٦٥ | حديث القبور والعظام..وتخيلات الفتيان والفتيات.

23.6K 3.2K 4.2K
                                    

يدي اليسرى أرتفعت للاعلى في سرعة البرق.

لم اسمح لنفسي بالتكاسل، يد بعد اخرى، قدم تلو الاخرى.

العرق تصبب من مسام جسدي، يجعل القميص الرياضي الذي من دون اكمام والذي يكشف بطني يلتصق بي؛ عضلاتي لم تتشنج لكنها ضعفت بسبب تكرار التدريب ثلاثين مرة.

«خطوة واحدة بعد.» همست من بين انفاس حارة، ورفعت يدي اليسرى للاعلى اتمسك بالحجارة، انرفع جسدي ومن ثم ضربت الجرس الذي في اعلى حائط التسلق للمرة الثلاثين بقوة.

عندما رن الجرس رنة الثلاثين أرجعت رأسي للوراء اتنفس بعنف، هذا سوف يساعد كثيرًا في أعادتي الى مستواي القديم والوصول الى مستوى افضل. دفعت قدميّ ضد الجدار فرجع جسدي للوراء في سقطة خطرة لانني لم أكن ارتدي حبل تسلق لكن اجنحتي انبثقت وهبطت على الارض بصوت رطمة خفيفة من قدميّ ضد الارض.

قضمت شفتي. انظر الى اصابعي المخدوشة بسبب تسلق الحجارة الخشنة. ابتسامة رفعت طرف شفتي. اصبحت اتدرب كل التدريبات التي اخذناها هذه السنة مرارًا وتكرارًا، من تسلق الجدار المخادع والحجارة التي تختفي الى السباحة في الاعماق اما التي تضمت وحوش أردت ان اخذ اذن من ادريان حتى اتدرب عليها في قاعات المحاكات المخصصة لطلاب السنة الرابعة.

اصبعي ارتفع الى السماعات في اذني، اثبتها جيدًا حتى لا تنزلق بسبب تعرقي؛ كنت استمع الى كتاب صوتي وثائقي لقبطان طائرات يتحدث عن كيف انه بنى طيارته عندما تحطمت وسط مكان مهجور، بواسطة المعلومات التي تذكرها من الكتاب الذي سنختبر به، انا أراجع تقريبًا لان الامتحان اقترب كثيرًا.

استدرت على عقبي ووضعت يدي على خصري اتنفس، اخرج من المكان وانظر الى القاعدة التي هدأت قليلًا مع غروب الشمس لكن مازالت هناك فرق قليلة تتدرب، اضافة الى طلاب السنة الرابعة الذين كانوا منسدحين على الارض ويتناولون عشاءهم في الساحة لانهم معاقبين.

حركت عضلات كتفيّ وطقطقت رقبتي، اهرول في مكاني قليلًا قبل ان أنطلق لانهي الجدول التدريبي الذي صنعته لنفسي حتى أعود الى مستواي واقفز الى مستوى أعلى.

بدأت الهرولة وعندما مررت من طلاب السنة الرابعة الجالسين بشكل مبعثر في كل مكان ارتفعت اعينهم لي واعرف انهم هتفوا بعض الشتائم لي مثل «انتِ ساقطة!» و «احرصي على ان تغلقي لسانك للابد!» و «سوف اقتلك في نومك واعلق عظامك!» الاخيرة كان يفترض بها ان تؤثر بي وفعلت، جعلت بطني تنقلب على الذكرى لكنهم تجاهلت الشعور كما انهم جنود، والجنود لسانهم قذر. رفعت اصبعي الاوسط نحوهم كلهم وانا اقوم بالالتفاف حول الساحة، حولهم.

لقد دربت عضلاتي من خلال تدريب الملاكمة، الذي اتتبعت طريقة ادريان فيه، ثم ذهبت الى النادي الرياضي الخاص بالقاعدة وحملت بعض الاثقال، تسلقت الجدار والان سأنهي الامر مع هرولة من خمس لفات حول هذا الشارع من القاعدة. كانت عظامي مرهقة جدًا، ولكنني احسست بها تعود الى سابق عهدها، وهذا ما دفعني لزيادة التدريب كل يوم اكثر واكثر.

غراب | Crow Where stories live. Discover now