غراب | Crow

By itsowhatdoit

2.5M 263K 350K

تنضم المجنحة جازمين ستيلارد الى أقوى الجيوش في العالم، متبعة بذلك خطى عائلتها المعروفة والمهمة في المجال العس... More

تنويه
غراب
اجنحة الدمار.
مدخل | حدث غير مألوف.
٢ | حادثة مقبرة كروفورد.
٣ | نتيجة التقديم.
٤ | الشجاعة.
٥ | التمرين الاول.
٦ | تقاطع الدماء.
٧ | سوار القاتل.
٨ | انذار الغراب.
٩ | قد اكون السلام.
١٠ | برودة.
الخنجر والاربعة.
١١ | چين.
١٢ | ارسولا لاغارد.
١٣ | خيوط العنكبوت.
١٤ | الاجنحة السوداء.
١٥ | دماء ستيلارد.
١٦ | الوشاح الاسود.
١٧ | الاكابرس.
١٨ | ايقاع.
١٩ | بحيرة فلور.
٢٠ | شيطان.
٢١ | سكوربين.
٢٢ | ادوار القديسين والملوك.
٢٣ | ثلاثة غربان وحجر.
٢٤ | الافضل للنهاية.
٢٥ | تهويدة.
٢٦ | جازمين ستيلارد.
٢٧ | قربان للاسوء.
٢٨ | شيطان.
٢٩ | اعصار.
٣٠ | الوشم والقصيدة.
٣١ | اول الضحايا.
٣٢ | رايفن.
٣٣ | كمين ايغيس.
٣٤ | الغربان الجنوبية.
٣٥ | السهم المحارب.
٣٦ | السقوط والنهوض.
٣٧ | ضمادات ورصاص.
٣٨ | رجفة، رجفتان.
٣٩ | استراتيجية الالهاء.
٤٠ | ما وراء الجبال.
٤١ | ارينا.
٤٢ | قاتل ارثر.
٤٣ | ديكارسيس.
٤٤ | الفن المدمر، الفن العنيف، الفن الشرس.
٤٥ | طعم مر.
٤٦ | رفيقة جيدة.
٤٧ | لعنة الهاء.
٤٨ | اصل الشياطين.
٤٩ | المجد.
٥٠ | ماسك نواه الشفرات.
٥١ | وان كانوا الجنود يخافون، فمن سيحمي العالم؟
٥٢ | السقوط الاخير.
٥٣ | فكر مثل العدو.
٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.
٥٥ | قائد السنة الرابعة.
٥٦ | القسم الرابع لجيش الغربان.
٥٧ | ما هو لون ازرقي؟
٥٨ | جيمي بلايز.
٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.
٦٠ | نصل الحرب.
٦١ | اجنحة من دون غراب.
٦٢ | عناق الاجنحة.
٦٣ | الطلب الميت.
٦٤ | انها سخرية القدر، مجددًا.
٦٦ | بلاكسان.
٦٧ | اميرة الحرب.
٦٨ | خدوش هازل.
٦٩ | منحدر مأساوي.
٧٠ | المخطط.
٧١ | يرتدي اكثر من وجهين في العلن ويضحك على الجميع.
٧٢ | المعاناة المشتركة.
٧٣ | جناح.
٧٤ | رقصة حفل التخرج.
٧٥ | جسر الغربان.
٧٦ | قوة الحب والصداقة.
٧٧ | في وسط الوحوش نُبنى.
٧٨ | «قطع من الثلج، اشلاء من الثلج.»
٧٩ | مثل الجنوب والكوخ.
٨٠ | الجنوب والجيش والادرينالين.
٨١ | سلبيات وايجابيات.
٨٢ | كلمات جايدن.
٨٣ | خدوش ادريان.
٨٤ | بوابات انتقال عبر المكان.
٨٥ | مخلوقات الليل.
٨٦ | مجرد تغيير..
٨٧ | الابن المكسور.
٨٨ | رسالة من الاجنحة.

٦٥ | حديث القبور والعظام..وتخيلات الفتيان والفتيات.

24.4K 3.3K 4.3K
By itsowhatdoit

يدي اليسرى أرتفعت للاعلى في سرعة البرق.

لم اسمح لنفسي بالتكاسل، يد بعد اخرى، قدم تلو الاخرى.

العرق تصبب من مسام جسدي، يجعل القميص الرياضي الذي من دون اكمام والذي يكشف بطني يلتصق بي؛ عضلاتي لم تتشنج لكنها ضعفت بسبب تكرار التدريب ثلاثين مرة.

«خطوة واحدة بعد.» همست من بين انفاس حارة، ورفعت يدي اليسرى للاعلى اتمسك بالحجارة، انرفع جسدي ومن ثم ضربت الجرس الذي في اعلى حائط التسلق للمرة الثلاثين بقوة.

عندما رن الجرس رنة الثلاثين أرجعت رأسي للوراء اتنفس بعنف، هذا سوف يساعد كثيرًا في أعادتي الى مستواي القديم والوصول الى مستوى افضل. دفعت قدميّ ضد الجدار فرجع جسدي للوراء في سقطة خطرة لانني لم أكن ارتدي حبل تسلق لكن اجنحتي انبثقت وهبطت على الارض بصوت رطمة خفيفة من قدميّ ضد الارض.

قضمت شفتي. انظر الى اصابعي المخدوشة بسبب تسلق الحجارة الخشنة. ابتسامة رفعت طرف شفتي. اصبحت اتدرب كل التدريبات التي اخذناها هذه السنة مرارًا وتكرارًا، من تسلق الجدار المخادع والحجارة التي تختفي الى السباحة في الاعماق اما التي تضمت وحوش أردت ان اخذ اذن من ادريان حتى اتدرب عليها في قاعات المحاكات المخصصة لطلاب السنة الرابعة.

اصبعي ارتفع الى السماعات في اذني، اثبتها جيدًا حتى لا تنزلق بسبب تعرقي؛ كنت استمع الى كتاب صوتي وثائقي لقبطان طائرات يتحدث عن كيف انه بنى طيارته عندما تحطمت وسط مكان مهجور، بواسطة المعلومات التي تذكرها من الكتاب الذي سنختبر به، انا أراجع تقريبًا لان الامتحان اقترب كثيرًا.

استدرت على عقبي ووضعت يدي على خصري اتنفس، اخرج من المكان وانظر الى القاعدة التي هدأت قليلًا مع غروب الشمس لكن مازالت هناك فرق قليلة تتدرب، اضافة الى طلاب السنة الرابعة الذين كانوا منسدحين على الارض ويتناولون عشاءهم في الساحة لانهم معاقبين.

حركت عضلات كتفيّ وطقطقت رقبتي، اهرول في مكاني قليلًا قبل ان أنطلق لانهي الجدول التدريبي الذي صنعته لنفسي حتى أعود الى مستواي واقفز الى مستوى أعلى.

بدأت الهرولة وعندما مررت من طلاب السنة الرابعة الجالسين بشكل مبعثر في كل مكان ارتفعت اعينهم لي واعرف انهم هتفوا بعض الشتائم لي مثل «انتِ ساقطة!» و «احرصي على ان تغلقي لسانك للابد!» و «سوف اقتلك في نومك واعلق عظامك!» الاخيرة كان يفترض بها ان تؤثر بي وفعلت، جعلت بطني تنقلب على الذكرى لكنهم تجاهلت الشعور كما انهم جنود، والجنود لسانهم قذر. رفعت اصبعي الاوسط نحوهم كلهم وانا اقوم بالالتفاف حول الساحة، حولهم.

لقد دربت عضلاتي من خلال تدريب الملاكمة، الذي اتتبعت طريقة ادريان فيه، ثم ذهبت الى النادي الرياضي الخاص بالقاعدة وحملت بعض الاثقال، تسلقت الجدار والان سأنهي الامر مع هرولة من خمس لفات حول هذا الشارع من القاعدة. كانت عظامي مرهقة جدًا، ولكنني احسست بها تعود الى سابق عهدها، وهذا ما دفعني لزيادة التدريب كل يوم اكثر واكثر.

مرت ثلاث ايام منذ ان دفنت والدايّ، ادريان لم يكن له أثر.

وكأن القاعدة انشقت وابتلعته.

التمارين أنتقلت الى بيتركس واخبرونا ان قائدنا لديه عمل خارج القاعدة. هذا جعلني افكر طوال الوقت، منذ ان ماتت هازل وهو يختفي، اين يذهب؟ ديكارسيس؟ لكنه عندما يذهب الى ديكارسيس يكون ذهابه سريع وسريّ.

نوكس افتعل شجارات لا نهائية حاولت ان افككها، اصبح نوكس عبارة عن جسد يسير ويفتعل شجار حتى مع الموظفين، يلكم كل ما يستطيع لكمه سواء كان جندي او موظف او طاولة او نافذة حتى.

وعندما يفعل ذلك..يندلع شجار..والشجار ينتهي بشكل عنيف جدًا لانه فقط اصبح عنيف وعدائي، كان يرمي اللكمات وكأنه يريد قتل ايًا من يقع بين ذراعيه او وكأنه يريد اسقاط الالم، على شخص او على نفسه. لم اعرف.

الجنود كانوا عدائيين لهذا الطرفين كانوا ينتهون بوجوه مشوهه وكدمات وشقوق تحتاج تعقيم قبل ان تشفى. ايراكس وايثان كانا يحاولان بكل قوتهما تثبيطه لكن الولد فقط..اصبح عنيف للغاية.

ولكنني رأيت هذا العنف يتلاشى وهذا الولد ينهار وسط الكدمات التي تلون ذراعه، وجهه، شفتاه، في الليل فوق السطح. لمحته يبكي بعنف، رأيت اكتافه تهتز بقوة وحرقة وهو يمسك وشاح تسربت منه رائحة خافتة ميزت انها رائحة هازل. ثم يعود في الصباح بوجه بارد، وكأنه لم ينهار في الليل، ولكمات عنيفة. كان يتأذى كثيرًا لانه ليس قوي جدًا لكنه يحدث نفس الضرر الى خصمه لانه لم يكن يقاتل بعدل أنما بوحشية.

تدخلت اكثر من مرة لفك القتال بينهم وبين جنود من السنوات الاخرى. وقد اكون او لا اكون امر من طلاب الرابعة عن قصد حتى اختبر قدراتي وهل عادت الى سابق مجدها في العراك ام لا.

الكدمة البنفسجية حول عيني والشق في طرف شفتي دليل كافي على انني فعلت ذلك عن قصد لكن الوجنة المتورمة والشفاة المتشققة والحاجب الذي اختفى لطالب من السنة الثالثة دليل على انني اتطور.

مررت لساني على شفتاي ومن ثم لمست به الجرح في طرف شفتي العلوية من الجانب الايمن، أردت الابتسام لكن لم أقوى على ذلك وكأن عضلاتي ترفض هذا الاقتراح اللعين الذي يسمى ابتسامة.

هذا ما كنت عليه اول ماعدنا، صامتة وخاملة وثقيلة، ثقل مقرف متعفن سكن جسدي لكنني نهضت وبدأت التدرب لانني رفضت ان اسقط في المستنقعات المؤلمة والتدريبات ساعدتني، بشكل كبير.

جعلني استوعب ما الذي حدث وشعوري ناحيته ومن ثم خفت هذه المشاعر باخراجها في التدريبات حتى رأيت شعوري الحقيقي والذي الرغبة في اثبات الجميع خطأ. والداي ليسوا سيرك ممتع او عرض يستغلونه. الجنوبيين ليسوا سيئين. انا بخير. استطيع التحكم بمشاعري وكل شيء ثاني. لقد تطور مستواي.

اردت اثبات وتحقيق كل هذه الامور التي هي العائق الكبير في حياتي الان، ولهذا بعد ان استحممت توجهت الى غرفة اغسطس، لان ادريان ينام هناك الان، ولان بيتركس قال انه سيعود اليوم وغدًا سنكمل التدريبات معه.

أردت رؤيته.

اردت معرفة شعور ادريان نحو كل شيء، ومن ثم شعور القائد، وبعدها الجنوبي، ثم..لا اعرف. اردت الاطمئنان انه على ما يرام. واردت التحدث معه بخصوص الظل وهازل والجماجم.

اردت معرفة كيف ولماذا.

لم يتم ذكر هازل بشكل رسمي من قبل القاعدة ابدًا، الجنود يتحدثون لكن لم يخرج قرار بخصوص القاتل او اعلان او حتى حداد، لا اعرف لماذا والكل يتسأل. يفترض بهم اعلان حداد على الاقل، او ذكر ما حدث وقول شيء ما بخصوص الجريمة لكن لا شيء.

قمت بتمديد عضلات جسدي كنهاية لليوم حتى لا تتصلب لاحقًا، ومن ثم أخذت قاروة الماء من الارض من بعض طلاب السنة الرابعة وبدأت اشرب حتى تجرعت نصفها.

«يا ساحرة.» سمعت ومن ثم شعرت بصفعة رذاذ ماء تضرب ظهري، لقد رموا علي الماء، لم اجفل او اتفاجىء انما استدرت ورميت قاروة الماء فوق الجندي الذي فعل ذلك لتنكسر على رأسه.

التقط علبة من الجندي الذي بجانبه ونهض بغضب يرميها اتجاهي لكنها وقعت على رأس جندي ثاني، وقبل ان استوعب، الكل اصبح يرمي الماء في كل الاتجاهات بعنف.

«ما الذي يحدث هنا؟!» جاء قائدهم بعد دقائق وتجمدوا كلهم، شعرهم مبلل ورطب على جبينهم. «ستنامون هنا من دون فراش الا تتذكرون؟ ممنوع دخول القاعدة لجلب منشفة واحدة، هل تريدون المرض ايضًا؟ لديكم تدريبات! نشفوا انفسكم بملابسكم ومن ثم نشفوا ملابسكم باشعال نار بأي شيء تمتلكونه، وممنوع طلب المساعدة.»

«لكن— عاصفة ثلجية قادمة، كيف نشعل نار وننشف ملابسنا وانفسنا؟»

«هذه تبدو مثل مشكلتكم وليست مشكلتي.» أعطاهم ظهره وفعلت المثل أعود للقاعدة، بشيء من القلق، انا بكل تأكيد كسبت اعداء، وبشيء من الفضول والتساؤل، كيف يمكنني اشعال نار وتجفيف نفسي وملابسي في طقس بارد؟ اعطيت نفسي هذا التدريب للغد.

ربما انام معهم حتى ادرس طريقة تفكيرهم وحتى احصل على معلومات مختلفة ساستفاد منها في المستقبل بلا شك، ومنها اخبرهم انني افهم انني السبب في وضعهم هذا وانني سأنام معهم حتى لا نصبح اعداء.

على الاغلب سيعرفون لماذا سأنام معهم لكن لا اكترث.

هرولت الى القاعدة وقبل ان ادخل البوابة توقفت ادراجي امام ارماني الذي ظهر فجأة بوجهي، جفلت وامسكت بقلبي اتنفس. «ارماني! لا تستطيع الظهور من لا مكان هكذا!» قلت انزع السماعات من اذني، ياللهول.

«اعتذر..» عقد حاجباه، عيناه مازال حولهما كحل أسود يعطي بشرته السمراء بسبب اشعة الشمس طابع مميز ومختلف، دخانيّ. «هل تمتلكين بضعة دقائق؟ لم أعطيك هدية عيد ميلادك.» ابتسم بخفة وعقدت حاجبيّ.

«هل تظن انه الوقت المناسب لاعطائي هدية؟» حرك كتفه ومن ثم جاء الى جانبي، لف ذراعه حول رقبتي رغم انني متعرقة.

«ارسولا وفيلكس كانوا اصدقائي المفضلين، ما حدث لهم يؤلمني، لكن لا يجب ان يمنعني هذا من اعطاء هدية عيد ميلاد الى ابنتهما. لا يجب ان نتوقف في الزمن فقط لانه يبدو وكأن قنبلة سقطت في زمننا واحدثت شرخ فيه. الزمن لا يعمل هكذا.» لم أراه واتحدث معه منذ فترة طويلة. هالته مازالت نفسها.

نظرت له وراقبته، اي شخص يمكن ان يكون القاتل واعني اي شخص. ارماني شخصية فكاهية، مضطربة المزاج، غاضبة، جريئة وليست سخيفة انما متحررة، لا يبدو خائف عند التحدث مع القادة او اي احد رغم انه عامل هنا فقط ولا يمتلك منصب يسمح له بأن يتعامل معهم بدون قيود.

«ما هي هديتي؟» الان لاحظت انه يحمل علبة سوداء متوسطة الحجم بيده الاخرى. توقفنا في مكاننا وقدم العلبة لي. «اعتقدت انهم سرقوا منكِ شيئًا يتعلق بوالديكِ بفعلتهم هذه، تستحقين الحصول على شيء منهما اذًا.» رفعت حاجبي نحوه بفضول واخذت العلبة ثم فتحتها لاعقد حاجبيّ، قطعة قماش جلدية كانت هناك ولكنها مطوية.
اخرجتها وارماني اخذ العلبة مني فرفعت القطعة الجلدية في الهواء لتظهر كاملة وتجعل شفتاي تفترق.

عيناي جالت في التفاصيل عليها ومن ثم انتقلت الى ارماني. «هل هذه سترة ابي؟» اومأ. «امكِ امتلكت سترة وابوكِ ايضًا. انتِ من يجب ان تكون معه هذه الاشياء الخاصة بهما.»

اعدت عيناي للسترة ونظرت بانبهار، انها سترة جلدية جميلة، سوداء وناعمة، على ظهرها مكتوب 'ستيلارد' بشكل منحني، وحول انحناء الحروف انحنت ارقام عشوائية ايضًا. «انه اليوم الذي صنع فيها فيلكس هذه السترة.» قال ارماني. الحروف المنحنية بيضاء وتحتها كانت هناك كتابة اجنبية ايضًا باللون الاحمر.

«هل هذه كتابة يابانية؟»

«نعم. انه شعار مميز وخاص بالجنود في الحقيقة، اعتقد انكم ستأخذونه عند عودة القائد ادريان لان هذا هو وقته من السنة.» لم افهم الكثير الصراحة لكن ذكر ادريان جعل سحابة مظلمة تأتي فوق رأسي.

«ما الذي تعنيه؟» كانت خمس كلمات بحروف يابانية، كلمة تحت الاخرى بشكل افقي.

«سوف تعرفين في التدريبات.» جمعت السترة الى صدري في يد.

«حسنًا، شكرًا لك ارماني. انها جميلة.» اقتربت منه وعانقته، عكس ردة فعلي عندما اعطاني سترة امي، قلبي خفق اجل لكنني لم اسمح له بتفادي الحدود والقفز الى كومة المشاعر.

لان لدي أمور أهم.

-

وقفت امام باب اغسطس المعدني وطرقت. ادريان ينام مع اغسطس وان كان عاد الليلة فهو هنا على الاغلب، وان لم يكن هنا سأتحدث اذًا مع اغسطس.

نظرت الى قدمي التي دسستهما في جواريب سوداء قطنية مريحة، لم ارتدي حذاء لان..لا اريد ان ارتدي حذاء. حركت اصابعي ورفعت رأسي عندما انفتح الباب بعد بضعة ثواني من الانتظار— رمشت بصدمة وغاص قلبي في داخلي حيث وقفت امامي فتاة شبه عارية، غطاء سرير ملتف حول جسدها، تبدو شبة نائمة..مع علامات ملونة على رقبتها.

قبلات. علامات قبلات.

«هل استطيع مساعدتكِ بشيء؟» سألت بخفوت، نبرتها ناعسة مثل عيناها الشبة مغلقة. من طريقة استقامة عمودها الفقري حتى وهي نائمة عرفت انها جندية حيث ان جسدها يبدو رياضي جدًا.

«ا..» انخفضت عيناي الى الملابس المبعثرة خلفها على الارض. رجعت خطوة للخلف، اشعر بالغثيان، وبمخالبي تخرج.

اغسطس..انه يقضي وقته في قاعات التدريب وفي تمام هذا الوقت بالضبط يعود، وهذا يعني انه لا يمتلك وقت لجعل فتاة عارية ونائمة وبعثرة الملابس على الارض في غضون خمس دقائق؟ ستة؟ —لماذا هي هنا؟ لكن ادريان..متى عاد؟

«من هو ابن الفاسقة الذي يطرق الباب—» انفتح الباب على عرضه لان احدهم سحبه بعنف.

سقطت تعابير نولان ببرود على رؤيتي.

اختنقت بالهواء الذي اتنفسه لانه كان عاري الصدر من دون قميص، شعره رطب ومبلل يخبرني انه استحم للتو. «نولان؟» قلت واجفان الفتاة اغلقت بينما رأسها سقط على كتف نولان، تجعل عيناي تتسع، ذراعه ألتفت حول خصرها ومن ثم سحبها واصطحبها الى السرير لتنام على الفور وكأنها طفل غير مهموم.

لحظة..هل عاملها بلطف للتو؟

هل نولان آناكين قادر على معاملة احدهم بلط—

«ما الذي تريدينه؟» استدار وجاء يسحب الباب ليصبح هو الشيء الوحيد الذي يفصل بينه وبين الجدار، يخفي الغرفة وما خلفه.

رجعت للوراء، هل اخطئت في الغرف بين اغسطس ونولان؟

«انه في غرفة اغسطس، نهاية الممر. لقد انتقل اغسطس الى هناك بطلب منه لان غرفته صغيرة، او لانه يريد مشاكسة القاعدة.» اوه. تشنج اكتافي تلاشى ببطء، وانخفضت بارتياح مريب.

«ألن تمسك كيس رمل وتلكمه؟» سألت اعرف ان ما حدث لهازل أثر على نولان ايضًا، رفع يده على الباب. «او جندي؟» ليس وكأنه يعرف الفرق بين كيس رمل وجندي.

«اغلقوا الباب وتوقفوا عن الثرثرة لطفًا..» تمتمة ناعسة جاءت من داخل الغرفة مع زمجرة والصدمة ان نولان فعلًا اغلق الباب اكثر.

«لماذا قد افعل ذلك؟» جوابه المختصر اخبرني انه صدني للتو، لن يفضفض همومه لي ولن يلمح لي عن ما يمر به ولن يشاركني قطرة منه وهذا جعلني ارجع للوراء. نظرت في تقاسيم وجهه اثناء ذلك وكانت هناك هالات بُنية تحت عيناه، هو مرهق ومتعب بكل تأكيد.

«لا ترمي نفسك إلى التهلكة فقط لان كل شيء حولك هالك.» لا اعرف ان كان يهتم لكلامي او لا لكن شعرت بالحاجة لقول ذلك.

«تقول الفتاة اليتيمة التي تؤذي نفسها وقت الغضب.» اشار بعيناه الى الجروح التي في يدي بسبب تسلقي والملاكمة، سقطت تعابيري.

«يقول الفتى اليتيم الذي يعاشر ويحب كل الفتيات لانه لم يشعر بحب أمرأة في طفولته.» نظر لي ببرود. «اخبريني.» قال بتعبير فارغ. «هل تشعرين بالخوف؟» لم افهم قصده ولهذا بادلته النظرة الفارغة وأرجعت راسي للوراء قليلًا، أعقد حاجبيّ.

«هل تلتفين فوق كتفكِ الى الجدران بين حين واخر في الممرات الفارغة؟ خوفًا من ان تري جمجمة اخرى معلقة؟» سؤاله صدمني لكنني أبقيت على تعبيري الفارغ.

«هل تركز حواسكِ اربعة وعشرون ساعة على الهواء خلفك؟ هل تشعرين بالخوف من تبدل موجات الهواء الطفيفة؟» نظرت في عيناه، بؤبؤهما كان أكبر من المعتاد، ونظرة معتمة غريبة فيهما، نظرة تخبرني انه هناك أضطرابات في عقله.

«قد تصدق او لا تصدق لكن..» ألتفت الى فوق كتفي ببطء ارمي نظرة ومن ثم أعيد بصري الى نولان. هل يحاول اخافتي؟ أم يسأل عني بطريقة مضطربة وملتوية ملعونة مريضة مثله؟

«..لكنني في مخيلتي نمت بين القبور والعظام بدل الفتيان، طوال فترة مراهقتي والى حتى أخر شهور. ما حدث لا يخيفني، انها فقط قصتي التي أتخيلها قبل نومي تتحقق.» نظر لي من دون ان ينطق بكلمة ثم قرب رأسه ورمش، عيناه ترتخي لكن تصبح معتمة اكثر. «ولا حتى فتى واحد؟» رطب شفتاه.

«ولا حتى فتى واحد— او بعد تفكير، ربما كان هناك فتى استلقى الى جانبي وسط القبور والعظام. لا اعرف.» افترقت شفتاه لكن ليس بصدمة انما بدى غارق في عقله. ثم اقترب ووضع ذراعه على كتفي وسحبني بالقرب منه، حتى همس في اذني. «انتِ مريضة.» لم اتأثر، لكنني ضغطت شفتاي ومن ثم فتحتهما للرد عليه لكن صدمني عندما أكمل. «مثلي بالضبط.» انفاسه ارسلت قشعريرة الى عمودي الفقري لان نبرته..نقعت في شيء معتم.

«من الجيد معرفة ان فيلكس يتقلب في قبره.» همس بخفوت. «لان فتاته الكبيرة غير مرتاحة ولانها تهتم بالجنوب.» اخرجت نفس، أدفعه عني. «انت مريض.»

«وستيلارد السبب.» كبرت عيناي قليلًا بومضات من ذكريات ادريان، صراخ نولان وبكاءه وسقوط عائلته. نولان سوف يقتلني لو عرف انني شهدت تلك اللحظات. سوف يقتلني ان عرف أنني رأيت أضعف اوقاته.

«عقمي الجروح، ولا تتجولي بمفردك، لا اريدك ميتة حتى يبقى فيلكس يتقلب ويحترق متعفنًا في قبره.» اغلق الباب بوجهي.

رمشت نحو الباب والحركة الغير متوقعة لثوانٍ، ادرك الكلمات، ثم رطبت شفتاي وهززت رأسي، افيق من ايًا ما كان هذا.

نولان..حركت كتفيّ، انه مريض.

ولكنني لا ألومه، لابد ان ما حدث لهازل كان صاعقة عليهم.

وانا، أرجعت رأسي للوراء بتذمر. انا التذكير الحيّ.

الجنوبيين..انهم يثيرون غضبي بشدة وانا لا امتلك الوقت لذلك، الشيء الجيد هو انني استنفذت كل غضبي في التدريبات، استدرت وتوجهت الى نهاية الممر.

اتذكر تخيلاتي قبل سنوات، حيث كنت باستمرار اتخيل نفسي اموت، بكل طريقة يستطيع عقلي نسجها، من رمي نفسي الى جسر ومن ثم تفاصيل الغرق؛ الارتطام بالماء ودخوله رئتاي، تبدل لون جسدي للازرق وارتطام رأسي بموجات وحجارة البحر الى كيف سيكون الامر لو احترق المنزل وانا فيه. هل ستكون هناك حياة اخرى سعيدة لي؟ أم هل سأكون ملعونة حتى في الحيوات الاخرى؟ حلمت في كثير من المرات بالاموات، يلمسون كتفي ويحولوني الى هيكل عظمي ويأخذوني معهم.

ارتفع طرف شفتي وهززت رأسي بتنهيدة. ريكان حاول اسقاط الجنوب بفعلته ولكنه حقًا لا يعرف معنى ان يكون الشخص مكسورًا وهمجيًا، انه لا يعرف القوة التي تكمن في الانكسار. انها قوة جبارة لا يمكن ان يضاهيها شيء.

اريد ان أتحكم بغضبي، بمشاعري، بالاكابرس، بكل شيء. اريد ان امسك زمام الامور في حياتي وان الف قبضتي حولها ولهذا مخالبي عادت الى مكانها، ومحيت مشاعري، اركز على فكرة واحدة؛ التدريبات؛ حتى تتجه الطاقة التي في جسدي الى هناك وحتى تساعدني بدل ان تدفنني.

ولا اصدق كلام نولان، قد يرقد ابي في غير سلام لكن هذا ليس بسببي.

سأحرص على أن أجلب السلام له، لهما.

فقط علي آن أفهم كل تفصيل أولًا.

ارتفعت اصابعي الى قلادته التي ارتديها، التي ارتديتها هذه الايام لانني لم استطع غير ذلك. أخذتها بين اصابعي وحركتها انظر الى الاسلام المنحوت.

«هذا وعد، بابا.» ان كانوا قد سرقوا سلامك، سوف أعيده.

وان كنت قد سرقت سلامهم، سوف أصحح خطئك وأعيده.

لكنني لن اتركك، اترككم.

-

طرقت على باب غرفة اغسطس الجديدة، ادخل يديّ في جيوب قميصي الشتوي، رفعت قلنسوته على رأسي لان الطقس بارد حقًا وشعري مازال لم يجف.

لمحات من حديثي مع لوركان مرت امامي، كون لوركان رفيق تورما وكون تورما وقحة معه هو موضوع ثاني تمامًا، يجب ان اجلس واتحدث معها وأفهمها ان ما قالته للوركان هو شيء سيء وغير مؤدب.

حتى وان كنت أتصرف انا هكذا مع ادريان سابقًا.

لكنني لن أتركها تكرر خطئي، لن احرمها مما تم حرماني منه.

مرحبا، اعرف قصير هواي بس لازم انشر هذا المشهد على حدة لان اجواء الفصل الجاي مختلفة وتحتاج فصل وحدها 💖

Continue Reading

You'll Also Like

5.2K 1K 17
هـل جـربت يـومًـا أنْ تَسْـتَيْـقِـظ مـن نَـومِـك لـتجـد نـفـسـك سـرابًا ؟ ° قصة قصيرة ° مكتملة ✓ سيلينا ° إيريث بدأت وانتهت : 24/12/2020
11.5M 212K 71
" مُكتملة " اول رواية لي كاتبة مبتدئة جدًا اتمنى تعجبكم ونكبر سوا ❤️ ~ كُتبت بواسِطة : الجُّود بِنت آل مطّلق 🌟 ~
666K 32.7K 44
🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها القدر في قبضة شيطان هجين و لكنها تختار بإ...
904K 76.1K 46
"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل رواية على حدة ولا توجد علاقة كبيرة بين ا...