٨٠ | الجنوب والجيش والادرينالين.

27.4K 3.1K 5.7K
                                    

وجهه نظر ادريان سليندر

ابتعدت عنها خطوة للوراء، أفصل العناق.

أنظر لها بشك قليلًا وصدمة..لان لدي جنود كثيرين في أول مواجهة لهم مع الوحوش والجثث أصابوا بصدمة اول أعراضها كانت البحث عن الامان حتى وان كان شخص ثاني ولهذا نظرت الى جازمين بشك كبير رغم انني عانقتها... لان يمكن ان يكون الكلام الذي قالته هو نتيجة انعدام أمانها والا كيف ستقول جازمين شيء مثل هذا؟

هذه الفتاة تفضل ان تموت على ان تظهر خيط واحد من مشاعرها.

وقفت مكاني لا أتحرك، أبقي جسدي صلب وعضلات وجهي على نفس تعبيرها قدر الامكان حتى أدفن صدمتي والذهول الذي اشعر به. لا أريد اخراج شيء سوف أندم عليه لو أتضح ان كل كلامها هو ردة فعل لصدمة — رغم ان كلامها انسكب على روحي مثل البركان الدافىء، يزيد من حرارة جسدي، النوع الذي أحبه من الدفء.

«جازمين..هل انتِ بخير؟» سألتها بجدية قلق عليها، مررت عيناي على وجهها، أرى ان بعض كدماتها بدأت تنتفخ، أمسكت ذراعها ومن ثم رفعت يدي الى جانب رقبتها أتأكد من حرارة جسدها؛ قد تكون تمر بحالة هلع وتبحث عن أي باب للخروج من— عقدت حاجبيها نحوي بنظرة أعرف أنها تعني المشاكل مما جعلني أتوقف على الفور.

لكنني لم أبعد يداي.

«ما الذي تقصده؟»

«بعض الجنود يحتاجون الى الشعور بالامان بعد أول اصطدام لهم مع الوحوش وموت المدنيين..لا يوجد عيب في ذلك. لقد أخبرت جنودي السابقين بهذا وسأخبرك به أنتِ ايضًا الان. لا يوجد شيء مخجل في الشعور بالخوف.» ومع ذلك، مع ذلك، كلماتها كانت مثل اغنية سايرن عذبة على أذناي، تسحرني، ترنيمة تتكرر في ليلة هادئة، أستطيع ان اشعر بالادرينالين ينضخ مع دمي بتدفق شديد، مدفوع بتأثير كلماتها، أستطيع ان اسمع فوران أفكاري والضجة في عقلي.

وجهها كان محمر لكن عيناها لا تحمل نظرة جنونية او هلعة أنما العكس كانت هادئة..وقلقة.

«ماذا؟ لا.» ردت على الفور.

«ما الذي تتحدث عن..انا لا اقول هذا لانني خائفة ولا اشعر بالامان، انا اقول هذا لانني حقًا معجبة بك كثيرًا..لأنني أمتلك مشاعر مخيفة نحوك ادريان—» ادخلت اصابعها في شعرها من الجانبين وترجع للوراء.

«وما حدث اليوم؟ جعلني اريد ان اخبرك بهذا قبل ان..لا اعرف، قبل ان أموت؟ قبل ان تحصل ثورة وتقتلنا؟» هناك شيء ما يربط عائلة ستيلارد والصدمات الانفجارية لان هذا ما تفعله جاز الان.

بقيت واقف مكاني أنظر لها بعدم توقع..أرتفع صدري في نفس مصدوم، انها...عيناي تحركت الى خاتمي حول أصبعها المتوغل في شعرها— «لقد سئمت ادريان، أقسم انني سئمت كبت كل شعور أشعر به، اريد ان اصرخ غضبي للخارج، اريد ان انزف حزني للعالم، اريد ان أشارك عواطفي، لقد سئمت من كبت عالم ثاني في داخلي.» بقيت أنظر لها بصمت، أشاهدها تتحرك في الحمام ذهابًا وإيابًا بنفس الرقعة، تبدو وكأنها ستنفجر.

غراب | Crow Where stories live. Discover now