٧٢ | المعاناة المشتركة.

25.9K 3.3K 1.9K
                                    

في اليوم التالي جايدن كان قد اختفى.

ادريان دربنا وكأن شيئ.

القاعدة كانت تبحث عن جايدن، لانه اختفى من سريره بعد ان خرج من غرفة العمليات وكأن الارض انشقت وبلعته للاسفل ثم انغلقت مرة اخرى.

نوكس وايراكس كانوا سيغادرون القاعدة الان، حيث أنهم حملوا حقائبهم السوداء على ظهورهم ووقفوا عند بوابة القاعدة بانتظار ارماني حتى يأتي ويخرجهم، لم يودعهم الكثير سوى بعض الجنود الذين يعودن على الاصابع.

كنت قد عدت من تدريبي الشخصي الذي فرضته على نفسي عندما رأيتهم، خفضت قارورة الماء من فمي وسرت نحوهم، اشعر بجسدي يلتهب وبالعرق يتصبب منه بسبب تدريباتي المكثفة.

«سوف تغادران الان؟» سألتهما ولمحت عيني تصلب جسد نوكس، عيناه من الاسفل محمرة احمرار طفيف، وكأنه لم ينم منذ ايام. قبض فكه في خط مستقيم وخطوط تعابيره كانت شرسة وعنيفة، لكن صامتة، تجاهلني ونظر للامام بحدة.

«نعم، نحن بانتظار ارماني.» أجابني ايراكس.

«اين ارشون وايثان؟»

«رفضوا يتركوا القاعدة.» هذه كانت معلومة مفاجئة.

«اين ستذهبون؟» هل هو مكان امن؟ أهو ديكارسيس؟

«ليس من شأنك ستيلارد.» لذع نوكس الكلمات، يتهجم بنبرته، وكأنني التي قتلت هازل.

الغضب تزحلق الى اسفل جلدي، أصابعي ألتفت حول قاروة المياة، أردت فتح حلقي والرد عليه وحقًا، الكلمات التي دارت في ذهني لن ينتج عنها خير لهذا أطبقت شفتاي—لثانية فقط.

«لست انا من قتلها.» صككت من بين اسناني وتحدثت من اسفلهما، اشعر بفكي يوشك على ان ينكسر من شدة ضغطي على نفسي، لن أسمح بالتعامل المهين هذا حتى وان كان مجروح، كلنا مجروحين ونتأذى هنا.

أغمضت عيناي، أتنفس، أتذكر انه مراهق— انه جنوبي، انه فقد رفيقته للتو وجرحه مازال حديث ومفتوح ويلسعه. «لست من قتلها نوكس لذا لا تصب غضبك علي. انا أعاني هنا مثلك. فعلوا بجثث والداي المرض ومازلت لا اصب غضبي على احد.» ارخيت نبرتي، اظهر له انني افهمه بالفعل.

اصابعه ألتفت في قبضة حول خيط حقيبته حتى اصبحت بيضاء والان فقط لف عنقه وأعاد عيناه ألي، يمسك خاصتيّ باصرار وثبات، يستقيم من وقفته ويندفع نحوي. «اتعرفين ما هي مشكلتكِ ستيلارد؟» جمعت حاجبيّ.

«مشكلتكِ هي انكِ تتصرفين وكأن ما حدث لوالديكِ أمر محزن ومأساوي بقدر موت هازل، بقدر تدمر جنوبنا، بقدر فقدان احد منا، تكتبين على جدراننا وتتخطين الحدود، سئمت رؤيتك تدنسين كرامة الضحايا الجنوبيين بمقارنة معاناتك مع خاصتهم، سئمت مشاهدتكِ وانتِ تتصرفين وكأنكِ واحدة منا، لانكِ لستِ كذلك ولن تكوني ابدًا—»

غراب | Crow Where stories live. Discover now