"كل شيء ينتهي بالموت، كل شيء. الموت فظيع."
-
يُقال ان الاغاني تحمل الارواح في داخل انغامها وألحانها، تحمل في طياتها الارواح وما في داخلها.
وهذا كان صحيح.
لم ارد الاستيقاظ قط وانا استمع الى صوت معين، لحن ونغمة اسرتني الى مكان خيالي، وهمي. مكان اخر، مع
مشاعر اخرى لم ارد فقدانها، من دون ثقل ومن دون ذكريات سيئة.
الشعور ذاته الذي غمرني قبل بضعة سنوات، عندما بقيت في المستشفى ثلاث ليالي، عندما كنت بين الحياة والموت، لانني قطعت رسغي.
التجربة كانت سوداوية، سيئة الا انني حينما فقدت الوعي رحلت الى مكان اخر افضل من الواقع الذي كنت امقته، مكان مثل هذا الذي انا فيه الان.
وطوال فقداني الوعي وتواجدي في قسم الحالات الحرجة عقلي لم يكن واعي على كل الخطر الصحي الذي يتربص بي وللصراحة لم يكن يكترث أساسًا، مثل الان.
النوستالجيا مصطلح يعني الحنين آلى الماضي، الاشتياق الى شعور سابق وهي الالم الذي يصدر من قلب الشخص حينما يخاف من احتمال عدم العودة الى ذلك الماضي او عدم تكراره وعيشه. وهو حالة ليست جيدة، سيئة. تؤذي صاحبها.
وانا الان عندما سمعت اللحن شعرت بها، قلبي كان يتوق الى هناك.
الحديقة الخضراء ورائحتها حاوطتني، الهدوء والسكينة الطاغية عليه مريحة للانفاس والاجساد؛ حديقة المؤسسة الواسعة التي قضيت فيها الكثير من الوقت وحصلت على العديد من الذكريات القريبة لقلبي.
احسست بجسدي ثقيل وسط هذا المكان الجميل، بأن هناك شيء ما خطأ وانني لا انتمي الى هنا لكن المكان بكل بساطة لم يسمح لي بطرح الاسئلة او التفكير حتى لانه ملأ تلك الفجوة في داخلي.
ولهذا في مؤخره عقلي، في تلك النقطة التي تفصل بين الأوهام والواقع عرفت انني لا اريد الاستيقاظ.
الصوت العذب جذبني بشدة للإمام وحثني على التقدم، للتوغل في كل تلك الأوهام اكثر واكثر.
صوت عرفت الى من يعود جيدًا واغنية كنت مألوفة معها، اغنية كنت استمع الى اوغاسبيان يغنيها ويعزفها في حديقة المؤسسة للمرضى واغنية كان بابا يلقيها كل صباح، اغنية كنت استمع لها دومًا انا ايضًا.
الصوت الخافت كان بعيد وكلما اخذت خطوة أصبح أكثر وضوحًا. قلبي نبض بهدوء على عكس عادته، استرخى بدلًا من الهلع وسرت برؤية الى هناك، لانني صدقت انه واقع، انه ليس حلمًا او وهم. وان كان هذا واقعي فلا يوجد داعي للقلق او الحزن.
على ماذا احصل عندما اجد ان لا شيء لدي؟
من اكون من دون اسمي؟
وكيف اوقف هذا الفراغ من النمو في داخلي؟
والارشادات السخيفة التي تأتي من عقلي.
YOU ARE READING
غراب | Crow
Fantasyجازمين ستيلارد كانت غراب. لكنها لم تكن أي غراب، كانت مميزة بكونها جازمين اولًا ومن العائلة العسكرية العتيقة ستيلارد ثانيًا، ولان كل شخص من افراد سلالتها كان شيء عظيمًا في المملكة، مملكة الغربان، جازمين أرادت ان تتبع خطواتهم وان تحصل على اعلى المناص...
