٦٤ | انها سخرية القدر، مجددًا.

27.3K 3.2K 4.7K
                                    

عيناي بقت عليهما

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.



عيناي بقت عليهما.

راقبتهما من حيث مكاني، أعقد ذراعاي على صدري، اجلس على طرف الطاولة. الغرفة هذه التي كانت غرفة اجتماعات كما قالوا امتلأت بالمحققين، بالعملاء الفيدراليين، الحراس، واشخاص بمناصب كبيرة. ثلاثة محققين كانوا يلتقطون الكثير من الصور الى الجماجم التي انزلوها من الجدار واعتبروها دليل.

لم يكن عليها بصمات ولا أي أثر يدلنا على شيء، كل ما تمكنت الجماجم من اثباته هو انها تعود الى فيلكس وارسولا ستيلارد.

والداي، والداي انا.

لم استطع ان ابعد بصري عنهما، فور ان تقترب يد منهما او اصبع تخرج زمجرة تلقائية بتهديد من أعماق صدري، حتى وان كان بالخطأ، لم استطع ابعاد عيناي. هذان هما والداي. ابي وامي.

الكل رأى جماجم. أنا رايتهما. نظرت الى محاجر عيون الجمجمة الاصغر وتذكرت الطريقة التي تلمع أعين امي بحماس عندما تشعر بالحماس، او الطريقة التي تمتد بها شفتاها المملوءة عندما تبتسم بصدق، نظرت الى جانب الجمجمة وتذكرت كيف تضع خصلة من شعرها خلف أذنها عندما تريد ان تخدع ابي حتى يوافق على شيء ما.

بدل ان ارى قبور، جماجم، هياكل وجثث من احب وعلى قيد الحياة مثل الفترة السابقة في حياتي تذكرت والداي وهما على قيد الحياة، عقلي يربط كون هذه العظام هي من كنت ألمسها، أقبلها، من كانت تضحك، تمسد وجنتي، تقضم ذقني. هي من كنت اذهب لها في الليل واحرص على ان انام وانا ألف ذراعي حول ذراع واحد منهما على الاقل بينما رأسي لابد ان يكون تحت ذقن احدهما.

لم ارى جماجم على الاطلاق. رأيت والداي. رأيت والداي وهما يتعرضان للاهانة، للدناءة، للقذارة، رأيت اثرهما يدنس. وهذا هو سبب زمجرتي نحو كل من يقترب منهما زيادة عن اللزوم.

ادريان يراقبني.

هو في الغرفة، يتحدث مع اشخاص كثيرين، استطيع ان اراه بطرف عيني ولكن استطيع ان اشعر بنظراته تلتصق بي، لا تغادرني ابدًا، وعندما ازمجر هي تزيد ضغطًا كما بطريقة ما يقترب اكثر.

«لا تلمسهما.» نطقت بنبرة ثقيلة، سامة، لاذعة، نبرة نقعت وتخمرت في شيء مريض، احذر المحقق الذي أمسك ريشة واقترب من جمجمة امي، يتوقف في المنتصف قبل ان يلمسها.

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن