٢٧ | قربان للاسوء.

16.9K 2K 1K
                                    


٢٧| قربانًا للاسوأ

كنت أركض، و صدري ضيق لأنفاسي لم يكن يسع لهيجانها، قطرات العرق ملأت جسدي و الخوف خسف صدري بينما الذعر أغتصب كل خلية من خلايا جسدي، كنت أشعر بالخوف في خلاياي من شدته، كان يجعلني أرتعش. و أقدامي لم تتوقف. هي لم تتوقف قط

سريعة للغاية لدرجة كل شيء من حولي أصبح لمحات غير واضحة و ضبابية  الخوف يدفعني لعدم التوقف، جسدي ساخن مثل الفرن ، أقدامي تجرحت لانها عارية و لم اتوقف

" المشتبه به فوق الجسر، انه يجري على الأقدام باتجاه عقارب الساعة " الصوت هتف بقوة و ريثما فعل ذلك جريِّ ازداد بعنف، رئتاي تقطعت و لهثت للهواء، اضلعي ضيقة جدًا تصغر و تصغر حولهما تعتصرهما، أم هل رئتاي هي من تتضخم صارخة للتوقف عن الركض و صدري لم يكن قادر على احتوائهما ؟ هل هذا سبب الألم هناك و الحرقة؟ اجل.

" ارى المشتبه به، يرتدي الاسود و هو يقترب من نهاية الجسر!" كانوا جنودًا، يتحدثون عبر اللاسلكي. رفعت رأسي للأعلى ثم أستدرت ورائي ليصب الرعب في وصالي بموجات مقشعرة للبدن، جنودٌ  عدةٌ ورائي يشهرون بأسلحتهم نحو أناس جاثين على الارض، مروحية تلحق بي

سرعتي ازدادت و اطرافي تقطعت، احاول الفرار.

"اغسطس!" صرخت بأعلى ما لدي من الصوت ، حنجرتي انجرحت "اغسطس!" ألم و صداع حاد اقتحم رأسي، واستوعبت انني انادي اكثر شخص ابغضه، لم اكن افقه شيء مما يحدث، هل انا مُلاحقة؟

"اغسطس!" حاولت التوقف عن مناداته، لساني لم يأبى

"حاصرنا المشتبه به!" هتف جندي و جسدي انتفض بالادرينالين فورًا يندفع للامام اكثر ، يتصلب و يجف مما سمعه لتوه. و من ثم دوى صوت الرصاص من ورائي و تفجر يخترق مسمعي بعنفٍ، بشكل اسقط قلبي في جوفي، و الرعب لم يكن في قلب فقط؛ هو تحرك من رقبتي نزولًا إلى ظهري يحتل كامل كياني الصراخ اندلع. و الرصاصات كانت موجهة نحوي.

اجنحتي انبثقت ورائي

"توقف حالًا من اجل البقاء على قيد الحياة!" اردت التوقف، اردت التوقف فعلًا لأن جسدي كان يتهاوى و لن انجو ان جريت اكثر فرصاصهم كان يندلع بسرعة قصوى لا تقارن بخاصتي شيئًا، و يمطر علي بكثرة حاولت التوقف و لم استطع التحكم بجسدي. لا املك فرصة.

ناظراي مسحا المكان من حولي. و السماء لم تكُن خيارًا بسبب المروحية هناك بينما العودة للوراء ليست خيارًا ايضًا، و جزء الجسر الايمن كان يطل على النهر الذي سمعت اصوات الجنود من عنده. الهلع تملكني، لا مفر و لا مهرب

"هذا اخر انذار، توقف، كل شيء انتهى الان. نستطيع ان نكون معًا. توقف ان كنت تريد البقاء على قيد الحياة"  سخونة رصاصة ما اخترقت الهواء من الامام بإتجاهي جعلت اجنحتي تتصرف من تلقاء نفسها، انفرد الجناح الايسر امامي و تلقى الرصاصة يبعدها عن كتفي و يرتد

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن