٥٢ | السقوط الاخير.

17.7K 2K 1.2K
                                    


_ادريان سليندر.

حينما قلت انني اريد ان اصبح جنديا وان أصل الى مكانة أبي واصبح مثل فيلكس ستيلارد ، لم اكن أقصد ان اتحول الى هذا النوع من الجنود.

الجنود الذين يولدون من النار،
ليست النار المادية التي نعرفها ،
انما النار الغير مرئية.

هذه الخاطرة مرت في عقلي. ولم أرى سوى الظلام لثانية.

ثم ارتفعت اجفاني. واحسست بالالم في كل جسدي.

والعالم كان مقلوب عقبا على رأسًا.

سمعت صوت أنفاسي المضطربة والمحتدجة اولا، الهلعة، صدري ارتفع مع أخذي شهقات كبيرة مسموعة من الهواء ومن ثم انخفض بسرعة كبيرة مع زفري لها.

الحركة هذه جعلت ألم شنيع يحترق في جانب خصري وبطني بحد ذاتها كانت ترتفع وتنخفض وليس فقط قفصي الصدري، دليلا على ان رئتاي تحارب بقوة من أجل الصمود.

"اه." ارجعت رأسي للوراء بانتحابة متألمة وتشويش، وقبضت فكي امسك ببطني لاشعر بملمس خشن، صلب.

عقدت حاجبي احاول استمداد القوة للحراك لكنني عندما حاولت ذلك استوعبت انني كنت مثبت على الارض بشدة والضغط على اجنحتي الملتصقة بالارض كان يؤلمني اكثر.

رفعت رأسي ونظرت الى بطني، اصابعي ارتعشت بشكل تلقائي لانني رأيت الصورة الاولى للعالم هذا بعد ان استيقظت، صخرة كبيرة كانت ساقطة على خصري، تطرحني وتثبتني ارضا.

"ا.-." ارجعت رأسي للوراء افقد طاقتي واشهق للهواء مرة أخرى لان الصخرة على جانب معدتي ضغطت ضد رئتاي، تجعلهما يتقلصان فأصبح التنفس مؤلم، صدر صغير خافت من فمي، رئتاي احترقت واجنحتي- نظرت الى محيطي، ارمش حتى تتوضح رؤيتي الضبابية وابلع ريقي الذي كان جاف؛ اغراض غرفة المعيشة مبعثرة ومكسورة اسفل كومات من الانقاض، رائحة الدخان تملأ المنزل والارضية رطبة بالماء الذي تتبعته حتى سمعته يتسرب من الحمام والمغسلة في المطبخ. هذا منزلي.

نظرت الى انابيب الماء ويبدو انها انكسرت فبدأ الماء يتسرب من كل مكان ويغرق الارضية لدرجة انني لم اشعر بكيف ان ملابسي كلها مبللة الا الان،احسست بنسیم ریاح بارد على بشرتي فرفعت رأسي للسقف وعندئذ افترقت شفتاي اليابسة.

لان السقف نصفه كان مهدوم، مأكول، وكأن زلزال وقع.

السماء السوداء قابلتني بدلًا من سقف منزلي.

سعلت بحدة من رائحة الدخان التي استنشقتها، اضع انفي في مرفقي. "ادريان!" ألتفت رأسي الى الصوت الانثوي المألوف.

"ادريان هل انت هنا!" ارتفع الهتاف وامسكت بالصخرة احاول دفعها.

"انا هنا!" صحت بالمقابل.

"ايفي انا هنا!" هتفت بصوت اعلى، هيئتها ظهرت من الممر لتتجمد مكانها لثانية بصدمة وهي تنظر ألي.

غراب | Crow Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora