الثان...
117K 8.9K 19
" كوني لي برداً وسلاماً وسأكون الوطن لأجلكِ" " كُن لي وطناً وسأكون برداً وسلاماً لأجلكَ " ‎بينما هي تصلي الخمس صلوات في اليوم كان هو لا يعلم ما معنى...
30 days By Lyon

Mystery / Thriller

1.3K 128 10
تتحدث القصة عن رجل أسمه هنري قرر الا نتقال إلى شقة في 4 من يناير ولكن بعد مدة تحدث أشياء مع هنري بعد ان حدثت هذا أشياء قرر هنري كتابها في أحد المذكرات