غراب | Crow

Par itsowhatdoit

2.7M 271K 360K

تنضم المجنحة جازمين ستيلارد الى أقوى الجيوش في العالم، متبعة بذلك خطى عائلتها المعروفة والمهمة في المجال العس... Plus

تنويه
غراب
اجنحة الدمار.
مدخل | حدث غير مألوف.
٢ | حادثة مقبرة كروفورد.
٣ | نتيجة التقديم.
٤ | الشجاعة.
٥ | التمرين الاول.
٦ | تقاطع الدماء.
٧ | سوار القاتل.
٨ | انذار الغراب.
٩ | قد اكون السلام.
١٠ | برودة.
الخنجر والاربعة.
١١ | چين.
١٢ | ارسولا لاغارد.
١٣ | خيوط العنكبوت.
١٤ | الاجنحة السوداء.
١٥ | دماء ستيلارد.
١٦ | الوشاح الاسود.
١٧ | الاكابرس.
١٨ | ايقاع.
١٩ | بحيرة فلور.
٢٠ | شيطان.
٢١ | سكوربين.
٢٢ | ادوار القديسين والملوك.
٢٣ | ثلاثة غربان وحجر.
٢٤ | الافضل للنهاية.
٢٥ | تهويدة.
٢٦ | جازمين ستيلارد.
٢٧ | قربان للاسوء.
٢٨ | شيطان.
٢٩ | اعصار.
٣٠ | الوشم والقصيدة.
٣١ | اول الضحايا.
٣٢ | رايفن.
٣٣ | كمين ايغيس.
٣٤ | الغربان الجنوبية.
٣٥ | السهم المحارب.
٣٦ | السقوط والنهوض.
٣٧ | ضمادات ورصاص.
٣٨ | رجفة، رجفتان.
٣٩ | استراتيجية الالهاء.
٤٠ | ما وراء الجبال.
٤١ | ارينا.
٤٢ | قاتل ارثر.
٤٣ | ديكارسيس.
٤٤ | الفن المدمر، الفن العنيف، الفن الشرس.
٤٥ | طعم مر.
٤٦ | رفيقة جيدة.
٤٧ | لعنة الهاء.
٤٨ | اصل الشياطين.
٤٩ | المجد.
٥٠ | ماسك نواه الشفرات.
٥١ | وان كانوا الجنود يخافون، فمن سيحمي العالم؟
٥٢ | السقوط الاخير.
٥٣ | فكر مثل العدو.
٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.
٥٥ | قائد السنة الرابعة.
٥٦ | القسم الرابع لجيش الغربان.
٥٧ | ما هو لون ازرقي؟
٥٨ | جيمي بلايز.
٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.
٦٠ | نصل الحرب.
٦٢ | عناق الاجنحة.
٦٣ | الطلب الميت.
٦٤ | انها سخرية القدر، مجددًا.
٦٥ | حديث القبور والعظام..وتخيلات الفتيان والفتيات.
٦٦ | بلاكسان.
٦٧ | اميرة الحرب.
٦٨ | خدوش هازل.
٦٩ | منحدر مأساوي.
٧٠ | المخطط.
٧١ | يرتدي اكثر من وجهين في العلن ويضحك على الجميع.
٧٢ | المعاناة المشتركة.
٧٣ | جناح.
٧٤ | رقصة حفل التخرج.
٧٥ | جسر الغربان.
٧٦ | قوة الحب والصداقة.
٧٧ | في وسط الوحوش نُبنى.
٧٨ | «قطع من الثلج، اشلاء من الثلج.»
٧٩ | مثل الجنوب والكوخ.
٨٠ | الجنوب والجيش والادرينالين.
٨١ | سلبيات وايجابيات.
٨٢ | كلمات جايدن.
٨٣ | خدوش ادريان.
٨٤ | بوابات انتقال عبر المكان.
٨٥ | مخلوقات الليل.
٨٦ | مجرد تغيير..
٨٧ | الابن المكسور.
٨٨ | رسالة من الاجنحة.

٦١ | اجنحة من دون غراب.

31K 3.5K 5.2K
Par itsowhatdoit

«لا تبدين بخير.» قال ارشون وادخلت اصابعي في خصلات شعري أرجعها للوراء، أدار مقود السيارة وأخذ منعطف في وسط ظلام الليل. «تبدين صامتة اكثر من المعتاد.» أنتقلت عيناي بصمت من الطريق له وخصلات شعري السوداء سقطت مرة اخرى على جانب وجهي.

«اذهب الى منطقة كابيون.» قلت بهدوء لتتوسع عيناه لثانية ثم تمر نظرة تشويش فيهما. «لماذا؟ الوقت متأخر، انها الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، انها مجازفة، لو عرفت القاعدة الامر سيكون بشع.»

«بالنسبة لكِ على الاقل.» اضاف تحت انفاسه.

«اذهب الى منطقة كابيون، منزلي هناك.» نظرت الى الطريق المظلم الذي أمامنا، اضواء السيارة تنيره قليلًا. «اريد ان ارى عائلتي لبعض الدقائق.» سمعته يخرج تنهيدة واستطيع المعرفة انه قلب عيناه وتأفف يغير طريقنا. «انتِ التي سوف تخسر لو وصلنا متأخرين الى القاعدة.» لم ارد عليه، بقيت انظر للامام فقط، جسدي لم يكن متصلب، مشاعري لم تكن متأججة، انما العكس، مظهري الخارجي بدى هادىء للغاية والامر المخيف ان هناك هدوء شديد في داخلي ايضًا.

هدوء ثقيل.

ذلك الذي يأتي بعد الصفعة، بعد معاناة شديدة مع مرض والموت اخيرًا، هدوء ثقيل.

خفضت عيناي الى اصابعي في حضني، لقد وثقت بهم. لقد وثقت في بيتر. «ما كان ذلك بخصوص؟» سأل. «حديثك مع أكسل.» لقد أنتبه.

«ليس من شأنك.» قلت بنبرة هادئة وشعرت بنظراته علي تتفحصني. «لماذا اردتِ رؤية قائد—» رفعت رأسي له. «ليس من شأنك ارشون، لا تسأل عن اشياء لا علاقة لك بها.» اشعلت نبرتي نغزة ملتهبة في قلبي، ألمتني بشدة ولهذا السبب اغلقت فمي على الفور واعدت عيناي الى الامام.

طرق. طرقتان. ثلاثة.

هناك شيء يحاول هدم الجدار حول قلبي.

هناك ألم يحاول الدخول واستطيع الشعور بثقله على وجودي، هذا سبب الهدوء الثقيل، انني الان اضع وامتلك جدران دفاعية أحصن بها نفسي، والادراك حول كل ما كان يحصل يحاول تهديم تلك الجدران.

«كم ابن لدى القائد الثاني؟» سألت.

«ثلاثة، اكسل وكاسيان وكاستيل.»

«كاسيان وكاستيل؟ كم أعمارهم؟»

«لا اعرف، لكن كاسيان مراهق، وكاستيل مازال صغير، قد يكون عمره احدى عشرة سنة.» فكرت في اشياء جيدة، في تورما، في ردة فعلها وكيف ستكون سعيدة لو عرفت انها تمتلك أقارب من جهة امي.

فكرت في الاحتمال الثاني. كيف هي الان مشوشة وحائرة لا تعرف الحقيقة ومع من تقف، في المضايقات التي تتعرض لها في المدرسة بسبب أهلنا وافعالهم القذرة، في تهديد ساليكان، لففت اصابعي بخفة في قبضة، اضغط على فكي، اشعر برغبة مخالبي في الخروج وعندما ضغطت وكتمت خروج مخالبي احسست بحرقة تصعد الى قلبي وحنجرتي، صرخة حارة ووحش عنيف يمزق داخلي بعنف، يخبرني انني ان لم أسمح له بالخروج، سوف ينهشني من الداخل حتى اموت.

«ارشون..» نبرتي هادئة وهذا جيد. «هل تعرف شيء عن المجزرة الجنوبية التي حدثت بعد الانفجار الثاني للمصانع؟» كلما حصلت على وجهات نظر اكثر، كلما كان افضل، كلما تدمرت معتقداتي وايماني اكثر.

هل من المعقول ان تتخلى امي عن ساليكان؟ هل من المعقول انها تركته يذهب الى ذلك الاحتجاج ومع ذلك أصدرت امر بقتل الذين احتجوا؟ قادت الذين قتلوهم؟ اغمضت عيناي وبلعت المرارة في حلقي. عظامي، عظامي، انها تؤلمني، واهنة، ضعيفة، ارتعشت برعشة مرت في كل جزء مني.

اظن انها رعشة تدمر نظرتي عنها، اضرار جانبية لتدمر النظرة عن من تحب.

«لم أكن بالقرب منها ولكنني أعرفها، سمعت الكثير من الجنوبيين يتحدثون عنها وعن بشاعة ما حدث.»

«ما الذي حدث بالضبط؟» حرك كتفه. «رفض الجنوبيين وجود مصانع ومعامل ذات اشعة مضرة بالسكان، خرجوا في احتجاج طبيعي ضد هذه المصانع وقبل ان يمر ثلاث ساعات يقال ان جنود من ايغيس نزلوا وطوقوا الذين احتجوا على شكل دائرة محكمة ثم أطلقوا الرصاص على الجميع. تحولت المنطقة الى مجزرة، بعض الكبار يقولون ان رائحة الدماء مازالت تفوح حتى اليوم من ذلك المكان.» اقتربت من الباب، واسندت رأسي عليه، ارفع ركبتاي الى صدري، أتخيل المشهد في عقلي.

«هل استخدم الذين احتجوا اسلحة؟ هل هاجموا المصانع؟ او افتعلوا جرائم تخريب او فساد؟» سألت بألم اعرف الجواب، في كل بلدان العالم وفي كل الممالك هناك قانون ينص على ان الشعب يمتلك حق التظاهر على شيء لا يعجبه في المجتمع، ولا يحق لاحد ايذاءه او منعه، او لو تظاهر بطريقة مؤذية واستخدم اسلحة واحدث ضرر مثل مهاجمة المصانع، المتاجر، تحطيم السيارات والخ، عندئذ الحكومة او المملكة تمتلك الحق في ردعه.

«لا، لم يحمل احد منهم سلاح او فعل شيء ممنوع، كان معهم اطفال.» ولكن محاولة ردع الذي يحتج تكون على مراحل متعددة، اولًا يجب ان يتم منعه من ما يحاول ان يفعل من فساد بواسطة دخان مؤذي ومن ثم بواسطة اشياء اخرى تعرقل تصرفاته ولكن لا تقتله، الرصاص هو في نهاية القائمة وحتى عندما يستخدم ممنوع ان يكون رصاص فعلي، يجب ان يكون رصاص مطاطي، يحدث ضرر لكن لا يقتل المواطن.

ارشون دخل الجسر الذي يربطنا ببقية المملكة ومنظره كان مختلف هذه المرة، الثلج يغطي أسواره وموجات كثيفة من الضباب اكتسحت البحر اسفله وعلى جانبيه، نافذة السيارة التي انظر من خلالها اصبحت ضبابية فرفعت اصبعي لها، ارسم كوكب صغير وحوله حلقه، بقيت انظر الى الكوكب لدقائق، أتخيل المشهد بعقلي بالتفصيل.

اطفال، يافعين، ازواج، رفقاء، جنوبيين. يطالبون بأمر، بشيء، يقفون مع بعضهم البعض متجمعين يهتفون بما يريدون، مثل أي تجمع سليم في كل انحاء العالم، ومن ثم قبل ان يعرفوا يرون الجنود من كل مكان يحاصروهم، يطلقون الرصاص عليهم، انا تدربت على المخلوقات طوال هذه السنة ولكن حتى مع ذلك الدم هو الدم، عندما تخترق رصاصة جسد فأن بعض احيانًا الدماء تنفجر من هناك بسبب سرعة وحرارة الرصاصة، لابد من ان الدماء ملأت المكان في دقائق، مع الصراخ والذعر، ومحاولات الهروب، وهتاف الجنود.

اسوء من المجزرة.

اخذت نفس عميق، احاول ان امحي الصورة عن عقلي، لكن كيف استطيع؟ فساد، فساد في كل جانب وجهة، كيف سمحت المملكة لشيء مثل هذا بالحدوث؟ وحتى وان تجرأت ايغيس وتصرفت من تلقاء نفسها فيفترض بالمملكة ان تعاقبها.

ولكن المملكة تقف مع ايغيس، الذين يحكمون هذه المملكة موافقين، على كل هذه الجرائم.

ولا احد من الشعب يعرف بشيء، لا احد يعرف بشأن هذه المجزرة ولا بشأن خطط تدمير الجنوب ببطء من الداخل للخارج. غيمة سوداء استقرت حول قلبي واكتافي، بؤس شديد مدسوس في أبرة ضربت قلبي مرة بعد اخرى بسرعة بهذه الجرعات البائسة، هل يعلم ادريان؟ هل يعرف بشأن هذه المجزرة؟

بالتأكيد يعرف، هو يعرف كل شيء.

كيف هو شعوره ياترى؟

«في الشارع الرابع.» اخبرت ارشون بنبرة لا مشاعر فيها عن عنوان منزلي بعد ان دخلنا منطقتي. اردت ان اغمض عيناي حتى أحجب الذكريات التي صفعتني والتي موجودة في كل شبر من هذه المنطقة، مع والداي، مع بيتر، مع سيد ومع عائلتي، لكنني لم اغلق وسمحت لها كلها ان تتدفق علي.

«هنا. ابقى بالخارج. سوف أسلم عليهم وأتي. لن اتاخر كثيرًا.» فتحت الباب ونزلت اغلقه خلفي، انظر اثناء ذلك الى منزلي.

اين يشعر المرء بالامان؟ في منزله؟

هذه كذبة متقنة عالمية.

لم يكن منزلي قبل وفاة والداي، كنت اعيش في منطقة اخرى من العاصمة، في حي اكثر ثراء وفي منزل أكبر بكثير، ولكن منزل بيتر كان كبير ايضًا بما فيه الكفاية. لم اخذ نفس، محيت تعابيري ودخلت المنزل من دون الطرق، اعرف كيف افتح الباب من دون الحاجة للطرق او استخدام مفتاح.

كلا المنزلين لم يشعرا الان مثل المنزل.

والمكان الذي يحاول تكسيري بدى مثل واحد.

افتقدت القاعدة، اردت ان اجلس هناك فوق سطحها وانام وانا انظر الى ميدانها الضخم الذي كان عبارة عن شوارع كاملة عسكرية.

وقفت في ردهة الباب بعد ان دخلت وسمعت نباح سيزار من الغرف المجاورة، لابد انه شم رائحتي، نظرت الى جدران هذا المنزل ولا اعرف ما الذي حدث لي فعلًا؛ في مرة من المرات لو دخلت الى هنا بهذه الحالة كنت سأود حرقه عن بكرة ابيه، وفي مرة كنت سأتذكر واشعر بالحزن الشديد في داخلي، اما الان...الضغط ضد اضلاعي ازداد، وكأنني اغرق، وكأنني امتلأ بالماء من الداخل لدرجة انني لا استطيع التنفس.

لقد تعاون مع ساليكان. لقد حفر مذكراتي. لقد شوه سمعتي العسكرية. كان يعرف بخصوص ارسولا لاغارد، بخصوص فيلكس، بخصوص الجنوب، الم يعتقد انني استحق ان اعرف ولو القليل عند دخولي القاعدة ومواجهتي هذا المجتمع العسكري السياسي القاسي؟

سيزار ظهر امامي وعيناه لمعت بقوة قبل ان يبدأ النبح بصوت مرتفع حاد والمجيء لفرك رأسه بقدمي والقفز علي بحماس حتى اعانقه، فروه الذهبي جميل للغاية، لم استطع الابتسام ولكنني انخفضت اليه وادخلت اصابعي في فروه افركه بخفة وأخذه في عناق.

نهضت بعد دقيقة، بعد ان اصبحت متاكدة من ان رائحتي وصلت لهم، كما وصلتني رائحة بيتر وجوليا وبضعة بهارات ومعكرونة ولحم مشوي وبطاطا. عشاء عائلي يُطبخ. سارت قدميّ باتجاههما وكانا في المطبخ الكبير المفتوح على غرفة معيشة متوسطة الحجم. جوليا كانت تقف على الطباخ بينما بيتر بجانبها كان يخلط شيء في الخلاط، نظرت لهما طويلًا. ان كان ابي فعل مافعله وامي فعلت مافعلته، فما الذي فعله بيتر؟ هو يمتلك بصمة في العالم العسكري ايضًا.

وقفت واستندت على الباب، اعقد ذراعيّ. بدوا منغمسين في ما يفعلانه، بطن جوليا كبرت بشكل ملحوظ، كانت ترتدي فستان منزلي شتائي قصير، ابتسامة خفيفة على شفتيها، شعرها مسحوب للاعلى في كعكة كسولة، اقراط فضية في اذانها، بينما بيتر وقف ببنطال جينز وقميص شتائي حبري اللون داكن، يخلط عجينة بيضاء بتناغم مع جوليا التي أدركت انها ايقظته لانها اشتهت ايًا ما يعدونه الان، فعلت هذا عدة مرات في اجازتي، ايقظت المنزل حتى نطبخ ما اشتهته، بدوا منغمسين في لحظتهما المميزة هذه، خفضت بصري الى بطنها، نحو الطفل القادم الى هذه العائلة ومن ثم نظرت الى بيتر السعيد.

ألم يظن انني امتلك حق معرفة ان جيناتي مريضة؟ أنني كنت شبه مجنونة بسبب الطاقة التي تسير في عروقي؟ ألم يراني وانا افقد عقلي اكثر من مرة؟ شعرت بانكماش قلبي على ذكرى جازمين المراهقة الحائرة والضائعة والخائفة والتي تلوم نفسها انها لا تستطيع التخطي.

صككت اسناني.

«رائحة ملابس جازمين تقود سيزار للجنون، اخبرت تورما ان لا ترتدي ملابسها عند النوم، انظر الى الكلب كيف فقد عقله—» التفتت جوليا وتجمدت فور رؤيتي.

ثم سرعان ما انكمشت تعابيرها في قلق واضح، تركت الملعقة التي كانت تدير بيها الطعام وجاءت لي. «جازمين..الساعة الثالثة ليلًا..هل انتِ بخير؟ ما الذي تفعلينه هنا؟» القلق اكتسح وجهها بالكامل ولكنني نقلت نظري الى بيتر الذي وقف متفاجىء ايضًا من وجودي ثم مثل جوليا ظهر القلق اكثر على محياه.

«سوف يقصفون المنطقة.» قلت بخفوت.

توسعت اعين جوليا ونظر لي بيتر بقلق وتشويش. «ماذا؟»

«حدثت حرب بين الجنوب وبقية اجزاء المملكة وانقسم السياسين وسوف يحدث قصف، اردت اخباركم حتى تذهبوا الى مكان امن قبل ان يبدء كل شيء.» افترقت شفاه بيتر وجوليا شحب وجهها، امسكت بطنها، بينما بيتر نظر الي وهو يفكر بتشويش ويحاول ان يفهم.

تركتهما على هذه الحالة لبضعة دقائق.

«انا امزح معكما وحسب.» قلت بأبتسامة كبيرة مزيفة، كسولة بعض الشيء، خصلات شعري السوداء سقطت حول وجهي ولابد من ان منظري في الملابس السوداء مثير للقلق والريبة. لم يضحكوا، انما نظروا لي بريبة واستغراب. «ماذا؟» استقمت عن الحائط. «الا استطيع ان اكذب قليلًا مثلما كذبتم علي؟» قلت بتساؤل ايجابي، ابتسم، ابتسامة نزعتها من داخلي، ونبرتي بدأت تتبدل.

هم ليسوا قتلة وحسب، هم خونة.

«ماذا..؟ ما الخطب جاز—» ضربت يد جوليا التي حاولت لمس مرفقي، بعنف ابعدتها ونظرت نحوها بحدة، تراجعت هي للوراء بصدمة ويدها الاخرى على بطنها. اعرف انها شريكة بيتر في كل هذا. اعرف انها بقيت صامتة رغم كل الليالي التي بكيت في حضنها. «بالاخص انتِ، اياكِ ولمسي.» صككت. وفي لمحة بصر بيتر كان بجانب جوليا مما اثار اشمئزازي. «ما الذي يحدث جازمين؟ احذري.» أمر يجعل جوليا تقف خلفه قليلًا لكنها تقدمت من جديد.

«لماذا قد احذر؟» تحديته امسك عيناه. «ها؟ لماذا قد احذر؟» اقتربت ادفع صدره بأصبعي. «أليس هذا ما تريده، ان اظهر بمظهر المجنونة؟ ان ابقى اغرق في اكتئابي لسنوات من دون ان افهم السبب؟ ان تبقى عائلة ستيلارد تقتل بأيدي باردة؟» فهمت الان الثقل، انه ثقل الالم، هذه المرة حزني لم يكن نار غاضبة فقط، كان ماء وبحار اغرقتني، لهذا السبب انا صامتة، لانني اغرق.

نظر لي بصدمة، شفتاه افترقت للتحدث لكنني لم اسمح له. «لماذا تحملت المسؤولية ان لم تكن جدير بها؟ لماذا تحملت وصية ابي ان لم تكن تستطيع حمايتي بالشكل الصحيح؟ بالشكل الذي يحميني من الخارج لكن يدمرني من الداخل ها؟ أم هل هذا ماتريده بيتر؟» نطقت اسمه بمقت شديد. نقلت عيناي الى جوليا التي شحب وجهها. «هل هذا ماتريده؟ ان اؤذي جوليا حتى تقول انني مجنونة؟ هل كان صعب عليك كثيرًا اخباري بما يحدث في عقلي الخاص بيتر!» هتفت الكلمات الاخيرة بصوت مرتفع، أصرخ وازمجر في نفس الوقت، اتذكر بشاعة شعوري، اتذكر افعال اهلي. «ام هل انت معهم؟ هل دمرت الجنوب معهم ايضًا؟»

«جازمين اهدائي..» ركضت جوليا الى جانبي تمسك بي من ذراعي، تسحبني عن بيتر ولكن لمستها جعلتني متعبة، كل التعب الذي كنت أخفيه سقط علي، اردتها بعيدًا عني ولهذا دفعت يدها مرة اخرى اتجاهل النظرة المجروحة والقلقة على وجهها.

«ما الذي تخفيه عني ايضًا؟ ما الذي فعلته عائلة ستيلارد ايضًا وملتصق بظهري؟» الامر ليس بشأن كوني ابنتهم حتى، ليس بشأن فقدي عقلي، انه بشأن مسيرتي انا ايضًا، انا كبالغة من هذه العائلة الملعونة احتاج الى ان اعرف كل شيء متعلق بها، لانني لست طالبة جامعية او حارسة او شرطية او محامية، انا جندية، واطمح للمزيد، وبسبب هذا السلك الذي اخترته يجب ان اعرف كل شيء عن الجانب العسكري لعائلتي، لان هذا العمل مرتبط بالشرف والشجاعة وليس بالخيانة والطعن والفساد. هذا يؤثر على احلامي، أثر على مراهقتي، ولكن مستقبلي؟ مستقبلي؟

«دعينا نتحدث جازمين، اعرف ان الامر صادم—» امسكني من اكتافي. «اعرف ان الامر صادم ومخيف بالنسبة لك لكنني تفقدت كل خطوة، راقبتكِ وكنت بجانبكِ في كل خطوة.» قطعت كلامه بضحكة جافة خرجت من ثغري، ابعدت يداه عني. «كل خطوة؟ كل خطوة؟! اذًا لماذا شعرت انني اموت في كل خطوة من حياتي!» صرخت بصوت هز المنزل، بأعين اتقدت والتهبت، بشرتي اصبحت ساخنة وحمراء وعروق رقبتي برزت بسبب صراخي، وعيناي توهجت باللون الازرق الغرابي.

«لماذا شعرت وكأنني اموت بيتر؟ لماذا كرهت نفسي في كل خطوة!» هتفت اشعر بكل جسدي يلتهب، بقرصات على سطح جلدي، بخرمشات اسفله، اردت اخراج مافي داخلي، شيء مألوف عاد للصراخ تحت جسمي ولم يكن صراخ صامت، شيء ضغط ضد بشرتي وكأنه يريدني ان انفجر حتى يخرج.

انه الاكابرس.

عرفت ذلك هذه المرة، وحتى وان لم اعرف فأن نظرة بيتر وجوليا المصدومة نحوي تؤكد كلامي، اللون الذي توهج في عروقي، في عيناي، في يداي، انعكس على قزحيتهما.

خلعت السترة السوداء.

«لماذا قضيت حياتي كلها وانا اتساءل لماذا انا طفولية لدرجة انني لا استطيع تخطي موت احدهم بيتر! ان كنت الى جانبي في كل خطوة لماذا جعلتني اكره نفسي كثيرًا؟ لماذا لم تخبرني انني لست السبب في ما يحدث لي! لماذا جعلتني افتقد الاصدقاء ولا استطيع الاندماج مع شخص واحد حتى لانني اشعر انه سيموت في اي لحظة قادمة!» الاشعة في عروقي ساخنة، استطيع الشعور بالحرارة الشديدة في المناطق التي تجري بها، مثل وضع شيء ساخن على الجسد، ووهج الاشعة الزرقاء القوي انعكس على الحائط، على عيناهما المصدومة.

وعرفت، عرفت انني ان تماديت اكثر لن ينتهي الامر على خير، جوليا حامل، رجعت خطوة للوراء وهززت رأسي، اشعر بالدموع تتجمع في عيناي وبرؤيتي تصبح ضبابية. «لماذا لم تخبرني ان شعوري بالاشمئزاز من العناقات وحرم نفسي منه هو ليس بسببي؟ لماذا لم تجعلني احارب هذا الشعور؟ ألم تراني اعاني بيتر؟ الم تراني اعاني بحق ربك!» هتفت اشعر بتمزق الخيوط التي تربطني من الداخل، صككت اسناني ارفع اصبع السبابة بأتهام. «انا اردت عناق من دون ان اشعر انني اختنق ايضًا، اردت اصدقاء ايضًا، انا لا استطيع حتى الاقتراب من رفيقي من دون الشعور انه قد يختفي في اي لحظة!» ارتفع صدري وانخفض، ارتعش اصبعي، وكومة الحزن التي تقبع فوقي أزدادت.

ثم توقفت عن التنفس لثانية بأستيعاب.

نظروا لي بصدمة، بيتر توقف تمامًا بعد ان كان يحاول الابتعاد ولكنني ارجع للوراء، جوليا حذرة في اقترابها. والان، كلاهما، توقفوا ونظروا لي بدهشة. هززت رأسي، اهز الادراك عني، ليس وكأن معرفتهم سوف تغير شيء، اسوء الاحتمالات قد حصلت.

«لماذا لم تخبر المملكة؟ لماذا لم تدافع عن الجنوب؟» اخذت نفس أسال واعود بغضب. «هل اخذتني وحميتني لسبب؟ هل اخبرك ابي ان تحميني لانني امتلك هذا الشيء في عروقي؟» لم يتحدث وهذا اصابني بالسخط الشديد فلم استطع فعل شيء سوى الالتفات وركل الطاولة التي كانت قريبة علي، سقطت قدمها متحطمة تسقط معها الصحون والاطباق لتتكسر بصوت مسموع، وضربت الطاولة بقدمي بقوة، اركل ما لا يستطيع ان ينكسر في كل مكان.

«جازمين!» سمعت صوت تورما فتجمد جسدي على الفور، كانت خلفي، تنفست بصعوبة وبسرعة وصدري ازدادت وتيرته. استدرت لها وكانت واقفة عند نهاية السلم، بقميصي الشتائي الفضفاض وبتعابير حزينة. نظرت حولي الى الحطام الذي أحدثته ومن ثم الى اصابعي وذراعيّ، الى وهج اللون الازرق الذي سطع بقوة، ثم بدلت بصري الى بيتر ورفيقته، كان يمسكها واستوعبت ان هذا حتى لا تتأذى بطنها من الشظايا الزجاجية التي تطايرت في كل مكان.

«لماذا تقوم بحماية بطنها؟» قلت بمرارة، اعرف جيدًا ان جملتي التالية سوف تلسع كل من في الغرفة، ومن ضمنهم انا. «سوف يكون افضل لهذا الطفل لو مات بدلًا من ان يولد في عائلة قتلة وخونة.» جوليا نظرت لي بصدمة وسمعت انكسارها بسبب ما قلته، بسبب ما اقترحته رغم ان لها سنوات تحاول من اجل طفل، سمعت النفس الحاد الذي أخذته تورما ورجعت للوراء، اخذ الخطوات واستدير، ارتديت سترتي وركضت للخارج وانا امسح دموعي.

لقد قتلوا الجنوب، لقد خانوا عائلتهم، لقد حموني واحبوني لانني امتلك جزء من مشروعهم. «حرك السيارة.» قلت بصوت مخنوق وصعوبة لارشون الذي وقف بقلق خارج المنزل. «سمعت صوت—»

«قلت حرك السيارة!» هتفت بصوت مخنوق وباكي ارفع رأسي له لينظر في تقاسيم وجهي المحمرة والرطبة بسبب دموعي، بلع ريقه وضغط فكه، اومأ بتفهم. «حسنًا، اركبي.» قال بخفوت.

ركبت وعانقت ركبتاي بقوة، اخفي رأسي بينهما، اضغط شفتاي واكتم الدموع التي سوف تنفجر، المجزرة، الدمار الجنوبي، ما الذي سأفعله؟ كيف يمكنني تنظيف اسم ستيلارد من جديد حتى لا يرتبط بهذه الجرائم؟ كيف بامكانهما فعل الجرائم هذه؟ كيف بامكان بيتر عدم اخباري وتركي مثل المجنونة؟

«جازمين..» توقفت السيارة ورفعت رأسي معتقدة اننا وصلنا الى القاعدة ولكنني رأيت اننا توقفنا في مكان مهجور وفارغ، شارع طويل فارغ من البيوت وحتى النباتات. «اخرجي وتنفسي.» سمعت ارشون يقول ففتحت الباب وخرجت لانه على حق، رقبتي تؤلمني، الشريان الرئيسي هناك نبض بألم شديد وكأنه يوشك على الانفجار.

وضعت يد على خصري والاخرى على فمي، احاول ان اكتم انهياري، قلادتي العسكرية تدلت للخارج واصدرت صوت خافت بسبب احتكاكها بسحاب السترة القماشية، سمعت باب ارشون يغلق ولم اشعر به الا امامي. «لابأس..» قال وهززت رأسي اخذ شفتي بين اسناني، موجة جديدة من الدموع غزت عيناي ودفعت نفسها للخارج، هززت رأسي وكأنني اخبره انه لن يكون شيء بخير ابدًا.

لكنه اقترب ببطء مني ويداه ارتفعت الى وجهي، تبعد يدي عن فمي لتهتز اكتافي بقوة. «لابأس، الامور سوف تكون بخير.» قال، وسحبني في عناق قوي، يلف أجنحته حولي.

«كيف..؟» بكيت بصوت مبحوح ومخنوق.

«لا اعرف، لكنني تعلمت شيء، حتى لو انهدم العالم، سوف تكون الامور بخير في النهاية.» همس تحت انفاسه بصوت يكاد يكون مسموع وشعرت بيداه تلتف حولي اكثر.

ولا اعرف هل كان يواسيني، ام يواسي جرحه.

ام راى جرحه في جرحي.
-

توقفت السيارة في مكانها الذي اخذناها منه. ارشون اشترى لنا ماء وبضعة أطعمة من على الطريق ولكنني لم اتناول شيء. نزلت وفتحت قارورة الماء وشربت القليل، انظر للقاعدة النائمة، جمالها مهيب حتى وهي في وسط الظلام. دخلنا من حيث ما خرجنا. وكنت انوي الذهاب والاستحمام او التدرب لانني لم استطع النوم ولكن جسدي تجمد عندما وصلنا ردهات الجنود ورأينا الكل في المكان، جنود من مختلف السنوات يقفون في ملابس نومهم مبعثرين ويتحدثون مع بعضهم البعض، تبادلت النظرات مع ارشون ومن ثم نظرت لهم مرة اخرى؛ بعضهم وجوههم شاحبة، بعضهم حتى الذين رأيت انهم الاقوى في سنواتهم كانت تبدو عليهم معالم القلق الشديدة، تحركت من بينهم حتى ارى شخص اعرفه وهذا كان حتى تتبعت التجمع والضوضاء الصاخبة التي اخذتني الى ممر غرف القادة.

حيث تجمدت تمامًا على رائحة الدماء القوية. توقفت في بداية الممر وقشعر جسدي، الجنود تجمعوا حول غرفة من غرف القادة من دون ان يدخلوها، يحاولون ان يحصلوا على نظرة، ومع ذلك وجوههم كانت شاحبة وحزينة للغاية.

جمعت حاجبيّ ونظرت الى الغرف، كان صعب رؤيتها بسبب الكمية الكبيرة من الجنود الا ان رائحة الدماء المنبثقة كانت شديدة وقوية تغرق هواء الممر فتتبعتها بعيناي حتى حط نظري على باب قائد معروف.

انقلبت بطني.

«ما الذي حدث؟» سأل ارشون جندي مر من جانبنا.

الحراس، بعض القادة، كلهم كانوا امام الغرفة، الحراس يحاولون ابعاد الجنود والقادة يلفون شريط اصفر يمنع الدخول من الباب.

نظرت في وجههم، بيتركس كان موجود ضمن الحشد، لمحت شعر فضي فتحركت على الفور من بين اكتاف الجنود حتى وصلت وتوقفت امام اغسطس الذي كان يقف امام الباب وينظر الى ما في داخل الغرفة بذعر، وجهه شاحب ويبدو وكأنه قد دخل حالة صدمة.

غرفة ادريان.

ادرت رأسي منه الى الغرفة ويدي ارتفعت الى فمي على الفور، الماء الذي تناولته صعد الى حنجرتي، قشعريرة مرت عبر بطني؛ غرفة ادريان كانت مملوءة بالدماء، ملطخة بها، الجدران، الارضية، وكأن احدهم اخذ فرشاة رسم ولطخ كل شيء بها.

لكن ليس هذا ما جعل عالمي ينهدم من حولي.

نقلت عيناي الى سرير ادريان وضعفت ركبتاي، كل القوة التي في داخلي انكسرت، نولان وقف وهو ينظر الى السرير بوجه شاحب وابيض، الى ما على السرير.

اجنحة سوداء كبيرة رقدت على السرير، اجنحة من دون غراب رقدت على فراش ادريان، مقطوعة ببشاعة لدرجة ان بعض الجلد مازال متمسك بطرفها المتصل بالظهر، غارقة في الدماء التي جعلت من فراش ادريان لون داكن واسود مبلل بالدماء التي قطرت الى الارض.

ارتعشت يدي والضباب اكتسح عقلي، خفق قلبي بقوة، عيناي جالت في الاشخاص الموجودين في الغرفة ولم يكن هناك سوى نولان الذي بدى وكأن روحه تم قبضها من صدره، لم يكن هناك ادريان، ادريان لم يكن موجود.

نظرت الى الاجنحة الكبيرة والسوداء وانهزت عظامي. الظلام اجتاح عيناي لثانية وكل جزء من جسدي ارتجف بشكل محسوس، دفعت الشريط ودخلت الى الغرفة لاتوقف فور شعوري ببركة الدماء التي دست عليها. لا. لا. لا. رائحة أدريان ملأت كل جزء من الغرفة.

انغلقت حنجرتي حول نفسها والهواء الذي في الغرفة اختفى، نظري تثبت على الاجنحة وكلما نظرت لها اكثر كلما اختفى الهواء من رقبتي، كلما ضغطت يد غير مرئية اكثر على رقبتي.

الاجنحة السوداء كانت مقطوعة، تنزف، وموضوعه على السرير.

تجعلني افقد توازني وتوازن عقلي.

لسعتني عيناي وبدأت تغرق في الظلام الذي اجتاح رؤيتي، لا.

لا، ليس ادريان.

ليس رفيقي.

ليس ادريان ايضًا.

Continuer la Lecture

Vous Aimerez Aussi

1.9K 240 6
- لا تبني جدران بينك وبين من يحبك بسمى ال حدود - اذا احببت حب بصدق ، اخبر من تحبُ بذلك ، اهتم به ، قدسه ، دعه يشعر انهُ مهم لديك لا تدعه يرحل ، لا...
1.5M 47.7K 12
قصه واقعيه باللهجه العراقيه تتكلم عن فتاه يتيمه تتزوج من ابن عمتها وفي ليله زفافها تكتشف ...
1.4K 110 5
♕ لم يكن صِراعًا على الحُكم كما يبدو--بل كان صراعَ البقاء على قيد الحياة. ♕ نِزاع أُسري--هويّات مزيّفة--الجميع أعداء. ♕ وسط الكذب و العلاقات المعقّ...
4K 203 7
مَن قَال أن الجَحيم مَوجود فَقط بَعد أن تَلقى أرْواحنا حَتفها؟ فَقد سَبقتُ الجَميع بِعيشي بَين بَراثينها الى أَن طَرحتني جَسدا بلَا رُوح. حَتى الجَ...