غراب | Crow

By itsowhatdoit

2.6M 263K 351K

تنضم المجنحة جازمين ستيلارد الى أقوى الجيوش في العالم، متبعة بذلك خطى عائلتها المعروفة والمهمة في المجال العس... More

تنويه
غراب
اجنحة الدمار.
مدخل | حدث غير مألوف.
٢ | حادثة مقبرة كروفورد.
٣ | نتيجة التقديم.
٤ | الشجاعة.
٥ | التمرين الاول.
٦ | تقاطع الدماء.
٧ | سوار القاتل.
٨ | انذار الغراب.
٩ | قد اكون السلام.
١٠ | برودة.
الخنجر والاربعة.
١١ | چين.
١٢ | ارسولا لاغارد.
١٣ | خيوط العنكبوت.
١٤ | الاجنحة السوداء.
١٥ | دماء ستيلارد.
١٦ | الوشاح الاسود.
١٧ | الاكابرس.
١٨ | ايقاع.
١٩ | بحيرة فلور.
٢٠ | شيطان.
٢١ | سكوربين.
٢٢ | ادوار القديسين والملوك.
٢٣ | ثلاثة غربان وحجر.
٢٤ | الافضل للنهاية.
٢٥ | تهويدة.
٢٦ | جازمين ستيلارد.
٢٧ | قربان للاسوء.
٢٨ | شيطان.
٢٩ | اعصار.
٣٠ | الوشم والقصيدة.
٣١ | اول الضحايا.
٣٣ | كمين ايغيس.
٣٤ | الغربان الجنوبية.
٣٥ | السهم المحارب.
٣٦ | السقوط والنهوض.
٣٧ | ضمادات ورصاص.
٣٨ | رجفة، رجفتان.
٣٩ | استراتيجية الالهاء.
٤٠ | ما وراء الجبال.
٤١ | ارينا.
٤٢ | قاتل ارثر.
٤٣ | ديكارسيس.
٤٤ | الفن المدمر، الفن العنيف، الفن الشرس.
٤٥ | طعم مر.
٤٦ | رفيقة جيدة.
٤٧ | لعنة الهاء.
٤٨ | اصل الشياطين.
٤٩ | المجد.
٥٠ | ماسك نواه الشفرات.
٥١ | وان كانوا الجنود يخافون، فمن سيحمي العالم؟
٥٢ | السقوط الاخير.
٥٣ | فكر مثل العدو.
٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.
٥٥ | قائد السنة الرابعة.
٥٦ | القسم الرابع لجيش الغربان.
٥٧ | ما هو لون ازرقي؟
٥٨ | جيمي بلايز.
٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.
٦٠ | نصل الحرب.
٦١ | اجنحة من دون غراب.
٦٢ | عناق الاجنحة.
٦٣ | الطلب الميت.
٦٤ | انها سخرية القدر، مجددًا.
٦٥ | حديث القبور والعظام..وتخيلات الفتيان والفتيات.
٦٦ | بلاكسان.
٦٧ | اميرة الحرب.
٦٨ | خدوش هازل.
٦٩ | منحدر مأساوي.
٧٠ | المخطط.
٧١ | يرتدي اكثر من وجهين في العلن ويضحك على الجميع.
٧٢ | المعاناة المشتركة.
٧٣ | جناح.
٧٤ | رقصة حفل التخرج.
٧٥ | جسر الغربان.
٧٦ | قوة الحب والصداقة.
٧٧ | في وسط الوحوش نُبنى.
٧٨ | «قطع من الثلج، اشلاء من الثلج.»
٧٩ | مثل الجنوب والكوخ.
٨٠ | الجنوب والجيش والادرينالين.
٨١ | سلبيات وايجابيات.
٨٢ | كلمات جايدن.
٨٣ | خدوش ادريان.
٨٤ | بوابات انتقال عبر المكان.
٨٥ | مخلوقات الليل.
٨٦ | مجرد تغيير..
٨٧ | الابن المكسور.
٨٨ | رسالة من الاجنحة.

٣٢ | رايفن.

15K 2.1K 340
By itsowhatdoit

32- رايفن

الرفيق. يتم التعبير عنه على انه توأم الروح.

هذه الاساطير القديمة اضافة الى الكتب أيقنت ان توأم الروح هو اثر انقسام الروح قبل الولادة الى اثنين، ومن ثم افتراقهما في الحياة، والمقدر لنا هو ايجاد هذا النصف الآخر لنا ليتحدا مع بعضهما البعض مرة أخرى.

كل المخلوقات امتلكت رفيق، وكلها تتناقض في الطريقة التي تكتشفه بها. واغلبهم يمتلكون حاجزاً في ارواحهم يحجب عنهم ترصده ومعرفته الا عندما يصلون الى سن معين.

فالمستذئبين يكتشفوه فورما ينضجوا عقليًا وجسديًا وهذا في العادة يحدث عند بلوغ المستذئب العشرين من عمره أو الثامنة عشر بينما اغلب مصاصي الدماء يلتقون بهم بعد مرور الالاف من السنوات على عيشهم، ولكن نحن الغربان الامر مختلف بعض الشيء بالنسبة لنا.

فنحن مخلوقات النذير، والموت.

في بداية خلقنا لم نمتلك رفيق حتى، وكانت لدينا مهمة واحدة؛ الانذار. ولكن تمت ملاحظة اننا نموت، وعددنا يقل، تبعًا لمهمتنا الصعبة. ولهذا خلق لنا رفقاء، حتى نستمد منهم قوتنا، ونواصل العيش والازدهار.

لا نملك حاجب في أرواحنا، فنحن فورما نلتقيه نتعرف عليه، ولا تهم اعمارنا.

والاعراض الطبيعية هي اللسعات الغريبة والشعور المقيت- ربما ليس مقيت بالضبط للاخرين، الا انه يكتسح البدن، اضافة الى الشيء الذي يؤكد الامر وينهي الشكوك؛ غرباننا هي التي تحسم الامر حينما تنطق الكلمة.

"رفيق." همس كريو مرة اخرى، ينتحب ويلف اجنحته حول جسده الذي انكمش واصبح ضئيل، يسبب ضيقي عليه وحزني ولذلك لم يكن جسده الوحيد الذي انكمش حيث ملامح وجهي فعلت المثل وبطني كذلك، هذه المشاعر جديدة علي.

استشعرت كل فطوري يتأجج في معدتي ثم يرتفع، فأنحنيت فورًا امسك بالمغسلة.

لم اعرف السبب بالضبط، أهو نتيجة المشاهد المروعة التي شهدتها ام بسبب ما أكده لي كريو؟ لم اعرف. تشبثت اصابعي بالمغسلة وتحولت بيضاء عندما اعتصرت اعضائي الداخلية وانقلبت مجددا ، تجعلني اتقياً مرة اخرى بألم. وخفضت رأسي اتنفس بصعوبة بعد ان انتهيت اخذ ثواني لتقبل هذه الحقائق التي بدت جنونية للغاية، مثل هلوسة.

"رفيق" انتحب مرة أخرى، وكريو لم يكن ينتحب اثر رغبته في رفيقه كما يحدث بالعادة اول ما يلتقي المرء توأمه حيث لا يستطيع الابتعاد عنه، لا. كريو كان شديد الحزن، حيث أستسغت طعم المرارة في فمي، كان حزين عليه — خائفًا.

اغمضت عيناي بقوة اتذكر تلك الليلة التي استيقظت فيها من حلم سيء من ذكريات ادريان، وكيف انهار هو مذعورًا. وقتها ادريان كان في المشفى أيضًا، وكان فاقدا للوعي لذا لابد من ان الامر ذاته حصل.

ضربت صنبور المياة وغسلت وجهي بعنف هلاوس، اردت اقناع نفسي انها من خيالي فقط. ولكنني فتاة تفرق بين الهلوسة والواقع.

وحتى ان كان حقيقة، كيف يكون ذلك ممكنًا؟ ارجعت شعري للوراء باصابعي ابتعد عن المغسلة فورما رفعت رأسي وطالعت نفسي، ورأيت الحقيقة تلوح بوضوح في وبين ملامحي المذعورة من الذكريات، انها مرسومة على وجهي. ادريان— ركلت السلة التي في الزاوية اكتم ما يوشك على الخروج وشددت شعري للوراء.

لابد وأن الكون يلعب بطريقة قذرة، لابد ان هذه لعبة اخرى من الالاعيب لابد — صدري اصبح ضيق جدًا على رئتاي الهائجة، واظنني امر في نوبة هلع حينما صغرت غرفة الحمام من حولي. شعرت بنفسي أوشك على البكاء وخرج مني صوت غير مألوف فبلعت الغصة  التي ارتفعت وبللت وجهي مرة اخرى احاول السيطرة على وضعي.

ولكن مستحيل. لا احد يستطيع التلاعب بكريو، أو الذكريات والرابط بين الرفقاء مقدس والتلاعب به محرم له عواقبه الوخيمة. لا احد سيتجرأ ويتلاعب— انتصب جسدي. لا احد سوى السحرة.

عقلي التف تلقائيا الى ميكا وثاني شيء رأيته في المرأة هو خروج انيابي الحادة بطولها. وصوت يهمس لي ان هذا من فعلها، هي تكرهني وستحاول ان تفقدني صوابي وتجعلني مجنونة في اقرب فرصة.

توجهت للباب واوشكت على صفعة والخروج، بنية لحاقها والانهاء عليها، جرها من رقبتها وتحطيم عظام وجهها، الا انني منعت نفسي في الثانية الاخيرة بصعوبة شديدة، ووضعت رأسي على الباب بدلاً من ذلك، اكور قبضتاي عليه.

ربما هذا ما يريدونه مني، فقدان السيطرة في المحكمة، واثبات التهم علي او ربما هذا من صنع الشخص ذاته الذي اوقع ادريان في الفخ.

اغلقت عيناي بقوة شديدة حينما انهمرت علي تلك المشاهد مرة اخرى.

اغلقت عيناي وكأنني كلما ضغطتها كلما حجبت رؤيتها ، كل شيء كان واضح ومرئي مهما فعلت، حقيقي.

احسست بلسعة في عيناي اسفل اجفاني وغصة تخرسني، اطبقت فكي حتى لا يصدر مني اي صوت، ومخالبي خدشت الباب بغير قصد. هذا هو السبب الذي كنت ارى اثره اعين زرقاء في احلامي باستمرار، كريو— كريو كان يشعر بالذنب.

كريو كان يشعر بالذنب لانه أذى توأمه الروحي وارقده في المشفى، اعين ادريان والرعب الذي تدفق فيهما قبل لحظات من الاصطدام، من سقوطي — كريو. والذنب.

رفعت يدي الى شفتيّ اللتين ارتعشتا عندما ضغطتهما، وموجة من الخذلان وخيبة الأمل اثقلت كتفاي، اطعفت ركبتاي فاخفضت للاسفل استند على الباب، اكتم ما في دواخلي. لكن الامر صعب، صعب جدًا هذه المرة، اعرف ان الامور سيئة أساسًا لكن— ليس هذا، لا يمكن ان يكون العالم قاسي علي لهذه الدرجة.

كريو—غرابي، حتى هو شعر بالذنب. وفي طرفة عين سقطت للهاوية، احسست بنفسي استوعب كيف كان كل شيء عديم الرحمة معي وغير عادل، وهذه المرة لم استطع تجاهله، لم استطع غض بصري عنه. وضعت رأسي بين يداي، اوشك على الانفجار من شدة نبض جمجمتي. واتسائل ما الذي اوصلنا الى هذه الحالة، ما هي اللحظة  التي تهاوى فيها كل شيء؟ ما الذي— اردت الاعتذار لكريو.

أهذا ما آلت اليه الامور الان؟ انني لا افرق بين الحقيقة والتعاويذ؟ هي لعبت بعقلي فعلا، وقلبت منظوري عنها ضدي. وعلى هذه الفكرة كيان اخر احتلني، منذ متى اسمح لها بأخذ متعتها الخاصة في مشاهدتي اعاني؟ وثبت من مكاني رافضة انهياري هذا. فتحت الصنبور وغسلت وجهي للمرة الاخيرة، اجبر انيابي ومخالبي على  الرجوع، ورطبت رقبتي لتهدئة نفسي.

ومن ثم اخذت نفس عميق، اسكت ضوضاء عقلي. ما علي فعله الآن هو التأكد من كل ما رأيته. فتحت الباب واجواء جديدة استوقفتني، أقلقتني وضربت الواقع فيّ.

وجوه شاحبة ملأت الرواق وخائفة، عيون مدمعة حتى من الممرضين والمرضى الى الاطباء، وظننت في اول ثانية انني فقدت السيطرة على نفسي مجددًا وانهم كشفوني.

ولكنهم جميعًا كانوا ينظرون الى اعلى يساري، في نهاية الرواق حيث ردهة الاستعلامات، قطبت حاجباي على الممرضتين العجوزتين اللتين امسكتا بيدي بعضهما البعض بشفقة وملامح اسفة، فرفعت عيناي الى المستقبل لهذه النظرات ومياة باردة انسكبت علي.

على شاشة التلفاز ظهرت صورة مصغرة لولي العهد وبجانب صورته يلعب مقطع مباشر من الجو. وقبل أن أقرا الشريط الاحمر في الاسفل هاجس سيء راودني. خفضت نظري له. 'تحطمت طائرة ولي العهد ناثان رايقن في حادث مأساوي صباح هذا اليوم فوق بحر الصول. واثره تلقى الملك القادم حتفه.' المقطع اظهر حطام طائرة في  السماء.

"الشرطة الجوية مازالت تبذل قصارى جهدها لاكتشاف ما الذي حصل بالضبط جنبًا الى جنب مع الاستخبارات حيث توجد عدة ادلة تؤكد أن الحادث لم يكن صدفة انما من فعل مفتعل." المقدمة تحدثت بملامح حزينة وصوتٌ كان أشد قهرًا.

"علما ان ناثان رايفن أخذ طائرة خاصة صباح هذا اليوم للالتقاء برفيقه الاول والاخير ارماند اوسيرس الذي كان في الشمال، والشاب القبطان المحترف والذي يأتي من عائلة عسكرية أعرب عن حزنه الشديد وتوعد بأن ايًا من كان الفاعل فلن يتم رحمه ولن يتم التساهل معه." شعر رقبتي وقف، وصورة لارماند مصغرة ظهرت على الشاشة.

"كما خرج وصرح عدة سياسيين امثال دانيال، ابراهام ودينتون ان هذه ما هي الا خطة مدروسة للقضاء على المملكة وان على السلطات التحرك فورًا قبل فوات الاوان. وصرح السياسي والناشط برينت ان هذه هي البداية فقط، مهاجمة القصر واسقاط ولي العهد هي بداية حكم اولئك الطغاة، وحذر ابراهام من احتمال ان يكون ارماند اوسیرس هو الضحية التالية." أمسكت بأقرب شيء لدي حتى لا اسقط مرة أخرى.

ارماند؟

"طرح دانيال نقاشًا حساسًا اشعل مواقع التواصل الاجتماعي حيث استخدم الاسماء من دون تغطية واشار الى عدة جهات اعربت عن غضبها الشديد اتجاه اتهاماته التي تم وصفها بأنها قاسية؛ نقلًا عن منشوره هذا الصباح كتب دانيال:
هل نستطيع ان نطلق على هذه الفاجعة حادثة فعلا؟ وهل يمكن ان تكون لها علاقة بمهاجمة الجنوبيين للقصر والعائلة الملكية قبل بضعة شهور؟ انها خطة مدروسة، وواضحة. المملكة تدخل في عهد جديد خطر، وواحد قد ينتهي بسقوطها."

"بينما في اخبار اخرى عبر العامة عن حزنهم وحبهم لولي العهد اليافع، الذي كان سيبلغ الواحد والعشرون هذا الشهر حيث خرجوا وقدموا التعازي للقصر الملكي ووضعوا صور ناثان رايفن على منازلهم توديعًا لروحه الثمينة التي أزهقت جرمًا. نقدم كامل التعازي للعائلة الملكية وندعو ان تعطيهم الآلهة القوة للتحلي بالصبر وتخطي هذه الفاجعة التي سقطت على قلوب كل سكان مملكتنا. نترككم مع عدة مقتطفات عن الشاب الملكي ناثان رايقن في رثاء ذكراه."

عقلي أصبح ضبابي. اتذكر هجوم القصر الشنيع ومحاولة اغتيال العائلة الملكية، والاستنتاج الذي توصلنا اليه في الجنوب فيما يتعلق بخصوصها، بخصوص انها مشتركة في ازالة الحاجز قبل أوانه وبشكل كلي. ولكن الان—بلعت، ورفعت ناظري الى الشاشة مجددا. هم قتلوا ولي العهد، الملك القادم. ما الذي يعنيه ذلك؟ وهل هو حادث حتى؟

وارماند— كيف. شيء في اعماقي وداخلي اخبرني ان له علاقة، أن لهم جميعًا علاقة "توقف." جاء صوت ارماند من التلفاز ودهشتي ازدادت حيث كان الفتى بالشعر الاسود، وبالملابس المنزلية، ناثان، يمازح ارماند في مقطورة القيادة ويصوره اثناء ذلك.

كان مقطع صغير لعدة ثوانٍ، ومن ثم تبدل الى آخر. وهذه المرة ارماند هو من كان يصور ناثان يتناول طعامه بحاجبين معقودين. "ما خطبك ناثان؟" ارماند سأل بنبرة متهكمة، يخفي ضحكة. وهذا وجه جديد من ارماند رأيته. ازداد عبوس ناثان.

"ما ناثان بمزاجٍ عكر لأنه يريد الذهاب للمباراة ولكن عليه لقاء المبعوث الفرنسي." الاميرة ناي قالت ريثما تمر من خلف ناثان الذي ازدادت العقدة بين حاجبيه ونهض من مكانه بأنزعاج، ارماند اخرج قهقهة  صغيرة ينهي المقطع.

ولم تتوقف المقاطع بينهما، اثناء عملهما وبالمنزل، بدوا مرتاحين لبعضهما البعض واصدقاء فعلا، ومن ثم مقاطع اخرى تباينت بين ناثان مع عائلته وبعمله، مع زملاؤه في الجامعة وفي اجتماعات بجانب والده. معدتي انقلبت مجددًا، والطعم المرّ في حنجرتي تزايد، لانني لم افهم شيء.

"هل هذه الايام هي ايام الهالوين؟ لماذا تبدو المملكة مظلمة ومخيفة؟" جفلت من الصوت القوي الذي اخترق مساحتي واستدرت لارى الهالة التي ضغطت خاصتي فرأيت الحارس جاسبر، يقف بجانبي.

الامر كله يبدو وكأنني في حلم، كابوس لا تعرف ما الذي يحصل فيه.

قطبت حاجباي، ذاكرتي عادت بي الى اليوم الاول عندما التقيته. هو استخدم كلماتي حيث سألته عندها ان كان هذا اليوم هو الهالوين، وان كانت ازيائهم من اجل الهالوين. اذا هو يتذكرني.

"القائد جاسبر. " قدم لي ذراعه، ومسحت هيئته بسرعة، لم يبدو مختلفًا كثيرًا عن ذلك اليوم. ضخم الهيئة قليلًا وقوي الجسد، اخذت بيده وصافحتها .

"جازمين ستيلارد سيدي." انتظرت ردة فعله على اسم عائلتي ولكنه لم يعطي اية واحدة. يدي تعرقت وكرهت ذلك جدا. اردت مسحها ببنطالي لانني كرهت الشعور لكن خفت من أن يكون يراقب تصرفاتي. وقضمت شفتي، لانني الان ابالغ فقط في تفكيري. او هل افعل؟ احتجت الى بعض الهواء.

"اعرف." رد، وبقيت صامتة.

"كانت مفاجأة عندما عرفت ان فتاة الثانوية التي اعترضت طريقنا هي المستجدة ذاتها التي حطمت رقم ادريان." شبه ابتسم يعيد نظره للتلفاز. ولم اشعر بالراحة انه يتحدث معي. "كيف حاله؟" خرج صوتي كما اردت، غير كاشف لما يدور في خُلدي.

وقبل ان يتمكن من الاجابة رأيت جيمس يركض باتجاهي من نهاية الردهة، مع ميلاني، فقضمت شفتي اشتم بالسر. هما من ساعداني على النهوض عندما سرحت من الواقع وادخلتني ميلاني الحمام الى  ان طردتها.

"بحالة مستقرة." اجاب ولم اخرج نفس لان جيمس وميلاني وصلا فأشرت لهما بعيناي ان يبقيا افواههما مغلقة ويخرسا، نظرا لي بشك ومن ثم رأوا جاسبر ففهموا على الفور. او نسوني، لانهم بدوا مثل من رمى عليهم تعويذة حيث انجذبوا لجاسبر وعرفوا عن أنفسهم.

"رايفن. انهم على وشك الانقراض مع موت ولي العهد؛ فهو الاخير الذي يملك الدماء الملكية النقية حيث لا شقيق له، وكل من يفعل فهو اما هرم او دماءه لیست نقية كفاية للحكم." تحدث جيمس يرفع نظره الى التلفاز حيث فيديو الحطام يعرض مجددا.

"ومع انقراض العائلة الملكية قد يسقط نظام الحكم الحالي للمملكة وتدخل عهد جديد؛ واحد ستبحث فيه عن ملك آخر، ملك جيد مثلما كان سيصبح ناثان" تحدثت ميلاني تشهر عن حزنها.

"من قال انهم سيبحثون؟ ان كان الحادث مفتعل فعلى الاغلب هم جهزوا احدهم للحكم فورما تسقط. " تدخل جيمي ينضم الينا. "الضابط يقول أن بإمكاننا العودة للفندق، محاكمتنا تأجلت." استأنف فخرجت من الجميع تنهيدة منزعجة.

"هل يمزحون معنا؟" تذمر جيمس يمرر أصابعه في شعره. "اريد العودة الان. الاجازة اقتربت واريد ان اكون بصحة عقلية جيدة حينما اعود، كل هذه الامور تفقدني صوابي." ميلاني انضمت اليه ترجع رأسها للوراء منتحبة.

"كيف حال القائد؟" سأل جيمس جيمي الذي كان قد جاء من اتجاه غرفة ادريان "الطبيب يقول انه بخير، توازن نظامه الحيوي اختل اثر التعب." الحجة المتعارف عليها، على الاغلب ميكا ساعدته.

"اجل، هو بدى متعب في الاونة الاخيرة. " طيف النيران الزرقاء حول قبضتيه ارسل قشعريرة الى جسدي عندما تذكرته، والأطياف خنقت حنجرتي، بغصة انخفضت الى معدتي وتركت شعور مخيف هناك، واحد غير مريح. انا اشعر بالغثيان، وعيناي لسعتني مجددا على الكلمة التي همس بها كريو مرة اخرى.

الامر لا يتعلق بالكلمة، الامر يتعلق بما تحمله وما تأتي به. وبالنسبة لي كانت تحمل الكوابيس فقط، حملت ثقل لا يوصف تربع فوق قلبي.

انا لست بحاجة لتعلق أحدهم بي غير عائلتي بالوقت الحاضر، لست بحاجة لغريب يدخل حياتي الان ويتصرف وكأنه شيء ما، مجرد الامر يرسل قشعريرة غثيان الى نخاعي. وبالاخص هو. هو من بينهم جميعًا.

"رفيق." قبضت فكي، اتجاهل كريو. هو كان يشعر بالاستياء أيضًا لانه بدوره قد فقد روابط عديدة، وهو من استشعر انكسارها اكثر مني؛ لذا لم يكن مستعدًا هو الآخر، كان خائفًا من خوض هذه التجربة مرة اخرى. وفي الوقت ذاته احسست به خائفا عليه.

اقحمت اصابعي في شعري بتنهيدة، اذا غرابي يتخذه شخصًا مهما  لنا أساسًا، ونحن لا ينقصنا سوى التفكير في فرد اخر قد يتأذى.

هذه المرة، اردت الاستلقاء الى جانب قبر اوغاسبيان، والبكاء.

Continue Reading

You'll Also Like

755K 44.2K 50
هي الأفضل لكنها الأسوأ إنها مثالية لكن متناقضة هي جيدة لكن الظلام داخلها هي ألفا قوية ولن تقبل سوى بالفا يستطيع مجاراتها رفضت البحث عنه خشية أن تض...
68.4K 8.1K 12
" أخبِرنّي كيف يصِف الأخرَس مشاعِره لشخصٍ أعَـمى، وسأُخبِـركَ كيف أحببتُك. " ▪ كُل الحِقوق محفوظَـة®. ▪ مَع حُبـي، مارِي [ قِصة قَصيرة - هارِي ستايلِ...
2.4K 304 3
مجموعة من القصص القصيرة التي لاتنفع لأن تكونا كتابا لحالها لكنها تأبى الانسحاب إلى سلة المهملات
644 90 6
ماذا لو انعطفت بكَ الطُّرق؟ . . ماذا لو.. لو أدَّت شوارعها لزاوية الجحيم؟ عند رُكنٍ سقط عليه إضاءة من عمود النعيم. . . "ما أنا سوى سجين قلعة شيدت أسو...