٦٩ | منحدر مأساوي.

24.6K 3.2K 2.4K
                                    

لم أتردد لثانية واحدة في تسديد ضربة بقدمي الى خصره.

فور ان انحنى ظهره بألم سحبت ذراعي من بين اصابعه ثم امسكت باكتافه بسرعة واخفضتهما، اصابعي انتقلت من اكتافه آلى رأسه أجعله ثابت وبحركة سريعة رفعت ركبتي نحو انفه بركلة قوية جعلتني اسمع صوت انكسار انفه. خفق قلبي برعب اثناء ذلك، بأحتمالية—انه قتل هازل.

انتفض جسد جايدن بعنف واصدر تأوهات مزمجرة ومتألمة يغلق عيناه بوجع شديد. «ايتها ال!» لف ذراعيه حول خصري ودفعني للوراء  بقوة بدفع جسده علي، اندفع جسدي لكنني ثبت قدميّ على الارض جيدًا وانبثقت اجنحتي تساندني ضد قوة جايدن الكريهة. زرعت قدميّ في الارض بينما خاصتيه تدفع جسده لاسقط للوراء.

رغم انه قوي ويمتلك جسد ضخم الا انني لم أحصل على المركز الاول بدون سبب، لففت أصابعي في قبضة وبدأت ألكم رأسه بعنف شرس، بلكمات متتالية على جمجمته ومناطق حساسة سوف تجعله يفك ذراعيه من حول جسدي، مثل جانب رأسه، المنطقة حول اذنه. هذه الحركة القتالية تعتبر من اكثر الحركات المؤلمة للذي يتعرض للضرب والذي يضرب ولهذا هي نادرة لدرجة ان الكثير لا يقومون بها، لانها تحدث ضرر لكلا الخصمين ولكنني رأيت بعض جنود السنة الرابعة يستخدمونها.

والان اعرف لماذا هي نادرة.

احسست بمفاصل اصابعي شبه تنكسر وهي تصطدم بعظام جمجمته الصلبة مرارًا وتكرارًا، شعرت بألتحام عظام اصابعي مع عظام رأسه بقوة عنيفة والاحتكاك القوي الذي يحدث بينهما ينشر ألم ليس لاذع لكن ألم رعشة، ألم من قوته يرسل رعشة الوجع الى الجسد كله لكنني لم أتوقف حتى انفكت ذراعيه عن خصري ورجع للخلف يمسك برأسه.

«توقفِ!» هتف، عيناه متوهجة واكتافه العريضة ترتفع وتنخفض، دماء حمراء سالت من انفه ولطخت فمه الى رقبته، يبدو منظرها سيء مع الكدمات التي احتلت جانب وجهه.

تنفست أحاول التقاط انفاسي، ليس من الحركة لكن من الصدمة، وكأنه لكمني في رئتاي وقطع الهواء عني. «فقط توقفِ!» هز رأسه يخفض ذراعيه الى جانبه ويرجع خطوة للوراء، يرطب شفتاه ويمرر كف يده على فمه يمسح الدماء بعنف، قال ذلك بنبرة مهزوزة ومرتفعة ونظرة تلاشت حدتها. ارتعشت اصابعي الى جانبي، بألم بارح.

لكن سيكون غبي ان اعتقد انني سأفعل شيء مثل ذلك، ان اتوقف. عيناي بشكل تلقائي درست المحيط حولنا، لو أراد الهروب يستطيع فعل ذلك بسهولة لاننا في السطح ويستطيع استخدام أجنحته في أي لحظة، افضل فرصة لدي بالقبض عليه وامساكه هي بجعله يفقد الوعي.

«ما الذي تريده من ادريان؟» لم يستطع عقلي فهم تصرفه بالضبط، هو قال انه يريد التحدث مع ادريان ولكنه قبض على ذراعي وكأنه يمنعني من الهروب، يعرف انني لن اهرب ويعرف انني سأحرص قدر الامكان على سحبه الى أقرب نقطة جنود او حراس. فلماذا انسكني وكأنني سأهرب؟

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن