٤٠ | ما وراء الجبال.

21.3K 2.1K 2.5K
                                    


٤٠ | ما وراء الجبال.

جسدي بدأ يعتاد الاماكن الصلبة، أو الضربات هي من جعلته يتأقلم هكذا لانني غفوت وكأنني على فراش سماوي وليس مجرد بلاط اسمنتي صلب ملتصق بالحائط مع وسادة.

"انا مستيقظة." تمتمت ارفع ذراعي التي كانت على عيناي، تحجب عني الضوء، ونهضت اطقطق رقبتي. "صباح الخير ." صوته رفع رأسي له بوجه خالٍ من الملامح.

كان يقف هناك وراء القبضان، بابتسامة ونشاط، باستقامة ريثما يدخل الحارس ليوبارد المفتاح في الباب. "اتمنى انكِ تعلمتِ الدرس." اتمنى انك فعلت المثل سيدي، نظرتي اخبرته.

"الساعة الرابعة فجرًا، لماذا اخرجتني؟ مازلت املك وقت لقضائه. انا والسيد هنا لم ننتهي من احاديثنا بعد." رفع حاجبه بتساؤل مزيف نحو ليوبارد الذي كان يقف باعتدال امام ادریان لانه قائد.

"لاننا سنخرج في مهمة اليوم، خارج القاعدة وهذه المنطقة." استقام جسدي. هل مازلت تريدين قضاء وقتك بالاحاديث؟" استفز وضغطت فكي اتحرك واخرج من الزنزانة سريعًا.

مهمة؟ خارج القاعدة؟

نبض قلبي بحماس وتوتر.

"لن تكون مثل التدريب في الجنوب صحيح؟" سألت ريثما اسير الى جانبه، كانت خطواته كبيرة وقدميه طويلتان لذا كان اسرع مني وحاولت مواكبته.

"لن تكون مثل دمار الجنوب لكن لا استطيع وعدك ان لا احد سيحاول قتلك—قتلنا." رمشت نحوه، ألمح المزاح في طيات صوته.

"هل كان يفترض بهذه ان تكون مزحة؟"ابتسامته الضئيلة سقطت.

"لا ." نظف حنجرته.

"خذي حمام، وبدلي ملابسك ثم تعالي لقاعة السنة الثالثة." امر، يوشك على اخذ منعطف نحو قاعات التدريب الاخرى لكنني اسرعت واغلقت يدي حول ذراعه أوقفه ليخفض نظره لها .

نظرت له بتردد، افكر في أخباره بأمر الالهاء الذي اكتشفته، لان الامر حدث لاغسطس وتم استفزازه بعائلته الميتة فمن حقه أن يعرف؛ اعرف انني لو كنت مكانه لاردت ان اعرف. لكن جزء شكوك ثانٍ مني لمع بعيناي، يخبرني ان لا اثق بادريان. بلعت، ذلك الجزء موجود دائمًا.

"اخبريني عندما تكونين مستعدة." ارتفعت عيناي له بعجلة، متفاجئة.

"حسناً؟" انزل يدي عن ذراعه. "حسناً ." قطبت حاجبي، اتحدث بسرعة خوفًا من ان تتعثر حروفي اثر اللسعة التي انتقلت من ملامسة اصابعه لخاصتي.

"اراكِ بعد قليل." استدار يذهب وبقيت احدق في ظهره الى ان اختفى، خفضت رأسي الى اصابعي التي حركتها قليلًا، على مكان لمسته تواجدت نمنمات خفيفة تسري وخدر لاسع غير مؤلم.

ارجعت رأسي للوراء بتنهيدة وتوجهت نحو غرفتي.

وجدت فيها ميلاني، ترتب فراشها ومن ملابسها عرفت انها استحمت وارتدت زيها للتو، رمقتني وتركتها وشأنها اخرج ملابسي الخاصة للاستحمام. لكن لم استطع ابعاد عيناي عنها، شفتها السفلية كانت مجروحة بخفة ومنتشر بجانبها وعلى طول فكها لون ارجواني باهت طفيف بينما انفها محمر، ارتفع طرف شفتي

غراب | Crow Where stories live. Discover now