٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.

28.7K 2.8K 2.9K
                                    


٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.

ظلال وخيوط زرقاء
تنعكس على وجهي ووجهك
تخبر مئة فكرة ومئة شيطان
على جلدنا وعيوننا
تنسج مئة شيء في مكان
ما تاخذه الرياح وتسرقه
ما تخبيه في طيات موجاتها
وتدفنه

ظلال وخيوط زرقاء
تقتحم ما تفرغه الرياح
من مكان

مئة فراشة
مئة لكمة
ومئة نبضة
ومئة رغبة

ربما رياح الليل والساعة الثالثة فجرًا ،
رياحنا الحزينة المؤنسة،
اصبحت خيوط وظلال
من الازرق خاصتنا

- الورقة الخامسة ماقبل الاخير،
دفتر الجندي الجنوبي،
وحديثًا، جدار ديكارسيس.

-

هذه المرة، لففت حول جسدي غطاء خفيف وجلست فوق سطح القاعدة البارد. مثل عادتي، بقيت اشاهد القاعدة وصخبها حتى انطفأت الاضواء وهدأت الضوضاء ونام الجميع. وعندئذ، رفعت ركبتاي الى صدري وعانقتهما ، افكر في كلام جيمي. رفعت شعري للاعلى في ذيل حصان ومع ذلك الهواء جعل الخصلات الطويلة تتطاير بفوضوية، ارضية المكان والقاعدة دُفنت اسفل طبقة من الفتات الابيض الناصع رغم ان العاملين كانوا يكشطون الثلج كل يوم، وضعت ذقني على ركبتاي احدق به وبجماله القوي لكن هادىء.

عائلة بلايز قد تكون هي من قتلت والداي.

طرفت عيناي والطبقة الزجاجية فيهما أختفت، ادخلت نفس خافت الى رئتاي، كيف ورط والداي نفسيهما في هذه الفوضى؟ هل حقًا هما السيئان هنا؟ الاشرار ؟ قلبي ألمني. ولقد سئمت من هذه الاسئلة.

راجعت الصندوق الاسود الذي كنت اسمعه كل ليلة في ذهني مثل شريط فيلم مفضل؛ في الصندوق، لقد اخبر احدهم ان هناك محركات احترقت وتعطلت. هل من الممكن ان هذه هي الطريقة التي قتلت بها عائلة بلايز عائلتي، عن طريق التلاعب بالمحركات؟ بما ان هذا تخصصها.

لم يكن سؤال، انا متأكدة من ان هذه هي الطريقة.

رفعت رأسي الى سماء الليل، انفاسي تسربت الى الهواء، لم يكن هناك نجوم ظاهرة الليلة وبدلًا كانت ندف الثلج تسقط في تيارات هوائية دائرية ملتوية. «ألن تعطياني اشارة؟ اي شيء يثبت انكما لستم كما يقال عنكما؟» همست بخفوت. «ما هي حقيقتكما؟»

الحرقة لسعت عيناي من أطرافهما والبرد لسع انفي فتكونت طبقة زجاجية أخرى على عيناي تشوش رؤيتي وتخنق حنجرتي، تصاعد في صدري شعور ضيق. كنت على وشك التقيؤ. اصطكت اسناني ومسحت عيناي.

«اليوم هو عيد ميلادي، ألم تحبوني يومًا؟» ان استمروا في المشروع حقًا، ان استمروا بالمشروع رغم بشاعة ما فعله بي.. ألهذا السبب هم احبوني كثيرًا وأكثر من اللزوم؟ لانهما يشعران بالذنب؟ هل كان كل شيء مزيف؟ شفقة؟ اغلقت عيناي بقوة. اسناني زجت ضد بعضها البعض.

غراب | Crow Where stories live. Discover now