غراب | Crow

By itsowhatdoit

2.6M 263K 351K

تنضم المجنحة جازمين ستيلارد الى أقوى الجيوش في العالم، متبعة بذلك خطى عائلتها المعروفة والمهمة في المجال العس... More

تنويه
غراب
اجنحة الدمار.
مدخل | حدث غير مألوف.
٢ | حادثة مقبرة كروفورد.
٣ | نتيجة التقديم.
٤ | الشجاعة.
٥ | التمرين الاول.
٧ | سوار القاتل.
٨ | انذار الغراب.
٩ | قد اكون السلام.
١٠ | برودة.
الخنجر والاربعة.
١١ | چين.
١٢ | ارسولا لاغارد.
١٣ | خيوط العنكبوت.
١٤ | الاجنحة السوداء.
١٥ | دماء ستيلارد.
١٦ | الوشاح الاسود.
١٧ | الاكابرس.
١٨ | ايقاع.
١٩ | بحيرة فلور.
٢٠ | شيطان.
٢١ | سكوربين.
٢٢ | ادوار القديسين والملوك.
٢٣ | ثلاثة غربان وحجر.
٢٤ | الافضل للنهاية.
٢٥ | تهويدة.
٢٦ | جازمين ستيلارد.
٢٧ | قربان للاسوء.
٢٨ | شيطان.
٢٩ | اعصار.
٣٠ | الوشم والقصيدة.
٣١ | اول الضحايا.
٣٢ | رايفن.
٣٣ | كمين ايغيس.
٣٤ | الغربان الجنوبية.
٣٥ | السهم المحارب.
٣٦ | السقوط والنهوض.
٣٧ | ضمادات ورصاص.
٣٨ | رجفة، رجفتان.
٣٩ | استراتيجية الالهاء.
٤٠ | ما وراء الجبال.
٤١ | ارينا.
٤٢ | قاتل ارثر.
٤٣ | ديكارسيس.
٤٤ | الفن المدمر، الفن العنيف، الفن الشرس.
٤٥ | طعم مر.
٤٦ | رفيقة جيدة.
٤٧ | لعنة الهاء.
٤٨ | اصل الشياطين.
٤٩ | المجد.
٥٠ | ماسك نواه الشفرات.
٥١ | وان كانوا الجنود يخافون، فمن سيحمي العالم؟
٥٢ | السقوط الاخير.
٥٣ | فكر مثل العدو.
٥٤ | الاسلحة، الجيش، الادرينالين.
٥٥ | قائد السنة الرابعة.
٥٦ | القسم الرابع لجيش الغربان.
٥٧ | ما هو لون ازرقي؟
٥٨ | جيمي بلايز.
٥٩ | ظلال وخيوط زرقاء.
٦٠ | نصل الحرب.
٦١ | اجنحة من دون غراب.
٦٢ | عناق الاجنحة.
٦٣ | الطلب الميت.
٦٤ | انها سخرية القدر، مجددًا.
٦٥ | حديث القبور والعظام..وتخيلات الفتيان والفتيات.
٦٦ | بلاكسان.
٦٧ | اميرة الحرب.
٦٨ | خدوش هازل.
٦٩ | منحدر مأساوي.
٧٠ | المخطط.
٧١ | يرتدي اكثر من وجهين في العلن ويضحك على الجميع.
٧٢ | المعاناة المشتركة.
٧٣ | جناح.
٧٤ | رقصة حفل التخرج.
٧٥ | جسر الغربان.
٧٦ | قوة الحب والصداقة.
٧٧ | في وسط الوحوش نُبنى.
٧٨ | «قطع من الثلج، اشلاء من الثلج.»
٧٩ | مثل الجنوب والكوخ.
٨٠ | الجنوب والجيش والادرينالين.
٨١ | سلبيات وايجابيات.
٨٢ | كلمات جايدن.
٨٣ | خدوش ادريان.
٨٤ | بوابات انتقال عبر المكان.
٨٥ | مخلوقات الليل.
٨٦ | مجرد تغيير..
٨٧ | الابن المكسور.
٨٨ | رسالة من الاجنحة.

٦ | تقاطع الدماء.

21.2K 2.7K 1.1K
By itsowhatdoit

الصباح التالي الجميع كان طريح الفراش.

كنت في الغرفة مع ميكا والفتاة التي تدعى ميلاني، استيقظت على صوت سعالهما القوي متقلبة في سريري، راغبة في النوم اكثر بالاخص انني لم اتمكن من النوم ليلة امس بسبب ألم وتشنج عضلاتي. وضعت الوسادة الرمادية على رأسي لحجب الصوت لان في اي لحظة قد يدخل ارماني ويصفع الباب يخبرنا اننا معاقبين لتأخرنا لذا اي دقيقة من النوم ستكون مهمة بالنسبة لي لكن لم اعتقد ان هناك فائدة بعد الان في محاولة العودة للنوم لان عقلي استيقظ ولن اتمكن من العودة مجددًا.

"كم الساعة الان؟" تذمرت ارمي الوسادة وادلك جبيني منزعجة. هل تم ثقب رأسي او ما شابه اثناء نومي؟

"الثالثة والنصف." الفتاة ميلاني اجابت بصوت متألم تطقطق عظام ظهرها، كمشت وجهي بأشمئزاز على فكرة ان الامس سيتكرر مجددًا بعد نصف ساعة. مما رأيته البارحة كان القادة مستعدين تمام الاستعداد لقطع اطرافنا اليوم واطلاق 'تدريب بسيط مملوء بالضغط' عليه. نهضت لارى ميكا جاهزة ترتدي زيها الرسمية.

عقدت حاجباي. "متى استيقظتِ؟"

حركت كتفها."قبل نصف ساعة، استحممت بماء ساخن حتى تسترخي عضلاتي." استحمام؟ كيف استيقظت ولماذا انا لست مستيقظة مثلها؟ نهضت من سريري فورًا ابعد الغطاء بسرعة لكن ذلك كان خطأ فادح لان الارض تمايلت من اسفلي وازدادت حدة الصداع الجانبي في رأسي. "احتاج الى قهوة." هسهست اغمض عيناي وادلك صدغي باطراف اصابعي.

"كلنا نفعل، هيا تعالوا، الكافيتريا مفتوحة." ميكا قالت. وتحركت انا هذه المرة بحذر اكثر انظر لها ولميلاني التي بدأت ترتدي زيها. "سأتي بعدكما، احتاج الى حمام ساخن." قلت. جسدي نَمل بروية على فكرة الماء الساخن.

ميكا اخرجت ضحكة خافتة، ساخرة. "اغلب الجنود مستيقظين منذ ساعة، ستكونين محظوظة ان وجدتِ مياة اصلًا." حدقتاي توسعت برعب. لا.

"لماذا لم توقظيني ميكا؟" نبست. "لا اعرف، ربما لانكِ كنتِ نائمة مثل وحش بمخالب حادة يقتل كل من يقترب منه؟" رمقتها امسك رأسي، نحن خلدنا للنوم في تمام الثامنة ولكن لم تطرف عيني الا بعد منتصف الليل ولهذا ربما كنت شرسة فيما يتعلق بمن يحاول ايقاظي.

زفرت نفسٍ حاد التقط ملابسي، اسرع للحمام حتى اكون على الوقت. القاعدة مشهورة ومن افضل القاعدات على الاطلاق، هم لن يتركوا جنودهم من دون ماء حار اطلاقًا، حتى وان كان هؤلاء الجنود بالالاف.



القاعه كانت مملوءة بحالات مثل خاصتنا، مستجدين مازالوا مرهقين، يشكون من الالام في مناطق مختلفة وبعضهم حمل عدة كدمات ملونة على اجسادهم. ولكنني استطيع ان ارى لماذا تم قبولهم هنا. فرغم انهم متعبين واجسادهم متصلبة لكن لم يتأخر ولا مستجد، وكلهم كانوا هنا بأبهى طلة وباستقامة.

"اظنها مؤامرة، لقتل الجيل الجديد منا حتى ننقرض جميعًا." الشاب جيمي تكلم. "جيمي اخرس." ردت عليه فتاة بانزعاج. "هذا ليس وقت نظرياتك."

المكان كان ضخم، بشكل خيالي. الكافتيريا واسعة، والمرء يكاد لا يرى نهايتها. احتوت عددًا لا يحصى من الطاولات العريضة الرمادية الممتدة على طول القاعة بنمط مرتب، يحاوط كل واحدة منها ستة مقاعد باللون نفسه.

كان فيها العديد من الجنود من كل السنوات الذين كانوا اما يتحدثون فيما بعضهم البعض على الافطار اما يتناوشون مثل عادتهم، واما ينظرون لنا بنظرات حاكمة وساخرة. ورغم انها كانت مملوءة بالاشخاص والضوضاء لكنها كبيرة بما فيه الكفاية ليضيع الصوت فيها وكأنها مفتوحة، لا يشعر المرء فيها وكأنه مغلق عليه.

جلست على احدى المقاعد العريضة الملتصقة بالحائط، ارفع ركبتي الى صدري وارجع رأسي للحائط، اغمض عيناي. "جايدن لماذا تبدو وكأنك ولدت للتو من رحم النشاط والقوة؟" ميكا اعترضت تحدق بعدم اعجاب، حلقت عيناي الى جايدن الذي كان يتدرب بتمرين ضغط من دون اي صعوبة او اعراض جانبية وكأن الامس لم يحصل. وهذا ازعج ميكا.

"انا فقط قوي على عكسكِ، عكسكم." استفزها مع ابتسامة مشرقة، يتحدث وعضلات ذراعه تنقبض كلما انخفض صدره لملامسة الارض، اكتافه متوازنة مع ذراعيه. ميكا التي تعاني من صداع فقط عبست في وجهه، غير معجبة انه يبدو افضل حالًا منها.

"لا تبكي ميكا، اخبرتكِ. سأحرص على ان تلمسي الوسم حينما احصل عليه حتى تري كم هو عظيم." قهقهة خرجت من احدهم لتوجه ميكا له نظرة حادة، الفتى رفع يداه باستسلام يكتم الضحكة.

"صباح- لا يوجد خير حتى لذا فقط صباح." ديكو انضم الينا، يرمي جسده الى جانبي، يغمض عيناه ويفرك ما بين حاجبيه. الماء الساخن ساعد عضلات جسدي كثيرًا، وساعد المستجدين كذلك، لكن الصداع هو المشكلة الان.

"هيا، ايها الشجاع، عشرون مرة. انا وانت في نصف دقيقة فقط." ميكا تحدت بنبرة متغطرسة ثم اسقطت جسدها على الارض الى جانب جايدن، تتخذ وضعية التمرين، افترقت شفتاي. سيتنافسان.

انزلت ركبتي اطالعهما بحماس، ديكو استيقظ كذلك بفضول وسرعان ما جذبا انظار البقية باهتمام وبدأت هتافات التشجيع. "واحد إثنان ثلاثة!" صاح فتى يضرب يده بالارض، ياخذ دور الحكم ويعلن بدء الامر. ثم حدث الامر، اجسادهما ارتفعت وانخفضت بسرعة شديدة ومهارة عالية بواسطة يديهما. "جايدن! جايدن!" هتف ديكو يحرك يده. عبست نحوه، عالم ذكوري. "ميكا! ميكا!" هتفت لينضم الي البعض.

حركتهما سريعة، متناسقة ومحترفة. جايدن امتلك ابتسامة حقيرة على وجهه وميكا بدت وكأنها مخلوق شرس يكشر عن انيابه المشحوذة بالعدائية التي ترتدي وجهها، بالاخص مع الكحل الاسود الخفيف الذي زينت به عيناها.

جسدها كان اصغر من جسد جايدن، ضئيل، مما اعطاها فائدة الانتهاء من تمرينها بسرعة اكثر. "اجل!" صحت اقفز من مكاني مع المشجعين لها لتبتسم بغرور نحو جايدن الذي ادار عيناه.

"في وجهك." اخبرته ثم نهضت من الارض تنفض يداها، تأتي الي وتضرب كفها بخاصتي.

"ما في الامر هو ان جسدك نفعك الان، لم تكن منافسة عادلة. جسدي ضخم ويحتاج على عكس خاصتك الى وقت اطول." عقدت ذراعيها تنظر له بتعالي. "لديك حجج لكل شيء صحيح؟ الكل يعرف ان المتحجج هو الخاسر. لا يهم حجم الجسد، انه تمرين يعتمد على الضغط." طرقت لسانها تجعل ملامحه تتجهم. ولكن لم يمتلك فرصة للرد لان ارماني دخل وبدأ يمسح جنود السنة الاولى منادي اسماءهم. كلهم كانوا متواجدين وهذا اثبت لي عزيمتهم واصرارهم.

اقترب حاجبي ارماني من بعضهما البعض حينما نادى اسمي وانخفضت عيناه ببطء الى رقبتي. "اين قلادتك؟" ارتفعت يدي لمكانها وكان فارغ. "اظنني نسيتها في الحمام." قلت بتشويش، اتذكر كيف انني وضعتها على المغسلة. "اذهبي واجلبيها، والمرة القادمة ستجلبينها مع عقاب." امر بلا تعاطف واومأت، منزعجة من غفلتي.

اسرعت للحمام أوبخ نفسي، اتجاوز الممرات التي كانت مملوء باصوات قتالية تصدر من ثنائيات جنود يتقاتلون، او من سكاكين ورصاصات تتطاير في الهواء نحو مجسم مثبت، او من محاكاة الكترونية تمثل عملية عسكرية، او من رفرفة اجنحة. وفقط عندما اوشكت على اخذ المنعطف الذي يؤدي بي الى الحمامات وصلت الى انفي رائحة عرفتها فورًا، رائحة القائد ادريان.

انعطفت بعجلة اراه يمر مع القائد نولان من الممر الثاني، يتوجهان نحو القاعة، يتحدثان فيما بينهما مع رزم من الاوراق متجمعة في ايديهما، ولكن ما جذبني هو تعابير القائد نولان الساخطة وانفعاله الملحوظ في الحديث. عقدت حاجبي بفضول.

اغمضت عيناي، واغلقت جميع حواسي الحادة عدا حاسة السمع فركزت عليهما افتح عيناي واحجب كل الضجيج من حولي، ضجيج الجنود والطائرات والحافلات وغرف التدريب والقتال.

"لا اعرف الى اين يريدون الوصول، انت لن تغادر ابدًا. وكيف قبلت بشيء مثل هذا ادريان؟ لو تحدثت معهم ووزعوا البذور السيئة على كل الفرق حتى يندمجوا مع غيرهم لكان افضل." ضيقت ملامحي فور سماعي حديثهم.

"حاولت. واقترحت الامر عليهم. رفضوا قائلين ان بامكاني فعلها، وانهم يجربون هذا النظام الجديد في كل فروع القاعدة." نبس من بين اسنانه بسخط واضح، تبادلا النظرات لبرهة ونولان هز رأسه. قبل ان يصدر شَخرة ساخرة. "صحيح، وكأنني سأصدق ذلك. الامر واضح، يرغبون في الضغط عليك." قلادته التعريفية اهتزت فوق قميصه الاسود بسبب خطواته السريعة تذكرني بخاصتي. قبضت يدي متزمتة بغضب.

نحن لسنا بذلك السوء الذي يتحدثون عنه، ربما نملك نقاط ضعف قوية اكثر من غيرنا لكننا بكل تأكيد اقوياء واذكياء، اذكى واشرس من الجنود في القاعدات الاخرى. عضضت شفتي اشعر بغرابي يوشك على النعيق جمرًا نحوهم.

استدرت اصفع باب الحمام ورائي، ووجدت قلادتي حيثما وضعتها، التقطتها افهم الان لماذا يصفع ارماني الابواب باستمرار، اراهن انه فقد نصف خلايا عقله انتحارًا وهو يحاول ان يتأقلم مع هؤلاء الاربعة.

فتحت الصنبور وغسلت وجهي، يجب ان اركز، كل هذا لا يهم، مهما القى علينا من تدريب صعب لا يهم، مهما سمعت كلام سيء لا يهم، هذه هي وظيفتهم كقائدين أساسًا، توبيخنا.

حدقت بنفسي في المراة، وكررت كلامي ليلة امس. انني يجب ان اثبت نفسي بكل الاحوال وجميع الظروف حتى احصل على الوسم. وان اكون من الاوائل.

"الوسم، ركزي عليه." تمتمت اعود ادراجي.

-

"بكل تأكيد الجثث تبدو افضل منكم." القائد نولان علق فور دخوله القاعة، يرمي حزمة الاوراق التي في يده على اقرب طاولة، يمرر عيناه علينا واحد واحد، وكأنه يبحث عن شيء لتوبيخه. لافتراسه.

"كلوري هلا تقدمتِ ووزعتِ ورقة لكل مستجد رجاءً؟" القائد بيتركس طلب يضع حزمة اوراق اخرى بجانب حزمة القائد نولان. "اجل سيدي."

"كيف تشعرون؟" سأل يقف امامنا، يضع يداه خلف ظهره. لم يرد احد. "جايدن سبينوزا. اخبرنا." امر القائد ادريان. ونظر نولان تعلق به. ربما لانه الوحيد الذي كان يتدرب عندما دخلوا والوحيد الذي لا يبدو مثل جثة مرهقة.

جايدن تقدم وألقى التحية العسكرية ثم بدأ الحديث. "البعض يشعر بتوعك والبعض الاخر بصداع حاد بينما الاغلبية تعاني من تشنج والالام في عضلات الجسد." مسحنا القائد نولان مرة اخرى بينما يستمع لجايدن، يثني شفتيه ويومأ بذقنه.

"جيد." ادريان قال يتقدم للامام بوجه مقطب. ما الجيد في حمى وصداع وتشنج الجسد؟ وكأنه سمع افكاري عيناه سقطت علي لثانية قبل ان يمررهما لمن بجانبي. خفت لبرهة من انني تحدثت بصوت مسموع لكنني لست بذلك الغباء.

"اريد منكم اغماض اعينكم." القائد اغسطس طلب ونظرنا فيما بيننا باستغراب شديد. "الان." أكد امره لنفعل بتردد.

عم الصمت والظلام لثوانٍ. والكافتيريا سكنت بالكامل.

"انظروا الى انفسكم جيدًا واستشعروا التعب. تأملوا ألم اجسادكم والصداع الحاد الذي يفرط بكم، احفظوه." ثم جاء صوت القائد بيتركس. لا اظنني سأنساه أساسًا حتى احفظه، ألم الحرقة في فخذي والتشنج في عضلات جسدي انحفر بكل تأكيد في عقلي.

"والان تخيلوا انفسكم في مهمة، قد تكون عند الحدود حيث يحارب الجنود الوحوش والدخلاء الغير شرعيين او قد تكون في احدى الغابات المظلمة، او في ارض العدو. ولكن بوضعكم هذا. بصداع، بحمى، بتوعك، بتعب وارهاق."

"مع عدم قدرتك على التحرك بشكل سليم، مع مرض وعلى الاغلب جرح مفتوح الذي قد يكون ملتهب او معرض للاتهاب. انت محاصر تمامًا في ارض اجنبية، المؤونة انتهت والعدو يقترب مع كل نفس تأخذه." انضم صوت القائد نولان.

"حياتك على المحك، فقدت فريقك ومعظم اسلحتك وكل الدعم. انت جائع، أجنحتك مصابة، الظلام دامس والامطار غريزة، وتوشك على فقدان الوعي. انت متعب. منهك. مرهق. لا تمتلك سرير تستلقي عليه مثلما تفعل الان، لا تملك شخص الى جانبك حتى يدافع عنك او يراقب المكان من حولك." جاءني صوت القائد ادريان. وقشعريرة سرت على جسدي وانا اتخيل.

"تخيلوا انفسكم هناك مع حالتكم المثيرة للشفقة هذه!" هتف القائد نولان يجعلنا نجفل. "هل انتم مستعدون لتلك اللحظة؟ هل انت مستعد لتكون جندي في اسوء حالاته من دون اي ثغره نجاة! هذا هو اول ما يجب ان تتعلموه وتعرفوه عن حياة الجندي، انه ستأتي لحظات ترون فيها الموت. هذا هو ما تتدربون من اجله وتصقلون. اللحظة الحقيقية والحاسمة التي تجعلك تراجع كل قرارات حياتك، اللحظة التي تريك كل حياتك امامك، وان اتخذت القرار الصحيح بالتقديم الى الجيش."

تكلم القائد بيتركس بنبرة قوية.

"لا اريد منكم وقتها التفكير، او التردد والهلع. الندم. اريدكم ان تكونوا على يقين تام انكم اتخذتم القرار الصحيح. وانكم على اشد الاستعداد لتحمل تلك اللحظة عندما تأتي! واثقين تمامًا وغير نادمين." ارتفع صوت القائد ادريان.

"ليس الاستعداد بالاسلحة والتقنيات لكن على عدم شتم مملكتك حينما تؤول بك الامور الى هناك! على عدم الندم! على الاستعداد والوثوق بانك جاهز لكل ما سيأتي امامك من مهام صعبة واخرى قد تنهي حياتك ببشاعة.

الاستعداد لما سيأتي من مشقة لان الجيش ليس فقط ملابس رسمية ووسوم. الجيش للاقوياء والمحاربون. اولئك الشجعان ذوي العزيمة والاصرار! لا المترددون حينما يأتي الخطر! الخائفون المتراجعون لذا انظروا الى أنفسكم جيدًا واخبروني؛ هل انتم مستعدون؟ ما الذي تريدونه حقًا؟  ما هو شغفكم وهدفكم؟ سبب دخولكم وتحملكم كل هذه المشقة وان كنتم مستعدون لها؟" عيناه لمعت بشكل جمري، تعكس حديثه في ذلك البريق الجارح.

شفتاي شبه افترقت، استوعب كل شيء الان بذهول وانا انظر له. "وان كنتم تعتقدون انكم غير مستعدين للجلوس بجثة اجسادكم وسط ارض العدو مرضى من اجل مملكتكم خذوا حقائبكم واخرجوا حالًا لان هذا المكان ليس لكم." الجميع اختلت نظراتهم، يفكرون في ما قاله القائد ادريان للتو، في الألم والصداع البسيط الذي لم نتحمله فماذا عن الجلوس في ارض العدو ونحن في حالة اسوء من هذه؟ بلا مؤونة وعدة وبخطر محدق. هل نحن مستعدون للمخاطرة فعلًا؟

"انتم جنود. انتم لا تبحثون عن الامان لانفسكم. انتم تبحثون عنه من اجل غيركم. انتم تسرقونه من الاخرين ثم تقدمونه لشعبكم." احسست بالادرينالين ينبثق في دمائي. كلامه ارسل طاقة قوية مخيفة لنا جميعنا جعلتنا نفكر مرتين لكنني احسست به يصعقني بما احب. لان قشعريرة متبوعة بحماس تسلقت جسدي وصدري ارتفع مملوء بالثقة والاصرار لانني اعرف ما الذي اريده تمامًا، من دون الحاجة للنظر في داخلي عميقاً لوقت مطول. انا كنت مستعدة تمامًا. ولا اطيق الانتظار لخوض كل تلك المغامرات، التجارب والمهام.

حتى وان عنى ذلك موتي، ان كان بفائدة لاحدهم فأنا مستعدة للتضحية بنفسي من اجل حماية المملكة واصلي، ارثي وشعبي. انه شغفي. ولن اتردد حينما تحين لحظتي الحاسمة.

"كل من يريد الانسحاب يتحدث مع ارماني، لا يوجد عيب في ذلك. بل في الحقيقة انت ستخفف علينا عناء تدريب شخص ابلة ولا فائدة منه هنا." القائد نولان اكمل الخطاب ومجددًا لم يتحرك احد، رغم انني استشعرت توتر وارتباك البعض في الهواء نتيجة الخطاب المهيب لكن لم يتحرك احد. وكلهم رفعوا رؤوسهم باصرار.

نحن مستعدون.

ولان مثل هذه المهمات هي امر متوقع منذ البداية، نحن في الجيش وليس الشرطة المحلية، مهامنا تستوجب الخطر والخطر مرافق لها بشتى انواعه. نحن جنود، نحن ننتشي بالخطر الذي يسير في عروقنا ويرافقنا طوال حياتنا. انا افعل، شعرت بنفسي يقظة وحية على تلك الفكرة. ان اكون هناك واقاتل بكل ما امتلكت من قوة، ببذل كل ما تبقى مني في سبيل امر ما.

ان كنا نرغب في حياة امنة ولطيفة، مهمات ليست مهددة لحيواتنا لقدمنا بكل بساطة على الاكاديميات والجامعات واجزاء القسم الاول من الجيش مثل الشرطة. لكننا لا نريد الامان. نحن نريد ان نسرقه. ونقدمه، مثلما قال القائد ادريان.

"حسنًا اذًا." نطق القائد اغسطس حينما لم يخرج احد. ووقفوا اربعتهم أمامنا. نظرت لهم بنظرة اخرى، باندهاش. تقنيتهم هذه في تلقيننا درس اولي كانت مميزة وفعالة، قوية ونادرة. هم عذبونا الامس لهذا السبب، حتى نتعلم اليوم، وحتى نرى لمحة من المستقبل ونتأكد من قرارنا.

اظن لهذا السبب القاعدة ديكا هي الافضل.

"كلوري." اشار القائد بيتركس لها. وهي بدأت تقدم الاوراق مع مستجد ثانٍ. اخذت ورقتي منها ولم تكن ورقة واحدة كما افتكرت انما مجموعة من اربعة اوراق تم كبسها معًا من طرفها. لم اتفحصها كما اردت انما ابقيت بصري موجه للامام، لا احتاج الى توبيخ.

"هذه الاوراق تحمل معلومات مهمة؛ عن بعض الاسلحة، عن خصائص بعض المخلوقات، وعن بعض المناطق. المطلوب منكم هو دراستها جيدًا لان قائدكم سيختبركم بها." هل نحن في المدرسة الان؟

"انها مهمة، ركزوا عليها. لان نصف درجتكم تعتمد عليها. وكما اخبركم قادتكم ان في نهاية كل اسبوعين سيكون هناك فائز بوسم كروفورد." تحدث القائد ادريان يتقدم للامام يجذب ابصار الجميع. "لكن التقييم لن يكون على وفق التدريبات فقط، في نهاية كل اسبوعين سيختار كل قائد اثنين او ثلاثة جنود من فرقته، الاعلى تقييمًا، سيختارهم في مهمة وهناك سيحكم من هو الفائز من بينهم ومن يستحق حمل اسطورة كروفورد على كتفه." رفعت ذقني اخفي ابتسامة جانبية، سأحرص بكل ما املك ان اكون انا اول فائزة للوسم من المجموعة.

"هل تعرفون معنى كروفورد؟ ولماذا يتخذونه الجنود وسمًا للشجاعة؟" سأل ادريان يتقدم ويتحرك بيننا ببطء، الجنود من السنوات الاخرى نقلوا ابصارهم له باهتمام، وحماس.

"نعم دونكان." اشار لمستجد رفع يده، من فرقة اغسطس. "انه يأتي من اسطورة قديمة، جندي ضحى بحياته بكل شجاعة من دون ان يتردد." اومأ له ادريان. وارتدى المستجد تعبير متغطرس، فخور. أنزل بقية المستجدين ايديهم بما ان دونكان اجاب. "أهذا كل ما تعرفونه عنه؟ ألديكم المزيد؟" سأل. ولم يرد اي احد.

عقد ذراعيه خلف ظهره. "قبل قرون، عندما كانت الغربان لا تمتلك مملكة خاصة بها وعندما كنا نعيش مع المخلوقات الاخرى كان صنفنا على عداوة مع الكثير من الاصناف الاخرى. وكانوا باستمرار يشنون الحروب علينا بسبب قوة قدراتنا واجنحتنا وذكائنا. بهدف استعبادنا. ولكن بالتأكيد لم ينجح احد." ارتفع طرف شفته، لانهم كانوا اغبياء بالفعل لصنع عداوة معنا، نحن نحتل المرتبة الاولى ضمن تصنيف اقوى المخلوقات عالميًا ولن يتمكنوا من الفوز علينا ابدًا.

"ثم في يوم من الايام حينما كانت القذائف تسرق الارواح والرصاص يزهقها علق جندي غراب في ملجأ اسفل الأرض ببضعة امتار."

"كان هناك بحجة شق طريقه الى ارض العدو ومباغتته بالخروج من الاسفل لكنه في المقابل علق ووجد طفلين من صنف العدو يختبئون هناك. بالعادة الجيش كان سيرميهم في اي مبنى قريب او يتركههم في مكانهم وفي الحالتين الموت هو رفيقهما. وان امتلكوا قدر سيء سيتم قتلهم فورًا."

"الا ان الغراب الذي لقب بكروفورد، والذي يعني تقاطع الدماء، امضى معهما اسبوعين تحت الارض من اجل حمايتهما، لم يسمح لهما بالخروج لان اليابسة فوق عبارة عن مجزرة لا ترحم ولا تنجو كائنات صغيرة مثلهما فيها. وان بقوا في الاسفل بمفردهما سيموتان من الجوع او العطش. رعاهما جيدًا يخرج ويدخل الملجأ بالسر. لم يكن قادر على اخبار قائده لانه لم يكن يعرف ما الذي سيحصل لهما لكن عندما التقط الطفل الاصغر حمى خطيرة وجد هذا الجندي نفسه في موقف ضيق وصعب كانفاس الطفل التي قد تكون الاخيرة."

"وجد نفسه امام خيارين؛ هل يستطيع احدكم اخباري ما هما؟" رفعت يدي فورًا. ونظره سقط علي لثانية. قبل ان يمررهما الى ديكو. "نعم ديكو." عبست.

"المخاطرة بحياته او البقاء والمخاطرة بحياة الطفل."

"هذا صحيح."

"اخرجهما بالسر ليلًا، بارتداء رداء طويل اخفى اسفله الاطفال، باستخدام اجنحته حولهما أيضًا. واخفى نفسه والاطفال جيدًا من جيشنا حتى يهربهما. وفي طريقة انقذ اكثر من عشرون مصاب وثلاثة اطفال من الغربان."

"هو حاول ايصال الطفلين الى منطقة صنفهما حيث الامان لكن فورما خطت قدمه الخطوة الاولى داخل ارض العدو تم رشقه بالرصاص الى ان اصبح جسده عبارة عن ثقوب نازفة واجنحته لا شيء سوى ظل محترق. الكتب تذكر ان العدو لم يعرف بشأن الطفلين معه، والجندي لقى حتفه معهما في حظنه. هم اعتقدوا انه كان جاسوس يحاول الدخول."

"ومن ذلك الوقت وغراب كروفورد، تقاطع الدماء، الخطوة التي امتزجت فيها دماء صنفين معًا، يعد وسمًا للشجاعة. وسمًا لمن قرر قطع مسافة ارض حرب من اجل حماية ما يؤمن به ويدافع عنه رغم انه كان عكس كل شيء اخر. كان يعرف ان احتمال موته كبير جدًا، وان ترك الطفلين لاحد الجنود او المباني سيكون اسهل عليه لكنه قرر ايصالهما رغم الخطورة التي ادت بحياته، هو اخذ الخطوة الاولى من دون اي تردد. لماذا؟ لانه شجاع. ولانه قبل ان يكون شجاع هو يؤمن تمامًا بما يريد. وبما يستحق. لم يتردد، لم يندم، لم يفكر. كان واثقًا بقراره. ولهذا يجب على من يحصل على الوسم ان يكون جدير به."

"هذه الورقات ستحتوي معلومات مختلفة في كل اسبوع، حيث سنقدم لكم اوراق جديدة. والمعلومات التي يتم صياغتها فيها مهمة جدًا، لان ان استخدمتم عقولكم جيدًا فقد تنفعكم في المهمة القادمة التدريبية. وهذا سيثبت ان لديكم بعض الذكاء وانكم قادرون على استخدام ما تعرفونه في سبيل النجاة في المهام مما يعني انكم مرشحون لوسم كروفورد هنا والبقاء على قيد الحياة هناك." نولان تكلم.

"اليوم هو استراحة لكم. لكنني اريد الجميع جاهز غدًا في الرابعة والنصف، غدًا يبدأ التدريب الحقيقي." القائد بيتركس قال واحسست بالراحة تنتشر في جسدي.

"وارماني سيجلب لكم مشروب صحي، مصنوع في القاعدة للجنود. اشربوا منه لانه مجموعة اعشاب مطحونة ستساعد اجسادكم على الاسترخاء والشفاء." فقط مع انتهاء القائد ادريان من الكلام دخل ثلاث اشخاص بعربات تدفع، فيها كؤوس شفافة كثيرة بسوائل خضراء جعلتني اغلق انفي من الرائحة اللاسعة والمقرفة، مثل رائحة اوراق النباتات حينما تحترق.

"بحق ما هذا؟" تمتم الجميع يبتعدون عن ارماني والجنود الثلاثة، يغلقون انوفهم ويرمون نظرات مشمئزة نحو العربات.

"كلا، لا يجب ان نتناول شيء منهم. ثاني شيء تعرفه سيظهر انه تجربة اخرى حتى نرى الموت بعينه وان كنا مستعدين له ام لا. الرائحة تثبت نواياهم." تمتم جيمي بالسر. لكن ارماني سمعه، والكل.

"ان كنتم تريدون ان تتعافى اجسادكم بسرعة اشربوه." تبادلت النظرات مع ميكا التي طالعتني بشك ايضًا الا انها بعد وهلة حركت كتفها بلا اكتراث لتكون هي الاولى التي تقدمت واخذت كأس. هي حركته فكان الشراب يبدو متبلد وفي الوقت ذاته سائل مما جعل معدتي تنقلب بأشمئزاز.

البعض نظر اليها بشك والبعض الاخر تفحصها بترقب ينتظر ردة فعلها لتصبح محط انظارهم في المنتصف، وقفت هي امام ارماني وابتسمت ترفع الكأس. "في صحتك." قالت لارماني ثم شربته دفعة واحدة لتنكمش ملامح وجهها باشمئزاز شديد بينما تغمض عيناها بقوة.

هزت رأسها بقوة بعد ان بلعت تحاول التخلص من الطعم. "ا-ه! انه مقزز للغاية." اطبقت شفتيها في محاولة لازالة الطعم، وجدت نفسي ارغب في الخروج من القاعة قبل ان اخذه لان ميكا شربت قارورة مياة كاملة والطعم لم يتبدد بعد من فمها، ملامحها تدل على ذلك.

"لا تتصرفوا مثل الاطفال. أنتم جنود." ارماني وبخ يضع كأس في يد كل مستجد لتتجعد ملامحهم. هربت. انا هربت. لانني اوشكت على الاستفراغ.

انسحبت ببطء من القاعة وكان ذلك سهل وسط فوضى التذمرات والسعال، وبالاخص انني تحققت من وجه كل من شربوه، كانوا يبدون وكأنهم على وشك البكاء.

تنفست ادلك جانب رأسي، كنت اعاني من صداع وهذا استطيع التخلص منه بقرص دواء بسيط ولكنني لا اظنني استطيع العودة والنوم لان الارق انا اعاني منه منذ فترة طويلة. ولا اعتقد انه سيتركني الان رغم تعبي.

وفقط قبل ان اخرج من الباب الرئيسي بالسر جبيني اصطدم بجسد صلب، تراجعت خطوة للوراء ووقع قلبي في جوفي حينما رفعت رأسي ورأيت امامي وجه القائد ادريان الذي كان عاقد لذراعيه.

"سيدي."

"ستيلارد، هل شربتِ كأسك؟" سأل بنبرة رسمية لكن استطيع سماع المراوغة والتحاذق في طياتها، هو يعرف.

"لست بحاجة له سيدي، انا بخير تمامًا." حاولت ان ابدو بخير، من دون اظهار اثار الصداع الحاد الذي ازداد او قلة النوم على وجهي. تراجعت للوراء خطوة بنفس تم حبسه حينما تحرك هو للامام بغتة وعلى عجلة فك ذراعيه، يتفحص وجهي بحاجبين معقودين.

"تملكين حلقات داكنة اسفل عيناك." سأل يتمعن النظر فيهما.

زوايه شفتي ارتفعت في ابتسامة صغيرة من دون سبب. "كانت دومًا هناك، اليوم فقط برزت اكثر بسبب تدريب الامس." نقل نظرة من الهالات الى عيناي. "وتبدين شاحبة." رفعت حاجبي من دون قصد، كنت ابدو مثل اي جُندي متعب هنا.

"من الارهاق، سيدي." انها المرة الاولى التي يكون فيها قريب هكذا، وكان غريب للغاية لون عيناه. هو ليس ازرق او رمادي انما لون كنت غير قادرة على وصفه. وكأنه سماء نقية. رموشه الذهبية المائلة للابيض مماثلة لحاجبيه، نظر لي نظرة لم أفهمها.

"او من استراق السمع." ملامحي سقطت، وسقط قلبي، واظن ان وجهي اصبح شاحب اكثر من ذي قبل.

"استميحك عذرًا سيدي؟" التشويش المزيف على وجهي دعيت ان يكون واقعي بما فيه الكفاية لجعله يصدق انني لا اعرف عن ماذا يتحدث.

"جازمين لا اعلم كيف تدير عائلة ستيلارد الامور ولا اريد ان اعرف لكن عندما تكونين داخل جدران هذه القاعدة وتحت اشرافي يوجد قانون يسير وفقه الجميع وبكل تأكيد استراق السمع يدرج تحت الامور الغير مقبولة والممنوعة والتي يعاقب عليها الجندي."عبست في وجهه، ما الذي يقصده بالضبط؟

"واوقفي نظراتك تلك اثناء التدريب."

"كنت فقط احرص على انك تشاهد انجازاتي." مثل السقوط في الطين، كان يعرف انني اكذب وان نظراتي كانت نظرات استهزاء به أيضًا واظن ان علي الاعتذار لان بعد ما قالوه قبل قليل اتضح انه في الحقيقة تجربة وتقنية جديدة.

لكن بعد ما قاله بشأن عائلتي 'كيف تدير عائلة ستيلارد الامور' احسست بالانزعاج. لماذا اشعر انه يريد ازعاجي بقوله هذا؟ لا يوجد شيء في ادارة عائلتي للامور قد يزعجني وانما العكس كنت فخورة فيهم وسأبقى.

"ولم اكن استرق السمع، لا اعرف ما الذي تتحدث عنه حتى." اضفت انظر في عيناه مباشرة بثقة، حتى يفهم انه لا يستطيع فقط دس معاني اخرى في كلامه عن عائلتي.

الكثيرون كانوا يشعرون بالغيرة من والداي، وما زالوا، فربما يكون هو احد الكارهين لهما. كما ان الكثير يتوقع انني مدللة ومعتادة على التصرف كما يحلو لي بسبب منصب عائلتي، هل هو يظن ذلك أيضًا؟

لم يجبني بل طالعني بحدة حرقتني. "كل جندي عليه شرب كأس، افعلي ذلك." لم افعل ذلك فورًا كما طلب بل حملت عيناه وبقيت انظر له بنفس الحدة التي يوجهها باتجاهي. الى ان مرت دقيقة حيث تحدث هو بتهديد. "ان استرقتِ السمع مرة اخرى او حدجتِ قائد اخر وقللتِ من اسلوبه والتقنيات التي يستخدمها في التدريب سأحرص على ان يتم حظر اسمك من كل قاعدات الجيش وانظمته." النظرة في عيناي انكسرت فورًا وشفتاي افترقت، كيف—الوغد! ان تم حظر اسمي لن احصل على وظيفة ضمن الجيش حتى وان اخرجت قلبي وقدمته قربان لهم. هو يخبرني ببساطة انه سينهي مسيرتي المهنية قبل ان تبدأ حتى!

"اعتذر، نعم سيدي." استدرت متوجهة الى ارماني، اخذ الكأس بالاجبار وبفك مقبوض، اشرب السائل اللعين، راغبة في كسر الكأس على رأس القائد ادريان بقوة.

Continue Reading

You'll Also Like

336 102 5
نورسين تلك الفتاة المليئة بالنشاط والحيوية في سنتها الأخيرة من الثانوية تقرر التخلي عن شخصيتها الرزينة وتظهر جانبها المحب للعبث. ~مفيدة لمن يعانون ض...
668K 33K 47
🌼"عندما يصبح الشرّ مغرياً أكثر من الخير ...يستطيع الظلام جذب حتى أكثر القلوبِ نقاوةً ".🌼 فتاة طيبة يوقعها القدر في قبضة شيطان هجين و لكنها تختار بإ...
905K 76.2K 46
"سريع عزيزتي، أنا سريع جدا" الرواية هي الثانية من سلسلة Rage & Wheels الجزء الأول: آدم. لكن يمكن قراءة كل رواية على حدة ولا توجد علاقة كبيرة بين ا...
5.2K 1K 17
هـل جـربت يـومًـا أنْ تَسْـتَيْـقِـظ مـن نَـومِـك لـتجـد نـفـسـك سـرابًا ؟ ° قصة قصيرة ° مكتملة ✓ سيلينا ° إيريث بدأت وانتهت : 24/12/2020