٣٤ | الغربان الجنوبية.

17.6K 2.2K 966
                                    


طالعت السقف لعدة ثوان بعد استيقاظي، وهذه المرة لم اتسأل عن ما سيكون عليه يومي او عن اي شيء آخر، سمحت لعقلي بالسكوت اخيرًا.

رمشت أشاهد السقف، اتحسس الاغطية التي غرقت فيها ليلة امس باردة الا انها كانت النوع المريح والمنعش من البرودة لكن سرعان ما تصلبت وهسهست بخفة حينما شبه تحركت اثر عظامي المتألمة وعضلاتي المتشنجة.

جلست بصعوبة أقحم اصابعي في شعري المفتوح واغمضت عيناي أخذ عدة ثوان اخرى في صمت تام استمع لوتيرة انفاسي فقط

تدافعت الموجات العصبية على سطح جلدي وكأنها هزات ارتدادية لزلزال قوي بغتة، وشعر رقبتي انتصب على احساس تواجد شخص ثان في الغرفة

اصابعي بشكل تلقائي تحسست الخنجر الذي دسسته اسفل الوسادة حينما نمت، التقطته وارجعت مرفقي قبل ان ارميه بقوة مدروسة الى يميني بإتجاه الهالة التي استشعرتها مختلفة عن بقية هواء الغرفة، باتجاه الحمام. سمعت صوتًا مكتومًا، صوت اخبرني ان الخنجر انغرس في الجدران، ورائحة دماء طفيفة تسربت الى الهواء.

الادرينالين تدفق فيّ للمرة الاولى بهذا الشكل، وصدري ارتفع وانخفض ريثما استدرت له "دربتك حتى تصيبي مكان اخر من خصمك." ذقنه كان مرتفع قليلاً؛ وخدش ملحوظ ومفتوح تكون في رقبته فسالت الدماء بغزارة منه. رفع اصبعه وتحسسها قبل ان يفرك الدماء بين اصبعي السبابة والابهام يطالعها

"اعرف." قلت، اجد صعوبة في مواكبة الذعر الذي قبض مخالبه علي لبرهة. "تقصدت التسديد في مكان اخر." الموجات—أخبرتني، عرفت انه هو من دون ان اعي ذلك، الخنجر كان يبعد عن رقبته بضعة انشات فقط.

"لونك أختفى جازمين." رمشت احاول السيطرة على نبضات قلبي المرتعدة "مالذي تفعله انت هنا؟" نبست، شعره رطب ورائحة الشامبو والصابون تعانق بشرته

"اسف لدخولي هكذا، اضطررت لاستعمال الحمام." قال ثم التف يخلع الخنجر من الحائط

"دوائي كان هنا و احتجت اليه وأيضًا— نولان وجيمي وميكا يتشاجرون على دخول الحمام أولًا. لم انوي ايقاظك، نويت اخذ دوائي والاستحمام والخروج بسرعة." اغمضت عيناي امسح وجهي

"دوائك؟"

"اقراص الشفاء السحرية، والاقراص لآلام اجنحتي، واقراص اخرى لصداع رأسي واخرى ل—القائمة تستمر." قال بسخرية ميتة يتوقف عند السرير فرفعت رأسي له، قدم لي الخنجر وطالعته

"من الجيد معرفة انكِ جيدة بما فيه الكفاية لخدشي بهذه الدقة." عيناي تتبعت الدماء التي طبب عليها بواسطة المنشفة البيضاء فتلطخت، ورأيت الجرح يلتئم ببطئ شديد، ابطأ مما يفترض به ان يكون

"جرح." صححت له، لم يكن خدش، الجرح لم يكن عميقاً لدرجة قتله لكنه لم يكن سطحي كذلك، كان كافي للتسبب له بألم، كما اردت.

غراب | Crow حيث تعيش القصص. اكتشف الآن