٢٦ | جازمين ستيلارد.

23.3K 2.1K 2.9K
                                    


اخرجت نفس خافت من بين شفتاي، وبسبب انخفاض درجة الطقس كان مرئيا ثم ادخلت اخرا باردا متناقض للذي زفرته. هو انتشر في رئتاي مثل الصقيع رويدا رويدا يغزوهما ببرودته من الداخل ثم يقوم بتهدئة انفاسي الساخنة والمضطربة.

"هل تريدين الطعام الصيني غدا؟ سأطبخ البعض لكِ."اصابعي تشبثت بإطار النافذة التي رفعتها ، والهواء المثلج الخاص بالشتاء الليلي لمس وجهي للمرة الاولى منذ عودتي للعاصمة، تنفست من فمي وتذوقت طعم البرودة فيه ايضا ، طعم الثلج الذي يتساقط.

وسرعان ما بصقته بأشمئزاز، اسعل قليلا بملامح منزعجة حيث الطعم كان مملوءة بالمعدن، وكأنني مررت لساني على شيء صدأ قديم.

"لا تتناولي الثلج، المملكة اعطت تحذيرا من ان المواد الكيمائية لم تختفي من الجو بعد." اتاني صوت جوليا المهدد مره اخرى من الهاتف

"لم اتناول الثلج، الماء كان بارد على حنجرتي فقط." كذبت.

كان ممنوع علي فتح النافذة ليلا لان الطقس قارص وسيء بما فيه الكفاية والبرودة تلك ليست جيدة لا لجروحي ولا لشفائي لكنني لم استطع الالتزام، رفعت شعري المبعثر للاعلى افسح المجال حتى تبرد رقبتي ايضا.

"ألم يحذرك السيد جونس من الهواء البارد؟" السيد جونس، طبيبي والمشرف علي، لا يفقه شيء. لم ارد على جوليا فأخرجت هي زفير حاد سمعته من الجانب الآخر.

"اشعر بالحر." اخبرتها ، لعل الاعتراف يشفع لي.

"!جازمين، انها تثلج"

انا متعرقة جوليا." لو لم افتح النافذة لكنت استحممت بمياة باردة وهذا اسوء لاصاباتي او ربما كنت سأحقن جرعة منوم ما في المغذي خاصتي لانني اوشكت على فقدان رجاحة عقلي من الطريقة التي كان جلدي يشتعل فيها ،يمنعني من النوم ، ويسبب تقلبي في السرير واضطراب رأسي.

"افتحي التلفاز، تركت لك بعض الاشرطة لافلام ممتعة همهمت لها غير مكترثة، أمل ان يساعد الهواء الطلق في التخفيف من القلق الذي ينتابني بكثرة الاونة الاخيرة.

مرت فترة.

غرابي استشعر نسيم الرياح البارد يدخل الغرفة، التي بدت وكأنها تحولت الى حمام بخاري او عبارة عن قوقعة ضغط ساخنة، ورأى البرودة تغزو الجزيئات الساخنة في الهواء وتلتهمها الى ان انخفضت حرارة الاكسجين قليلًا.

او ربما كانت حرارة الغرفة طبيعية، انا فقط لم اتحملها. واردت ان تنخفض.

"افتحي التهوئة لكن لا ترفعيها كثيرا ان كنتي غير قادرة على النوم." همهمت لها مجددا ، لا ازيح بصري عن مافي خارج النافذة. "كيف تشعرين؟" رطبت شفتاي بأنزعاج. "انا لا اريد التحدث جوليا ، سأغلق الخط واستلقي." سرت للهاتف وسمعت توبيخها الغاضب.

"جازمين ستيلارد، اغلقي النافذة واستمعي لكلام والدتك. جروحك لم تشفى بالكامل وعليك أخذ قسط من الراحة!" قربت اصبعي من ايقونة اغلاق الخط."حسنا ، سأفعل، لا تقلقي." اجبتها بهدوء اغضبها اكثر ومن ثم اغلقت الاتصال.

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن