٦ | تقاطع الدماء.

20K 2.6K 1K
                                    

الصباح التالي الجميع كان طريح الفراش.

كنت في الغرفة مع ميكا والفتاة التي تدعى ميلاني، استيقظت على صوت سعالهما القوي متقلبة في سريري، راغبة في النوم اكثر بالاخص انني لم اتمكن من النوم ليلة امس بسبب ألم وتشنج عضلاتي. وضعت الوسادة الرمادية على رأسي لحجب الصوت لان في اي لحظة قد يدخل ارماني ويصفع الباب يخبرنا اننا معاقبين لتأخرنا لذا اي دقيقة من النوم ستكون مهمة بالنسبة لي لكن لم اعتقد ان هناك فائدة بعد الان في محاولة العودة للنوم لان عقلي استيقظ ولن اتمكن من العودة مجددًا.

"كم الساعة الان؟" تذمرت ارمي الوسادة وادلك جبيني منزعجة. هل تم ثقب رأسي او ما شابه اثناء نومي؟

"الثالثة والنصف." الفتاة ميلاني اجابت بصوت متألم تطقطق عظام ظهرها، كمشت وجهي بأشمئزاز على فكرة ان الامس سيتكرر مجددًا بعد نصف ساعة. مما رأيته البارحة كان القادة مستعدين تمام الاستعداد لقطع اطرافنا اليوم واطلاق 'تدريب بسيط مملوء بالضغط' عليه. نهضت لارى ميكا جاهزة ترتدي زيها الرسمية.

عقدت حاجباي. "متى استيقظتِ؟"

حركت كتفها."قبل نصف ساعة، استحممت بماء ساخن حتى تسترخي عضلاتي." استحمام؟ كيف استيقظت ولماذا انا لست مستيقظة مثلها؟ نهضت من سريري فورًا ابعد الغطاء بسرعة لكن ذلك كان خطأ فادح لان الارض تمايلت من اسفلي وازدادت حدة الصداع الجانبي في رأسي. "احتاج الى قهوة." هسهست اغمض عيناي وادلك صدغي باطراف اصابعي.

"كلنا نفعل، هيا تعالوا، الكافيتريا مفتوحة." ميكا قالت. وتحركت انا هذه المرة بحذر اكثر انظر لها ولميلاني التي بدأت ترتدي زيها. "سأتي بعدكما، احتاج الى حمام ساخن." قلت. جسدي نَمل بروية على فكرة الماء الساخن.

ميكا اخرجت ضحكة خافتة، ساخرة. "اغلب الجنود مستيقظين منذ ساعة، ستكونين محظوظة ان وجدتِ مياة اصلًا." حدقتاي توسعت برعب. لا.

"لماذا لم توقظيني ميكا؟" نبست. "لا اعرف، ربما لانكِ كنتِ نائمة مثل وحش بمخالب حادة يقتل كل من يقترب منه؟" رمقتها امسك رأسي، نحن خلدنا للنوم في تمام الثامنة ولكن لم تطرف عيني الا بعد منتصف الليل ولهذا ربما كنت شرسة فيما يتعلق بمن يحاول ايقاظي.

زفرت نفسٍ حاد التقط ملابسي، اسرع للحمام حتى اكون على الوقت. القاعدة مشهورة ومن افضل القاعدات على الاطلاق، هم لن يتركوا جنودهم من دون ماء حار اطلاقًا، حتى وان كان هؤلاء الجنود بالالاف.



القاعه كانت مملوءة بحالات مثل خاصتنا، مستجدين مازالوا مرهقين، يشكون من الالام في مناطق مختلفة وبعضهم حمل عدة كدمات ملونة على اجسادهم. ولكنني استطيع ان ارى لماذا تم قبولهم هنا. فرغم انهم متعبين واجسادهم متصلبة لكن لم يتأخر ولا مستجد، وكلهم كانوا هنا بأبهى طلة وباستقامة.

غراب | Crow Where stories live. Discover now