٨ | انذار الغراب.

20K 2.4K 767
                                    

تدنيس للاموات، هذا ما كانوا يفعلونه.

الجميع كان في حالة صدمة قوية من الحادثة الفظيعة التي حدثت لدرجة اننا لم نكمل التدريب في ذلك اليوم، لم نستطع حتى وان رغبنا بذلك لان الاشمئزاز الذي كمن في نهاية معدتنا لم يسمح لنا.

العاصمة الان في حالة تأهب لاي هجوم ثالث.
"لم ارى متمردين مثل هؤلاء في حياتي، يبدو ان لا حدود لديهم." جيمي كان غاضبًا، ما فعلوه هو اسوء نوع من انواع الدناءة الرخيصة، تجاوز كل الحدود وشيء حقًا مخل للاخلاق والحياء.

مازلنا مذعورين، خائفين الا ان الاغلبية منا كانوا يشعرون بالاشمئزاز الشديد لدرجة ان الاسبوع الماضي في فترات الغداء لم نسمع صوت تلاحم ملعقة واحدة بالصحون. من يقوم بتعليق جثث جنود حديثي الموت واشخاص نبلاء فوق قصر فقط حتى يهدمه؟ فقط لاثبات وجهه نظر وتوصيل رسالة؟ واي رسالة؟ رسالة من قبل اكثر المتمردين تخلفًا.

"قصر من الجثث، هذا ما جسدوه اليوم." ديكو تكلم بخفوت. "كتبوا سابقًا في هجوم مقبرة كروفورد ان الخائنون لا يدفنون بيننا والان هم يستخدمون جثث من المقبرة فوق القصر عندما سقط وتمت كتابة عبارة لا يعيش الخائن بيننا على القصر وهذا يعني ان رسالتهم واحدة؛ وهي ان الخونة سيسقطون، هم من سيسقطوهم." فسر، صوته الهادىء مازال تشوبه رهبة بشاعة الهجوم لكن الجميع كان يحاول اخفاء ما يشعر به.

"هل يقصدون ان اصحاب هذه الجثث خونة؟" سأل فتى.

"نعم." اومأ ديكو. ثم اندلعت النظريات والاحتمالات وراء دوافع المخربين واظنه محق، هذه هي رسالتهم.

رسالة غبية ومتخلفة مثلهم.

القصر الملكي والعائلة الملكية ضحوا في السابق بالكثير للمملكة، كان سن بعض الجنود الذين تعلقت جثثهم لم يتجاوز سن الثلاثين حتى، كانوا من الابطال الشبان الذين ضحوا بحياتهم في سبيل المملكة!

"لو وقعت يدي على واحد منهم سأحرص على ان ينال اشد عقاب، اسوء العقاب." تمتمت، اقحم اصابعي في شعري بسخط وبتنهيدة ثقيلة لان قلبي مازال ينبض بنبضات عنيفة مرتعدة رغم مرور يومين على الامر لكن عقلي لم يستطع التوقف عن التفكير بضريح والداي، ماذا لو فعلوا شيء لهما؟ ماذا لو ينون على فعل شيء؟ نمى ثقل لا يوصف على كاهلي في اليومين الاخيرين بسبب هذا الهاجس.

قلبي غاص في صدري وكاد يسقط في جوفي حينما رأيت الجثث المعلقة واجبرت نفسي بقوة على التماسك وعدم الانهيار رغم انني شعرت بعقلي يصبح ضبابي ويتوقف لبرهة. حثث نفسي بصعوبة على ان انظر لوجه كل جثة زرقاء حتى اتاكد من ان شيء لم يمس جثمان والداي وحتى مع ذلك وتأكدي الخوف كان مازال متمسك بي لهذا اتصلت بالعم سَّد وبيتر حتى اطمئن من انهم حقًا بخير، من ان لا احد نبش قبرهما وسرق الجثمان او ما تبقى منه.

غراب | Crow Where stories live. Discover now