٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.

37.6K 2.6K 5.9K
                                    


— جازمين ستيلارد.

خرجت شهقة من فمي.

وارتفعت يداي الى الاصابع الملفوفة حول رقبتي.

الاصابع ضغطت على رقبتي بقوة منعت الهواء من الدخول الى رئتاي، قابلني وجه ادريان فوقي، عاقدًا لحاجبيه ونظرة ضائعة على وجهه، عيناه هائمة، تبدو عالقة في تلك الذكريات الى الان.

كنت استطيع ان اركل خصره بسهولة وادفع مرفقه للجانب، حتى اكون انا من أحبسه وفوقه لكنني لم افعل ذلك لانني قلقت من كونه مازال غارق في تلك الذكريات واي حركه عنيفة ستزيد خوفه وحسب.

توسعت زرقاوتيه الداكنة فجأة ورجع للوراء فورًا، يفك اصابعه من على رقبتي، الرعب انتشر في تقاسيم وجهه، وهو يأخذ في منظري. شهقت نفس ثاني ونهضت أسعل بقوة، امسك برقبتي وازحف عنه بضعة خطوات للخلف على السرير.

"جاز..جازمين؟ ما الذي تفعلينه هنا؟!" الحروف تبعثرت من على لسانه وبدى مشوشًا للغاية.

أحسست بالألم الشديد في رقبتي ورمشت عيناي اللسعة التي كانت فيهما، طبقة زجاجية جديدة تكونت عليهما وشعرت بالدموع توشك على السقوط.

أغلق عيناه وشتم، يشد شعره ويثب من على السرير ويتحرك في الغرفه، يتذكر. هو لديه ذاكره تصويرية، عقله لا ينسى الاشياء ابدًا ويتذكرها بوضوح تام حتى وإن مر سنوات على هذه الأشياء، تبقى عالقة في ذهنه وواضحه وكأنها امامه وليس ذكرى. "بئسًا."

حاولت السيطرة على نفسي لكنني كنت وكأنني مازلت في الكابوس، وكأنني مازلت عالقه في ذكرياته، في مشاعره، التجربة كانت كثيره جدًا علي.

أنها بشعة للغاية.

وجهة نظره، ذكرياته، محاولة انتحاره- نهضت من السرير وهو عيناه اتسعت اكثر اتجاهي. "رقبتك.." حدقتاه كانت متوسعة، لا اعرف هل هو بسبب عتمة المكان او بسبب حالته.

سب يسرع الى أدراج مكتبه، يفتحها ويبعثر اغراضه ويخرج مرهم، انكمشت بطني لانه لم يكن طبيعي، كان يرتعش ويبعثر الاغراض ويتعثر، خطواته غير مدروسة ولا هو واعي عليها مثل عادته في كل خطوة.

كان خائف.

وهذا كان مؤلم لمشاهدته. ادريان ليس من النوع الذي يتعثر او يرتعش حتى وإن كان الموت يلاحقه.

نبضات قلبه كانت مسموعة ايضًا، تقرع بصدى مرتفع ومكتوم داخل جسده، رائحة العرق الطفيف من حيث رقبته التي أحمرت دلت على خوفه وهلعه، ارتعاشة اصابعه، والنظرة في عيناه.

نظرت الى المرهم الذي اخرجه ومن ثم نظرت الى نفسي في المراة الصغيرة المعلقة، شعري كان مبعثر حول جسدي بفوضوية وعلى رقبتي كدمات اصابع واضحة وقوية.

ادريان امسك ذراعي وادار جسدي له، يأخذ بأصبعه لفحه من المرهم ويمرره على رقبتي، يبدأ بمسحه على الاثار والجلد. اللمسة المباشرة جعلت نغزات كهربائية مثل الأبر تنتشر في رقبتي وشعورًا ينزل الى بطني. خفضت بصري الى اصابعه وكانت ترتعش بقوة، سمعت انفاسه المرتفعة والمتحدجة، هلعة، تعابير وجهه..كان مكشوف تمامًا.

غراب | Crow Where stories live. Discover now