وريث آل نصران

Autorstwa fatem20032

17.6M 907K 183K

حينما يحاسبنا على الذنب أهل الذنب أنفسهم! قد كان يطمح في حياة هادئة، شاب اقتحم الحياة وفتح ذراعيه لها فلم يج... Więcej

اقتباس أول (وريث آل نصران)
اقتباس من أحداث (وريث آل نصران)
الفصل الأول _ألقت نفسها_
الفصل الثاني وريث آل نصران (فريد)
الفصل الثالث(فقد نصفه)
الفصل الرابع (دخلت حدودهم)
الفصل الخامس "يُقال زوجته"
الفصل السادس (هل نتواجه؟)
وريث آل نصران
الفصل السابع (أنت في مأزق)
الفصل الثامن (لحظة...!)
الفصل التاسع (قوله مقبرة)
الفصل العاشر (زواج تحداه الصمت )
وريث آل نصران
الفصل الحادي عشر (أتت لتحرقها)
الفصل الثاني عشر (سلبها محتل)
الفصل الثالث عشر (القاتل معلوم)
الفصل الرابع عشر (ملك المفاجأة)
الفصل الخامس عشر (يلاحقها "عيسى"!)
الفصل السادس عشر (أنا هُنا)
الفصل السابع عشر (الحقيقة أثمن من الذهب)
الفصل الثامن عشر (بحور لا تُنسى أبدا)
وريث ال نصران
الفصل التاسع عشر "يمهد طريقه"
الفصل العشرون(يحتضن كفها)
الفصل الواحد والعشرون (أحدهم تجرأ)
الفصل الثاني والعشرون (قالت أوافق)
الفصل الثالث والعشرون (فريد يموت مجددا)
الفصل الرابع والعشرون (لم يقل "ملك")
الفصل الخامس والعشرون (مقابلة في منزل زوجها)
الفصل السادس والعشرون (كان يقصدها...لم تكن تتوهم)
الفصل السابع العشرون (أقبل اللقاء بلا هوية)
الفصل الثامن والعشرون (أنا الفاعل)
الفصل التاسع والعشرون (يقابل ماضيه)
الفصل الثلاثون (يعتذر)
اقتباس من وريث آل نصران
اقتباس 💙💙
وريث ال نصران
الفصل الواحد والثلاثون (يقفز خلفها)
وريث آل نصران
الفصل الثاني والثلاثون (اضطراب انفجاري)
الفصل الثالث والثلاثون (إنه في المنزل)
الفصل الرابع والثلاثون (السكين على عنقها)
الفصل الخامس والثلاثون (يبكي في أحضانها)
الفصل السادس والثلاثون (ألقها للمياه)
الفصل السابع والثلاثون (اضطراب انفجاري ولكن!)
بخصوص "وريث آل نصران"
الفصل الثامن والثلاثون (حرق)
الفصل التاسع والثلاثون (بوادر ليلة لا ننساها أبدا)
الفصل الأربعون، (نعم إنها الليلة)، _نهاية الجزء الأول_
وريث آل نصران
وريث آل نصران
الفصل الأول (شاكر يضربها) _الجزء الثاني_
الفصل الثاني والأربعون (المركز يريدهما معا)
الفصل الثالث والأربعون (أصاب وجهها)
الفصل الرابع والأربعون (طلبي هو عنقه)
الفصل الخامس والأربعون (خصلاتها بين يديه المقيتة)
وريث آل نصران 💙
استكمال الرواية ❤
الفصل السادس والأربعون (شلل)
الفصل السابع والأربعون (رفيدة)
الفصل الثامن والأربعون (آه يا أمي)
الفصل التاسع والأربعون (بادرت باحتضانه)
الفصل الخمسون (يمزق حقها)
الفصل الحادي والخمسون (ابقِ معي)
الفصل الثاني والخمسون (ترند)
الفصل الثالث والخمسون (الرهان على خوفها)
الفصل الرابع والخمسون (طاهر مطلوب)
الفصل الخامس والخمسون (عيونها أجبرته على قولها)
اعتذار
الفصل السادس والخمسون (انفجاره أمام الجميع)
الفصل السابع والخمسون (لقد تلف)
الفصل الثامن والخمسون (أخشى حبك)
الفصل التاسع والخمسون (والدتها حاجز منيع)
الفصل الستون (وقع في الفخ)
❤❤
الفصل الواحد وستون (تحت أنظار الجميع)
الفصل الثاني والستون (علمها الرماية فرمته)
الفصل الثالث والستون (لقد فقده)
الفصل الرابع والستون (صراخ)
اقتباس من الأحداث القادمة
الفصل الخامس والستون (أب داعم)
الفصل السادس والستون (اعتذر أخي ولكن أحببتها)
الفصل السابع والستون (ملحمة نارية)
الفصل الثامن والستون (عرف والده اضطرابه)
الفصل التاسع والستون (إنصاف)
الفصل السبعون (أبناؤك سد منيع)
الفصل الواحد والسبعون (نائم لدى ألد الأعداء)
اقتباس 💙
الفصل الثاني والسبعون (كارم ينتقم)
الفصل الثالث والسبعون (عشرون يوم)
الفصل الرابع والسبعون (يجبرها على القبول)
تنويه💙💙
الفصل الخامس والسبعون (ليلة دموية)، _نهاية الجزء الثاني_
وريث آل نصران
وريث آل نصران (اقتباس)
الفصل الأول (منافسة على الموت) (الجزء الثالث)
الفصل الثاني (تضع الحبوب في كوبه)
الفصل الثالث (هل معك صورة!)
الفصل الرابع (لقد ساومته بالحقيقة)
الفصل الخامس (مقاعد سيارته)
الفصل السادس (وقف ذاهلا)
الفصل السابع (صفعته؛ فنوى قتلها)
❤❤
الفصل الثامن (هل تختارك مجددا؟)
الفصل التاسع (ليست خائفة)
الفصل العاشر (هل هذا صرع؟)
الفصل الحادي عشر (نهادي باللحم)
تنويه
الفصل الثاني عشر _النصف الأول_ (رد اعتبار)
الفصل الثاني عشر _الجزء الثاني_ (مقابلة في المرحاض)
اقتباس💜
الفصل الثالث عشر (هناك ملك)
الفصل الرابع عشر (يثور على والده)
وريث آل نصران
الفصل الخامس عشر (لا يحرق النار إلا نفسها)
الفصل السادس عشر (فصل جديد في حياتهما)
الفصل السابع عشر (حبيبة والدها)
وريث آل نصران
الفصل الثامن عشر (وانكشفت الخدعة)
وريث آل نصران ❤
الفصل التاسع عشر (ذنب لم تفعله)
الفصل العشرون (مطمئنة لحنانه)
الفصل الواحد والعشرون (هل أنتِ غبية)
الفصل الثاني والعشرون (حرفة)
الفصل الثالث والعشرون (أنت مريض)
الفصل الرابع والعشرون (وقع في المصيدة)
الفصل الخامس والعشرون (لن أرحل وأتركه أيها العم)
مهم بخصوص الفصل🌸🌸
الفصل السادس والعشرون (ماذا لو وقعت في الحب الآن)
الفصل السابع والعشرون (معذرة، لا أريد)
الفصل السابع والعشرون _الجزء الثاني_، {هل تُعيد أمي}
💜💜
الفصل الثامن والعشرون (لا تفعلها لأجلي اجعلها من أجلك)
الفصل التاسع والعشرون (ماكينة حلاقة)
الفصل الثلاثون _الجزء الأول_ {صيد ثمين}
💜💜
الفصل الثلاثون (الجزء الثاني) {كارم}
اقتباس ❤❤
الفصل الواحد والثلاثون (حمار)
الفصل الثاني والثلاثون (و الخوف أقل)
الفصل الثالث والثلاثون (حقائق نارية)
الفصل الرابع والثلاثون (أعطاها ظهره)
تنويه
الفصل الخامس والثلاثون (يشجع المواهب)
الفصل السادس والثلاثون (أخي المجرم)
الفصل الثامن والثلاثون (الشرطة في منزله)
الفصل التاسع والثلاثون (جرح في اسمه)
الفصل الأربعون (من يقتل الثاني أولا؟)
الفصل الواحد والأربعون (هل أحبها هي الآخرى حقا!)
الفصل الثاني والأربعون (أثبتها "طاهر" عليه)
تنويه💜
الفصل الثالث والأربعون (أمر إحالة للمحاكمة)
الفصل الرابع والأربعون (الجحيم ينتظر الظالمين)
الفصل الخامس والأربعون (تخلى عنها لأجل والده)
الفصل السادس والأربعون (يُسقى من الكأس نفسه)
الفصل السابع والأربعون (كل منهما يخدع الآخر)
الفصل الثامن والأربعون (أنا الخيار مئة وواحد)
الفصل التاسع والأربعون (بالتأكيد هذا كذب)
الفصل الخمسون (فراق)
الفصل الواحد والخمسون (قرار نهائي)
الفصل الثاني والخمسون (إن الهوى ذنبٌ) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
وريث آل نصران.💜
وريث آل نصران (اقتباس)
إنا لله و إنا إليه راجعون
الفصل الثالث والخمسون (ياليتنا ما كنا) "وريث آل نصران"
الفصل الرابع والخمسون ( الكل يخسر)
الفصل الخامس والخمسون (من جديد قسمت)
الفصل السادس والخمسون (شاكر يعترف!)
الفصل السابع والخمسون (يصارحها بردها)
الفصل الثامن والخمسون (جثة هامدة)
الفصل التاسع والخمسون (أولى خطوات النهاية)
وريث آل نصران✨
الفصل الستون (وأمام عَيْنيها البريئة أُهْزَمُ !؟)
رواية ورقي ❤️❤️❤️❤️
اقتباس
الفصل الواحد والستون (الفرص الذهبية) #رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
الفصل الثاني والستون {और कोई इलाज नहीं है सिवाय प्यार के}
الفصل الثالث والستون (هيلين طروادة)
الفصل الرابع والستون ج 1 (عبق روحها تحمله الفراشة)
الفصل الرابع والستون ج 2 (الحبيب أول من هزمها)

الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)

96.9K 5.7K 1K
Autorstwa fatem20032

الفصل السابع والثلاثون (عندي الدليل)
#رواية_وريث_آل_نصران (الجزء الثالث)
بسم الله الرحمن الرحيم

حتى الأوراق صارت تشكو من كثرة تدوينك
حدثتني اليوم وطلبت مني أن أرجوكي كي ترحميها
وكيف أرجوكي؟... وأنتِ لا تدوني سوى اسمي يا من تأسرني ببرائتها دائما؟

              ★***★***★***★***★***★***★

الخطوة الجريئة هذه سبقها الكثير من الأهوال، لم يولد لدى "علا" الحماس والشغف لفعلها، وتقديم بلاغ رسمي في شقيقها إلا ما حدث خلال الساعات السابقة لإتيانها إلى القسم، بداية من تواجدها مع "بشير" في سيارته وهي تهتف بقلق:
أنا خايفة من...
قبل أن تسرد عليه مخاوفها من شقيقها طمأنها بقوله:
بصي ورانا كده، مش هتلاقي عربية ماشية إلا كل فين وفين، وبعدين مش المشوار ده طلبك؟

هزت رأسها بهدوء، ثم عادت تسأله ثانية بقلق:
احنا بعد ما نخلصه نرجع القاهرة تاني... ماشي؟
وافقها وكانت عيناها لا تفارق المرآة تريد أن تقتل هواجسها بأن أحد يتبعهم، الوصول أخيرا إلى هنا استغرق ساعات، طالعت المكان بتفحص، يبدو وكأنه شبه مهجور، فراغ تام عدا هذا المكان، عرفت أنه المكان نفسه الذي تم استدراج شقيقها إليه يوم عرسه من مكالمة "بشير" قبل ساعات حين قال لطاهر:
هجيلك في المكان اللي ضربنا فيه "شاكر".

سحبت نفس عميق وهي تستعد للمواجهة هذه بينما في الداخل، كانت " شهد" في الداخل تجلس على أحد المقاعد وهي تطالع الغرفة هذه التي خلت من كل شيء، لا مرافق ولا أدنى مقومات للعيش بها، الأرض فقط عليها بعض الأشياء التي لم تفهم سبب تواجدها، سلسلة حديدية و أشياء من هذا القبيل جعلتها تقول بذهول:
إيه المكان ده يا طاهر؟
ثم رمقته بشك وهو بزيح الأتربة من على مقعده ليتمكن من الجلوس وهتفت:
اوعى تكون بتتاجر في الممنوعات!...في المسلسلات علطول أي حد بيتاجر في حاجة مش ولا بد بيبقى عنده مكان زي ده.

ضحك ساخرا ثم استدار يغمز لها وهو يقول:
حتى لو بتاجر... لبستي خلاص يا حبيبتي.

_ قولي بجد إيه المكان ده؟
طالبته برجاء وقبل أن يخبرها دخل "بشير" وتبعته "علا" مما سبب صدمة لطاهر قبلها، استقام "طاهر" واقفا وهو يسأل بنبرة بدا فيها استغرابه:
مقولتش إن حد جاي معاك ليه؟
لم يرد أن يكون هجوميا أو حادا وخاصة بعد ما قصته عليه "شهد" من اعتراف علا أمام "بيريهان"، تبادلت
" شهد" النظرات معها وتنحنح "بشير" قبل أن يقول:
معلش يا "طاهر" تعالى معايا برا شوية وسيب علا وشهد لوحدهم.

طالعها "طاهر" ليرى مدى موافقتها فأشارت له بعينيها بأنها راضية، فتحرك ليغادر وحثها وهو يربت على كتفها أثناء مروره من جوارها:
أنا واقف برا.
أعطته ابتسامة تخبره أنها مطمأنة، وما إن بقت بمفردها مع "علا" حتى هتفت بحدة:
خير.

ابتسمت "علا" بتهكم قبل أن تعلق بسخرية:
بالراحة شوية علشان بخاف.
مما جعل "شهد" تطالعها بضجر وهي تردف:
ما هو الأشكال اللي زيك ملهاش إلا إنها تخاف.

_ لمي نفسك يا "شهد".
وكان الرد على قول " علا" هجوميا أكثر وقد استقامت "شهد" وكأنها تتأهب للفتك بها أثناء قولها:
لمي أنتِ نفسك بدل ما اجيبك من شعرك.
ابتلعت "علا" غصة مريرة في حلقها وأغمضت عينيها وهي تبتسم بألم قبل أن تقول:
لا ما هو مبقاش ينفع خلاص... شاكر عملها قبلك.
ثم خلعت الخصلات المستعارة وألقتها على المقعد فشهقت "شهد" بصدمة، لم تصدق ما رأته بينما استرسلت "علا" بوجع:
خده كله، علشان متلقيش حاجة تجيبيني منها

لم تستطع عدم الحزن، الشفقة على حالتها هذه ونبرتها التي تقطر وجعا حتى وعلا تقول في محاولة بائسة لجلب قوتها الهاربة:
خافي على نفسك بقى، علشان كده أنا بس اللي هعرف أجيبك منه.
وأشارت على خصلات "شهد" ثم تناولت خاصتها من على المقعد وأعادت ضبطها على رأسها، وكأن شلل أصاب "شهد" لم تعد تدري ماذا تقول، لديها مئات الاسئلة لكنها عاجزة عن التصريح بأي منهما ولم تتجرأ إلا بعد صمت طال حيث قالت بنبرة معاكسة تماما لتلك الحادة التي استقبلت بها "علا":
عمل فيكي كده ليه؟

مطت " علا" شفتيها كدلالة على عدم معرفتها قبل أن تهتف بلا اهتمام أتقنت تمثيله بينما داخلها يحترق:
معرفش، يمكن علشان هو الراجل ومن حقه يعمل أي حاجة زي ما أمي بتقول.

_ أمك دي حرباية.
قالتها "شهد" بغيظ لو أطلقته على "كوثر" لفتك بها بينما رمقتها "علا" بانزعاج وهي ترد:
ملكيش دعوة بأمي، وبطلي قلة الأدب دي.
قول مكن الضحك الساخر من "شهد" و جعلها تردف:
خلينا الأدب ليكم يا ست "علا".

لم ترد " علا" الانخراط أكثر من ذلك، فتحت حقيبة يدها وأخرجت منها ما أتت لأجله، مدت يدها إلى "شهد" فطالعت "شهد" ما بيدها بذهول، هاتفها القديم، الذي سلبه منها "شاكر" ليلة الحادثة وهددها أن يشركها في جرمه إن حاولت توريطه... تناولته "شهد" مسرعة وهتفت "علا" بهدوء:
ده الموبايل بتاعك...هو مش عليه باسورد، ومفيش عليه أي حاجة، تقريبا كده ممسوح كله ودي حاجة متوقعتهاش.

_ أنتِ جبتيه ازاي؟
سألتها وهي تتفحصه وكأن معجزة هبطت من السماء بين يديها بينما "علا" ردت بابتسامة:
جبته علشان لو في أي وقت أي حاجة حصلت تبقي برا اللعبة، وشاكر ميعرفش يدخلك زي ما حاول يعمل قبل كده.

وكأن "شهد" تسمع تهديده في أذنها حين أخبرته ليلة مقتل فريد أنها ستبلغ الشرطة وهتف بتحدي:
روحي يا حبيبتي بلغي، وأنا هقول إنك شريكة... أنا بحب اختك وأنتِ بتحبي الواد اللي معاها و كان واعدك وغدر بيكي، واحنا الاتنين عايزين ننتقم منهم... أنتِ صورتيهم وهما مع بعض وبعتيلي وبسبب ده أنا جيت وحصل اللي حصل، ولو الخط بتاعك اتكسر، الصور اللي بتثبت صحة كلامي لسه على تليفونك.

تتذكر صياحها، وسبها له بكل ما هو قبيح، ندمها ألف مرة على تصرفها الأحمق حين التقطت الصور لشقيقتها في لحظة شجار بينهما، وكانت قد قررت أن تعرضها على والدتها لتكشف لها علاقة ابنتها الكبرى بفريد، تراجعت عن هذا سريعا حينها وقررت ألا تفعلها بعد أن فاقت من لحظات غضبها ولكن الحظ لم يساعدها لحذف هذه الصور التي التقطتها خلسة لشقيقتها وهي تجلس مع فريد والتي استحوذ عليها شاكر المراقب لكل شيء من البداية، وصارت دليل إدانة ضدها.

فاقت "شهد" من شرودها على صوت "علا" تناديها فاستجابت لها قائلة:
ها.
_روحتي فين؟
لم تجاوب شهد على السؤال بل ردت بسؤال آخر:
وجيباه ليه لما هو مسح من عليه كل حاجة؟

أتى الجواب عبارة مبهمة لم تفهم شهد منها شيء أبدا:
محدش عارف الظروف.
أتبعت قولها هذا بآخر يعلن عن قرارها بالمغادرة:
أنا همشي بقى.

تحركت وما إن وصلت حتى سمعت صوت شهد من خلفها تسأل بإلحاح:
عملتي كده ليه يا علا؟

_ أنا حرة.
قالتها "علا" ببرود ولم تستدر لتواجهها بل أكملت طريقها نحو الخارج، بقت شهد تطالع الهاتف وقد عرض عقلها عليها ذكريات سوداء ظنت أنها قد نستها، دخل لها "طاهر" وقد انتبه لشرودها، سحب الهاتف من بين يديها، وتفحصه أثناء انتباهها هي وقولها:
مفيش عليه حاجة.
تنهد بحيرة تبعها هتافه بريبة:
كده في حاجة غريبة بتحصل، ولازم عيسى يبقى معايا في الصورة.

رمقت الهاتف هذا بمقت شديد وهي تقول باشمئزاز واضح:
طاهر خلي البتاع ده معاك، ارميه ولا كسره... ولا اقولك هات اكسره انا.

أدرك حالتها هذه فحاول تهدئتها بقوله:
اهدي يا شهد خلاص أنا هرميه.
ولمح الدموع في عينيها مما جعله يحتضنها مطمئنا:
انسي مفيش حاجة.
تشبثت به وحررت دموعها أخيرا وهي تصارحه بخوف:
أنا مبحبش افتكر الأيام دي يا طاهر، بتخنق أوي، كل حاجة في بيت عمي بتفكرني بأسود لحظات حياتي.

مسح على خصلاتها وحينما رفعت رأسها له حدثها بابتسامة:
أنا بقى بحب البيت ده أوي.... بحبه علشان شوفت فيه أول مرة المجنونة اللي وقعت فيها ورمت نفسها عليا هناك.
لم تستطع إلا أن تبتسم على هذه الذكرى، وتحولت الابتسامة إلى ضحكة واسعة وهو يقول:
وهو أنا من ساعة ما عرفتك وأنتِ لسانك عايز قطعه بس معلش هعديهالك واستحمل.

_ ما انا مستحملة منك قد كده أنا كمان
ضحك وهو يسألها بترفع:
وإيه اللي جابرك، قولتلك استحملي؟
وكزته في صدره قائلة بمشاعر صادقة:
علشان بحبك.
قبل باطن كفها بابتسامة دافئة وهو يصارحها:
وأنا كمان والله العظيم.
تصريحه هذا أنعش قلبها، عيناه التي تحتضنها في كل مرة وكأنها تراها للمرة الأولى، وتحمله لثرثرتها حتى في أكثر أوقات تعبه، حرصه على مراضاتها دائما حتى أثناء غضبها من أتفه الأشياء، كل هذا كان بالنسبة لها كبير، كبير ولا يُنسى مما جعل امتنانها لوجوده دائما... جعل حبها الذي ظنته في البداية مجرد إعجاب ببريقه الجذاب وسيفنى، يتجدد في كل مرة تراه فيها لتدرك أنها دائما وأبدا ستظل تحبه.

          ★***★***★***★***★***★***★***★

انتهى كل شيء أتت لأجله، عادت مع "بشير" إلى القاهرة وأصر أن يتناولا الطعام سويا بعد ساعات مرهقة قضاها في رحلة سفرهما، شحوبها هو الأكثر ظهورا لذلك طلب منها برفق بعد أن وضع النادل الطعام:
ممكن تتاكلي، شكلك تعبان أوي يا "علا"

هزت رأسها موافقة و بدأت بالفعل في تناول الطعام، وبادر هو بطمأنتها أثناء تناوله طعامه أيضا:
أنا هرجعك الشقة ومتخافيش أنا كلمت صاحب العمارة وقولتله على الواد اللي قولتيلي انه خبط على بابك وهو شارب ده، وهو طلع عارفه وهيظبطه، وهيبقى يبعتلك بنته علشان لو محتاجة حاجة.

ابتسمت قبل أن تقول بامتنان:
مش عارفة أقولك إيه والله
_ متقوليش حاجة وخلصي طبقك.
قالها ممازحا فضحكت وعادت لتناول الطعام حتى استأذن هو حينما لمح شاشة هاتفه التي أضاءت بأحد الأسماء:
هعمل مكالمة بس يا علا وهجيلك علطول.
غادرها وبقت هي بمفردها، كانت تشعر بالإنهاك ولا تريد سوى الراحة الآن بعد أن تنتهي من الطعام الذي أتى في وقته تماما...عاد "بشير" وقد بدا على وجهه الضيق فسألته بقلق:
في حاجة يا "بشير" ولا إيه؟

_قومي علشان نمشي.
قالها بإصرار جعل قلبها يهوى أرضا وهي تسأله:
اللي كان بيكلمك "شاكر" ؟
خافت من الإجابة وخاصة أنها تعلم، رقم "بشير" ليس بالمهمة الصعبة على شقيقها، امتقع وجهها وكساه الذعر مما جعله يقول:
علا ملكيش دعوة بيه، حتى لو كلمني، أنتِ معايا،
مش هيعرف يقربلك متخافيش.

رأت هاتفه يهتز من جديد فجذبته بصعوبة من بين يديه، ردت بأعصاب تالفة وأول ما سمعته كان صوت شقيقها، كان باردا وكأن الخلاص من الناس لديه عادة صباحية وليست جريمة شنعاء:
معنى إنك قفلت في وشي إنها معاك وبما إنها معاك فوصلها اللي قولتهولك.
حاول "بشير" بضراوة انتشال الهاتف منها ولكنها تشبثت به وهي تسأل بارتعاد:
إيه اللي قولتهوله يا "شاكر".
وصل لأذنيها ضحكاته المتعالية وهو يقول برضا:
كده برضو؟... كده تزعليني منك يا " علا"؟
مسيبتش باسكت زبالة إلا ودورت عليكي فيه من يوم ما مشيتي يا حياتي.

ابتلعت الإهانة بمرارة، وسمعته يقول من جديد وقد تحولت نبرته إلى آخرى شرسة معنفة:
حلو اللف والدوران على حل شعرك مش كده؟...
أنتِ عارفة إني لو عايز أطولك دلوقتي هطولك، بس لو أنا اللي طولتك هتبقى آخر دقيقة في عمرك ومحدش هيقولي بم، بغسل عاري.

تعالت شهقاتها وصاح "بشير" مما لفت انتباه رواد المطعم:
قولتلك هاتي الزفت ده.
ولكنها امتنعت وتوجهت خارج المكان وهي تسأل بنحيب:
وإيه المطلوب.
أملى عليها طلباته وكأنه يدندن إحدى الأغنيات، لا يعكر صفو مزاجه شيء:
ترجعي البيت بنفسك، وتعتذري قدام بيري،
وتقولي إنك اتخدعتي فيه وهو اللي ضحك عليكي وكل دماغك علشان تقولي الكلام اللي قولتيه قدام بيريهان بس كشفتيه على حقيقته، عملتي اللي قولت عليه تبقي أختي وحبيبتي وهنسى أي حاجة حصلت
استطاعت رؤية ابتسامته في مخيلتها وهو يهددها بما قهرها:
معملتيهوش بقى الحلو اللي عامل راجل وفاكر إنه هيحميكي مني ده أقسم بالله العظيم هيكون بايت في المستشفى الصبح، وهجيبك يا "علا" برضو بس ساعتها ولا....

بترت عبارته بوجع وقد تمكن الألم منها وكاد أن يقضي عليها وهي تهتف بقهر:
بس خلاص كفاية، كفاية أنا راجعة.

_ تعجبيني.
كان هذا رده على ما قالته، بينما لمحت نظرات "بشير" الرافض لقرارها هذا وهو يهتف بإصرار:
لا يا "علا".
ولكنها تجاهلته وأكملت تطلب من شقيقها بمقت:
هرجع الصبح، الدنيا ليلت أوي ومش هعرف ارجع دلوقتي، أنا مأجرة شقة هبات فيها الليلة دي وهرجع الصبح... استناني أنت وبيري في البيت هعملك اللي أنت عايزه.

تنهد قبل أن يعطيها الجواب:
وأنا موافق يا " علا" ... وسايبك على راحتك على الآخر اهو مع إني كان ممكن اجيبك دلوقتي وابعت أي ياخدك.
أضاف بهدوء:
رتبي أمورك وارجعي الصبح.

سألته بخوف وصله وهي تريد منه الأمان:
مش هتعملي حاجة صح؟

_ صدقيني يا "علا" لو فكرتي فيها، هتلاقي إن مفيش قدامك غير إنك ترجعي، علشان حتى لو عملتلك هيبقي أكيد أقل كتير أوي من اللي هعمله فيكي لو مرجعتيش
جمله جعلتها تتوقع الغدر، غدره هو أكبر مخاوفها وحتى مع قوله الأخير:
وعموما اتطمني لو نفذتي اللي قولت عليه هعدي.
لم تطمأن، أنهت المكالمة بوجه شاحب، و أنفاس ضائعة، أنهتها بعينين تدور هنا وهناك وتبحث عن حل واحد فقط.. حل ينقذ أي شيء يمكن إنقاذه.
ما إن انتهت حتى هاجمها "بشير" بقوله:
أنتِ مش هترجعي.
قالت برضوخ:
أنا عايزة أرجع.

طالبها برجاء وكل إنش به ثائر لمحاربة رضوخها هذا:
علا متخافيش عليا، شاكر بتاع كلام مش هيقدر يعملي حاجة، لو عملي حاجة هيورط نفسه قدام بيريهان وأبوها...

_ أنا هرجع يا بشير
قالتها وداخلها يصيح لا أريد العودة ودموعها تمقت ما تفوهت به وتعلن اعتراضها عليه وكذلك هو حين صاح أثناء جذبه لمرفقها:
متبقيش غبية وترجعيله برجلك...رجوعك هيخليه يتمادى.

اغتصبت ابتسامة وهي تقول بحزن شديد:
خلي بالك على نفسك يا "بشير".
ضرب على سيارته التي وقفا جوارها بعنف وهو يصرخ بالماثلة أمامه:
كده بتختاري متسمعيش الكلام لتاني مرة، المرة الأولى غدر بيكي، مستنية منه إيه المرة دي وأنتِ فضحاه وهربانة منه.
صرخت بنبرة مماثلة ترد عليه:
مستنية غدر، بس مش هقدر مرجعش
طالعته بعينين لمعا بمشاعر صادقة:
مش هقدر مرجعش وأنا خايفة من غدره بيك.
أغمضت عينيها بألم قبل أن تضيف:
كفاية لحد كده أوي اللي عملته معايا، شكرا على كل حاجة، ابتسمت بقهر وزاد سباق عبراتها:
وأسفة والله لو بوظتلك حياتك.

_ متمشيش يا " علا"
قالها بنبرة رقيقة حانية، بان فيها رغبته الملحة بألا ترحل وأضاف بما جمدها:
متمشيش... أنا بحبك.
طالعته بغير تصديق، دبت القشعريرة في كامل جسدها من اعترافه هذا، كان صادقا، قالها ولم يحسب ولا يدبر لها، وكأن قلبه هو من تفوه بها... الممنوع كان هو المرغوب عنده كما الحال لدينا جميعا، لا نتوجه إلا إلى الطرق التي تحرقنا.
لم تكن لتخذله أبدا، ولكنها تعلم شقيقها، لا تستبعد عليه فعل أي شيء، لذلك اختارت الرضوخ له وألا تضحي ببشير، وبان هذا في قولها:
وأنا علشان بحبك لازم امشي.
قالتها دموعها قبل فمها وصعدت إلى السيارة بصمت وكأنها تنهي الحديث، ولا تنكر أن بعد الاعتراف هذا صار عقلها يفكر في كل شيء، كل شيء يمكنه أن يحرره من هذا، حتى أبعد الاحتمالات التي اتخذ قراره مسبقا بألا يقترب منها أبدا.

        ★***★***★***★***★***★***★***★

لم تكن "مريم" تدري أن جنانه وصل إلى هذا الحد، حد لستدراجها إلى هنا وإغلاق الباب عليهما، نظرت حولها تتأفف بضجر قبل أن تهتف من جديد بنبرة عدائية:
بقولك يا بني آدم أنت افتح الباب ده.

جلس ببرود أمام إحدى لوحاته وهي يهتف بما أثار استفزازها:
انسي.

_يعني أنت عايز إيه دلوقتي... اتجننت؟
صاحت به فأخبرها ببساطة:
عايز نتكلم.
أبدت رأيها الذي لم تتراجع عنه:
وأنا قولتلك مفيش كلام بيني وبينك.

ترك مقعده وتوجه ليقف أمامها قائلا بانزعاج:
وأنا موافق، بس متتخطبيش.

رمقته باستهجان قبل أن تقذفه بتوبيخها:
هو أنت عيان يا حبيبي؟... أنت مالك أصلا، اتخطب، اتجوز، اطلق حتى ملكش دعوة.

تنهد بملل ومط شفتيه قبل أن يقول:
لسه بتحبيني.
وكان جوابها:
ده مين العبيط اللي قالك كده.

صرح بما كان صحيحا وهي تعلم ذلك:
إنك عايزة تتخطبي ده أكبر دليل، عايزة تروحي لأول واحد جه علشان توريني انك نستيني.
اشتعل غضبها وتناولت إحدى حاملات الألوان قذفته ولكنه تفاداها بمهارة وهو يقول بابتسامة:
شكرا جدا.
صاحت بضجر وقد تملك شيطان الغضب منها:
بقولك افتح الباب ده.
توجه ناحيتها وهو يخبرها بما ليس له علاقة تماما بطلبها:
أنا هعتبرك نسياني، وهختفي من حياتك خالص زي ما قولتلك قبل كده، بس متروحيش لحد لمجرد إنك تثبتيلي حاجة، أنا جبتك هنا علشان أقولك إنك باللي بتعمليه ده بتضيعي نفسك وهتلبسي نفسك في جوازة في سنك الصغير ده تعيشي فيها تعيسة مع واحد مبتحبيهوش.

واجهته بحقيقته بالنسبة لها وقد أرهقها كل شيء:
لا أنت جايبني هنا علشان توريني قد إيه أنت أناني... عايز كل حاجة، عايز تصاحب وتعرف بنات وتروح هنا وهناك، ولما تحب تتجوز اللي بتحبها عادي حتى لو كنت عارف عليها مية واحدة.
و قاطعت ما كان سيقوله مضيفة بانفعال:
وقبل ما تقولي انك اتغيرت وبعدت عنهم، أنا مليش دعوة بكل ده، لو أنت مش عايز تخسرني مكنتش غلطت من الأول بس أناني عايز تغلط وكمان متخسرنيش، أنت كسرت بني آدمة واقفة قدامك وشوف قبلي كسرت كام واحدة ولعبت بيها، عارف "مروة" دي أنا بقيت مشفقة عليها والله العظيم علشان حتى لو هي غلطانة فأنت زبالة و
قاطعها بغضب:
بس يا مريم
ولكنها لم تأبه بل أكملت:
وحقير ومش راجل.
صفعها فشهقت بصدمة، لم تصدق فعلته هذه التي رأت مرافقها على وجهه وقد سيطر تعبير الغضب عليه، وبعد صفعته هذه تسرب لها أيضا فصرخت:
ده أنت ليلتك مش معدية النهاردة
وكأنها تحولت إلى آخرى قد جُنت، أصبح كل شيء تطوله يدها تقذفه به، علب الألوان، ومواد الرسم المتراصة هنا وهناك، لم يكن يلاحق، يتفادى تارة وتارة تصيبه، وقبل أن يتمكن منها كانت قد توجهت إلى أغلى شيء لديه، إلى لوحاته جذبت إحداهن من على الحامل الخشبي ومزقتها بضراوة وتناولت الحامل الخشبي وقبل أن تضربه به كان قد قبض عليها، أبعد الحامل عن يدها بصعوبة، أدركت رفيدة في الخارج أن الأمر تطور كثيرا، بحثت عن الصغير الذي احتفظ بالمفتاح ولكن لم تجده، هرولت ناحية المنزل تبحث عنه في الداخل، بينما ثبت "حسن" مريم بصعوبة محاولا السيطرة على حالة الهياج التي أصابتها هذه وهو يهتف:
اهدي بقى.
وبدا على وجهها الرفض التام لطلبه بينما بان في عينيه هو صدقه وهو يصرخ بها:
أنا كنت جايبك علشان افهمك انك مش لازم تعيشي حياة مش عايزاها لمجرد إنك تنتصري، مكنتش عايزك تعملي في نفسك كده وتضيعيها.
وعلى الرغم من استماعها له، لم تهدأ، حاولت فك حساره عنها، ومالت على ذراعه برأسها لتعضه وبالفعل تمكنت منه، واستطاعت ابعاده، سمعت صوته من الخلف يتأوه إثر عضتها ولكنه كاد أن يعرقلها لتسقط على الأرضية فلاحظته وصرخت بهياج:
قوم افتحلي الباب ده بدل ما اسيح دمك النهاردة.

_ أنا هفتحه علشان قولت اللي عندي مش هفتحه علشان خايف منك.
قالها وتوجه ليفتح الباب، كانت أنفاسها متسارعة أثناء فتحه، ضربته بقبضتها على ظهره بعنف فاستدار لها هاتفا بضجر:
طب مش فاتحه، ومدي ايدك تاني بقى علشان ليلتك أنتِ اللي متعديش النهاردة.
عقب جملته هذه وجد الباب يُفتح، كان والده الذي لم يكن يتوقع أن يأتي الآن أبدا، اختار هذا التوقيت خصيصا لاستدراجها لعلمه بغيابه، هو أكثر من يتردد على مرسمه وكان بالتأكيد سيقف عائق لحدوث شيء هكذا، هرولت "مريم" ناحية "نصران" و هتفت بنبرة باكية:
عمو.
كانت ستقص له كيف أحضرها ابنه إلى هنا ولكنه علم، علم حين عودته من الخارج وسماعه لهذه الجلبة، وتوتر ابنته رفيدة التي أمام حزم سؤاله:
إيه اللي بيحصل جوا
لم تستطع إلا قول الحقيقة، لم تعد بحاجة للبحث عن يزيد فوالدها يملك نسخة من المفتاح مكنته من الفتح، رأى "نصران" حالة الفوضى هذه التي أصابت المكان، وحدج ابنه بنظرات قاتلة قبل أن يسأل الواقفة أمامه:
عملك حاجة؟
_ ضربني بالقلم.
قالتها وعبراتها تعبر عن تأثر كرامتها بالفعلة هذه في حين رد هو بغضب:
وأنتِ سكتي، بالنسبة لإنك كسرتي المرسم وبوظتي الحاجة، وطولتي ايدك عليا، وع...

بتر والده عبارته بغلظة:
اسكت مسمعش صوت.
جذبه من ذراعه بعنف ليجعله يقف أمامها وأعطاها "نصران" أمره قائلا:
اضربيه على وشه زيه ما ضربك.... حقك علشان أنا مربتهوش.
أدركت تأزم الأمر في الحال، ما يطلبه منها صعب جدا عليها الآن، بدا على وجهها أنها تراجعت ولكن انتفضت حين كرر "نصران" بنبرة أشد:
اضربيه.
لم تستطع رفيدة المكوث أكثر، هرولت ناحية المنزل، وتحديدا إلى الأعلى حيث غرفة "عيسى"، دقت الباب مرات متتالية وهي تناديه حتى فتح لها، بدا على وجهه النوم ولمحت هي ملك النائمة في الداخل وهو يقول بقلق:
بتخبطي كده ليه.

_ عيسى انزل الحق حسن بالله عليك، بابا هيموته النهارده.
قالتها بخوف، وأدرك هو أن أخاه ورط نفسه في كارثة، فأغلق باب غرفته وأسرع مع شقيقته ناحية الأسفل وهي تقص عليه مقتطفات مما حدث، حمدت الله أن والدتها وتيسير في الطابق العلوي وما إن وصلا إلى المرسم حتى سمع " عيسى" قول مريم المرتبك:
خلاص يا عمو أنا خدت حقي.

هز "نصران" رأسه وهتف وهو يتوجه ناحية ابنه:
يبقى اضربه أنا.
وجد من يقطع الطريق عليه سريعا، لم يكن سوى عيسى الذي قال محاولا إخماد ثورة والده:
خلاص يا حاج وهو هيعتذرلها.

_ ابعد عن سكتي.
قالها نصران وهو يحاول دفعه بعيد، بينما استمات عيسى في الدفاع عنه:
معملتهاش وهو صغير هتعملها دلوقتي، خلاص علشان خاطري.

هتف "نصران" بتوبيخ وهو يسعى ليطول "حسن" الواقف خلف "عيسى":
ما هو أنا لو عملتها وهو صغير مكانش اتجرأ على بنات الناس كده، ومد ايده.... يتضرب القلم اللي ضربهولها.
لم تذكر " رفيدة" لعيسى حوار الصفعة هذه وكررت "مريم" برجاء:
خلاص يا عمو أنا خدت حقي والله العظيم.

كان قد قبض على ملابسه وحين شرع في جذبه منها أبعد "عيسى" حسن وسمع والده الذي صاح بحدة ونفاذ صبر:
عيسى.
رد "عيسى" بضيق:
قولتلك ضرب لا.
يدرك عيسى جيدا أن والده إذا ضرب حسن أمام رفيدة ومريم سيتلف شيء لن يتم إصلاحه، لن يصلح هذا أي شيء بل سيسوء الوضع أكثر بالنسبة له
لذلك أعطى "نصران" قراره:
لو مش هيتضرب يبقى يمشي من هنا،
وقبل أن يجادل عيسى هتف نصران:
يا الضرب يإما أقسم بالله العظيم ما هيبات هنا.

تخطى "حسن" عيسى وذهب طواعية إلى والده، وقف أمامه ناظرا للأرضية، وطالعت مريم رفيدة بخوف لم ترد أن تصل الأمور إلى هنا، وقف "حسن" في انتظار صفعة والده ولكن شقيقه منع حدوث هذا بقوله:
هيخرج يبات برا.

_ هو اختار يتضرب، هتخاف على مصلحته أكتر منه؟
قالها "نصران" فرد عليه ابنه الأكبر بقوله:
أنا أخوه الكبير، وأنا عارف إن محدش هنا كلمته تمشي بعد كلمتك، بس أنت قولت يا يتضرب يا يبات برا، وأنا من حقي اختارله الأصلح... هو هيبات برا.

أحاطهما نصران بنظراته قبل أن يعطي أمره الأخير:
مفيش حاجة واحدة من أوضته تنزله، يخرج زي ما هو كده.
قالها ثم استدار لابنته هاتفا:
وأنتِ حسابك معايا لما ارجع.
حث "مريم" على السير معه مغادرا المكان بأكمله وما إن غادر حتى هتفت "رفيدة" بعصبية وقد أوشكت على البكاء:
حرام عليك يا أخي، عملتلنا مشكلة وورطتني معاك وأنا قولتلك من الأول لا، وهو ده اللي جايبها تتكلم معاها علشان مش مديالك فرصة تفهمها موقفك، بتضربها يا "حسن".... أنا اللي غلطانة.
قالتها بانزعاج وهي تغادر أيضا المرسم، لم يبق سواه مع " عيسى".... طال صمته حتى قال "عيسى":
مستني إيه امشي يلا.

_ هروح فين؟
سأل " حسن" بضيق فرد عليه عيسى:
روح عند امك.
قصد منزل "سهام" القديم الذي تستضيف فيه أقاربها وما إن قال هذا حتى رد "حسن":
مع إنك بتقول اقتراح بس أنا حاسس كأنك بتشتمني.

سأله بسخرية:
بتحس والله؟... وعندك دم زي الناس كده؟
تنهد " حسن" بملل وأشار على المكان حوله هاتفا:
أنا عارف إني غلطان، بس هي خدت حقها بص عملت إيه.
رفع ذراعه يريه حيث عضته، وأكمل:
ده غير الضربة اللي في ضهري.

فتصنع "عيسى" الشفقة وهو يقول:
يا حبيبي عضتك وضربتك كمان، كانت عايزة تبوسك بالعافية ولا إيه؟
ثم أضاف وقد أزعجه الوضع برمته:
أنا همشي علشان دقيقة كمان وأنا اللي هضربك.

_ طب هاتلي حاجتي من الأوضة طيب وأنا هستناك هنا.
كان يرجوه وقوبل الرجاء بالرفض حيث هتف عيسى:
أنا مش هعملك حاجة تاني، احمد ربنا أوي إني نزلت حوشت عنك الضرب اللي أنا متأكد إنك تستاهل أضعافه.
تركه ودخل إلى المنزل بينما وقف هو في الخارج يطالبه بإلحاح:
يا عيسى علشان خاطري خليك جدع بقى.

لمح "رفيدة" فنادى:
يا رفيدة طيب.
تجاهلت الرد عليه، وصعدت إلى الأعلى، وقف هو عدة دقائق بحيرة يفكر في حل للوضع حتى اصطدم بحقيبة تُقذف عليه من شرفة غرفته، ومعها مفتاح منزل والدته، نظر إلى الأعلى فوجده "عيسى" وقد هتف بنزق:
روح بقى.

أخذ بالفعل الأشياء من على الأرضية وقرر الرحيل ورفع رأسه يطالب عيسى بحزن:
طب ممكن تكلم بابا وأنا هعمله اللي هو عايزه.
وأمام حالته هذه لم يستطع عيسى إلا أن يبدي له موافقته، عاد إلى الداخل، وقد عكر صفوه كل ما حدث، عاد إلى غرفته فوجد ملك ما زالت غارقة في نومها، تمدد على الفراش بكسل، وتناول هاتفه يعبث فيه رأى هذه المكالمات الفائتة من بشير، حاول الاتصال به ولكن لا من رد، تأفف بانزعاج، ثم فتح البراد يخرج مشروبه المفضل، بدأ في تناوله وبدا التناغم على وجهه وكأن مشروب الشاي ذو الفقاعات هذا يعزف مقطوعة موسيقية داخله، توجهت عيناه ناحيتها تطالعها أثناء نومها ابتسم حين لمح جوارها ذلك الدفتر المميز بالأرقام السرية على غلافه، ذلك الذي ابتاعه لها من متجر "قسمت"... تذكر قسمت وقرر الاتصال بها ولكن توجه فضوله الآن نحو معرفة ما دونته ولكنه لم يصل، وحدها من تعرف رقمه السري، تناول القلم وبدأ يكتب على ذراعها الممدد جواره بابتسامة مشاغبة وبحرص كي لا تستيقظ:
" دفترك اشتكى من كتر ما كتبتي فيه اسمي "
ودون أسفل عبارته هذه آخرى كاتبا:
بتضحكي ها؟
تململت بانزعاج فترك القلم سريعا وهو يضحك وتوجه ناحية المرحاض، أتى "طاهر" في الأسفل، كان قراره هو الصعود إلى "عيسى"، ولكن اختار أولا التردد على غرفة من افتقده جليا وخاصة بعد أحداث اليوم التي ذكرته بالحادثة التي فُقِد فيها،
توجه ناحية غرفة فريد، سمع والدته تتحدث في الهاتف بانفعال، ما أثار استغرابه هو تواجدها في غرفة فريد، لما تتحدث في الهاتف هنا :
بقولك مش هينفع تيجوا دلوقتي... في مشاكل مع نصران.
كان سيدق ويدخل ولكن توقف حين أكملت والدته بضجر:
عايزة تعتبريني بطردكم اعتبريها، أنا خلاص تعبت ومحدش حاسس بيا، جوزي بعد عني وكل حاجة بتبوظ، أنا لحد النهاردة بشيل شيلة جوزك اللي داريت عليه حاجة زي اللي عملها بسبب إنه أخويا وأهو كله بيجي على دماغي أنا.

سمعت حديث الآخرى وردت بحسرة:
ما هو ربنا رحمه فعلا، أنا اللي عايشة بذنب الست اللي راحت بسببه، و مستحملة معاملة عيسى الزفت وإنه معتبرني السبب وزاد عليها نصران.

كانت نبرتها منخفضة ولكن رغم كل شيء وصلته، فتح ابنها الباب، دون حتى أن يدق، شحب وجهها وسأل طاهر بابتسامة:
ست مين بقى اللي راحت بسبب أخوكي، ومعاملة عيسى الزفت علشان معتبرك إيه؟
طوال عمره يعلم أن هناك سر، سر تعلمه والدته وعيسى ويخفيه كلاهما ويدعي أنه ليس هناك شيء، ولكنه لم يشك أبدا منذ أن شب على أن هناك أشياء كثيرة يخفيها الطرفان و ما أكد له الآن هو نظرات والدته التي حملت الخوف، الخوف من أن يعرف أي شيء.

★***★***★***★***★***★***★***★

بالعودة إلى القسم وحيث أدلت "علا" بتصريحاتها النارية وتخلل ذلك بعض المشاهد التي تذكرتها من الساعات السابقة، كان الضابط يطالعها بحيرة بعد ما قالته وهتف بهدوء:
أنسة علا لو بينك وبين أخوكي مشاكل حلوها ودي أفضل، لأن أي بلاغ كيدي هيضرك وخصوصا إن سمعة أخوكي من سمعة معالي الوزير، ودي نصيحة مني كأخ مش كظابط.

_ وليه حضرتك حكمت إنه بلاغ كيدي؟
قالتها بانفعال ورد عليه بمثله:
فين الشهود اللي على الواقعة، كنتي موجودة وهو بيقتله؟

ردت بنفي:
لا بس...
قاطعها بسؤال آخر:
أهل القتيل مبلغوش ليه؟... بلاش أهل القتيل،
أنتِ ساكتة ليه المدة دي كلها وجاية تفتكري تبلغي عنه النهارده
احتدت نبرته وهو يضيف:
أنتِ بتتهميه بجريمة قتل، مش سرقة محفظة، وتهمة زي دي لشخص في مكانة أخوكي تقلب الدنيا النهاردة وأول حاجة هتتقال إنه بيستخدم سلطة حماه، يعني بتشوهي سمعة وزير، ده غير إن العيلة اللي بتقولي إنه عمل كده في ابنهم دول مش شوية برضو.
حاول استدعاء الهدوء حين رأى رد فعلها على انفعاله وقد ظهر خوفها:
أنا أسف، معاكي دليل أنا هفتحلك المحضر حالا وهمشي معاكي للآخر، مفيش دليل هيبقى بلاغ كيدي ومحدش هيتضر غيرك.

وكانت مفاجأة من العيار الثقيل عبارتها التي تفوهت بها:
لو سمحت يلا شوف شغلك.... أنا عندي دليل.
جملة واحدة أعلنت بها بتحدي أنها ستواجه بطش شقيقها، حتى ولو كان التحدي واهي، ولكن ربما ما معها يصنع الفرق ويمكنها من مواجهة "شاكر"، المواجهة التي لا تعلم حتى الآن كيف ستحدث ولكنها على يقين من أنها لن تنساها أبدا.

يُتبع💙
صباح الفل عليكم، معلش لو منزلش امبارح الفصل كان طويل ومحتاج تركيز إن شاء الله يكون عجبكم وكل سنة وأنتوا طيبين وبخير، افتكروني بالدعاء في الأيام الحلوة دي ♥
متنسوش تعملوا ڤوت وتقولولي رأيكم وتوقعكم للجاي✨

Czytaj Dalej

To Też Polubisz

13.3K 635 20
بيتجوزها بالاتفاق إن جوازهم يكون على ورق بس.. وبعد مدّة صغيرة متكملش شهر المفروض يسافر ويسيبها لوحدها لمدة 5 سينين وطليقها وصحابه بيلاحقوها ومستنيين...
1.5K 77 8
وما بين عنادها وكبرياءها وحبها تقلبت ليالي كثيرة، وآن الآن أن يخفت صوت عنادها وكبرياءها وعلا صوت حبها يناشدها الإنتصار له، فما كان منها إلا الإستسلام...
170K 4.9K 34
قصة رجل فقد عيناه بسبب حادث مروري ويلتقي بحبيب ينقذه من حاله المؤساوي والمحزن ويلقى به السعاده .!
1.6K 78 18
عندما يكون العشق اطول من عُمر العاشق... ويُقربه القدر مِن مٰن يعشق.. يبدو وكأن الامر. اجمل من ما نتخيل ولكن. عندما يكون للقدر راى اخر.. فامن الممكن ا...