٢٤ | الافضل للنهاية.

22.6K 2.2K 2K
                                    


لطالما سمعت عن الثورات ولم ارها يوما. العاصمة ادولايا التي كنت اسكنها كانت مسالمة، لم ارى اعمال شغب من قبل سوى على التلفاز والاخبار ،المسلسلات والافلام، وتلك لم تكن اي شيء قريب من الواقع أبدا.

"هل كان القديس محبوب لهذه الدرجة؟"سألته بتعجب وصوت منخفض، اعيني تجول في الشوارع المشتعلة بالنيران.

"هذا ليس من اجله، هو فقط سبب جيد لهم للثوره. أغلب الجنوبيين غير مؤمنين به وبعضهم مؤمن لكن بالحالتين قتلُه بتلك الطريقة دليل على ان المملكة تعاديهم، تريد اسقاطهم. وهم لا يريدون سوى الثوره وتحطيمها. استغلوا الفرصة."

صوت ادریان اصبح هادىء أيضا الى جانبي، نسير من دون جذب الابصار برويه الى جانب بعضنا البعض نشاهد ما يأخذ العقل.

هو كان على خطأ. الخروج من الخلف ليس سهلا كما توقع والناس فيه ليسوا قله كما ظن، الشوارع كانت مملوءة بالثوار الذين حرقوا السيارات القديمة وكسروا المتاجر التي كانت مهدمة أساسا.

رائحة الكبريت والاحتراق ملأت الهواء، تجعلني اسعل بين حين وآخر لانها سيئة للغاية، الدخان الاسود يتصاعد من كل مكان ملوثا سماء الجنوب اكثر مما هي ملوثة.

"ما الذي تتوقع أنه سيحصل؟" سألته اقترب منه حتى لا ننفصل عن بعضنا نتيجة الناس المتدافعه، الليل كان طاغي والنيران تعكس لونها على وجوه الجميع.

"لا اعرف لكنهم غاضبين، ومن افعالهم السابقة لا يبدو انه سيكون امرًا بشير.وبالاخص ان الانفصال قريب، هل تعرفين مقولة الافضل للنهاية؟ اظنهم سيخرجون افضل ما لديهم من دمار للعالم قبل ان يتم نبذهم." ادرت رأسي له وحدقت به بقلق، خائفه من الهجوم الجنوبي القادم وما سيفعله بالناس.

"لماذا يفعلون كل هذا؟ لماذا لا يوافقون على هدنة بين الطرفين وشروط المملكة؟ لماذا لا يقنعهم احد بأن هذا لن يؤدي سوى الى نهايتهم المحتومة." سألته السؤال الذي يتردد دوما على عقلي بكيل كان قد سأم، هو في منصب اعلى مني، ربما يعرف شيء.

صوت فرقعة صاخبة جذب انتباهنا ، واحده جعلتني اقترب من ادريان وهو يفعل المثل كي نحمي ظهور بعضنا، احكمت يدي على سلاحي اكتم أنفاسي بأعين اتسعت لان رائحة بانزين انتشرت في الهواء، تصدر من الشارع الذي امامنا.

"لا تخفضي وشاحك أبدا، واستخدمي اللهجة الجنوبية."همس لي بصوت غير مسموع، ولم يكن ينظر لي اثناء حديثه انما الى مصدر الرائحة بحذر وترقب. ورغم انه كان متقصد ان يكون صوته غير مسموع للاخرين الا انني لا اظنهم سيسمعونه حتى لو تحدث بصوت مرتفع لان اصوات جديدة مخيفة اكتسحت الهواء.

رجعت للوراء خطوة ارفع بصري بشفاه افترقت حينما قفز فوق احدى المنازل غُراب مع خرطوم ابيض ثقيل، الشارع العريض اصبح يكتظ بالناس رويدا رويدا.

غراب | Crow Where stories live. Discover now