جازمين ستيلارد كانت غراب.
لكنها لم تكن أي غراب، كانت مميزة بكونها جازمين اولًا ومن العائلة العسكرية العتيقة ستيلارد ثانيًا، ولان كل شخص من افراد سلالتها كان شيء عظيمًا في المملكة، مملكة الغربان، جازمين أرادت ان تتبع خطواتهم وان تحصل على اعلى المناص...
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
هناك الكثير من الامور الغريبة التي حدثت في صباح اليوم التالي، أمور كثيرة أحتجت الى ان أصفي ذهني حتى أربطها ببعضها البعض.
لكن الان، اكثر ما راود ذهني، هو حقيقة ان لا احد يعرف بشأن الشعور الذي يأتي بعد النجاة من محاولة انتحار.
معظم الناس تفكر في بشاعة شعور المريض آن أدى الى محاولة انتحاره، ومعظم الاشخاص يعتقدون ان الجزء الاكبر والابشع يكمن هناك، قبل محاولة الانتحار، قبل نقطة السقوط على ركبتيك في الوحل والحضيض، لانهم يعتقدون ان تلك النقطة قبل ان قتل نفسك هي ابشع شيء.
لكن هذا غير صحيح.
انها ال 'بعد' التي مهمة.
بعد محاولة الانتحار، بعد الرسوب، بعد وفاة شخص عزيز، هذه الفترة تؤلم بقدر الفترة التي قبل، واحيانًا تكون اسوء، اسوء بشدة.
اتذكر وضعي بعد ان استوعبت انني لم أمت، صحيح انني وضعت تورما امامي، وأكملت من أجلها، الا ان في الشهور اللاحقة التي تبعت محاولة انتحاري كنت أسير الردهات الخاصة بكل مكان أدخله، مركز اعادة التأهيل على الاغلب، وانا اشعر بالفراغ في داخلي.
لان محاولتي لم تنجح، لان الطريقة الوحيدة التي اعتقدت انني سأنجو من خلالها لم تنجح. انه وكأن كل الابواب أغلقت بوجهي وتم قفلها بقوة شديدة، شعرت وكأنني محبوسة في هذه الحياة، بالاحباط، باليأس. اعرف ان اوغاسبيان شعر بالمثل، نظرة واحدة على وجهه ذلك اليوم في اول لقاء لنا وعرفت ذلك. انه شعور مقيت للغاية ومحبط. ومن ثم ذلك الشعور بعد موته..لم يكن احباط بالضبط انما شعور انهدام عالم لم تتوقع في يوم انه سوف يبنى، كنت في وضع سيء للغاية ولا اتخيل سعادة ابدًا عندما أتى اوغاسبيان وغير هذا المعتقد لي، صنع عالم جديد تنفست فيه ورأيت لمحات من الايام العادية التي لا تتطلب دموع وتفكير سيء، مثل مملكتي الخاصة، مكان سعيد وسط بؤس مشاعرنا، ومن ثم برحيله شعرت ان تلك المملكة بقصورها وجدرانها واعمدتها انهدمت بالكامل، وكل الحجارة سقطت على روحي ودفنتني في الحضيض.
هذا هو شعور نوكس الان.
لابد ان هازل كانت بالنسبة له بمثابة نجاة من الوضع السيء في الجنوب. لابد ان كل شيء كان اسهل واكثر احتمالًا، من الممكن ممتعًا حتى بسبب وجودها الى جانبه. والان..هو بمفرده..مع حطام تلك المملكة التي كانت في يوم بؤرة الحياة والضجة، الان اصبحت تلك المملكة مهجورة لا تنمو فيها ورقة شجر واحدة حتى.
