غراب | Crow

By itsowhatdoit

2.6M 263K 351K

تنضم المجنحة جازمين ستيلارد الى أقوى الجيوش في العالم، متبعة بذلك خطى عائلتها المعروفة والمهمة في المجال العس... More

تنويه
غراب
اجنحة الدمار.
مدخل | حدث غير مألوف.
٢ | حادثة مقبرة كروفورد.
٣ | نتيجة التقديم.
٤ | الشجاعة.
٥ | التمرين الاول.
٦ | تقاطع الدماء.
٧ | سوار القاتل.
٨ | انذار الغراب.
٩ | قد اكون السلام.
١٠ | برودة.
الخنجر والاربعة.
١١ | چين.
١٢ | ارسولا لاغارد.
١٣ | خيوط العنكبوت.
١٤ | الاجنحة السوداء.
١٥ | دماء ستيلارد.
١٦ | الوشاح الاسود.
١٧ | الاكابرس.
١٨ | ايقاع.
١٩ | بحيرة فلور.
٢٠ | شيطان.
٢١ | سكوربين.
٢٢ | ادوار القديسين والملوك.
٢٣ | ثلاثة غربان وحجر.
٢٤ | الافضل للنهاية.
٢٥ | تهويدة.
٢٦ | جازمين ستيلارد.
٢٧ | قربان للاسوء.
٢٨ | شيطان.
٢٩ | اعصار.
٣٠ | الوشم والقصيدة.
٣١ | اول الضحايا.
٣٢ | رايفن.
٣٣ | كمين ايغيس.
٣٤ | الغربان الجنوبية.
٣٥ | السهم المحارب.
٣٦ | السقوط والنهوض.
٣٧ | ضمادات ورصاص.
٣٨ | رجفة، رجفتان.
٣٩ | استراتيجية الالهاء.
٤٠ | ما وراء الجبال.
٤١ | ارينا.
٤٢ | قاتل ارثر.
٤٣ | ديكارسيس.
٤٤ | الفن المدمر، الفن العنيف، الفن الشرس.
٤٥ | طعم مر.
٤٦ | رفيقة جيدة.
٤٧ | لعنة الهاء.
٤٨ | اصل الشياطين.
٤٩ | المجد.
٥٠ | ماسك نواه الشفرات.
٥١ | وان كانوا الجنود يخافون، فمن سيحمي العالم؟
٥٢ | السقوط الاخير.
٥٣ | فكر مثل العدو.
٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.
٥٥ | قائد السنة الرابعة.
٥٦ | القسم الرابع لجيش الغربان.
٥٧ | ما هو لون ازرقي؟
٥٨ | جيمي بلايز.
٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.
٦٠ | نصل الحرب.
٦١ | اجنحة من دون غراب.
٦٣ | الطلب الميت.
٦٤ | انها سخرية القدر، مجددًا.
٦٥ | حديث القبور والعظام..وتخيلات الفتيان والفتيات.
٦٦ | بلاكسان.
٦٧ | اميرة الحرب.
٦٨ | خدوش هازل.
٦٩ | منحدر مأساوي.
٧٠ | المخطط.
٧١ | يرتدي اكثر من وجهين في العلن ويضحك على الجميع.
٧٢ | المعاناة المشتركة.
٧٣ | جناح.
٧٤ | رقصة حفل التخرج.
٧٥ | جسر الغربان.
٧٦ | قوة الحب والصداقة.
٧٧ | في وسط الوحوش نُبنى.
٧٨ | «قطع من الثلج، اشلاء من الثلج.»
٧٩ | مثل الجنوب والكوخ.
٨٠ | الجنوب والجيش والادرينالين.
٨١ | سلبيات وايجابيات.
٨٢ | كلمات جايدن.
٨٣ | خدوش ادريان.
٨٤ | بوابات انتقال عبر المكان.
٨٥ | مخلوقات الليل.
٨٦ | مجرد تغيير..
٨٧ | الابن المكسور.
٨٨ | رسالة من الاجنحة.

٦٢ | عناق الاجنحة.

40.3K 3.5K 8.5K
By itsowhatdoit

في الجنوب، تم الالتقاء بغربان جنوبية وهم ايثان، ايراكس، نوكس هازل، ادريان عرض عليهم الشهود بالمحكمة لصالحه مقابل ان يخرجهم من خطر الجنوب هم وعائلاتهم. ادريان ونولان يمتلكان اجنحة كبيرة. ميكا اجنحتها الحقيقية ليست سوداء ولكن سحرها يخبىء شكلهما الحقيقي. تعرضت للاصابة في الجنوب وجازمين رأت شكلهما الحقيقي.

-

-

توقف قلبي عن النبض في صدري، وللحظة لم أجرؤ على التنفس. ثم وكأن ثقب اسود ابتلعني، وقفت اشعر بنفسي افقد توازني تمامًا.

الاصوات تداخلت ببعضها البعض وهذه الاصوات المتداخلة اندمجت مع الافكار التي اقتحمت عقلي فلم أعد قادرة على التركيز على شيء والتفكير بشكل منطقي.

رفعت اصابعي الى صدري ووضعتها حيث فوق قلبي اشعر بالانقباض والانخساف المؤلم هناك، نقلت نظري الى نولان ولكن طبقة ضبابية اكتسحت رؤيتي، وكأن غشاء تكون على عيناي، الاصوات انكتمت وانحجبت عني، وكأنني في داخل فقاعة.

وكأنني على وشك فقدان الوعي.

اخذت خطوة للامام نحو الاجنحة اسير على خط الدماء والالم في قلبي ازداد، خط الدماء كان يبدو وكأن أحدهم جر الاجنحة على الارض فتركت اثر دامي. لماذا توجد أجنحة في غرفة ادريان؟ ولماذا هي مملوءة بالدماء ومقصوصة؟ ولماذا ادريان ليس هنا؟

انغلاق حنجرتي ازداد يخنقني على الاحتمال وارتعشت شفتي وانفاسي، رمشت لابعاد الرؤيه الضبابية ووضحت الاجنحة أكثر امامي. لا لا لا لا استطيع— لا يمكن ان يكون هذا— لن تكون الحياة بهذه القسوة معي، ليست بهذه القسوة.

ولكنني اعرف جيدًا انها بهذه القسوة، وأقسى.

أنقطعت انفاسي وانحبست في رئتاي، عقلي نسج حفرة مظلمة، حيث تم ادخال جثة باردة فيها وأجنحة، حيث كان جسد ادريان مغلق العينين.

ومضت امامي زرقة عيناه وبدل ان تكون في قزحيتاه كانت منتشرة على طول بدنه الذي بلا روح، خائر القوى. ومضت امامي العديد من الصور، عندما قدم لي الطعام في الجنوب وعندما اشعل رصاصة ازيور، ضحكته و—ومضت تلك الذكريات وظهر بدلها مقبرة الجنود لترتفع اصابعي الى رقبتي، وكأن تلك الذكريات بدأت تسقط الى القبر، معه. لا استطيع التنفس، تقلصت الشرايين التي تسمح لي بالتنفس وتمايلت الارض اسفلي بينما تراقصت الجدران تنكمش حولي، رمشت وألم حاد انطلق في اضلاعي، ألم الاختناق بسبب انقطاع الهواء.

«جازمين؟» سمعت صوت مكتوم من بعيد، ولمست اصابع كتفي مما جعل جسدي يجفل من اللمسة ويستدير بسرعة.

صعقات كهربائية انتشرت على طول جلدي الملموس واصطدمت عيناي بأعين زرقاء وشعر فضّي.

اقترب حاجبيه من بعضهما البعض ببطء وهو ينظر في تقاسيم وجهي، ثم وكأن القلق الذي على وجهي أنتقل له أنتشر على وجهه ثم تبدل في ثانية الى خوف عندما أتى ولمس وجنتي. «جازمين؟ جازمين!» كنت اسمع صوته لكنني لا استطيع التنفس، شهقة خرجت من حلقي من محاولاتي العديدة الفاشلة للتنفس ونبض رأسي بألم شديد بينما ارتعشت اصابعي التي اخذها في يده.

اقحم اصابعه بين خاصتي وهتف بشيء علي لكنني لا اسمع..لا استطيع— نظرت الى عيناه بذعر، وهي تقفز في كل انش من تقاسيم وجهي يحاول ان يفهم ما الذي يحدث لي، عيناه زجاجية بالعادة فاتحة اللون لكن عندما تملأها المشاعر السلبية تكاد تكون رمادية اللون او داكنة، وكأنها عاصفة. نظرت الى شعره ورموشه، جسده ومن ثم..أجنحته الضخمة خلفه، سليمة.

«ادريان؟» تمكنت من النطق بصعوبة ومن ثم ألتفت الى الاجنحة على السرير والدماء في الغرفة لتتوسع عيناي عندما مد ادريان راحة يده وسحب وجهي من المشهد له.

«نعم، انا ادريان، جازمين تنفسي! وجهكِ ازرق!» ذهبت عيناي مرة اخرى الى الاجنحة الملتصقة بظهره، مفرودة على عرضهما، كبيرة، سوداء وقوية بمخالب جارحة ولامعة، عادت عيناي الى خاصته آلتي أحتوت كل القلق والخوف الذي في العالم. «اللعنة جازمين، ادخلي الهواء الى رئتيكِ!» هتف بغضب ورأيت يداه تتركني وتتحرك بسرعة الى سترتي، فتحها ومن ثم نزعها بعنف عن جسدي. حاول ان يبعد اي شيء ثقيل على مجراي التنفسي، جناحيه فردهما فجأة من الجهتين حولي فأخفت الغرفة والجزء المملوء بالدماء منها.

هل يعتقد انني خائفة ومصدومة مما رأيته؟

ألتفت اصابعي حول خاصته بقوة شديدة الان، تدخل بين اصابعه، وخزات كهربائية مثل وخزات الابر لكن ليست مؤلمة انتشرت على منطقة تلامسنا، بشرته دافئة، وهذا الاتصال، هذه الحركة جعلتني أعود للاتصال بالواقع ولم اشعر بنفسي سوى انني اندفع نحوه والف ذراعيّ حوله بقوة شديدة، أوقفه عن هلعه وما يفعله، اخذه في عناقي وكأنه سيختفي واغمض عيناي للاحساس بوجوده.

انه هنا، انه هنا ودافىء ويأخذ حيز من المكان وحيّ.

«انتِ بخير، انتِ بخير.» همس بصوت مرتعش في اذني، يلف ذراعيه حول خصري بقوة ويحملني عن الارض.

«لن يؤذيك شيء جاز. انتِ بخير.» همس مرة اخرى بأنفاس مرتجفة ضد اذني، ألتفت ذراعي فوق أكتافه العريضة ويداي على رقبته، صدري لامس عضلاته الصلبة، جسدي اخترق هالته التي لم تكن فقط قوية وحارة، انما صلبة، صامدة.

بخير.

اخذت نفس حاد الى رئتاي، مازلت تحت تأثير الصدمة ارتعش، لكن هو بخير. استطيع الشعور بجسده، بأجنحته، بنبضات قلبه ضد جسدي، انفاسه ضد اذني.

«جازمين..» لامست شفتاه اذني.

رصصت جسده ضد خاصتي كرد، اردت الاحساس بوجوده وعندما فعلت ارتفعت غصة الى حنجرتي بأستيعاب على ما كان من الممكن ان يحدث.

«جاز..» هسهس في اذني بألم ونبرة واهنة، من بين اسنانه، والهمسة ارسلت قشعريرة الى جسدي. يده ارتفعت من خصري الى وجهي فانخفضت يداي عن رقبته ونزلت قليلًا بجسدي انظر له، امسك عيناه التي لمعت بشرارة داكنة، بعقدة بين حاجبيه مريرة. «اين كنتِ؟» ضغط شفتاه وبلع المرارة في حنجرته، ثم قرب وجهه من خاصتي ومسح وجنته بخاصتي.

«اللعنة جازمين، اين كنتِ؟» يده الثانية ازدادت قبضتها حول خصري وسحبني يقربني من جسده اكثر، اغلق عيناه.

قبضة. هذه هي الطريقة التي كانت ذراعه تمسكني بها.

وكأنني سأختفي.

افترقت شفتاي للاجابة ولكنني لم استطع تحريك لساني، لم استطع تحديد الاجابة بسبب كل الصراخ الذي في عقلي، كل الافكار، كل الاجابات، كل الحروف على لساني.

كنت في مستودع مجموعة مارس، هل يعرف ان ساليكان هو خالي؟ هو يعرف ان امي خانت عائلتها ولهذا قال في بداية دخولي القاعدة ان صنفي، سلالتي، ليست وفية للناس حولها.

لكن هل يعرف؟

ومع ذلك نظرت في تفاصيل وجهه، ونفس راحة صعد الى حلقي، واردت الارتباط به، الاتصال بطريقة ما حتى ابقى مرتبطة به للابد.

لان في الطريقة التي ضغط بها فكه والطريقة التي أظلمت بها زرقاوتيه، الاحمرار الطفيف تحت عيناه وخصلات شعره الفوضوية التي تناغمت مع لون القميص الفضي القطني الذي يرتديه، رأيت من يكون حقًا، شخصيته، ضحكته، تعليقاته، تذمره، تركيزه، كل اللحظات التي بيننا، ولم ارد فقدانها ابدًا.

ولكنني ايضًا رأيت تعابيره الحقيقية الان، لاستوعب معالم السخط والالم التي اكتسحت وجهه مع الحزن المكبوت. «لقد..كنت—» انفاسي لم تسمح لي بالتحدث. جمعت حاجبيّ؛ ادرس تعابيره التي هي عبارة عن مزيج، غضب وألم وتحتهما حزن، استطيع ان اقرأ ادريان جيدًا.

«كل الجنود تم ارجاعهم الى غرفهم وانتشروا الحراس في كل مكان، كل غرفة وقف عليها حارسان.» جاء صوت بيتركس من الخلف ونظرت له، كان داخل الغرفة، والباب مغلق.

ذراعي ادريان حولي خفت قبضتهما وانفكت ببطء عني حتى رجع خطوة بصعوبة، لكن ليس قبل ان يهمس في اذني بنبرة غارقة في المرارة المقيتة وكأن احدهم انتزع قلبه واعتصره. «اياكِ والاختفاء هكذا مرة اخرى جازمين، أوشكت على فقدان رباطة جأشي.» أحسست بشفتاه تُطبع ضد الخط الذي يبدأ منه فكي، تحت اذني.

أبتعد وألتفت الى بيتركس يجعل الهواء يغزو المكان الذي كان واقف فيه، شعرت بالفراغ في المناطق التي سحب يده منها وبالهواء يلفني بدلًا من جسده والدفىء الذي ينبعث منه.

ارتفع صدري وانخفض، رمشت ومسحت يدي المتعرقة ببنطالي، ارطب شفتاي، نظرت حولي وانا احاول العودة للواقع، اتنفس اكبر قدر من الهواء حتى تشبع رئتاي وحتى تذهب حرقتهما. شعرت بنظرات اغسطس على ادريان ومن ثم علي، عقد حاجبيه بخفوت يكاد يكون مرئي، أبقى عيناه مثبتة علي حتى أزدادت العقدة واشاح بنظره، يغمض عيناه لثانية ويمسح فمه وسرعان ما تجاهلني ويعيد بصره الى ادريان وبيتركس.

مازالت خلايا جسدي ترتعش الا ان بعد بضعة انفاس تمكنت من الادراك ثم رأيت الباب يُفتح ليدخل مجموعة حراس وجنود واطباء ومحققين بكاميرات وأشرطة صفراء. اعدت بصري الى الاجنحة وبلعت جفاف حنجرتي. «لمن تعود هذه الاجنحة؟» سألت بخفوت، وبمرارة.

«هل هي لجندي؟» رفع نولان عيناه من الاجنحة ألي ونظرته هي الشيء الوحيد الذي اعادني هذه المرة حقًا للواقع، تحت عيناه تكون خط أحمر شفاف مثل الذي في أعين ادريان ونظرة ملتهبة اشعلت قزحيتاه، لكن ليس لهيب لامع، على الاطلاق، انما لهيب داكن، اسود، سمّ، ضغط فكه واختلجت عضلة هناك بينما بلع ريقه يرمش ويعيد عيناه الى المحققين.

انا عرفت عندئذ ان صاحب الاجنحة ليس شخص عادي.

ولكن الاجابة جاءت على شكل زمجرة عنيفة دخلت الغرفة.

استدار جسدي الى الشخص الذي دخل الغرفة مزمجرًا، لمحت عيناي اول شيء ايراكس وهو يلحق بسرعة نوكس الذي دفع باب الغرفة بأعين محمرة ومتوهجة ووجهه متجهم، انخفضت عيناي الى مخالبه البارزة ومن ثم انيابه.

«انت.» زمجر نحو ادريان.

«انت قلت انك سوف تحمينا.» هتف بصوت مرتفع نحو ادريان و ايراكس امسكه من الخلف من كتفه لكن نوكس دفعه وأفلت بشراسة فوضوية ليتصلب بدني بأستيعاب، كلامه موجه نحو ادريان.

«انت قلت انك سوف تحمينا.» صك من بين اسنانه والمخالب البارزة أنتبهت الان الى انها لا شيء، لان اصابعه التي ارتفعت نحو ادريان كانت ترتعش مثل صدره.

«انت وعدتها انك سوف تحميها ايها المخادع!» هتف بحرقة شديدة، بصوت دوى في المكان، عيناه محمرة للغاية ومنتفخة تذرف الدموع الغاضبة، ترطب وجهه، مسحها بعنف ولم ارى نوكس في هذه الحالة من قبل، انه لا يتحدث بالعادة الا مع هازل، ارتفعت يدي الى فمي بأدراك.

نقلت عيناي الى ادريان الذي وقف بصدمة ينظر الى نوكس، نظر الى ايراكس خلفه وهذا حرك كتفه بتعابير صفراء. «حاولت إبقاءه في الجناح الطبي وبعيدًا عن التجمع ولكنه عرف.» انها اجنحة هازل.

انها اجنحة هازل. تجمد جسدي وصفعتني الصدمة برعشة رعب مرت على طول بدني. ألتفت الى الاجنحة لاستوعب الان انني من شدة اضطرابي لم أنتبه الى شيء سوى انهما في سرير ادريان، مرت عيناي عليهما ورأيت الان الريش، كان كثير، لكن لم يبدو سميك. الريش بدى هش. رقيق. الاجنحة لم تبدو ثقيلة مثل ثقل الاجنحة العادية.

«انت قلت انه لن يؤذينا احد هنا!» بدلت بصري بين الاجنحة ونوكس الذي ضغط شفتاه المحمرة والتي ارتعشت تكتم غصته. «اسمعني نوكس—» ادريان سار نحوه ورفع ذراعيه للامساك بأكتاف نوكس، وجهه مصدوم لكنه يخفي هذه الصدمة الشاحبة تحت قناعه جيدًا، بلع ريقه يؤكد كلامي، يبلع كل المشاعر التي تراوده ويركز على نوكس، لكنه ما ان لمس نوكس حتى دفعه الاخر ولكمه بقوة.

خرج نفس مني بصدمة وتوسعت اعين الجميع بالغرفة نحو نوكس الذي انفجر. «انت كاذب ومخادع ووغد.» زجر من بين اسنانه، يلكز صدر ادريان بأصبعه. ارتجف كل جسده ولكنه كان يقبض اسنانه، اصابعه، اكتافه متشنجة، عضلات جسده مشدود، وكأنه يحاول ان يمسك رباطة جأشه، الا ان ارتعاشته واضحة ولم تكن ارتعاشه حزن انما غضب، علامات الحزن هي احمرار وجهه وشفتاه، الرطوبة على تقاسيم وجهه من دموعه، الالم الذي في عيناه ونبرته المهزوزة— التي تخرج بطريقة لاسعة وهمجية لكن حالما تترك لسانه يغلفها الالم القوي الذي يكسر صوته.

اللكمة لم تؤثر على ادريان جسديًا كثيرًا، حيث انه مسح طرف شفته وحسب ورطب شفتاه يعيد بصره ونفسه الى نوكس ويحاول التفاهم معه. «اسمعني نوكس—» قال ادريان يضغط على فكه السفلي، يتحرك ويرفع يده الى ذراع نوكس لكن نوكس ضرب يده بعيدًا واقترب منه حتى اصبح يفصل بينهما انشات، حقد دفين انتشر في تقاسيمه. «لماذا قد اسمعك؟ ها؟ انت كاذب ومخادع، انت مثلهم بالضبط.» قال من بين اسنانه المضغوطة ولكز اصبعه السبابة في صدر ادريان مع كل كلمة سامة قالها، رأيت كيف تشنجت اكتاف ادريان على وقع تلك الكلمات وكيف تلاشى اللون من وجهه.

ومن ثم انفتحت ابواب الجحيم.

لانه وقف ينظر له، لثانية، يتبادل النظرات معه قبل ان يهجم على ادريان ويلكمه بقوة، سدد لكمة ثانية الى وجهه ومن ثم بدأ يلكم بطنه وصدره بعنف وعشوائية وشراسة، زمجر بقوة وبتهديد نحو كل من يحاول الاقتراب وايقافه لكنهم لم يهتموا. افترقت شفتاي عندما اخرج مخالبه وخدش صدر ادريان، يشق قميصه بأثار مخالب ويصنع جرح مفتوح في صدره سالت منه الدماء على الفور. تقدمت للامام خطوة فورًا حتى أوقفه ورأيت نولان يفعل المثل لكن ادريان رفع يده اتجاهنا وزمجر، يبقي بصره مثبت على نوكس، أوقفنا قبل ان ناخذ الخطوة الثانية، كان يقاومه ولكن لا يهاجم.

«توقفوا، اتركوه.» خرجت الجملة كزمجرة، زرقاوتيه مثبتة على ايراكس بتركيز وترقب، ينتظر حركته التالية حتى يتفاداها او يصدها.

«توقفوا!» ادريان هتف بغضب على ايراكس ونولان اللذان حاولا الاقتراب بنية امساك نوكس من ذراعيه، نظرت الى ادريان وتركيزه الشديد على نوكس ثم فهمت ما ينوي فعله؛ كان يقاوم ولا يرد الضربات لانه حاول من خلال مقاومة نوكس امساكه وعقد ذراعيه وراء ظهره ولهذا السبب هو يسمح لنوكس ان يؤذيه.

تبادلت النظرات مع البقية في الغرفة وكلنا فهمنا ما يحاول فعله.

نوكس يشتعل الان ومفطور القلب، هو يصب غضبه على ادريان، وادريان يسمح له بذلك حتى يجعله يتعب من اول دقائق ثم يمسك به، ولكنني لم استطع سوى نقل عيناي الى ادريان الذي يبدو متماسك، ان كانت الزمجرات والسخط تعني انه متماسك.

«نوكس، أحتاجك الى ان تهدأ الان وليس ان تنهار، ان حدث هذا لواحد منكم قد يحدث للبقية—.» اقترب اغسطس بتحذير يكسر كلام ادريان لكنه حصل على زمجرة من شقيقة مما جعله يتبادل النظرات معه، اخبره بعيناه الجاحدة ان هذا خطأ ولكن ادريان لم يهتم له واعاد نظره الى نوكس، دمه يسيل من صدره بثلاثة خدوش مفتوحة وعميقة.

كشر نوكس عن أنيابه وهجم مرة اخرى لكن ادريان امسك باكتافه وضرب كتفه الايمن بقوة يجعله ينحني بجسده للاسفل، أداره ولم يركل بطنه او انفه مثلما يحدث بالعادة في هذه الحركة القتالية.

نوكس أحاط ذراعيه حول خصر ادريان ودفع بقوة للخلف يجعل ادريان يعود للوراء بضعة خطوات قبل ان يتمكن من الوقوف وزرع قدماه بالارض مما أثار غيض نوكس بشدة. «نوكس استمع الي!» هتف ادريان، نوكس فك ذراعيه من خصر ادريان ورجع للوراء بعجلة، صدره يرتفع وينخفض، ثم ترك نفس ساخر يبصق الدماء من فمه. «ومن تكونون أنتم لتأمروني؟ ها؟ أنتم لستم قادتي بعد الان.» رجع للوراء يهز رأسه، يرمق ادريان بنظرة مقيتة، يمسح شفتاه، مفاصل أصابعه دامية وترتعش.

«ما كان يفترض بنا الوثوق بك.» همس.

وهذه الهمسة أصبحت مصحوبة بطبقة زجاجية سرعان ما ملأت عيناه وبمثل تلك السرعة رمشها يبعدها، الا ان بعض قطرات الدموع التصقت برموشه تفضحه، تجهم وجهه مرة اخرى نحو ادريان قبل ان يبصق الكلمات التي تركت الصمت يرن في الغرفة.

«انت قتلت رفيقتي.» نظرت له بصدمة، ثم أردت اغماض عيناي من قسوة هذه الكلمات ولكنني لم افعل، رأيت الصدمة تكتسح وجوه الجميع ببطء.

من هذا الاعتراف، من قسوة الاتهام، من ما تحمله هذا الكلمات من معاني كثيرة.

أعتقدت ان ادريان تصلب بدنه، ان شفتاه القرمزية افترقت بصدمة، ان عيناه أظلمت وان مرارة أنتشرت في تقاسيم وتفاصيل وجهه لكن عندما نظرت له لم أجد أي من هذا، أنما نظر الى نوكس بصلابة، الدليل الوحيد على مرارة الكلمات في داخله هو عقدة حاجبيه، نظر الى نوكس وكأنه يريد الاهتمام به، وكأنه دفن كل شعور خاص به والمهم الان هو نوكس فقط. لم يسمح لنفسه بالتأثر، او بالاصح، بأخراج مشاعره وجعلها تتحكم به.

«ما كان يفترض بك جلبنا الى هنا ابدًا، الجنوب وخطره أفضل مئة مرة من أمان هذا المكان البائس المنافق.»

«نوكس.» انضم صوت ثاني من الباب، حيث جاء ايثان يركض. «انهم يحتاجونك مرة ثانية، لقد فقدت المزيد من الدماء.»

«هل هي..» نطقت بصعوبة انظر الى ايراكس الذي امتعضت ملامحه، هز رأسه بالنفي ومسح فمه. «انها في المستشفى، حالتها حرجة.» نوكس لف اصابعه في قبضة وخفض بصره الى الارض.

وهذا الفتى، الذي كان معظم الوقت هادىء ولا يتحدث ولطيف، عندما رفع عيناه مرة اخرى عن الارض رأيت فيهما روح ثانية، شخص ثاني، دخان لهيب سكن صدره وتصاعد الى عيناه يكون لمعة جنوبية.

نظر الى ادريان. «هم كانوا محقين، لا يجب التعامل مع هؤلاء بالمنطق والانسانية ونحن ما كان يجب ان نتبعك.» استدار وترك الغرفة، خرج، ثم ركض الى الجناح الطبي.

ايراكس تبعه، ولكن ايثان بقى واقفًا ينظر لنا، عيناه محمرة هو الاخر واستوعبت الان انهم مقربين من بعضهم البعض. لابد انهم كانوا مقربين بشدة من بعضهم البعض بما انهم الجنوبيين الوحيدين هنا، لابد انهم اعتقدوا انهم موطن بعضهم البعض هنا، انهم يفهمون بعضهم البعض، ينتمون الى بعضهم. «هازل..اظن ان عليكم رؤيتها الان.» قال بصوت مخنوق، يرطب شفتاه ويجمع حاجبيه لتجرع الاختناق في صوته.

عليكم رؤيتها الان،

قبل فوات الاوان.

جمعت اصابعي في قبضة واسناني. مخالبي خرجت واندفنت في راحة يدي. رائحة الدماء المعدنية تلسع أنفي.

نولان مر من جانبي ورفع ذراعه الى كتف ادريان. لم يقل شيء ولكنه خفض رأسه للارض. «نوكس رفيق مجروح ادريان.» كلماته جعلتني ارمش واشيح بنظري عنهما للجانب، هل ما قلته الى عائلتي كان بهذه القسوة؟ «والرفيق المجروح،» قطب نولان حاجبيه ونظر نولان الى نقطة غير مرئية في الغرفة. «لا احد يمكن ان يخمد النار التي تشتعل في داخله، فيخرج دخان تلك النار كنوع من الاستنجاد.»
هذا كل ما قاله نولان، لان ادريان لم يسمح له بقول المزيد، حيث تحرك وخرج من الغرفة، بلا كلمة واحدة.

نولان نظر الى ظهره واغمض عيناه بنفس مرهق، فرك جبينه ثم رفع اجفانه وتبعه. لحقت انا واغسطس بهما الى الجناح الطبي من القاعدة، على الجانب الثاني.

وما رأيته؟

كان منظر نهش ماتبقى من اجزاء روحي المرهقة.

-

وانا اسير عبر ممرات القاعدة الى الجناح الطبي، لم اشعر ان اضواءها مشتغلة انما بدى كل شيء مظلم، كئيب بطريقة ما. الخطوات ايضًا بدت ثقيلة وانا افكر في ما سوف أراه، في هازل، في الطريقة البشعة التي اقتلعت بها أجنحتها. بلعت ريقي وقبضت اصابعي اكثر بغضب مكبوح، وجهي جامد، عكس عقلي الذي فكر في المراهقة اليافعة.

لقد قصوا أجنحتها، أجنحتها بحق الرب.

اي وحش يفعل هذا؟

رطبت شفتاي، ما معنى هذا؟ لماذا أجنحة هازل؟

كيف تمكن هذا الحدث من الحدوث وسط القاعدة والجنود؟ كيف دخل المجرم عبر الحراس من دون ان ينت— الا لو كان جندي. ضغطت مخالبي في راحة يدي اكثر وضغطت شفتاي ايضًا. الا لو كان جندي موجود ضمننا، يستطيع التجوال كما يريد. رمشت والظل من دون رائحة الذي رأيته يمر في مهجع الرجال تسلق عقلي.  خرجنا من بوابة القاعدة الى الجناح الطبي.

ما معنى اقتلاع اجنحة هازل؟ وكيف حدث هذا من دون ان يسمع احد صوت؟ رفعت نظري الى ادريان الذي كان بعيد امامنا.

دخلنا الجناح الطبي وكان مبنى ضخم مثل ضخامة القاعدة، مضيء اكثر، جدران بيضاء واضواء منعكسة على الرخام الابيض اللامع. مررنا عبر الأروقة وعلى طولها سمعت أصوات صراخ خفيفة وتذمرات وانزعاج من الجنود الذين كسروا عظم او جناح او كانوا متأذيين من تدريباتهم.

«انه فقط اصبع مكسور، تستطيع العيش معه والتدرب.» قال احدهم بصوت حاد، قائد. «عد الى الساحة والا سأكسر ماتبقى—» خرج جندي بسرعة من الباب الذي على يساري، ينظف حنحرته ويتحرك للخارج. خرج القائد خلفه وهو يلقي نظره عليه.

حتى وصلنا ممر جعل خطوات الكل تبطىء، عرفت انه ممر غرفتها، وان لم تكن الخطوات دليل كافي فأن وقوف نوكس والغربان الجنوبية بقلق امام الغرفة في نهاية الممر هو دليل كافي، الممرضين كانوا يدخلون ويخرجون بهلع، ادريان ركض الى داخل الغرفة.

ثم سمعت الصراخ.

صراخ متألم من اعماق الصدر، من الحنجرة، هز الممر. «غرابها يموت! انها تفقد المزيد من الدماء! اجلبوا..» تبادلت النظرات المفجوعة بصمت مع نولان ومن ثم نظرت الى الغربان الجنوبية، حيث ايثان وايراكس كانوا يمسكون نوكس الذي انخفض للارض وجثى، جلس القرفصاء وشد جذور شعره للوراء، وقفوا فوق رأسه وهم ينظرون عبر الباب الى صديقتهم، وجوههم خائفة ومملوءة بالقلق، اكتافهم منخفضة، غيمة سوداء تخيم فوق رؤوسهم.

غرابها يموت..قطعت الخطوات للامام بسرعة حتى أصبحت بجانب نولان، نظرت عبر الباب الى الفوضى التي بداخل الغرفة، ومن ثم رأيتها، وجبل سقط في حنجرتي، مجموعة اشواك حادة نمت في حلقي، وهبط قلبي الى بطني.

اداروها الاطباء على جانبها، يكشفون عن ظهرها المجروح؛ حيث كان هناك شقين واضحين في ظهرها، مفتوحين ينزفان، سميكان وعميقان وعريضان، من تحت كتفها حتى تحت اضلاعها، وكأن احدهم نزع الجلد من هناك ومن ثم اللحم وترك فجوة مملوءة بالدماء.

ثوبها الازرق المفتوح من الوراء تحول الى لون داكن كما هو الحال مع سريرها بسبب دماءها، الممرضة حقنت المغذي المربوط بيدها بالسوائل الوريدية التي في الحقنة كما أمرها الطبيب، مجموعة اسلاك طبية كثيرة كانت متصلة بجسدها من الجانب الثاني واصابعها وكل انش منها، لكن مع كل ذلك جسدها ارتعش بقوة.

«اخرج!» هتف طبيب نحو ادريان ولكن ادريان تجاهله وافاق من بشاعة ما رآه، وكأن هازل استشعرت وجوده عيناها وجدته فورًا لترتعش شفتاها وتنهار بالبكاء.

هو ركض لها وامسك بها على الفور لتغرق في حضنه وترفع ذراعيه وحوه، تمسكت بقميصه بقوة وهي تصرخ. «انه يؤلم!» اصابعها التفت حول حفنة من قميص ادريان الذي كان مشقوق اساسًا، تلطخه بالدماء، واظن ان تلك الاصابع ألتفت حول قلبي واعتصرته.

عيناي مرت على كل انش منها؛ كانت مملوءة بالدماء، ظهرها الذي ينزف، ملابسها التي تحولت الى لون مظلم، اصابعها التي تلتف حول قميص وجسد ادريان، نهاية اطراف خصلات شعرها التي اصبحت غامقة، شفتيها زرقاء من الالم والصراخ، وجهها شاحب بسبب فقدان الدم، جسدها يرتجف، عيناها مملوءة بالدموع، وجهها رطب بسبب تلك الدموع، اجفانها مرهقة وتحت عيناها هالات بُنية.

رمشت بعدم تصديق، تلك الاعين التي نظرت لي بشراسة ومع وهج مشتعل بداخلهما بالعادة الان كانت مملوءة بالدموع والالم والانكسار، لم تبدو مثل هازل على الاطلاق.

«ألم تعطوها مخدر على الاطلاق؟» زمجر نولان نحو احدى الممرضات التي توسعت عيناها عندما رأته بهذا المنظر، لابد من انها سمعت بسمعته السيئة في التدريب، او ربما هي تعرف انه لا يرحم.

«لقد فعلنا، أعطيناها جرعات كثيرة ولكن جسدها يقظ ونشط ولا يستجيب من شدة الالم.» هرعت تركض في الممر لتجلب شيء أمرها به الطبيب مرة ثانية.

جاء ايثان نحونا وتوقف بجانب نولان. «سيدي، هل يجب ان نخرج نوكس من هنا؟» همس بصوت قلق لا يسمعه سوانا. اخذ نولان نفس صامت وهو ينظر في تقاسيم ايثان، عيناه تبدو وكأنها تتفحصه لكنه يفكر، انتقل نظره من ايثان الى نوكس ثم عادت الى هازل. وضع يداه على جانب بطنه، يفتح سترته العسكرية اكثر. «لا، يجب ان يكون هنا.»

«لكن لا تجعله يدخل.» اضاف ومرر بصره على الفتاة. «لا تجعله يرى.» رمش ايثان وخفض نظره للارض، يعرف مايقصده نولان.

حاولت ان اتجاهل الصور التي رماها عقلي امامي ولكن لم استطع، صورة نولان وهو يبكي من اجل والده ويحاول التمسك به جعلتني اعرف انه لا يريد لنوكس ان يعيش نفس الماضي، لابد من ان الامر مازال يطارده، يؤلمه، ولا يريد لنوكس نفس الشيء.

لابد من انه تذكر ماضيه.

«هل..-» سأل ايثان بصعوبة وهو ينظر الى هازل.

«نعم.» رد نولان بصوت حاد لا يرفع عيناه عنها.

ضغط ايثان شفتاه واغمض عيناه، يصدر هسهسة خفيفة ويهز رأسه.

لا غراب ينجو عندما يتم قص أجنحته.

الامر لا يتعلق بالالم او الجرح الجسدي فقط، انها الصدمة التي سوف تكسر عقله وتجعل الجنون يدخل من خلال تلك التصدعات،
وهازل..انها لا تستطيع الطيران مثل بقية الغربان حتى.

وكل هذا بسبب الفساد، كل هذا بسبب رغبتهم المريضة في الحصول على الجنوب، في تحويله الى ارض تجارب ومصانع عسكرية، كل هذا..من اجل جيش ايغيس وتجارب ايغيس والسياسية العسكرية والقوة. ضغطت فكي. اقبض اصابعي.

صرخة باكية اخرى جلبت عيناي الى هازل، دموعها سقطت بقوة وخصلات شعرها التي اعتادت صبغها بأستمرار انصبغت الان بلون دمها الذي انفجر مرة ثانية في وجوه الاطباء.

«انه يؤلم! اوقفوه ارجوكم! اوقفه!» توسلتهم، توسلت ادريان وهو مال نحوها اكثر، يمسك بأصابع يدها ويلف ذراعه الاخرى حول كتفها بقوة يقربها منه. «انا اسف. انا اسف. انا اسف يا صغيرة.» همس لها ولف ذراعه حول رأسها، يدفن وجهها في حضنه، وضع ذقنه فوق شعرها وأغمض عيناه، اختلجت عضلة في فكه الذي ضغطه.

«سوف تكونين بخير.» قال بصوت قاسي، جاف، ولكن اعرف ان هذا الجفاف لم يكن موجه الى هازل؛ عندما فتح عيناه زرقاوتيه توهجت وهو ينظر للامام، طبقتان زجاجيتان فاتحتان الزراق، قاسيتان. «انا هنا.» ضغط الحروف بنظرة قاسية.

خطوط سوداء بدأت تتشكل في ظهر هازل جعلت الاطباء يتوقفون لثانية. «ما هذا؟» سألت الطبيبة بتعجب وجمعت حاجبيّ، اشاهد تلك الخطوط السوداء تخرج من جروح اجنحتها المفتوحة وتصعد الى رقبتها، ومن ثم تنتقل الى ذراع ادريان التي تحاوطها وتلتف حول كتفها، سارت في عروق ذراعه ليصعق ادريان بألم حاد جعله يخرج أنيابه ويصك فكه اكثر، ضغط اجفانه ضد بعضهما البعض ورعشة جسد هازل خفت لوهلة.

افترقت شفتاي واقتربت خطوة بتعجب مما أراه.

شاهدت خطوط الالم وهي يتم امتصاصها من الجرح الى ادريان.

انه..انه يأخذ ألمها.

ألتفت الى نولان فورًا بصدمة ودهشة. «كيف..؟ هل هذا ممكن عند الغربان حتى؟» حسب ما اعرف، فقط صنف المتحولين ذوي الفراء قادرين على أخذ الالم، من المستذئبين والثعالب الى الليكان.

افترقت شفاه نولان، وتركت احدى يداه خصره وهو ينظر الى ادريان، بدى متفاجىء ولكن ليس مصدوم، وكأنه تفاجىء ان ادريان فعل هذا وليس مصدوم لانه قادر على فعلت. «انه ممكن لجميع المخلوقات المتحولة، فقط في بعض الاصناف تكون الجينات التي تسمح لهم بنقل الالم ضعيفة، الا لو تدربت عليها كثيرًا ونشطتها، وهذا شبه مستحيل لدى البعض.» قال، يشاهد بتركيز، ووقفت بصدمة شديدة اتذكر شيء قديم أصبح منطقي للغاية الان، توسعت عيناي، قشعريرة مرت عبر بدني.

عندما طعنتني چين بالخنجر الذي كان مملوء بالسم الحارق وحملني هو للمستشفى، الالم والدوار وكل شيء اصبح اكثر احتمالًا فورما امسكني، اتذكر البرودة التي نزلت على لسعة وحرقة السم في جسدي...هو اخذ ألمي ايضًا.

نظرت له بادراك وصدمة شديدة، عندئذ..هو..- كان يعيش في صراع وتخبط ويكرهني، كان في حيرة ان كنت رفيقته حقًا أم مجرد خبيثة استخدمت تعويذة وفي كلا الحالتين كرهني بشدة.

اوه ادريان..

رطبت شفتاي، انظر لهما، هازل هدأت قليلًا ولكن صوت نحيبها مازال يسمع. «لا اريد ان يموت غرابي.» بكت بقوة.

«استطيع الشعور به يتلاشى.» اختنقت بدموعها واهتزت أكتافها بينما الاطباء كانوا يغرزون الابر في جسدها وظهرها، يضغطون على الجروح ويحاولون جعلها مستقرة للان.

«الا يفترض بهم إدخالها لغرفة العمليات؟» قلت بخفوت وادرت وجهي الى نولان الذي قابل نظراتي بالصمت، بالحزن، بالغضب، بأعين مظلمة مثل عاصفة هوجاء رمادية.

صمته كان اجابتي الذي صعق العالم حولي باستيعاب.

اردت الرجوع للوراء، ركبتاي ضعفت، لا. لا. لا.

بقيت واقفة، ارطب شفتي السفلية، اخذ نفس واشيح بصري عنه.

انكمشت بطني.

هازل لن تنجو.

لن تنجو موت غرابها. ارتفعت يدي الى فمي حتى لا استفرغ، ابلع ماصعد الى حلقي. غرابها سوف يموت ليس لانه انقصت اجنحته، غرابها يموت لانه الان يتحمل الالم بدلها، لانه يسحب ألمها مثلما يفعل ادريان، لكن الالم شديد، انه ليس قص اجنحة فحسب، انه قص جلد، كسر عظام، سرقة حرية وكيان ووجود الغراب.

وان مات غرابها، ان مات غرابها— لن تمتلك سوى ادريان لاخذ ألمها. الالم سوف يسقط عليها في لحظة مثل جبل ضخم. وان لم يستطع غرابها تحمله..كيف ستتحمله هي؟ الرعب التصق في انفاسي التي ارتعشت، انخفضت يدي الى جانبي وامسكت الجدار، ادير جسدي واخفض رأسي.

غرابها لن يموت معها حتى، سوف يموت قبلها. الغربان عند الموت تموت مع صاحبها، تساعده في الرحيل بسلام وتكون رفيقة له، اننا نرحل بالعادة مع غرباننا ونتجرع الالم معًا ان كان هناك ألم لكن هازل..لن يكون معها غرابها حتى. اغلقت اصابعي حول بعضهما البعض بقوة.

«ارجوك..لا تدعني اموت. لا اريد الموت.» بكت بقوة وفي كل كلمة ازداد بكاءها وحسب، تعتصر قلبي، تتوسل ادريان وتنهار صارخة مرعوبة.

«مازلت..—مازلت اريد فعل الكثير من الاشياء.» سمعت صوت خطوات سريعة وهتاف، رأيت نوكس يفلت من بين ذراعي ايثان وايراكس ويركض الى الداخل.

وقف عند رأس السرير ومد يده الى هازل ايضًا، يمسك بكتفها وعيناه مملوءة بالدماء بينما وجهه محمر لانه يكتمها. «انا هنا، انا هنا هازل.» انخفض أليها وهمس لها فوق كتفها، يمسك بيده الاخرى السرير بقوة شديدة حولت اصابعه الى اللون الابيض. لكنه لم يساعد. لم يخفف عنها. لانها فور ان سمعت صوته انفجرت في كومة دموع هزت جسدها كله. وكأن نوكس القشة التي كسرت ظهرها حقًا.

عرفت ماتفكر به. انها لن تحظى بحياة مع رفيقها حتى. ذراعيه اشتدت حولها بقوة وهي دفنت نفسه في حضنه، وجهها محمر بسبب انقطاع انفاسها، اثر شهقاتها وصراخها، شفتاها جفت، وكأن حضن ادريان هو الامان التي كانت سوف تعطيه اياها اجنحتها، غرابها.. تمسكت به بخوف شديد هزها بالكامل، مرعوبة مما يمكن ان يحدث، بالعادة غرباننا تساعدنا في هذه الحالة ولكن غرابها..ادريان عانقها، احتواها وكأنه غرابها وأجنحتها، حاول ان لا يشعرها— «ان الفراغ يقتلني! الفجوة تؤلمني وتعتصر اضلاعي!» بكت بقوة تمسك بقلبها وتعتصر المنطقة قوق الجلد، اكتافها اهتزت بقوة.

«وكأن قنبلة حرقت جسدي، استطيع ان اشعر بتلاشي كل شيء يداخلي—الفراغ يلتهمني—ارجوك اوقفه اوقفه...» اعتصرت ذراع ادريان تبكي. خفض نوكس رأسه وسقط في المكان الذي بين رقبتها وكتفها واهتز رأسه وأكتافه بدموعه ايضًا. الاطباء لم يمنعوه.

لانهم يعرفون.

صرخة اخرى انشقت من بكاءها ورجع رأسها للوراء في ألم، ترفع رأسها للاعلى ووجهها رطب، ثم ازداد صراخها الحاد من حنجرتها ولم يتوقف ابدًا، سقط على جدران هذا المبنى وخارجه حتى، صراخ متألم وحاد متعذب، والخطوط التي تنتقل الى ادريان ازدادت بقوة.

انها تفقد اخر خيوط الرابطة مع غرابها.

نوكس انتقل الى جانب ادريان وامسك بيدها، اخرج جناحيه وحاول احتواءها ايضًا، حاول نقل الامان لها بطريقة ما، وهي تمسكت بالاثنين بقوة. «نوكس..» بكت بقوة تنظر له، شفتاها ترتعش وعيناها عبارة عن طبقة زجاجية تسقط الدموع باستمرار.

وهكذا، صرخت بقوة فجأة ورجع رأسها للوراء، من بين صراخها، دخل جسدها في صدمة وبدأ يرتجف بقوة، بصرع، عيناها انقلبت ورجع رأسها للوراء، الاطباء دفعوا ادريان عنها ونوكس وبدأوا يهتفون على بعضهم البعض ويحاولون تثبيتها واستعادتها. استطعت ان التقط شيء واحد من بين كل هتافاتهم الغير مفهومة. «مات غرابها، والالم ادخل جسدها في حالة صدمة.»

اهتزت بقوة على ظهرها، على جروحها، مما جعل الجروح هذه تنفتح اكثر لدرجة ان الدماء سالت على السرير وقطرت على الارض وقفازات وملابس الاطباء الذين يحاولون السيطرة على الوضع، أنفها هو الشيء الثاني الذي انفجرت منه الدماء، خفضت بصري الى اصابعها ورأيت ادريان يركض لها مرة اخرى، امسكت اصابعه، بقوة. نوكس فوقها يمسك كتفها، يعطيها جزء من الامان، يجعلها تشعر انه موجود بجانبها ويحاول مساعدتها.

الا ان جهاز قياس نبضات القلب فجأة انقلبت اطرافه الى اللون الاحمر الذي ومض، وصوت دقات القلب فيه اصبحت فوضوية، ادرت وجهي بين الجهاز وهازل بذعر ورأيت خطوط الآلم تستمر بالانتقال الى ذراع ادريان. «كيف يفعلها؟ كيف يفعلها ادريان؟ كيف ينقل الالم؟» سألت بعجلة اشعر بثقل الهواء، وكأن ملك الموت يشاهد.

«انه يتعلق بالاهتمام، عليك ان تهتم عاطفيًا حتى تتمكن من سحب الالم، ولكن قبل هذا عليك ان تنشط—» ركضت ادخل للغرفة اترك بيتركس يتحدث وأضع يدي على قدم هازل. اغمضت عيناي لاسقط بقوة من شدة الالم الذي ضربني فجأة في كل انحاء من جسدي، وكأنه يتم طعن جسدي بالخناجر في نفس الوقت.

«اه!» صحت بألم اتمسك بالسرير، اقبض يدي حول الفراش، لم اسقط للارض لكن اوشكت على ذلك لولا استنادي على السرير. الالم كان لا يوصف، لا يحتمل، انه وكأن شيء دخل الى الجسد وبدأ يمزقه من الداخل بمقص، طعنات حارة في كل مكان. صككت اسناني وانيابي خرجت تمدني بالقوة، غرابي يساندني، حتى جمجمتي شعرت وكأنها اصطدمت بشاحنة ولكنني لم ازح يدي عن قدم هازل، وخطوط الالم خرجت من جسدها نحو يدي تنتشر في جسدي انا.

ادريان، لقد فعل هذه الجينات بسبب الاكابرس. انا متاكدة من ذلك. وان كان ما قاله ساليكان صحيح عن كوني بؤرة هذه الطاقة المميتة فأنا استطيع تفعيلها ايضًا، لو اهتممت عاطفيًا، وانا..انا اهتم كثيرًا.

اغلقت اجفاني، اشعر بالرابط الذي التحم بيني وبين هازل عبر لمستي، رابط خفيف، جسر وهمي، ولكن من خلاله شعرت بألمها، وفتحت نفسي الى هذا الالم، كشفت عن نفسي له واستقبلته ليدرك ان هناك جزء متصل بهازل وهو ليس هناك فجاء ألي في ضربة عنيفة.

هكذا شعر الامر، وكأن هازل طرف من جسدي، في تلك اللحظة بالضبط عرفت كيف ينتقل الالم. الرابط يتكون بسبب الاهتمام، اللمسة تربط الجسدين معًا ليصبحا واحد، وان كانا جسد واحد فلابد من ان ينتشر الالم في كل انحاءه صحيح؟ عدا انني استطيع التحكم به بطريقة ذهنية واستطيع سحبه نحوي، رأيت صورته في عقلي، وكأنه غبار سحري لكن اسود ورمادي، وثقيل، وحار، ولاسع، يسير عبر العروق وينشر حرقة شديدة في المنطقة التي سار بها.

الاطباء لم يخرجونا وسمحوا لنا بالبقاء، اظن لانهم يعرفون انها تحتاج الى هذا، تحتاج الى ان يسحب احد منها جزء من الالم، ولكن عندما بدأ نوكس بالبكاء بقوة وانهار، يهتف على الاطباء ان يقوموا بعملهم وهو مساعدتها، اخرجوه من الغرفة بالقوة ومن ثم امسكه ايثان.

ومن ثم حدث الامر، بدات اشعر بالالم يخف، برعشات جسدها تقل، بنبضات قلبها تبهت، هتاف نوكس من خارج الغرفة ازداد بعنف مع كل نبضة تخف، حاول الدخول لكن ايراكس وايثان كانوا يمسكونه من ذراعيه بقوة ويمنعونه، حركة الاطباء حول الفتاة ازدادت، حقنوا جسدها، ضربوا قلبها، حاولوا فعل كل شيء.

لكن جسد هازل خمد، والألم أختفى، ونبضات قلبها اختفت.

رغوة بيضاء خفيفة سالت من فمها، واصابعها حول اصابع ادريان خفت الى ان سقطت ذراعها على الجانب، الاطباء توقفوا يرجعون خطوة للوراء بعيدًا عنها برأس منخفض واكتاف محبطة.

«ما الذي تفعلونه! ساعدوها!» هتف نوكس. رفعت رأسي الى هازل. بطريقة ما، استطيع ان اعرف الاشخاص الموتى من دون الحاجة الى سماع دقات قلبهم او أنفاسهم، عيناها مغمضة الا ان بريق الحياة على بشرتها، هالتها، اختفى تمامًا.

كانت جثة بلا روح.

لقد ماتت هازل.

انكمشت بطني وبلعت الغصة، تركت يدي قدمها وانخفضت ببطء الى جانبي؛ جمعت حاجبيّ، هل هم سعداء الان؟ أهذا ما يريدونه؟ أهذا هو تهديدهم؟ استخدام فتاة بلا حول ولا قوة؟ هل هم جبناء الى هذه الدرجة؟ لدرجة استخدام— رطبت شفتاي، احرك نظري الى ادريان الذي شعرت به ساكن، وقف امامها ينظر لها، يستوعب ما استوعبته للتو ايضًا، وعرفت، عرفت ان هذا سيدمره.

«ساعة الوفاة ٤:٥٥ صباحًا.» همس الطبيب.

رأيت تلك الكلمات تحلق الى اكتافه، ثقلهما خفض اكتافه ونشر غيمة كئيبة عليهما، شيء مظلم أكتسح تقاسيم وجهه، هالته التي حوله اصبحت خانقة ببطء، سوداء، تتسلل ببطء منه الى المكان، تمتص الهواء من حولنا.

صحيح انني رايت هذا السواد الذي خيم عليه، ولكنني السبب ايضًا، شعرت به—شعرت به حقًا، كيف انه تدمر من الداخل وكأنه شاحنة اصطدمت بحائط، كيف ان توسلات هازل كانت سكاكين طعنت صدره واحدثت شروخ، كيف ان— رفع يده الى فمه، يمسحه، ويرطب شفتاه، ثم اقترب ببطء من جسد هازل، قرب وجهه من خاصتها واغمض عيناه يضع جبينه على جبينها، امسك يداها.

قال شيء ما، بلغة غريبة لا اعرفها، ثم ترك ايدي هازل ورجع للوراء. نوكس ركض من جانبي لها، وعمت الفوضى بسبب هتافه وصراخه الذي هز المبنى مثلما هز هو جسدها، ومثلما هجم على ادريان.

مرة ثانية.

لكن هذه المرة ادريان امسكه، ونوكس انهار في حضن ادريان الذي بقى صلبًا، من اجل الجميع.

رغم ان كل شيء في داخله أنكسر.

-

الفصل بعنوان : اجرحك اجرحك، لو ما انجرحت بسبب نوكس اجرحك بسبب هازل ولو مو بسبب هازل اجرحك بسبب ادريان ولو مو بسبب ادريان اجرحك بسبب جازمين والقارىء المسكين لا حول ولا قوة

الفصل طلع مثل ما اريد الحمد لله وكان من الفصول الي تعبت بيها لان— مثل ما انتوا شايفين ركزت على ردات فعل اكثر من شخصية واتمنى اني اعطيت كل الشخصيات حقها من صدك ووصلكم المشهد وتخيلتوا مثل ما مطلوب وعلى ما أمل، انجرحتوا، مثل ما هو مطلوب

لا لا اتشاقة وياكم يمعودين 🙇‍♀️ اني اجرحكم؟ صدك جذب

هازل هي صاحبة الاجنحة المقصوصة 🥹🥹 توقعتوا يكون غراب من الغربان الجنوبية؟ هواي توقعوا ارشون وما اعرف ليش بالضبط بس كان محور كل تحليلاتكم، يعني صحيح مارس همجية بس ما راح تعدم اجنحته ومو بهاي القسوة ع الاقل، جريمة كبيرة قص الاجنحة وأكبر من جرائم القتل حتى في ممالك المجنحين لهذا ما يسوي هيج ويرتكب هيج جريمة الا شخص قذر وبلا انسانية ورحمة

مما ياخذنا للنقطة الي بعدها، تتوقعون من هو او هي المجرم؟

تحليل صح حللتوه: الظل الي شافته جازمين في الفصل
السابق هو المجرم.

👀

نجي لموت هازل؟ 🥹 ترا صحيح مشاهدها قليلة لكني أحبها بشكل كبير جدًا، وكتابة موتها جرحني بشكل ما توقعته الصراحة لدرجة بجيت، بعدين طريقة موتها؟

اعرف، اعرف طريقة قاسية، وطريقة توسلها ادريان وعدم رغبتها بالموت 🥹🥹 *صوت انكسار قلوب ذاك الي بالتيك توك*

بس لازم ننتبه ع شيء يا جماعة وهو ان هذه حقيقة نص البلاد الي في حرب او فساد، والمراهقين يموتون بهذه القسوة وهم يستوعبون فقدانهم شبابهم واحلامهم وكل شيء بسبب ذنب ما عملوه فياريت الي بالبلدان السليمة الله يحفظها تتعاطفون شوية مع البلدان الي تعاني لان شعبها مهشم وبائس تلقونه. شخصيًا، مستحيل اعرف وادعم كل البلدان الي تعاني أكيد واحنا كلنا بشر وقدراتنا محدودة لكن أبسط شيء نقدر نسويه هو الدعاء لهم في الصلاة وفعلًا الدعاء، مو بس نقراه في ملاحظات رماد ونسحب، اذكروا ان يهون الله على كل شخص يتعرض للظلم وعلى كل بلد يعاني وتذكروا كبلدان عربية احنا لازم نكون أصل وأيد وحدة حرفيًا ومتخيلين لو نهضت كل البلدان العربية واستغلت مؤهلاتها مع بعضها شنو ممكن يصير؟

الحكومات فاسدة لكن اؤمن الشعب ماله دخل لهذا ادعوا لهم وتعاطفوا لهم لاني ورغم العراق حاليًا طلع من الخطر واستقرت الاوضاع وامان لكن شفت اشخاص يموتون زي هازل واسوء، وهم يدركون في لحظاتهم الاخيرة ان حياتهم الي مابلشت اصلا انقضت في محاربة ومقاومة وتعب واخر شيء فقدوها ومو عشان سبب مهم اصلًا؛ بس كذا بسبب الفساد.

حجيت هواي. بس والله بخاطري كلش، من كتبت المشهد وتخيلت كم شخص فلسطيني سوري مات تحت انقاض ومحد يعرف بي وهو يبكي ويستوعب ان خلاص انتهى، او كم شخص عراقي مات وهو يقاوم حتى يوصل لمستقبل افضل. يمكن ماتعرفون الشعور الي في البلدان السليمة وتقولون رماد تتفلسف ولهذا الي من البلدان المبعو*ة تعالوا جنبي نبكي مع بعض.

وشيء مهم؛ حتى لو ما تدعون لكن لازم تكونون واعين ع هذه الامور وهذا اقل شيء ممكن الانسان سوية، يعرف بمعاناة غيره.

الله يرحم كل الشهداء وكل موتى المسلمين ويصبر اهلهم.

I cried my tears out but anyway let's continue

هازل اول شخص يموت، وهي مو الاخير.

لهذا تجهزوا كويس، اربطوا الاحزمة واستعدوا لركوب قطار غراب المحطم وبلا سكة حديدية تثبته، لان في آي ساعة، ممكن يصطدم القطار الي راكبيناه 🫴

— ادريان؟ 🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹🥹

— مشاركة جاز واخذها الالم؟ 🥹🥹🥹🥹

— نوكس؟

— نولان الي تذكر ماضيه وشافه في نوكس؟ 🥹

اشوفكم في الفصل الجاي 😵‍💫💖

Continue Reading

You'll Also Like

747K 76.2K 39
الثانوية، سخافة المراهقين، الحياة الاجتماعيّة المنخفضة والجلوس في الحجز لساعات. هذا ما تدور حوله الحياة، أو على الأقل حياتها هي. آليس هود فتاة الثان...
1M 1.2K 1
[الرِواية الثانِية من سِلسلة القّيد] مِن أَجل عائلتهَا، أُجبَرت إِيفي على الزَّوَاج مِن أمير لَم تُقابِله مِن قَبل، إِنَّه وسيم، خطيِر، قَوِي، إِغرَا...
5.2K 1K 17
هـل جـربت يـومًـا أنْ تَسْـتَيْـقِـظ مـن نَـومِـك لـتجـد نـفـسـك سـرابًا ؟ ° قصة قصيرة ° مكتملة ✓ سيلينا ° إيريث بدأت وانتهت : 24/12/2020
2.4K 304 3
مجموعة من القصص القصيرة التي لاتنفع لأن تكونا كتابا لحالها لكنها تأبى الانسحاب إلى سلة المهملات