لم استطع النوم تلك الليلة.
تقلبت وتقلبت في سريري وسط الظلام، من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين، الغطاء من هنا والغطاء من هنا، اقدامي مكشوفة وباردة، اقدامي غير مكشوفة وحارة، الوسادة اسفل رقبتي، الوسادة على رأسي، هذه الوضعية مريحة، هذه الوضعية غير مريحة.
الوضع كان لا يطاق.
اردت التحدث الى الشاب من الحلم -الذي لم يعد حلم بعد الان وعلي استيعاب هذا سريعًا- أردت سؤاله ان كانت الاحداث التي تحصل لها علاقة بمهمة الصقر التي كانوا ينفذونها.
هل فعلًا الصقور الان يتخذون الجزء الجنوبي حليفًا لهم؟ اعرف ان مملكتهم حدودها تقع بالقرب من الجنوب. ام أن كل شيء يحدث بسبب الجنوب ولا علاقة للصقور بشيء؟
طالعت السقف لساعات بهدوء ساكن منتشر في القاعدة كلها، اشعر بثقل على صدري، الوقت المعين للنوم هنا هو العاشرة مساءاً ووقت الاستيقاظ يكون في الرابعة فجرًا ومن الواضح انني لن احصل على اي نوم في اي وقت قريب.
حدقت بالسقف اشعر بثقل الغطاء على جسدي، بالاختناق من ظلام الغرفة التي احسست بها تحبسني وكأنني في صندوق، اضافة الى احساسي بارتفاع درجة حرارة جسدي وتكون صداع طفيف عند جانب رأسي، اعراض تأتيني عندما يزداد الارق بشكل واضح.
هناك القائد ادريان ايضًا وتوبيخه لي، بتلك الطريقة.
وهناك القائد اغسطس الذي كان يبدو وكأنه يكن لي عداوة شخصية، هل فعلت شيئاً اهانه؟ لا اظن انني فعلت وحتى ان فعلت ذلك انا متأكدة من انه لن يدع الامر وقتها يمر مرور الكرام ويصمت انما سيخبرني ان 'احترم نفسي' لان ما الذي يمنعه من مواجهتي؟ لا استطيع معرفة شيء مما اريد وذلك يتعب عقلي.
تأففت ونهضت بجزئي العلوي استند على مرفقاي، انظر الى يميني احسد ميكا التي كانت في عالم الاحلام، ادرت وجهي الى الجهة الاخرى احسد الفتاة ميلاني التي لم تكن في عالم الاحلام انما ما يقبع وراء ذلك.
لماذا يستطيع الجميع النوم بسكينة ما عداي؟ لا استطيع حتى اغلاق اجفاني بشكل طبيعي.
عقلي كان مثل عجلة قطار لا تتوقف ابدًا عن التفكير والدوران، ولا يتوقف عن القفز بأشياء اخرى حتى افكر بها عندما تنتهي الافكار السابقة.
لماذا القائد اغسطس نظر لي بكراهية واشمئزاز؟ اعني هو يحدق في الجميع بكراهية لكن هذه المرة كانت نظرات من الدرجة الاولى من الكراهية، مخصصة لي وليس لاي جندي يراه يخالف شيء ما. هل فعلت شيء مقرف؟.
عقلي متعب ولا يستطيع حتى هو الاستماع الي والتوقف عن التفكير.
قضمت شفتي ادخل اصابعي في شعري وابعثره ارجع رأسي للوراء بتنهيدة، وهناك الوسوم! الوسوم التي وكأنهم متقصدين ان يبعدوها عنا في كل مره نقترب منها.
YOU ARE READING
غراب | Crow
Fantasyجازمين ستيلارد كانت غراب. لكنها لم تكن أي غراب، كانت مميزة بكونها جازمين اولًا ومن العائلة العسكرية العتيقة ستيلارد ثانيًا، ولان كل شخص من افراد سلالتها كان شيء عظيمًا في المملكة، مملكة الغربان، جازمين أرادت ان تتبع خطواتهم وان تحصل على اعلى المناص...
